أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - من ينقذ البعثيين العراقيين من أنفسهم ؟ دفاعا عن الشعب العراقي وليس عن وميض نظمي فقط !















المزيد.....

من ينقذ البعثيين العراقيين من أنفسهم ؟ دفاعا عن الشعب العراقي وليس عن وميض نظمي فقط !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 890 - 2004 / 7 / 10 - 04:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الدرس الروسي : قبل يوم واحد من الإعلان رسميا عن نهاية الاتحاد السوفيتي كان عدد أعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي قد فاق الخمسة عشر مليونا . وغداة إنزال العلم السوفيتي من على مبنى الكرملين وصدور قرار حل الحزب لم يخرج من تلك الملايين الخمسة عشر حتى ربع مليون شيوعي ليدافعوا عن الدولة السوفيتية الأعظم وعن الحزب الذي نقل الأمة الروسية المتخلفة ، والتي كان كارل ماركس يسميها قلعة الرجعية في أوروبا ، من خارج التاريخ الفعلي إلى مرتبة القطب الكوني الأول الذي أوصل أول إنسان إلى الفضاء الخارجي في مقابل القطب الثاني الأمريكي ، فأين ذهب ذلك الجيش العرمرم من ملايين الشيوعيين ؟
والجواب على هذا السؤال ليس موضوعنا الآن ، مع إننا سنجده في ماضي التجربة وليس في حاضرها ، وإنما المهم هو أن ذلك الحزب الذي سقط كثمرة فاسدة وذهبت ملاينه الخمسة عشر أيدي سبأ ، أنجب خميرة فعالة بادرت إلى العمل الدؤوب في ظروف قاسية يصعب وصفها وفرز قيادة حكيمة وواقعية وضعت خطة طوارئ نقدية ومختلفة المديات وراحت تشتغل على الحطام العظيم الذي وجدت نفسها فيه فوجهت فوهات ما كان فرديك إنجلز يسميه " مدفعية النقد الثقيل " إلى كامل تجربتها وشرعت في الهدم كمقدمة للبناء وكان أول إجراء اتخذته هو أنها قطعت رأس الحزب القديم فطردت الأمين العام ميخائيل غورباتشوف ومجموعته القيادية المسئولة عن كل ذلك الدمار والفساد ولم تكد تحل الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأولى في روسيا حتى فوجئ العالم بأن الحزب الشيوعي الروسي الخارج من جثة الحزب الشيوعي السوفيتي هو الحزب الأول والأكبر في روسيا ، فكانت كتلته البرلمانية هي الأبرز والأقوى وكاد مرشحه للرئاسة زوغانوف أن يفتكَّ الرئاسة من بوريس يلتسن الذي وقف معه الغرب الإمبريالي كله وانتهت المعركة بخسارة المرشح الشيوعي بفارق ضئيل في النسبة المئوية لمجموع الأصوات أمام يلتسن .
لقد جرت مياه كثيرة في الدون الهادئ وتغيرت أمور كثيرة منذ ذلك الحين غير أن العبرة التي يمكن أن يستخلصها المرء من هذا الدرس هو أن تجربة الشيوعيين الروس كانت تجربة بشر يصنعون تاريخهم بأيديهم وهم داخل ذلك التاريخ ، فماذا عن تجربة البعثيين العراقيين الذين أسقط نظامهم بفعل غزو أجنبي بعد أن نخرته دودة القمع والاستبداد والفساد من الداخل ؟ هل قدم البعثيون العراقيون بعد عام و بضعة أشهر على إسقاطهم ما يدل على أنهم يصنعون تاريخهم بأيديهم وهم داخل التاريخ الفعلي أم إننا إزاء تكرار ممل لحركات بهلوانية خارج التاريخ الفعلي لأنها تجتر أوهامها وتستمد وتستوحي شِعرها من المقابر والزنزانات والخنادق وليس من الشوارع والأسواق والبساتين ؟ لنقرأ بعض الوقائع في محاولة لإجابة :

طموح دموي : المقالة التي نشرها أحد الصداميين بتوقيع مبشر البغدادي في موقع " البصرة ، نت " ردا على تصريح د. وميض نظمي حول موضوع استجلاب قوات عربية إلى العراق يفتح ملف كوابيس الصداميين الجديدة التي جعلتهم يخرجون عن طورهم ويلمحون وإن بشكل ضمني إلى طموحاتهم المتأصلة لتكرار مجازر آذار 1991 بحق الشعب العراقي والعودة إلى السلطة عبر صفقة مريبة مع سلطات الاحتلال ومع الحكومة الانتقالية التي شكلتها تلك السلطات .
وبما أن الدكتور وميض نظمي ليس بحاجة إلى دفاع شخصي عنه وعن مواقفه السياسية المعادية لاحتلال العراق والدكتاتورية معا ، ولأن من هاجمه لم يهاجمه لشخصه بل لما يمثل من فكرة ومشروع ولما يعلن أنه ينطق باسمه أي ما يسمى "المؤتمر التأسيسي " والمقصود هنا المحاولة التي عقدت بتاريخ 8/5/2004 والتي كان لنا في التيار الوطني الديموقراطي ومعنا العديد من الفصائل والشخصيات الوطنية الرافضة للاحتلال العديد من التحفظات عليها فإن دفاعي سيكون عن الشعب العراقي بعمومية القول ، أما تحديدا فإن ما سأطرحه هنا سيتركز على المشروع السياسي الذي يقوم على فكرة المجلس التأسيسي الوطني المستقل التي أطلقها ودعا إلى تبنيها وتنفيذها التيار الوطني الديموقراطي أسابيع قليلة بعد سقوط العاصمة بغداد وانهيار و هروب النظام الصدامي البعثي ولتمييز بين الفكرة الأصلية ومحاولة الأخوة في المؤتمر التأسيسي سنستعمل كلمة "المجلس التأسيسي "للأولى و" المؤتمر التأسيسي " للثانية ، وسوف أوضح تحفظاتنا على المحاولة المتسرعة التي قام بها أحد أخواتنا في سكرتاريا اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر في بغداد في التاريخ سالف الذكر تحت عنوان ( المؤتمر التأسيسي العراقي الأول لمقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق ) وسأحاول تفنيد المؤاخذات التي يسجلها الصداميون على المشروع السياسي ككل مارا على موضوع استجلاب القوات العربية إلي العراق هو الموضوع الذي كان مناسبة هذا السجال .
ومعلوم أن فكرة المجلس التأسيسي الوطني قد أضحت اليوم فكرة سائدة وغلابة وحتى سلطات الاحتلال والحكومة العميلة التي نصبتها رفعت هذا الشعار للتشويش عليه وطلبت من عملائها التحضير لعقد مؤتمر " وطني هو الآخر " يسميه الظرفاء " مؤتمر فواد معصوم وشركائه " في محاولة لفبركة غطاء سياسي للحكومة العميلة التي شكلوها من قبل مجلس الحكم العميل الذي شكله بريمر وبعض القوى والشخصيات المقربة منه وفي محيطه .
كابوس جديد : إن الجديد هذه المرة في كوابيس الصداميين اسمه المؤتمر التأسيسي ، فردهم أو بيانهم الجديد يحمل عنوانا يقول بأن ( ما يسمى بالمؤتمر التأسيسي لا يمثل القوى الأساسية في العراق ) و المؤسف أن مضمون هذه الجملة صحيح فالمؤتمر التأسيسي الذي يتولى أمانته العامة الشيخ جواد الخالصي والناطق الرسمي باسمه د. وميض نظمي والذي عقد بتاريخ 8/5/2004 ببغداد لا يمثل لا جميع القوى الوطنية العراقية ولا حتى الفكرة الأصلية لعقد المؤتمر التأسيسي ولا أصحابها في التيار الوطني الديموقراطي وحلفائه . إن هذا المؤتمر ليس إلا محاولة ، أعلنا نحن في التيار الوطني الديموقراطي تحفظاتنا عليها ، ولا نقيمها - في الوقت الراهن على الأقل - سوى بأنها محاولة من أحد الأعضاء في سكرتاريا اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي الوطني المستقل التي شكلت وأعلن عنها في باريس إبان مشاركة وفد الوطنيين والاستقلاليين العراقيين في المنتدى الاجتماعي العالمي المنعقد من 12 تشرين الثاني من السنة الماضية 2003 وحتى الخامس عشر منه .
مهرجان لا مؤتمر تأسيسي : إنها محاولة متسرعة وخاطئة لتطبيق الفكرة والمشروع السياسي الذي يقوم عليها برمته من قبل ذلك العضو لخدمة أغراض معينة عبر بناء تحالف حزبي وفئوي من مجموعة من الشخصيات والمجموعات الصغيرة . وقد توجت تلك المحاولة بعقد مهرجان خطابي دعي إلى حضوره خمسمائة شخصية عراقية وانتهى مثلما بدأ دون حصيلة تذكر .لقد أطلقنا فكرة المجلس التأسيسي ليكون بمثابة لقاء لكل فئات المجتمع العراقي يناقش فيه ممثلو تلك الفئات والقوى الاجتماعية والسياسية و بكل حرية وشفافية دقائق العملية الوطنية ومواجهة الاحتلال وصنائعه وينتهوا إلي اتخاذ قرارات عملية وإجراءات ملموسة لبناء الكيانية العراقية الجديدة وتحديد ركائزها الأساسية على أنقاض تلك التي دمرتها الدكتاتورية والحرب ، أما ما حدث في 8/5/2004 فقد كان للأسف احتفالا خطابيا استمع فيه الحضور إلى الكلمات الإنشائية وصفقوا لقيادة لم ينتخبها أحد ولا يعرف أحد كيف تكونت ثم انصرف الجميع .
وفي الواقع فقد شارك في ذلك "المهرجان " ممثلون عن التيار الوطني الديموقراطي كمراقبين وانسحبوا منه مبكرا و معهم ممثلو قوى أخرى بعد أن بانت حقيقته الخطابية والاحتفالية والبعيدة كل البعد عن نسج وتشكيل الكيانية العراقية الجديدة والإطار السياسي التمثيلي المعبر عن إرادة فئات ومكونات كل أو على الأقل أغلبية الشعب العراقي وليس عن مصالح مجموعة من الأشخاص والتنظيمات الفوقية التي حاولت فرض نفسها على الجميع .
ومع ذلك ، وعلى الرغم من شعورنا بالأسف والغبن من تلك التصرفات ، فقد تعاملنا بصبر وهدوء مع الأخوة القائمين على ذلك المهرجان ولم نشأ أن نفتح سجالا علنيا نكشف فيه كل الحقائق مما قد يؤذي العملية السياسية الوطنية بل اكتفيا بإرسال رسائل وموفدين عن التيار للالتقاء بأهم الأطراف المشاركة لتوضيح موقفنا مما جرى ولكننا اليوم ، وفي معرض الرد على ما ذكره الصداميون في هجومهم على مشروع المؤتمر التأسيسي في شخص الأستاذ وميض نظمي فقد حبذنا أن نعطي الرأي العام فكرة أولية ومختصرة وتعريفية حول الموضوع فإن أنكر الأخوة الذين سمحوا لأنفسهم بعقد ذلك المهرجان من وراء ظهر سكرتاريا اللجنة التحضيرية وإطلاق تلك الصفات على أنفسهم من أمين عام و ناطق رسمي وغير ذلك ما قلناه هنا ، وإن أنكروا أن الشخص الذي يحمل اليوم صفة الأمين العام للمؤتمر الدستوري كان عضوا في تلك السكرتاريا إلى جانب أكثر من عشرين شخص آخر بعضهم حضر اجتماعات باريس والبعض الآخر حضر ملتقى القاهرة وأنه كان مكلفا فقط بالقيام بنشاطات وعقد لقاءات والقيام باتصالات مع القوى العراقية في الداخل والتبشير بالمشروع السياسي وليس بالاستيلاء عليه وتنفيذه بمبادرة فردية ودون اتصال أو تنسيق مع السكرتاريا، إن أنكر الأخوة كل ذلك فسنعود إلى هذا الموضوع بمزيد من التفاصيل وبالوثائق عندها ، أما إن راجعوا أنفسهم ومحاولتهم بشكل نقدي حرصا على الحركة الوطنية العراقية الرافضة للاحتلال وصنائعه فحسنا يفعلون وستظل أيدينا ممدودة لهم للاستمرار بالمحاولة من أجل عقد المجلس التأسيسي الوطني المستقل بوصفة عملية دستورية وديموقراطية وليس مهرجانا خطابيا ولتكن محاولتهم المتسرعة تجربة لنا جميعا بحاجة إلى الدرس والتمحيص خدمة للمحاولة الجديدة والأكثر سعة وجدية وتنظيما ومرحلة أولى على طريق عقد المجلس التأسيسي الوطني المستقل .
اللغة الصدامية : نعود الآن إلى الأفكار التي طرحها الناطق باسم البعثيين الصداميين في معرض رده على الدكتور ميض نظمي فنسجل التالي :
يعلل الكاتب عدم تمثيلية المؤتمر التأسيسي المنعقد للقوى الأساسية العراقية بالسعي ( الخائب لاقصاء البعث ،وهذه السياسة تساعد على تكريس الاحتلال لأنها تنطلق من تجاهل الجسم الأساسي للمقاومة وقيادتها الفعلية وهو البعث ،فكيف يتم دعم المقاومة واقصاء البعث ؟ وبالمناسبة فان الاقصاء هو الوجه الاخر للاجتثاث .) وهذه اللغة الاستعلائية والمتبجحة التي يتقنها الصداميون لا تبرر شيئا في الواقع بل تؤكد أن التيار الصدامي وبتاريخه الدموي وبإصرار القائمين عليه الآن على الخطأ والدفاع عن الجريمة وعدم القطع مع التجربة الدموية الصدامية هم الذين يستثنون أنفسهم من أي فعل عراقي جماعي .
فالواقع إن أحدا لم يقصِ البعثيين كقوة مجتمعية نتجت عن ممارسة السلطة لخمسة وثلاثين عاما ولها وزنها في البلاد من أي مسعى وإنما وجد على الدوام شبه اتفاق بين القوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال على استثناء مجموعة الطاغية صدام حسين ورفض التعامل والحوار معهم مع بعض الاستثناءات النادرة جدا . و بما أن تيارا بعثيا وطنيا قطع مع تلك المجموعة الملطخة بدماء مئات الآلاف من أبناء شعبنا و وقف وقفة جاد مع نفسه نقديا واعتذر لشعبه لا وجود له أو للدقة لم يعلن عن نفسه حتى الآن فالمشكلة إذن تخص البعثيين وليس غيرهم وهم يساهمون في اجتثاث أنفسهم بأنفسهم ويستقطبون لعنات الناس وذوي الضحايا والمتضررين من حكمهم خاصة إذا واصلوا خنوعهم للمجموعة الصدامية المهيمنة حتى الآن على ما سلبته من إمكانات الدولة العراقية ولم ينتفضوا على واقعهم .
إن الكاتب الصدامي في " البصرة نت "يساوي بين من يسميهم دعاة إقصاء البعث ودعاة الاجتثاث وهو في الحالتين يزور ويكذب ، فحتى عملاء الاحتلال لم يطالبوا باجتثاث البعثيين عموما بل أرادوا اجتثاث البعثيين الوطنيين المقاومين إضافة إلى محازبي مجموعة الطاغية صدام من رجال المخابرات وأجهزة الأمن السرية الأخرى وترك الآخرين الذين لم يتلوثوا بدماء الشعب العراقي وشأنهم ، أما " دعاة الإقصاء "الذين يهاجم مبشر البغدادي المؤتمر التأسيسي بسببهم فهؤلاء -كما وضحنا- لا وجود لهم إذ لا أحد يدعو إلى إقصاء البعثيين بإطلاق القول وعمومه . أما إذا أراد البعض من هؤلاء البعثيين الصداميين استعمال المقاومة كجسر للعبور إلى السلطة والقيام بحملة مجازر جديدة بحق الشعب العراقي كتلك التي قاموا بها في ربيع 1991 فليعلموا إنهم لن يمروا هذه المرة ، وسيكون الجميع لهم بالمرصاد حتى وإن تفاوضوا وتصالحوا مع الاحتلال الأمريكي .
المجلس التأسيسي : إن المشاركة في المجلس التأسيسي تختلف تماما عن المشاركة في أية مهرجان خطابي أو حفلة عيد ميلاد ، صحيح إن فيها جانبا إجرائيا تهتم به اللجنة التحضيرية التي ستشكل قريبا من خلال الاجتماع التحضيري القادم وستتحمل تلك اللجنة المسئولية عن توجيه الدعوات إلى الأطراف التي ترتئيها والتي سيكون على أساس تمثيلي وتوافقي معا ، وإذا ما قرر المجلس التأسيسي الموافقة على حضور أي حزب أو قوة أو شخصية سياسية فلن يكون بوسع أية جهة منع ذلك الحضور . وسيكون بوسع البعثيين أو غير البعثيين أن يطلبوا المشاركة في المجلس التأسيسي الوطني المستقل أما الصداميون فسنعارض نحن في التيار الوطني الديموقراطي مشاركتهم في أي نشاط أو عمل مناهض للاحتلال ولكننا سنلتزم بالقرار النهائي للمجلس التأسيسي الوطني المستقل .
يكشف الكاتب الصدامي عن خفايا خطة جماعته حين يعلن وبالحرف الواحد ( ان مطلب ادخال قوات عربية باي شرط سواء كان بقرار قمة او غيرها هو محاولة مكشوفة لمصادرة الحق الشرعي للمقاومة في استلام السلطة بعد التحرير ) بمعنى إن الصداميين يريدون السيطرة على السلطة والاستفراد بالشعب العراقي دون حسيب أو رقيب حتى لو كان من قوات دول الجامعة العربية .
والحقيقة فنحن لا نناقش هنا تحديدا صوابية أو عدم صوابية الموافقة على استقدام قوات عربية حكومية ، ونعتقد بهذا الخصوص أن القوات التي يمكن أن تستقدم ويطمئن إليها الشعب هي قوات أممية من ذوي القبعات الزرق مشكلة من قوات الدول التي لم تشارك أو تؤيد العدوان واحتلال العراق ، ولكننا في معرض فضح الملعوب الصدامي الجديد الذي يروج له مبشر البغدادي وجماعته . أما كلام الصداميين عن جبهة وطنية ستشكل بعد التحرير وانتخابات تحت اشراف الجامعة العربية فهو كلام عقيم وكأس مر أذاقه البعثيون الصداميون للعراقيين في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وانتهى بإجلاس من وقعوا معهم على الجبهة الوطنية على زجاجات البيرة في دهاليز المخابرات وبإعدام شبابهم بكل سادية و جبن والتاريخ إن أعاد نفسه فسيعيدها في المرة الأولى كمأساة و في الثانية كمهزلة .. و باختصار فليس ثمة فاضل من الوقت للضحك والهزل مع جبهات الصداميين !
دفاعا عن نظمي : يواصل مبشر البغدادي خلطه المقصود بين البعثيين والصداميين محاولا الإيحاء بأن حزب البعث هو صدام وصدام هو حزب البعث وإن دار لقمان مازالت على حالها وواقع الأمر هو هكذا حتى الآن على الأقل فيكتب مدافعا عن جماعته (ان السيد وميض منسجم في طرحه هذا مع هوسه، الغريب على أي وطني يدعم المقاومة ، في مهاجمة البعث ارضاء لقوى عميلة او مشبوهة ربما يعتقد أنها ستقدم له خدمة توزيره مع البديل المسمى زورا (وطني ) ليحل محل العملاء المكشوفين ، ويكفي ان نشير إلي تهجمه على القيادة العراقية في جريدة القدس العربي ، ولذلك نقول له توقف عن ممارسة هذه السياسة الانقسامية وتذكر انه لن تكون هناك جبهة أو تحالف وطني من دون البعث القائد الحقيقي للمقاومة ) والمقصود بتهجم وميض نظمي هو ذكره لبعض الأمثلة على المجازر التي ارتكبها نظام صدام حسين إذ يبدو أن من حق الصداميين أن يرتكبوا المجازر ولكن ليس من حق العراقيين أن يتكلموا عنها ففي ذلك تهجم على صدام وقيادته !
وقد نشر موقع البصرة نت اليوم الخميس 8/تموز مقالة جديدة يهاجم كاتبها وهو نكرة صدامية لم يسمع بها أحد من قبل الشيخ أحمد الكبيسي ويصفه (بالعجوز الملتحي الخرف المنافق والسطحي ) لا لشيء إلا لأنه هاجم جرائم صدام بحق الشعب العراقي ! والحقيقة فإن قوة خارقة يمكنها فقط تقديم هذا النوع من المكابرة والعناد فهذا العنصر الصدامي ما زال يكرر مواويله العتيقة عن الدور القائد الحقيقي للبعث الصدامي مع إن هذا الحزب قد تلاشى تماما من أربعة أخماس العراق وتحولت بنيته التنظيمية إلى رماد تحت وطأة الجرائم التي ارتكبها نظام صدام وليس تحت وطأة الاحتلال وصار اسم صدام عار على البعث وعلى كل من يمت له بصلة . ولكن يبدو إن الانفصال عن الواقع والغيبوبة في الذهان الرغبوي التي اتصف بها صدام ومجموعته قد أصبحت مرضا معديا ينتقل عبر المقالات والخطابات إلى من تبقى من كادر الأجهزة القمعية الصدامية والذي انتقل اليوم من دهاليز المخابرات والأمن السري إلى منصة الخطابة باسم المقاومة .
ماذا يحدث في سامراء : لسنا نفتري على أحد ولا نبالغ في وصفنا لما يحدث على الأرض ولنا دليل وحجة على ما نقول بحق هؤلاء الصداميين وبحق توجهاتهم الدموية ضد الشعب في ما حدث وما زال يحدث في مدينة سامراء التي سيطرت عليها مجموعة من مسلحيهم بعد انسحاب قوات الاحتلال منها، فقد أكدت لنا مصادر من الحركة الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال من داخل المدينة أن المسلحين الصداميين الذين يقودهم كوادر من مخابرات النظام المطاح به رفضوا جميع المحاولات والاقتراحات التي تقدمت بها أطراف وطنية لتشكيل هيئة مشتركة لإدارة الشؤون الحياتية في المدينة .إن هذه الواقعة تثبت بالملموس أن الصداميين مازالوا أسرى كوابيسهم الدموية وخططهم وأوهامهم للعودة إلى السلطة عبر بحار من دماء العراقيين إن اقتضى الأمر ويبدو أن نجاحهم في عقد صفقة دموية بينهم مع المحلين الأمريكان ليست مستحيلة ومَن يظن أنها مستحيلة فليتذكر الصفقة التي سبقت مجزرة آذار 1991 بين صدام وشوارزكوف وليتذكر الغدر الأمريكي أيام بوش الأب خصوصا وأن المثل السائر يقول : فرخ البط عوّام !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المفاوضات بين - البعث الصدامي - وسلطات الاحتلال :
- جواسيس يحاكمون طاغية والشعب مُغَيَّب !
- المبسط في النحو والإملاء : الفرق بين الضاد والظاء
- الجريمة الطائفية في الفلوجة طعنة نجلاء في ظهر المقاومة !
- لجنة الحقيقة والمصالحة : ضمان حقوق الضحايا دستوريا واستثناء ...
- تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : نظام البعث استورد التعذيب الش ...
- تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : و معادلة العفو المشروط مقابل ...
- تجربة جنوب أفريقيا أكدت: تحقيق العدالة يؤدي إلى المصالحة ولي ...
- فضيحة الوزير الجلاد: التصفية العادلة لملفات القمع الشمولي وت ...
- المبسط في النحو والإملاء الدرس الثامن والأربعون / التمييز / ...
- توضيح ومناشدة : لتكف الأقلام العراقية الوطنية عن الاحتراب ال ...
- المبسط في النحو العربي والإملاء الدرس السابع و الأربعون : ال ...
- الزرقاوي أخطأ العنوان في كل مرة وليس هذه المرة فقط !:
- محاولة عقيمة أخرى لتكريس الجلبي زعيما طائفيا بعد تصفية الصدر ...
- قصة السيد العلوي والطبيب القواد .
- حين ينعت اليساري الكادحين في تيار الصدر بالرعاع !
- من رفض وثيقة السلام في النجف وكربلاء: السيد الصدر أم مهندس ا ...
- النفاق الطائفي بين قبة ضريح علي بن أبي طالب ومقر الجلبي !
- الفضائيات العربية تمارس تعتيما طائفيا على المقاومة في الجنوب ...
- الدرس السادس والأربعون : المستثنى وأسلوب الاستثناء


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - من ينقذ البعثيين العراقيين من أنفسهم ؟ دفاعا عن الشعب العراقي وليس عن وميض نظمي فقط !