|
فنجان قهوة مع الكاتب والصحفي البصري حيدر الاسدي
هند العبود
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 22:16
المحور:
الصحافة والاعلام
الإبداع البصري ليس له مثيل فالبصرة تحمل بطياتها الإبداع بشتى الصور ، قصاصين وإعلاميون وكتاب وأدباء وفنانين ومسرحيون ، والشباب لهم دور بهذا الإبداع وإحلال بصمة في سماء النجاح الثقافي البصري ومن هؤلاء الذين شهدت لهم الساحة البصرية حضورا لامعا على الصعيد الإعلامي والثقافي الكاتب والصحفي الشاب حيدر الاسدي التقيت به مؤخرا في إحدى المعارض التي أقيمت بجامعة البصرة لكي أحاوره ببضع أسئلة أجابنا عليها برحابة صدر ...
حاورته / هند ألعبود
س / من هو حيدر الاسدي بنظر حيدر ؟
حيدر الاسدي / إنسان متواضع من حي فقير احب اهله ،اكتب للفقراء ، وأعيش معهم الحروف ، وأحب الامور التي تسير وفقط أسس صحيحة ،والأكثر من هذا انا أحب ان اكون دائما حيدر الاسدي ....
س / صحفي ناجح وكاتب معروف برغم صغر السن فهل تعرضت للتهديد يوما ما ؟
حيدر الاسدي / حقيقة الامر ، صغر السن ليس له مدخليه بالإبداع او النجاح اطلاقاً ، التعرض للتهديد بالنسبة للإنسان الذي يسير بطريق الحق يكون وارد وليس كصحفي فقط ، وانا لا يهمني هذا الامر اطلاقا لاني أدرك جيداً ان ما افعله هو عين الصواب فلا اخش بعد ذلك لومة لائم وخاصة في قول كلمة الحق بوجه المتكبرين الظالمين .
س / وهل منعت من كتابة كلمة الحق ؟
حيدر الاسدي / لا يستطيعون ذلك ابداً ...هناك فضاءات عدة للتعبير عن قول كلمة الحق ...ومنها الصحف والمواقع او بالواقع ايضاَ
س / ماذا تقول لمن هو جديد في الصحافة ؟ وهل تشجع على الاستمرار لمن سلك هذا الطريق ؟
حيدر الاسدي / عليه ان يعمل من اجل بلده ولا يكون بوقاً لأشخاص لا يستحقون ذلك،وكذلك عليه يقول كلمة الحق ولا يخش بذلك لومة لائم ...وان يحاول من صقل مواهبه وثقافاته ويوجها نحو الجادة ليكون قضية ينتفع بها الآخرون .
س / أستاذ حيدر من هو الكفوء بنظرك ؟ وما الفرق بين الخبرة والكفاءة ؟
حيدر الاسدي / الكفاءة تختلف باختلاف أمكنة وصروح العمل والإبداع ، فهناك الأستاذ الكفوء وهناك الطبيب الكفوء وهناك المهندس الكفوء وهكذا اما الفرق فان الخبرة هي تراكم المعرفة لدى شخص لعمل معين اما الكفاءة هي مقدرة الشخص على أداء عمل معين بافضل و اقصر الطرق أي انجاز العمل بالشكل الصحيح.
س / هل العمل الصحفي يتمتع بحرية كاملة في أجواء أشبه بالساخنة أن لم تكن ملتهبة سياسيا ؟
حيدر الاسدي / هناك تقيد للحريات ولعمل الصحفي وبصورة كبيرة بل هناك انتهاك لحقوقه ومصادره المهنية ، لان كما تعلمين ان اغلب المتنفذين يريدون ان يكمموا الافواه ولا يريدون احد ينتقد إداراتهم الركيكة....
س / ما هو تأثير العمل الصحفي على المجتمع مقارنة بباقي الأعمال والنشاطات المختلفة ؟
حيدر الاسدي/ العمل الصحفي لو استغل بصورة صحيحة وسليمة لكان الخير الوفير للمجتمعات الانسانية ، لان الصحفي يكتب امور تقرا من طبقات كثيرة من المجتمع فلو كان اسلوبه مستساغ صادق بناء تنموي لكان وقعه بالمجتمع له الاثر البالغ ، اما الحاصل فهو العكس للاسف .لان من دخلوا لهذه المهنة جاءوا يرتزقون منها او يبحثون عن وجاهة وما شابه .
س /الصحافة هي رسالة لكن هل يجيد أي صحفي إيصالها للمتلقي؟
حيدر الاسدي / لو كان الصحفي يجيد دور اداء الرسالة وإيصالها لما وصل حال المجتمعات لهذا التسافل والتردي
س / من هو الصحفي بنظرك ؟ هل هو من يمتلك هوية صحفية فقط ولا يمتلك قلم ولا كلمة ام ماذا هل لك ان تعطيني تعريف موجز عن ذلك ؟
حيدر الاسدي / مسالة الهوية هذه اصبحت من المضحكات يا زميلتي فالهوية لا تعني شيء والصحفي الذي يبحث عن هوية فهو يتقدم للخلف بامتياز ، كيف هذا والنقابة تمنح الهويات على اهوائها ولمن تشاء فقط وليس على اساس الابداع والمهنية والخبرة والكفاءة ...الصحفي من قبض على قلمه ليسكب معاناة شعبه ويوصل صوته للمسؤول ويبحث عن الحلول للناس المتعففة والمتضررة جراء السياسيات المتخبطة التي تتبعها الحكومات بصورة عامة .
س / برأيك هل وصلت الصحافة المحلية لما وصلت له الصحافة الدولية ؟ ام هي مازالت مكانها تراوح ؟
حيدر الاسدي / هل تعلمين يا زميلتي هند ان في الصحافة العالمية هناك مسالة تختلف كثيرا عنا من حيث تناول الموضوعات وكذلك من حيث طريقة الكتابة فهناك في اغلب الدولة يبقى الصحفي يكتب بموضوع لمدة اشهر حتى يشبعه معلومات ودقة احداث ليكون حديث الشارع الاعلامي حينما ينشر ، وانا لست مع تاخر النشر بالشرق او بالعراق على وجه التحديد، ولكن اختيار الموضوعة ودقتها ونوعيتها ومدى اهميتها للمجتمع يجب ان يؤخذ يعين الاعتبار من قبل الصحافة المحلية ، وان تترفع عن اسلوب المجاملات في نشر المواد في صفحاتها وليكون المعيار مهني موضوعي هادف وبناء.
س / هل انت معروف عربيا ؟ وما هو تقيمك لنفسك ؟
حيدر الاسدي / بالنسبة لقضية معروف او غير معروف او ما اصطلح عليها الشهرة وما شابه ، كل هذا لا يهمني بقدر ما يهمني ان تكون كل خطواتي ناجحة وفيها ثمرة للمجتمع وللإنسانية ،اما تقيمي لنفسي فاني بطور النقد لنفسي بكل دقيقة ولحظة احاول اترفع عن أي سلبية اقوم بها وأتمسك بالايجابيات وكل انسان معرض للخطا والاخطاء والكل يتعلم من التجارب والاخطاء ،يهمني رضا ربي ورضا الاخرين يا زميلتي وكما يقال الشاطر من يضحك اخيراً ...
س / ما اسم الصحف التي تقرأها كثيرا او تميل لقراءتها ؟ وماهي القنوات التي تفضل ان تشاهدها ؟ وهل جميع القنوات صادقة الكلمة ؟
حيدر الاسدي / بصراحة لا توجد صحف اقراها بصورة يومية بل اقرا كل الصحف واتابع اغلب الصحف والموضوعات الثقافية والاجتماعية فيها ، بالنسبة للقنوات لا أفضل أي قناة فلست مشاهد ومتابع دؤب لها لا اطالع التلفاز الا قليلا قد يصل ان لا اشاهده اطلاقا في يوم او يومين، بل اتابع الموضوعات الثقافية والاجتماعية في تلك القنوات ، اما مسالة صدقها فيؤسفني ان اقول كل ما لدينا من قنوات هي خاصة لجهات وليست مستقلة وانها غير صادقة في رسالتها بل كلها موجهه لاهداف ومارب خاصة يحركها محركون كالادوات ،فاغلب العاملون هناك يبحثون عن المادة وليس خدمة الشعب وبناء الانسان ...
س / ما هي الصعوبات التي يواجهها الأعلام العراقي تحديدا ؟ وهل هو صادق في إرسال الرسالة ام يوجد بعض التحريف لبعض المعلومات المتناقلة ؟
حيدر الاسدي / ابرز الصعوبات هو التبعية وعدم الاستقلالية ، وهذا يثبت عدم مصداقيته في نقل الرسالة وخاصة في مجال نقل المعلومات ، والدليل الارقام والاحصائات التي تتناقل بصورة متناقضة بين القنوات الفضائية والصحف.
س/ ما هي نظرتك لمستقبل الصحافة في العراق بعد الانتخابات هل ستبقى مقيدة ام ستظهر للنور ؟
حيدر الاسدي / نسال الله ان يفوز من يهتم بالثقافة والصحافة ويريد الخير لكل عراقي ، لكي يعطي مجال للعراقي المبدع والفنان والكاتب والمثقف ولكل الافكار ان تطرح بشفافية وبلغة حضارية ..
س / نحن على أعتاب العرس الانتخابي ، هل ستغمس أصبعك بالحبر البنفسجي في يوم 7/3 أم أنت احد هؤلاء الذين لديهم عزوف عن العملية الانتخابية سؤالي لك كمواطن عراقي ؟
حيدر الاسدي / اكيد سأذهب واعطي صوتي لمن يستحق من الوطنين النزهاء الشرفاء الذين ينضحون حبا بالعراق وولدوا وانبثقوا من رحم معاناتنا وليس من جربناهم وبان فشلهم وليس السراق والمفسدين الذين تنفذوا سنوات طوال ولم يقدموا شيء للمجتمع العراقي . واحذر من عدم الذهاب لان هذا يعني انهم سيملئون البطاقات الفارغة بأسماء المتنفذون المفسدين وهذا يعني من لا يذهب سوف يشارك بطريقة غير مباشرة في هذه الجناية الكبيرة على اصوات العراق ومستقبل العراق .
س / ماذا تعني لك الأسماء التالية : • العراق : ادنى مكارمه نحن فيه نكتمل ، العراق وكفى ... • البصرة :الطيبة الكرم البساطة رائحة زخات المطر يسقط على تراب بلدي • السياب : تالم كثيراً ورحل ولا زال يتغنى بحب العراق • الأم : يكفي انها امراة. • علي الأمارة : يعني الشعر والإبداع • أريج : قصتي التي رات النور قريبا اتمنى ان تنال اعجاب قراءها
س / صدر لك الكتاب أريج فما شعورك بهذا الإصدار ؟
حيدر الاسدي / الكتابة هي مسؤولية قبل ان تكون شعور فكل حرف يكتبه الكاتب يكون مسؤولا امام الله تعالى والتاريخ والبشرية ، لان كل ما يخط القلم سيدون ونحاسب عليه جميعا ،اتمنى ان اكون قد وفقت لتقديم شيء للادب الهادف بقصة اريج
س / ماذا تنظر لأريج هل هو انجاز أم شيء عادي ؟
حيدر الاسدي / المسالة ليست بهذه البساطة يا زميلتي وليس الكاتب من يقيم نفسه ، هناك نقاد وجمهور يقرا ، المهم بالامر جاء كتابتي لهذا الكتاب بعد ما وجدت ان رفوف مكاتبنا خاليا من الادب الهادف بل محملة بروايات ادب العري والمجون والتي كلها ترجمان للروايات الفرنسية قررت الخوض بهذا المجال والحمد لله توفقت وطبع الكتاب.
س / حيدر الأسدي لو كان مسؤولا ماذا يقدم للوطن ؟
حيدر الاسدي / اول خطوة احاول اتخلص من الامراض السرطانية وهم ( المفسدين اصحاب الرشا والتزوير والسرقات) لانهم مرض ينخر بالمؤسسات ، واحاول ان اغير من الوضع الحالي وأصلح ما افسده الاخرون واهتم بقطاع التربية والتعليم لانهما عماد رقي المجتمعات .
س / هل أنت مغرور ؟
حيدر الاسدي / لا اعتقد ذلك ، لان لا املك شيء اكون مغرورا من اجله ، فاني أدرك جيداً ان نهاية المرء قبرا يلتحد به ملفوفة بخرقة من القماش وهذا يدعونا جميعا للتواضع اليس كذلك يا زميلتي.
س / ما هو حلمك ؟
حيدر الاسدي / حلمي ان يكون العراق بلد امن يعيش ابنائه بسعادة ورفاهية ولا يكون به أي فرد يعاني مشقة العيش .
س/ وهل حققت كل احلامك ؟
حيدر الاسدي / لازال هناك الكثير ، فما زلت في بداية مشواري
س/ هل انت متفائل ؟
حيدر الاسدي / كثيرا، والدليل رغم الظروف الحزينة والمؤلمة لا أفارق الابتسام ، فيا زميلتي سينبلج النور يوما وتنقشع كل الظلامات الى الابد...
س/ ماذا تقول للعراق ؟
حيدر الاسدي / يا عراقي ابق صامدا هكذا كما عهدتك ، اصبر فان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ، فها هم أبناءك يشمرون سواعدهم ليحتضنوك مجدداَ ، وسيبقى العراق كالسلم واقعا شامخاً رغم كل شيء.
س / كلمة أخيرة؟
حيدر الاسدي / تحية وشكر لكِ أيتها الزميلة البصرية هند العبود أشكرك لهذا الحوار وطرح الأسئلة ، وأتمنى لك الموفقية والنجاح ، وسلام لكل الزملاء وللبصرة وأهلها وبغداد السلام والموصل الحبيبة وكل محافظات العراق من الشمال للجنوب، اسال الله التوفيق والسلامة لجميع العراقيين ....
#هند_العبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رصاصة الرحيل
-
اهرب منك اليك
-
هل تعلم ماهي الكابالا ؟
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|