أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات-9-














المزيد.....

غربلة المقدسات-9-


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 890 - 2004 / 7 / 10 - 04:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حقوق الإنسان وصفاقة الفقهاء
منذ بضعة عقود وبعد أن أتيح التواصل بين الثقافات العالمية على نطاق واسع بفضل ثورة المعلومات، والتقنيات، والاتصالات.. وبعد أن توحّد فضاء الإعلام على الصعيد العالمي ومن ثم كسره لقيود الأنظمة الديكتاتورية التي تحبس شعوبها داخل أسوار إعلامها المنافق، والتلفيقي، والمضلل، والمتحالف مع الإعلام الفقهي.. بعد كلِّ هذا، بدأت تنهار صومعة فقهاء التبجيل، والتقديس على رؤوسهم المعممة، وانكشفت عوراتهم، وراح المتنورون العرب ( على قلتهم ) يفكِّكون بنية الجهل الفقهي التوراتي بامتياز إذا لم نقل الدجل الفقهي عند الغالبية..! لقد صار من الممكن بعد طول تحريم، وتكفير، وتهديد بالجلد وغير ذلك من حدود زجرية طرح كل إشكاليات الفكر الإسلامي الميهمن عليه من قبل الفقهاء، وخريجي كليات الشريعة، والأزهر، والحوزات ووزارات الأوقاف.. ومن الموضوعات التي جيِّش الفقهاء كل أسلحتهم الصدئة لقطع الطريق على انغرازها في التربة المصادرة لحساب إسلامهم المغاير لكل ما أراده وابتغاه محمد، موضوعة حقوق الإنسان..! فواقع الأمر أنَّ مفاهيم حقوق الإنسان وبفضل ما ذكرناه في مقدمة هذا الجزء من كلام عن الثورة العلمية الهائلة التي أفضت إلى ضغط الكرة الأرضية وجعلها فضاء واحداً، أصبحت من القيم العالمية التي تشكِّل أساس المعايير الدولية التي تُقِّيم على أساسها إنسانية الأنظمة الحاكمة أو وحشيتها..! لذلك ادعى الفقهاء، والآيات، والمشايخ، وجميع الكتاب الإسلاميين، أنَّ الإسلام هو دين حقوق الإنسان بلا منازع.. وادعوا أنه أول من خطَّ مفاهيم حقوقية إنسانية.. وأنَّ المسلمين نشروا هذه التعاليم الحقوقية الإنسانية في العالم قاطبة وقبل أن تسمع بها شعوب الشرق والغرب والشمال والجنوب بقرون عديدة وكل ذلك قيل ولا يزال يقال بالرغم من أنَّ التاريخ الإسلامي يحفل إلى حد التخمة بكل ما هو مرزولٌ في هذا الميدان فهناك من الفظائع ما يحُيرِّنا إذ كيف لا يخجل هؤلاء واؤلئك وهم يعرفونها بتفاصيلها لأن مراجعهم الفقهية المعتمدة وليست مصادر أخرى روت ألاف الحوادث التي يندى لها الجبين الإنساني..!؟ وهم إذ تجاهلوا تلك الفظائع والارتكابات اللاإنسانية وفي أحسن الأحوال حاولوا اجترار التبريرات والمخارج هنا أو هناك فإنهم لم يدركوا أن الزمن الراهن لم يعد ذاك الزمن وأن أوهامهم لم تعد صالحة وأنهم بالجملة والمفرق انتهت صلاحيتهم بعد ليلٍ مظلمٍ استمر قرون..! وحتى لا يبقى كلامنا على عوا هله نذكر بعضاً (نتفاً ) من تلك الفظائع والارتكابات التي تكذِّب دعاة ومشايخ وفقهاء حقوق الإنسان معتمدين على المراجع التي لا يتجرءون على نكرانها لأنها مراجعهم هم ولم تكن ولن تكون مراجع لنا إلا فيما يتعلق بدراسة تاريخ الأديان جملة وتفصيلاً.
سنتكلم عن بعض أفعال عدد صغير من الصحابة وحدهم لأنَّ اللبيب من الإشارة يفهم فإذا كان الصحابة الذين عاصروا محمد وأكملوا من بعده لكن على غير خطاه مسيرة الاجتياحات الغازية ووضعوا أساسات الدولة الإسلامية وأفسحوا الطريق لوجود مهنة ارتزاقية احترافية جديدة صناعتها الكلام والحراثة في حقله لقطف الفتاوي الأيديولوجية التي تصبغ الشرعية الدينية على الحكام و الذين يبجِّلهم، ويقدِّسهم المسلمون إلى يومنا هذا أقدموا على تلك الأفعال الوحشية فماذا يبقى بعد من ضرورة لأيِّ كلام..!؟
-حادثة اغتيال الخليفة الصحابي عثمان اشترك فيها أربعة من الصحابة أولهم: محمد بن حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي أبواه صحابيان أيضاً وقد مات أبوه وهو صغير فكفله[ عثمان ما غيره ] إلى أن كبر.. ورد في أسد الغابة لابن الأثير الصفحة/87/ من المجلد الخامس كما ورد في: الاستيعاب لابن عبد البر المجلد الثالث وفي تاريخ اليعقوبي المجلد الثاني صفحة /176/..وفي القاموس المحيط للفيروزآبادي لقد ردَّ هذا الصحابي الناكر للمعروف جميل عثمان الذي كفله ورعاه بأن اشترك في حصاره وقتله.. ولا بد من ذكر أن معاوية أمر بقتله والتمثيل به دون مقاضاة أو تحقيق كما جرت العادة..! وثانيهم: الصحابي محمد بن أبي بكر الذي قتل أيضاُ من قبل الصحابيان: عمرو بن العاص ومعاوية بن حديج وبعد قتله وضع في جوف حمار ميت وأحرق وهذا واحدٌ من دروس حقوق الإنسان التي يتشدق بها الدعاة..! وثالثهم : الصحابي عمرو بن الخزاعي وقد حُمل رأسه بعد أن اختبأ في الموصل إلى معاوية انتقاماً منه وكان فاتحة حمل الرؤوس الإسلامية المقطوعة والتي تحمل عبر الحدود وهنا لا بد من تذكير مدعي حقوق الإنسان من الفقهاء بتفاصيل الانتقام الرهيب فبعد أن هرب عمرو أمر معاوية بسجن زوجته آمنة كرهينة ( التأسيس لصناعة الخطف ) حتى يسلم عمرو نفسه ولما وصل رأس زوجها ألقي في حضنها لمزيد من التشفي.. ورابعهم عبد الرحمن بن البلوي وقد تمت مطاردته وقتله بأمر معاوية.
وهؤلاء الصحابيون النشامى لكن القتلة والمقتولين لاحقاً، منعوا أهل عثمان من دفن الجثة لمدة ثلاثة أيام وبعد وساطة من علي وغيره وافقوا على دفنه بشرط أن يدفن في مكان يدعى ( حش كوكب ) كان يستخدم كبيت خلاء ( مرحاض ).
والدرس الأبلغ من دروس حقوق الإنسان الإسلامية التي يتكلم عنها جهابذة الفقه يستنبط من أفعال الصحابي: بسر بن أرطأة الذي كان مقرباً من محمد حتى أنه روى عنه حديثين وردا في منهاج السنة النبوية لابن تيمية فهذا الصحابي تحوّل إلى سفاح حقيقي في خدمة معاوية لقد قتل صحابياً مثله هو:عبد الله بن المدان وذبح ابني الصحابي عبيد الله العباس وقد جنَّت أمهما عائشة بنت عبد الله من هول الجريمة وقد قتل الصحابي بسر أعداداً كبيرة من المعارضين لمعاوية في كل مكان من أرض الحجاز وسبا نساءهم المسلمات وباعهن في السوق
وهكذا كان عليه الحال: قتلٌ واغتصابٌ وسبيٌ وقطع رؤوس وأخذ رهائن وتشريدٌ ونفيٌ وحرقٌ وهدم منازل المغضوب عليهم وشورى إسلامية بحد السيف ( كانت البيعة تؤخذ بالقوة ) هذا هو بعض حال حقوق الإنسان السائدة في أقرب فترة زمنية لمحمد و التي يتفاخر بها الفقهاء ظناً منهم أن الحقائق ستبقى مجهولة إلى الأبد..!
8/7/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربلة المقدسات-8-
- غربلة المقدسات -7-
- رجل الدولة
- غربلة المقدسات -6-
- الأيهم صالح شكراً ...ولكن
- الجزء الأخير من مذكرات المفرج عنه أبو يسار دريوسي
- غربلة المقدسات -5-
- وهل ينهض الموتى..؟
- من مذكرات أبو يسار
- غربلة المقدسات-4-
- المثابرة الكلكية
- غربلة المقدسات -3-
- حدث في سورية
- بين عالمين
- غربلة المقدسات-2
- غربلة المقدسات
- حلقة ذكر
- تعقيب على مقال
- الوعكة في مرابع الوطن
- كرمى لعيني القومي النبيل


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات-9-