لاحكومة ديمقراطية،دون وسائل اعلام حرة

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يأمل المواطن العربي أن يكون اعلامه معبرا عن احلامه وطموحاته، وجسرا للحرية والمشاركة.
ولا يتأتى هذا الا بالاتـفاق على استراتيجية اعلامية عربية واحدة، وهذه تحتاج الى سياسة عربية موحدة تكون اساسا لها.
صحيح ان العرب يملكون المال، والطاقات البشرية المبدعة، لكن الجهات التي تسيطر هي التي تحدد الاجندة سلفا، فالاعلام الرسمي يركز على ابراز صورة الحاكم دون النظر الى أهمية الخبر، وهي صورة معبرة عن الحكومات العربية الرسمية التي لاتمكنه من القيام بدوره على الوجه الاكمل.
ان اكبر المشاكل التي تحيط بالاعلام العربي اليوم هي نتاج طبيعي لازمة الديمقراطية في العالم العربي، ولن ينصلح حال الاعلام العربي إذا ظل الوضع السياسي مأزوما، والتعددية السياسية غائبة والرأي الاخر مكبوتا، فليس هناك اعلام بلا حرية، حرية التعبير.هذه الحرية ليست حقا اساسيا نصت عليه كل مواثيق حقوق الانسان، فحسب، بل هي ايضا شرط اساسي للعمل الاعلامي، لكن هي غائبة في اجزاء كثيرة من العالم العربي ومحاصرة تماما في اجزاء اخرى.
ولان حرية التعبير ليست ميزة تمنح للصحفي أو المؤسسة الاعلامية وإنما هي حق للمجتمع كله لكي يعبر عن رؤاه وأفكاره وطموحاته، يصبح هنا الاصرار على توفير هذا الحق مسئولية الجميع لاحداث التنمية المطلوبة وحتى يتسنى للعاملين بالاعلام تسليط الاضواء الكاشفة على جميع عناصر المجتمع لابراز الصور الايجابية والسلبية وكشف الفساد الذي يعتبر العدو الاول والاخير لتحقيق حرية التعبير.
ان ما يتاح من معلومات ومعرفة في كثير من الانظمة العربية شحيح الى حد الفقر، لان تلك الانظمة تستعين على قضاء حوائجها بالكتمان والتعامل مع الشأن العام وكأنه من المحرمات، وبذلك تضع الناس خارج اطار المعرفة التي هي اساس صناعة القرار.
وإذا بحثنا في علاقة حرية المعلومة والاصلاح السياسي والاقتصادي نرى إن الاصلاح لايتحقق دون قوى اجتماعية تصبو الى التحسين في الاداء والارتقاء الانساني، وتكون لها القوة الكافية والتأثير المطلوب لاثارة استجابة ايجابية من النظام القائم، فالاصلاح هو نقيض الفساد وداؤه، الاصلاح يعني تأسيس عقد اجتماعي جديد بجعل المواطنة بمعناها السياسي والقانوني محور العلاقة بين الحاكم والمحكوم، هناك ارتباط شرطي بين حرية وسائل الاعلام والديمقراطية في المجتمع ومن الصعوبة وجود حكومة ديمقراطية، دون وسائل اعلام حرة.

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات