جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 09:47
المحور:
المجتمع المدني
يا سلام احنا وين والعالم وين !!.بدنا 100 سنه أخرى من أجل قراءة مقالتي هذه بطريقة صحيحة.
العالم كله في تقدم مستمر ونحن في تراجع مستمر .
العالم تجاوز الدين والمسائل القومية العالقة ونحن ما زلنا نشجع على العقلية القبلية والعشائرية والدينية , حتى لو بده الواحد يجامع زوجته جنسيباً لازم المحكمة الشرعية تعطيه الأذن في الموافقة, حتى لو بدنا نطلع من باب الدار لازم نطلع ونرجع ونحن حافظون لدعاء الخروج والسفر.
لقد توصلت البشرية إلى أحدث النظريات التطورية في حقوق الإنسان الجديدة التي حصل عليها الإنسان بفضل التقدم المعرفي, وانزاحت الغمامة عن كثيرٍ من المحرمات والقواعد الدينية والسلوكية , وما المانع من أن تتطور مؤسسة الزواج وتصبح مؤسسة مدنية , بدل المؤسسة الدينية , يتزوج فيها المسلم من المسيحية والمسلمة من المسيحي أو اليهودي وفق أحدث نظريات حقوق الإنسان والمجتمع المدني , وأن نعتبر كلنا (جنادره) ؟ وبهذه الحالة نتخلص من كثيرٍ من المشاكل العنصرية والسياسية والطائفية , ويصبح كل شخص في المجتمع المدني شخصاً مدنياً حديثاً متطوراً لا هو مسيحيٌ ولا هو مسلمٌ ولا هو يهوديٌ ولا هو بوذيٌ , وإنما مواطن إنسان يتمتع بكافة الحقوق المدنية والتشريعية التي يقرها القانون المدني العام .
قال لي أحد أصحابي :مره من ذات المرات قمتُ بتطليق زوجتي (رميت عليها اليمين) وكان ذلك القرار نهائياً لا رجعة فيه, ولكن لم يكن على الورق بل كان شفاهياً فقلتُ لها أنت طالق , وأنا شخص شبق جنسياً لا أستطيع أن أعيش بدون جنس ولا حتى ل 6 ساعات دون أن أمر على البئر لأملئه وليرويني , فاقتربتُ منها طالباً الجنس فأبت إلا أن أذهب لفضيلة المفتي فقلت لها : فضيلته على عيني وراسي وخشمي من فوق بس شو دخله ؟ فقالت : شو دخله ؟أو مش شو دخله بدك اتروح عليه وتجيبلي منه ورقه رسميهْ , فذهبت لفضيلة المفتي وأعطاني ورقة سمح لي فيها بالاقتراب من زوجتي , فقلت بيني وبين نفسي : شو كاين أنا واحد مجنون ؟ كيف هذا بقرر أنكحها أو لا أنكحها , طيب شو دخله ؟ وطرحت هذا السوآل على زوجتي بنفس الوتيرة فقالت : هو الله أعطاه الصلاحية , فقلت : احنا ناس مجانين فعلاً مش بس سوالف , شو دخله فينا ,وقبل أن أقترب منها طلبت مني ورقة فضيلة المفتي فمددت يدي إلى جيبة بدلتي الرياضية وأخرجت منها الورقة وأعطيتها إياها بيدها فقالت : الآن هيتُ لك أنا برجع الآن حلالك , ولا اتعيدهاش مره ثانيه,فاهم؟, وقال صاحبي : عدتها أكثر من 20 مره ولكن دون الذهاب للمفتي وكنتُ في كمل مرة أنا صاحب القرار ,وأضاف صاحبي: وهذا السوآل أو هذه الحادثة جعلتني أفكر في الزواج من أصله , لماذا لا يكون اتفاقية مدنية وليست دينية ؟.
كثيرون يسألون ويكتبون في مواضيع تقليدية بهذه الطريقة:
- هل يجوز يا شيخ للمسلم أن يتزوج من غير المسلمة (الكِتابية)؟
-هل يجوز يا شيخ أن تتزوج المسلمة من مسيحي (كِتابي)؟
هذه أسئلة مملة جداً , ما دخل الدين اليوم بعلاقتنا الإنسانية والعاطفية , فالزواج ليس اتفاقية حرب وشراكة دولية هو وحب ورومانسية وتعاون مشترك بين قلبين متحابين , يجب أن يتم الزواج والفصل بينهما وفق أحدث القوانين المدنية وليست الدينية , وصدقوني لو كان عندي بنت بالغ وتريد أن تتزوج من غير مسلم لزوجتها وفق أحدث نظريات المجتمع المدني الحديث أن أسمح لأي فقيه في أن يتدخل في حياتنا العاطفية , إن الحل واضح : يجب أن ترفع المؤسسات الدينية يدها عن قانون الزواج وأن لا تتم عقود الزواج في مؤسسات دينية ويجب أن تتم العقود والاتفاقيات في مؤسسات المجتمع المدنية مثل (البلديات) وغيرها من مؤسسات خدمة المجتمع المحلي أو أن يتم الزواج وفق إعلان الزوجين بين الناس أنهما متزوجان كما هي عملية إشهار الخطبة , فقط لاغير , ويجب أن تتغير قوانين الزواج من شرعية إلى مدنية وأن تكون –وهذا أهم شيء- غير تعددية وأن يأخذ العريس أوراقه وسجلات زواجه من مؤسسة مثل البلدية وليس من محكمة شرعية , وأن يتم التخالص بين الزوجين في نفس المؤسسة دون تدخل أي نص ديني , أي يجب على المؤسسة الدينية أن تسحب كافة أسلحتها من عقود الزواج ودفاتر العائلة , فما دخل الدين اليوم في الحب والزواج؟.
إن المجتمعات اليوم تتطور نحو المدنية ونحو حقوق الإنسان والدين يتراجع ويتقهقر أمام القوى العلمانية , فلماذا نصرُ نحنُ على إبقاءه بيننا في كافة المعاملات ؟
فمثلاً إذا دخلنا الحمام يجب أن ندخل على السنه .
وإذا خرجنا يجب أن نخرج على السنة .
وإذا دخلنا على غرفة النوم يجب أن ندخل ونتمدد ونرفع أرجلنا ونخرج كما دخلنا الحمام وخرجنا منه على السنة.
وإذا جلسنا على مائدة الطعام يجب أن نجلس على السنه وإذا نهضنا يجب أن ننهض على السنه , وهذا شيء أصبح غير لازم , طالما كانت حجة الفقهاء أن دخول الحمام على السنة هو من أجل النظافة , فلطالما كان الموضوع هكذا فإنه سينتهي لنفس السبب وهو وجود مواد كيماوية ومعطرات تعطر المكان وتنظف الجسم , وبهذه الحالة أظن أن السنة لو كان لديها ما لدينا من منظفات لأخذت بهاو وليس في السنة .
يجب على الدين أن ينسحب من حياتنا نهائياً وأن نكون على قدر الاختيار لشريكة حياتنا ولشريك حياتنا وأن ظروف التطور الصناعي جعلت اليوم من المرأة نداً للرجل بل وهنالك من النساء من يتفوقن على الرجال في كثير من الميادين وبالتالي لا يمكن للمرأة أن تكون ناقصة عقل أو دين أو عينين أو يدين أو أذنين .
يجب أن نترك الدين ونتوجه للمدنية في تنظيم شؤون حياتنا اليومية وأن ندخل المؤسسات الحكومية وفق أحدث المعايير والقوانين والبرامج وليس وفق ما قاله الشافعي وعارضه فيه الحنبلي , أو وفق ما رآه مناسبٌ أحد الفقهاء في المدينة وما لم يره غيره في الكوفة وبغداد , ولطالما أن القوانين المدنية اليوم في تقدم مستمر فلماذا لا نأخذ فيها بدل أن نأخذ في الدين ؟.
وكذلك في الديانة المسيحية لا يجوز للمسيحي أن يتزوج من مسلمة إلا إذا اتبعت الدين المسيحي قبل الزواج , ولكن المجتمع المسيحي اليوم لا يعارض ذلك وفقاً لما تمليه عليهم طبيعة المجتمع المدني فكثيرون من العرب المسلمين في أوروبا قد تزوجوا نساء مسيحيات دون أن يسألوهم عن خلفيتهم الدينية , وهنا المسيحية أكثر تطوراً ثقافياً وجينياً من الثقافة الإسلامية,أما بالنسبة للإسلام فهو من هذه الوجهة فقد كان أكثر دبلوماسية في بداية عهده يوم أجاز زواج المسلم من غير المسلمة دون أن تُسلم نظراً لمعرفة الإسلام بأن الضغط العائلي الأُسري سيكون كبيراً مع مرور الأيام على المسيحية وبالتالي تدخل في الإسلام دون أن تشعر أنها أصبحت مسلمة, وبالتالي ينتقل ميراثها من أهلها إلى الإسلام إذا كان لديها ميراث.
ولا يجوز في الإسلام شرعاً وقانوناً أن تتجوز(تتزوج) المسلمة من غير المسلم إطلاقا, ولكن يجوز أن يتزوج المسلم من امرأة كتابية على سنة الله ورسوله , وهنا التحريم لا يبدو أنه متعلق بالشرع بقدر ما هو متعلق بالظروف الاقتصادية حيث تنقل المرأة ميراثها من أهلها إلى أهل بيت المسلم , وكذلك لو سمح الإسلام بزواج المسلمة من غير المسلم(الكِتابي) لانتقل الميراث من بيت المسلم إلى بيت المسيحي.
وهنا يجب أن ننظر للمسألة من بعديها التشريعي والقضائي المدني , فمن ناحية شرعية الأمور متناقضة تناقضاً تاماً , فكيف يسمح الإسلام للمسلم من أن يتزوج من غير المسلمة (على أمل أن تسلم) وهذا ما أسمعه منذ صغري وأقرأه , فكلهم يقولون: يجوز أن يتزوج المسلم من غير المسلمة على أمل أن تسلم في المستقبل, وأتساءل هنا : لماذا لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم –أيضاً-على أمل أن يسلم , والجواب طبعاً معروف وهو : أن تأثير أهل الزوج على الزوجة كبير وخصوصاً حين يصبح لديهم أولاد , وشاهدتُ أنا بأم عيني مسيحيات تزوجن من مسلمين واتبعن بعد طول سنين أولادهن في السلوك الديني.
يجب أن نعمل على تحقيق مشروع عالم واحد وثقافة واحدة متعددة الأجناس ولكن ضمن شروط مدنية في إدارة حياتنا اليومية والعاطفية , وليس وفق شروط دينية , إن التطور في قانون الأحوال الشخصية , قد مر أو يمر الآن في مرحلة مدنية من مراحل التطور , بدليل أننا نختصم ونشاكي بعضنا بعضاً وفق أصول المحاكمات المدنية والقضائية وليس وفق شروط دينية وعشائرية .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟