سعد الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 00:07
المحور:
الصحافة والاعلام
منذ متى بدأت تمتهمن الكتابة ؟ أو لنقل بدأت تتخيل ما يحدث حولك ؟ وحين تشيرالى الموعد المحدد ، فهل بدأت مَلكة جديدة تتكون لديك دون أن تعلم ، والذي أعنيه بتلك المَلكة هي الرمزية بما تكتبه لتصبح بمثابة مهنة جديدة ، بجانب مهنة الكتابة تحتفط بها ، وتحاول تطويرها ، وربما أكثرمن مهمة الكتابة نفسها ، لو أردت أن تكون كتاباتك خارج منطقة الشك الملازمة والمتربصة لها دائماً والمتسعة دائرتها في الفضاء الذي سوف تنطلق به تلك الكتابات.
لماذا نلجأ الى مزاولة التشفير في كتاباتنا ، وهل هو لجوء مبرر لنا كي نحمي كتاباتنا من التفسيرالعشوائي للبعض ، حتى لا يخرج هؤلاء بنتيجة سلبية تدين المكتوب ، ومن ثم الخوف المتأتي الذي سوف يقترب الينا شيئاً فشيئاً نتبجة ذلك التفسيرفتحصل الكارثة الكبرى ، وهي إنهيار منظومة القيم التي تأسس بموجبها هذا الكون ، لأن الذي نخاف عليه في كتاباتنا المشفرة هو المساعدة في التأسيس لتلك القيم .
لازلت لا أفهم - رغم هذا الكم الهائل من الكلمات التي تملأ سطح هذا الكون والتي تنادي بملإه بالعدل والمساواة ، والفرح والسعادة والحب - فإن وجود مواقع قليلة تختبئ في شقوق هذا الكون ، حين تصدرعنها تفسيرموحد يكون بالضد تلك المناداة ، ينقلب الأمر رأس على عقب ، ويبدو كل شيء ، العدل والمساواة والحب والفرح مرتبط بالإصدارات الموجعة لتلك المواقع القليلة ، وتكاد تكون كل تلك الكلمات الهائلة العدد في موقف المدافع عن نفسها ، لتصبح مقولة (بقعة ظلام مخفية في مساحة من الضوء لاتؤثر) غير فعالة ، وأحاول جاهداً أن أفهم لماذا كل هذا يحصل ، فأجد بقربي حقيقة أوجدها صراع الحياة ، هي أن للظلمة مسار واحد تسير به ، لا يختلف في أي مكان ، فيما النور يسلك دروباً كثيرة، وربما في كثرة دروبه ، لا يستطيع أن يجد أو يعترض مسار تلك الظلمة ، ليكون نتيجة حالنا إننا نلجأ الى الرمزية.
#سعد_الغالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟