أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله محمد العبدالله - لا تنتخب ظالما فتكون شريكا له ومعه في ظلمه















المزيد.....

لا تنتخب ظالما فتكون شريكا له ومعه في ظلمه


عبدالله محمد العبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسم الله الرحمن الرحيم


لعل من المفيد جدا ان نشير ونثبت مجموعة من المعطيات الواقعية الحالية وعلى رأس تلك المعطيات إقرارنا من ان المسلك الأحسن و الوحيد للوصول الى سدة الحكم حتى الآن هي صناديق الاقتراع وهي أفضل وسيلة توصلت لها التجربة البشرية بعد معاناة طويلة ومريرة ومؤلمة لحقب زمنية مع حكام ظلمة ودكتاتوريين ، مصابون بهوس السلطة وما توفره من ميدان لتنفيذ شهواتهم وغرائزهم اللا شرعية واللا قانونية واللا أخلاقية ، هذه المسيرة البشرية المضنية والحزينة والتي لو أطلعنا على فصول من تأريخها الدموي الذي يصبغ قرون طوال من مصادرة للحريات بل واستعباد للشعوب والأمم تدفع المتعقل والحكيم منا للإقرار من ان وسيلة الانتخابات وصناديق الاقتراع هي الطريقة المُثلى و السبيل الأسلم للوصول الى السلطة وحكم الناس حتى اليوم ، و هذه الوسيلة تمنع حدوث الانقلابات الدموية والمؤامرات و حكم الدبابات ومن ان تكون لغة القوة والقهر والقتل والترهيب هي اللغة التي يتم بواسطتها حكم الناس والتحكم بحريتهم وكرامتهم وأفكارهم وأرواحهم وممتلكاتهم وسعادتهم وكل شيء يستطيع الحكام الوصول اليه بواسطة السطو على كرسي الحكم ، وعليه فأننا نقر بوسيلة الانتخابات ووجوب وجود سلطة تشريعية (مجلس النواب) يتم انتخابه من قبل الناس مباشرة مع ضمان نزاهة وشفافية الانتخابات وتكافؤ الفرص وتساويها بالنسبة للمرشحين والناخبين ، ونأمل بأن يتم التفكير بتطوير تلك الوسيلة (انتخاب مجلس النواب) والعمل الفاعل والجاد من اجل إيجاد طريقة توفر مشاركة حقيقة وواسعة للناس لأن طريقة انتخاب النواب هي طريقة لأتسلم من العيوب ،لأنها في أحيان كثيرة وفي مختلف أرجاء العالم تمثل أنتحاب نواب الأحزاب لا انتخاب نواب الشعب بشكل واقعي وحقيقي ، فمن المعلوم ان طريقة الانتخابات وصناديق الاقتراع لا تعني انها طريقة سليمة ومعصومة من الأخطاء والنتائج الكارثية المدمرة ، فمثلا ان هتلر الزعيم الألماني والذي أجتاح أوروبا وهو من أشعل الحرب العالمية الثانية وصاحب الأفكار النازية جاء الى السلطة عن طريق الانتخابات ، وعليه فترك القرار للشعب لكي يقرر لا يعني ان اختيار الشعوب وخياراتها هي صحيحة مئة بالمئة ومن ان نتائجها ستكون سليمة بل ربما العكس ، ولعل تجربة العراقيين في انتخاب مجلسهم النيابي الأول في عام 2006 خير دليل على ان خيار الناس وانتخابهم لمن يمثلهم في البرلمان ربما يكون مخطأً وغير صحيح بل ويجر الناس الى الخراب والدمار والى خسارة الأرواح والممتلكات ، بسبب صراعات من أنتخبهم الناس كممثلين عنه في مجلس النواب ،أي إن (المرشحين المُنتخَبين) قد مارسوا الخداع والمكر والتزييف في برامجهم الانتخابية وكانوا كاذبين في رفعهم للشعارات أثناء حملاتهم الدعائية الانتخابية ، وهذا لا يعني ان سلوك طريق تأسيس الحكومة على أساس الانتخابات و على أساس وجود دستور والفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية امر سلبي وسيء ، بل هو طريق يمكن ان يقال عليه انه أفضل المعروض والمسموح به من قبل من يتحكمون في مصائر الشعوب أو أحسن الطرق السيئة مع الالتفات الى ان ذلك لا يعني ان الانتخابات ووجود الدستور والفصل بين السلطات هو الطريق الوحيد والأوحد لحكم الناس وتنظيم الحياة بشكل شرعي وقانوني وأخلاقي وأنساني ان اختيار شخص ما ورد أسمه في قائمة كيان معين في لائحة الترشيح لشغل منصب عضو مجلس نواب هي عملية غاية في المسؤولية الإيمانية والدينية والشرعية والأخلاقية والوطنية ، فالانتخاب يعني البيعة ،والبيعة تعني إنك مسئول عنها أمام الله واما وطنك وأمام إنسانيتك وضميرك ، أننا لو اخترنا شخص ما على أسس غير إيمانية ولا أخلاقية قيمية ولا على أساس الكفاءة والنزاهة والوطنية ولا على أساس احترامه للحريات ولكرامة الإنسان وحقوقه نكون قد ساهمنا بشكل مباشر في إيصال شخص طائفي(على الصعيد الديني والعرقي والقومي ) لا يتورع في دماء وأرواح الناس ولا في أموالهم وممتلكاتهم ولا يمنعه هواه عن زرع الفتنة وإشعال الحروب بين الناس تحت ذرائع وحجج وأكاذيب يدعي زورا وبهتانا انها أسباب ودوافع دينية أو مذهبية أو عرقية أو قومية أو مناطقية أو قبلية ،والحقيقة هي انه أشعل الحروب والقتل والسرقة للمال العام من آجل جيبه الخاص أو من اجل حزبه أو من اجل طائفته ظلما وعدوانا ، فأنك ان اخترت شخصا يمثلك في عضوية مجلس النواب وكان غير سوي وغير مؤهل وغير عادل ولا يخاف الله ولا يحترم دماء الناس ولا يتورع عن سرقة المال العام والخاص ، فأنك تكون حينها شريكاً له في كل الأفعال والأعمال والأفكار والأقوال التي سيتبناها ويقوم بها ، والتي ستنشر الخراب والدمار والرشاوى والسرقة والمحسوبية والطائفية والحزبية ، وحتى الأفعال والأقوال الغير إيمانية الداعية الى وضع الله والدين والشعب والوطن جانبا والعمل على ملىء الجيوب والاستعداد للهروب ، وعندها سيحاسبك الله في الدنيا والآخرة بل في الدنيا قبل الآخرة وسيحاسبك ضميرك ووطنك .، وستكون كمن قيل فيه انه قد ضل الطريقين وخسر الدنيا والآخرة ،فقد خسرت الدنيا وخسرت نفسك وثقة وطنك لأنه أستطاع ان يخدعك أو أنت أردت ان يخدعك وحصل هو على الكرسي والمرتب العالي والامتيازات الكبيرة بصوتك وانتخابك له ، وسيكون غني بسرقته لمالك ومال عيالك وسيصبح سمينا وسعيدا بسرقته للقمتك ولقمة عيالك وسرقته لسعادتك وتركه الحزن والضيم والأسى لك، فيما أنت بقيت على نفس حالك وربما سيصبح وضعك أسوء مما كان قبل انتخابك لهذا الشخص ، ومن ثم ستحشر معه وستُحاسب كظالم وسارق وكذاب ومُشعل للفتن والحروب وكقاطع طريق تمنع الناس من الوصول الى الحق والعدل والإنسانية ، لأنك انت من أوصلته للسلطة وبصوتك سرق وظلم وشوّه الدين والإيمان وأساء للإنسانية والمواطنة وزرع الضلال بدل الهدى والباطل بدل الحق والشك بدل اليقين والظلم بدل العدل وشوه قيم الايمان ، فعندها ستكون محشوراً مع الطغاة والظالمين ، والله سبحانه يغفر كل شيء لمن تاب وأصلح وعمل صالحا ثم اهتدى ، إلا من أشرك، وأعلم ان الله سبحانه وتعالى وصف الظلم بالشرك ، وقد جاء ذلك على لسان لقمان الحكيم في آيات القرآن الكريم (إن الظُلم لشرك عظيم ), وكذلك الإنسانية فانظر بنفسك ان التاريخ لا ينسى الظالمين وتبقى ذكرى ظلمهم تعيش في ذاكرة الشعوب فأحذر وتنبه ولاتكن من الطغاة الظالمين ولاتكن من الغافلين والمغفلين المستغفلين ، ولا تكن من الضالين المٌضلين ، ولاتكن من اللصوص و السارقين ، ولا تكن من الغاصبين المغتصبين ولاتكن ممن يحاربون الإيمان والقيم والمبادئ والأخلاق ، وذلك بإعطائك صوتك والتصويت لمن جربتهم سابقا وشاهدت ولمست وذقت ظلمهم وخداعهم ومكرهم وزيفهم وأكاذيبهم ، ولا تصوت لمن أشعل الفتنة الطائفية وشوّه الدين ودمر البيوت وحرق وسرق وفجر المساجد والكنائس والمستشفيات والسيارات والمنازل ومحطات الماء والكهرباء ، لا تصوت لمن فجر وقتل في الشوارع ، لا تصوت لمن يخطف الناس ويقتلهم على الهوية وعلى الدين وعلى المذهب وعلى القومية لا تصوت لمن يدعو لغير الإيمان والقيم الإنسانية والمبادئ ،ولا تصوت لمن لا يدعو للإنسانية وحرية الرأي ، فأنك ستحاسب عليه ، وأحذر ان تمكنهم من ان يخدعوك ثانية ، فلا حجة لك بعد الآن ، لأنك قد جربتهم وعرفتهم ، وأعلم ان من علامات المؤمن التي ذكرها النبي محمد عليه الصلاة والسلام ان المؤمن فطن كيس وان المؤمن لا يُلدغ من جحره مرتين .
فأن لم تجد من تثق به ومن يستاهل صوتك و يحفظ لك إيمانك وإنسانيتك وكرامتك ، ومن يحافظ على المال والعرض والوطن ، ومن لا يدعو للطائفية ولا يسرق المال العام ولا يعمل بالحزبية والمحسوبية وبالعشائرية والمناطقية ، فلا تصوت لأحد أبدآ ، فأن بتصويتك لغير المؤمنين الصادقين و بانتخابك للطائفيين ولغير الكفوئين ولا النزيهين ولا الشرفاء ، هو إعلان صريح منك في الحرب على الله و الإنسانية وامتهان لحرمة الدماء التي سالت من قبل المخلصين على مذبح الحرية والعدالة ، وما عليك سوى الاعتزال وعدم التورط ,فلا تظن ان الآمر هين ،و لا تظن ان الآمر لعبة وإنه سهل ، لا ان الآمر عظيم ، وان فيه خسارة كبيرة ، وما عليك إلا ان تبحث عن الشروط التي يجب توفرها في الشخص الذي ترشحه ليحكمك ويحكم الناس الآخرين بإيمان وعدل ومحبة وبإنسانية وأخلاق وقيم ومبادئ .



#عبدالله_محمد_العبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام والمرأة
- الحُلم...دولة العدل الإلهي أو الدولة المهدوية أو دولة المنقذ ...
- مِن المَنهَج الأدنى الى المَنهَج الأعلى والأهدى
- الله لا يَتَخلى عَن تَربيَة البَشَريَة
- لِنُزيِل غَفلَة أكثَر مِن ألفِ عام
- الظلم والجورلدِيِّن الله بأَسم الدِيِّن
- كيف تُميّز الدعوات الإلهية عن غيرها
- القراءة الخاطئة للدِين والتدَّيُن الكاذب


المزيد.....




- الديمقراطية وتعاطي الحركات الإسلامية معها
- فرنسا: الشرطة تداهم معهدا لدراسات الشريعة في إطار تحقيق للاش ...
- نشطاء يهود يقتحمون مبنى البرلمان الكندي مطالبين بمنع إرسال ا ...
- بيان جماعة علماء العراق بشأن موقف أهل السنة ضد التكفيريين
- حماة: مدينة النواعير التي دارت على دواليبها صراعات الجماعات ...
- استطلاع رأي -مفاجىء- عن موقف الشبان اليهود بالخارج من حماس
- ولايات ألمانية يحكمها التحالف المسيحي تطالب بتشديد سياسة الل ...
- هل يوجد تنوير إسلامي؟
- كاتس يلغي مذكرة -اعتقال إدارية- بحق يهودي
- نائب المرشد الأعلى الإيراني خامنئي يصل موسكو


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله محمد العبدالله - لا تنتخب ظالما فتكون شريكا له ومعه في ظلمه