|
في الذكرى 41 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية
أسعد أبو شرخ
الحوار المتمدن-العدد: 2926 - 2010 / 2 / 24 - 16:26
المحور:
القضية الفلسطينية
تحتفل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بالذكرى الواحد والأربعين لانطلاقتها وهي التي جسدت تعبئة الشعب الفلسطيني بالفكر والمقاومة نحو فلسطين، ومنذ انطلاقتها حرصت الجبهة الديمقراطية على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية فلسطينياً وعربياً وعالمياً وترجمت ذلك بالكفاح المسلح والفكر النير وخلق علاقات رفاقية مع حركات التحرير التي تناضل من أجل حرية شعوبها في كل مكان، ولقد تميز عملها الثوري بكفاح مسلح نشط ومقاومة بجميع أشكالها، وعمل سياسي وإعلامي ديناميكي لمواجهة ودحض الرواية الصهيونية والدعاية الصهيونية، ومن هنا ركزت الجبهة على قضيتين مهمتين :1- التوثيق 2 – حق العودة. يمكنني أن أقول بكل ثقة أن الجبهة الديمقراطية هي التنظيم الفلسطيني المناضل الأول الذي يسجل له قصب السبق في هاتين القضيتين من أجل الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية "طازجة" بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من أحداث ووقائع وتواريخ ووثائق ومعارك وتطورات لتصب في الحفاظ على ثوابتنا وحقوقنا الوطنية المشروعة، وكذلك العمل الدءوب والمتواصل الخاص بحق العودة والتعويض، حيث تتميز الجبهة بوجود مجموعة من المراكز البحثية ومراكز اللاجئين والخبراء الذين يوثقون كل شيء ويرصدون كل شيء حول هذه القضية ويقومون بالدفاع عن حق العودة والتعويض باللغتين العربية والإنجليزية وينشطون على مستوى العالم في هذا الموضوع وكاتب هذه السطور شارك في العديد من هذه النشاطات داخل وخارج الوطن . إذ أن قضية حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين تشغل حيزاً كبيراً من تفكير الجبهة الديمقراطية، بل يكاد أن يكون هماً يومياً، وإنني أشعر بالامتنان للجبهة الديمقراطية على العديد من الكتب والمقالات والوثائق باللغتين العربية والإنجليزية التي زودتني بها والكثير من المثقفين والأكاديميين لتكون أدواتهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية ودحض الرواية الصهيونية وتفنيدها. إن الجبهة الديمقراطية، العنصر الفاعل في م:ت:ف تشكل معارضة من داخل البيت الفلسطيني، وتقول رأيها بوضوح وصراحة في الشأن الفلسطيني وتعارض بوضوح كل ما من شأنه أن يمس القضية الفلسطينية وهي من أوائل التنظيمات التي طالبت ومازالت بأن تكون المفاوضات، كما المقاومة، قائمة على أسس سليمة، أي أن يكون هناك مرجعية للمفاوضات قائمة على قرارات الأمم المتحدة وجداول زمنية للتنفيذ مع تصعيد المقاومة والمحافظة على حقنا التاريخي في فلسطين كما قال القائد الرفيق نايف حواتمة وهو من أهم القادة التاريخيين للشعب الفلسطيني والذي مازال يعمل دون كلل أو ملل من أجل القضية الفلسطينية. إن أحداً لا يستطيع أن ينكر دور الجبهة الديمقراطية في النضال وخاصة عملياتها المتميزة ضد العدو الصهيوني، ولقد كانت من أهم العمليات المؤثرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية المسلحة عملية ترشيحا "معالوت" والتي كبدت فيها العدو الصهيوني العشرات من القتلى والجرحى، ومازالت الجبهة حتى هذه اللحظة متمسكة بالمقاومة وثقافتها وتناضل من أجل القضية الفلسطينية بشتى أشكال الكفاح المسلح وغيره ولها حضور في جميع تجمعات الشعب الفلسطيني ومخيماته داخل فلسطين وخارجها من سوريا إلى لبنان بل والتجمعات الفلسطينية الناشطة في أوروبا وغيرها من الدول. إنني في الوقت الذي أهنئ به الجبهة الديمقراطية بذكراها الواحد والأربعين، وأهنئ الشعب الفلسطيني بهذه الذكرى العزيزة أدعو بل أطالب من منطلق المحب للجبهة الديمقراطية بأن يكون لها دوراً ريادياً كبيراً في ثلاث قضايا أرى أنها ملحة وذات أولوية قصوى. 1 – مواصلة عملها من منطلق الحرص على الثوابت الوطنية الفلسطينية والمقاومة وثقافة المقاومة لرأب الصدع بين حماس وفتح، وبذل قصارى الجهد لإنهاء الانقسام المدمر الذي أضر ويضر بالقضية الفلسطينية لأن إسرائيل وأمريكا هما العائق الرئيس أمام المصالحة الوطنية الفلسطينية، إنني على يقين أن الجبهة الديمقراطية إذا ما أحسنت واستثمرت استخدام علاقاتها الطيبة مع فتح وحماس وجميع الأطراف الأخرى، يمكن أن تساهم في تقريب وجهات النظر وإعادة اللحمة الوطنية وعودة الوحدة الوطنية بعيداً عن التأثيرات الخارجية الضاغطة وخاصة الأمريكية والإسرائيلية منها. 2 – لعب دور أكبر في الحث على تطبيق وثيقة الوفاق الوطني واتفاقية القاهرة 2006 الخاصة بإعادة تفعيل وبناء وإصلاح م:ت:ف خاصة وأن الجبهة الديمقراطية من التنظيمات التي حافظت بفاعلية على وجودها وحدوياً داخل م:ت:ف ولعبت دوراً فاعلاً ومؤثراً في مجالسها الوطنية بل وفي صياغة وثيقة القاهرة 2005 الخاصة بـ م:ت:ف. 3 – استمرار العمل بدأب على تجسيد مبادرة اليسار التي تضم الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وحزب الشعب وآخرين، لخلق تيار وطني ثالث قوي ومؤثر يساهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية والحفاظ على ثوابتنا وانجاز التحرر الوطني وصولاً إلى تحرير وطننا الغالي فلسطين وحقوقنا التاريخية في فلسطين التي تؤكد عليها قيادة الجبهة وكوادرها، كما تؤكد عليها أدبيات الجبهة. تحية حارة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في ذكراها الواحدة والأربعين، آملين أن نعيش هذه الذكرى وقد انتهى الانقسام وعادت الروح إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية ورفع الحصار ودحر الاحتلال وأنجز شعبنا الفلسطيني حريته واستقلاله في وطنه الغالي فلسطين. * كاتب وأكاديمي فلسطيني- قطاع غزة.
#أسعد_أبو_شرخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت
...
-
شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في
...
-
ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما
...
-
لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم
...
-
الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح
...
-
رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي
...
-
-القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح
...
-
كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
-
أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار
...
-
13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|