|
طاسة الحمام الأميريكي
فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 891 - 2004 / 7 / 11 - 08:31
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لما كنت معنيا بالثقافة فقد حاولت طويلا متابعة الثقافة الأميركية.. وكنت اقرب للأ هتمام بالشعر الأميركي.. وكلما تعمقت في البحث الورقي ..والبحث الألكتروني..زاد ضياعي وتوسعت فرص الفرجة.. على نزعات وتغيرات وأ تجاهات فردية نادرة في الثقافة والشعر..والحياة؟ وكنت اخشى ان اقول رأيي..واعبر عن الواقع المشتت هذا حتى وجدت ضالتي عند ديفيد بيركنز ..وهو من النقاد والباحثين الأميركان خلال الخمسينات والستينات .. المهتمين بالحداثة ..وما بعد ها.. وغيرهما من الظواهر الثقافية..يقول [ ان الثقافة الأميركية المعاصرة اقل تماسكا .. اذ لم تعد هناك سلطة او اتفاق في الراي لتقرر ماهي اللغات والكتب والتسجيلات الموسيقية والأفلام..والفنون ..التي ينبغي على المثقف ان يعرفها..وفي الولايات المتحدة توجد اختلافات هائلة في التجربة الثقافية المنبثقة عن الجنس والخلفية الأثنية والمنطقة والولاء السياسي لقضية مثل الأيكولوجيا والسلطة السوداء وحقوق الشواذ جنسيا ..والشركة للنساء السحاقيات..] ..ويمكن ان تكون مفردات كهذه مفتاحا لفهم يوميات السياسة الأميركية بشكل اساس حيث تتوزع السلطة افقيا وعموديا لتكشف عن امكانات الخلخلة، التي تشكل حجر الزاوية لنفهم كرة الثلج للمتغير الأميركي يوميا ، وكنت من قبل قد اشرت الى نماذج من الخلخلة من الولاءات المتعددة للذات الأميركية ..وصورها في العراق من التشتت والتضارب وعدم المركزية في السياسة والمواقف والتصريحات التي تهز صورة الأمبراطورية المأزومة اليوم.. ومع تواتر الأخبار وتضاربها يوميا وسط حمى الأنتخابات نتساءل عن المرجعية التي يمكن معاينتها او العودة اليها لفهم مايدور في العراق..وفي اميركا.وسط ملاحظة بيّنة لشتات اطراف الحكومة العراقية وحراجة موقفها من عدد من التصرفات والتصريحات والأجراءات الأميركية في المقدمة منها بيان الكونغرس يوم اول امس حول عدم صدقية المعلومات.. التي جعلت الكونغرس يصادق على قرار الحرب..وتصدع جبهة التحالفات السياسية ..وسط متغيرات عاصفة كل يوم ابرزها الحديث عن ذمم مالية تخص الرئيس بوش يوم كان جنديا في فيتنام واعلان الجهات الأدارية والمالية في وزارة الدفاع عن تبدد وتلف وثائق تخص ذلك.. وظهور فضائح مالية تخص الثروة العراقية .. لسلطة الأحتلال يد طويلة فيها.. وتصريحات واجراءات تحرج الوزارة العراقية كل يوم ..وينعكس ذلك على الوضع النفسي والأمني في الداخل. ففيما وعدتنا الوزارة بأداء مفتوح..تتحرك و تنتشر القوةالعراقية الكبيرة اليوم ..وتعمل بطريقة حذرة ومقيّدة ..وفيما يعلن عن اجراءات الطوارىء ..يتقدم الرئيس الياور ..ووزير حقوق الأنسان ووزير العدل بوعود وما يشبه التخوف.. من عدم المساس بحرية احد وملكية احد قبل اية خطوة..فيما الميدان يتطلب الحركة السريعة والشدة..والمتابعة ، و تبدو التعليمات الأميركية المقيدة للمسؤول العراقي حول مبالغات حقوق الأنسان..رادعة وعنصر اختبار للطاعة التي ستحكم على المستقبل السياسي لأطراف كثيرة.. ولايكاد يخلو يوم من موجة صادمة ..وخلخلة مؤثرة تشير الى صورة الغد القادم بطريقة او بأخرى. وفي الميدان تشكو قوات الشرطة العراقية من تدخلات القوات الأميركية وقيامها بألتفتيش وربما الحجز لقوى الشرطة.. التي وعدت الناس على لسان وزير الداخلية ورئيس الوزراء بمزيد من الأجراءات الرادعة للأمساك بناصية الأمن. وتتسلل الى الجمهور تصريحات عن سيناريوهات مستقبلية في حال فشل الحكومة في مهماتها المعلن عنها.. تأتي تلك التصريحات على لسان بول بريمر الذي يشير الى اختلاف في الرؤية بين العراقيين والأميركان حول الملفات واستحقاقاتها وفق المنظور الذي تقدمه الحكومة العراقية..ويخشى بريمر من ان يصبح العراق شبيها بلبنان في نهاية السبعينات والثمانينات..حين تفشل الحكومة المؤقتة. ويظهر للعيان ان الأميركان لايريدون سوى تسويق خطتهم ..فقد قلنا لهم في حزيران 2003 بادروا للأتصال بالناس ومنحهم دورا ..وكان الوضع هادئا وفئات الشعب تصوّرت صورة اولى للتحرير المزعوم ..فقالوا نحن نظن ان الوقت مبكر الآن والأنفلات لابد ان يستمر سنة ..او سنتين حسب دراساتنا..وتم تسويق سيناريو الأنفلات ذلك.. وها هي فصوله تترى..وهكذا هي تصريحات بول بريمر الأخيرة التي تتوجه الى الحكومة وتشكك في اجراءاتها ونجاعتها كما توغل في ايذاء سيكولوجيا القاعدة العريضة من المواطنين وتباعد الشقة مع الحكومة المؤقتة. ووسط هذه الخلخلة التي تعبر عن ضياع الطاسة في الحمّام الأميركي تنطرح اسئلتنا ..ما اذا كان يمين الجمهوريين الجدد ..ام يمين الديموقراطيين الجدد سيتولّى..التوزيع والتقسيم في المرحلة مابعد الأنتخابات..وما اذا كانت الطاسة بأيديهم ام بأيدي غيرهم..وتأتيك بألأخبار ..من لم تزوّد.. ــــــــــــــــــــــــــ بغداد [email protected]
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عودة آور ..العودة للناصرية
-
AMERICANIZATION
-
التوافقية : حكمة الكورد السياسية
-
أنصفوا الكورد : اقلية عقلانية..واغلبية ضائعة..
-
يوم آخـــــــــر
-
قصائد لزمن واصدقاء
-
الحب والبلاد والأسى
-
اوهام
-
حماقة التغيير
-
صحفيون
-
الرسائل قداس ايامنا
-
وردة السايكوباث/ قصيدة
-
اميركـــــا..حبيبتي
-
جـحيم المدينة جحيم العربات
-
ألأمــــيركيّـــون
-
من أضراب كاورباغي ألى ضياع الهوية
-
علم وشعار..وعقلانية
-
مثقفون ..في مقهى ..
-
نســـــــاء
-
لاأستطيع أن أكون كل ألأعداء
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|