أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح علي - زكية خليفة صاحبة المهام الصعبة














المزيد.....

زكية خليفة صاحبة المهام الصعبة


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 23:12
المحور: سيرة ذاتية
    


لقد سمعت عنها الكثير من الذكريات عندما كنت طفلاَ تحدثوا عن صبرها وقوتها وشجاعتها وحبها للجميع ثم شاهدتها على خشبة المسرح , إلى أن تعارفنا في عام 1977 ورسخت في ذهني كلماتها وقوة شخصيتها وتواضعها الجم واهتمام الكبير بعنصر الشباب . حيث قالت لي في أحد المرات بالنص أنت الآن في منطقتنا منطقة الكرادة ولكونك غير معروف لاهل المنطقة وغيرهم نطلب منك أن تحافظ على ذلك وتبتعد عن كل ما هو مباشر كما عليك أن تبتعد عن النقاشات الجادة في وسطك الاجتماعي وعليك أن تعطي إنطباع من حولك أنك لا أبالي ولم تكترث للاحداث الجادة وتميل إلى المزح واللهو وهذه تحميك في الفترة القادمة وتبقى غير معروف لفترة أطول وبعد أن ودعتها كانت كلماتها قد نقشت في ذاكرتي لهذه اللحظة .

وبعد اللقاء فكرت هل أن هذه الانسانة الرائعة قد أعطت لي دور لكي أجيد إدائه ولكن في حينها تسائلت كيف لي بأن أجيد هذا الدور وإني الميال للحوارات والنقاشات .

ولكن في أحد الايام وعن طريق الصدفة كنا مجموعة من الزملاء جالسين وكان هناك حدث سياسي في الاتحاد السوفياتي وكان بريجنيف رئيساَ للاتحاد السوفياتي آنذاك. فسألتني أحدى الزميلات ممكن أن تحدثنا عن بريجنيف وفي هذه اللحظات هل بيه أن أنسى وصية وكلمات المناضلة الرائعة زكية خليفة , وبسرعة قلت لها هذه المرة الاولى التي أسمع فيها عن هذا الاسم بريجنيف فسمع الجميع كلامي هذا وبدأ الضحك من قبل الجالسين ولم أتوقف لحظة عندما سمعت الضحك من قبل الجلوس فسألتها هل هو ممثل فتعالى الضحك عالياَ وقال أحد الجالسين يبدوا أن زميلنا فلاح ( لا يقرأ ولا يكتب ) ففرحت كثيراَ لنجاحي في هذا الاختبار الذي كانت دروسه من قبل المناضلة زكية خليفة . ومضت الايام سريعة وتصاعدت هجمة الملاحقات والاعتقالات بحق الشيوعيين والديمقراطيين .

وفي آخر لقاء لي مع الانسانة الرائعة زكية خليفة كان على ما أتذكر في 14شباط 1979 في موعد في ساحة كهرمانة وكانت هي قادمة في سيارة يقودها أحد الجنود المجهولين الرائعين آنذاك هوالمناضل أبو مكسيم أتمنى له الخير والنجاح الدائم . فصعدت في السيارة ودار بيننا حديث طويل وسألتني عن الاصدقاء الذين حولي وتحدثنا في التفاصيل وحدثتني عن شابات في منطقة الكرادة وعن الدور الذي يقومن فيه وكانت جولة طويلة في السيارة وفي الختام قالت لي هيئ نفسك للسفر إلى بلغاريا لاكمال دراستك فسألتها كيف تحدثيني عن ما يقومن به هؤلاء الشابات وتطلبين مني السفر فقالت عليك أن تلتزم بذلك وتهيئ نفسك فكان رأي الآن لا أرغب في السفر لأني في وضع أمين فقالت نخشى عليك وإلى فترة قريبة عليك أن تهيئ 5 أماكن للسكن وتقلل من زياراتك إلى منطقة القصر الابيض , فقلت لها كيف أقلل زياراتي لهذه المنطقة وأنتم الذين عرفتموني على هؤلاء الاصدقاء وبعضهم بيوتهم مجاورة لدائرة الامن العامة .

وكان جوابها قاطع إلتقي بكم واحد خارج المنطقة .

وبعد جولة طويلة فأوصلوني إلى ساحة النصر وودعت الانسانة الرائعة زكية مع كلمات قالتها لي دير بالك على حالك .

بعد أيام معدودات سمعت بأعتقال زكية من قبل رجال الامن ففكرت بعدم ترك بيتي الذي تعرفه زكية خليفة والكائن في منطقة بستان الخس .

ولكن بعد لحظات من التفكير قررت الاخذ بنصيحتها فتنقلت في عدة أماكن مع الاصدقاء وأخذت إجازة من العمل ولكن بعد أكثر من اسبوع سمعنا بمواقفها الصلبة في الامن وإرادتها الفولاذية التي تجلت في تحدي الجلادين فعدت إلى البيت وإلى العمل وإني مطمأن من صمودها وهذا ما حصل فعلاَ .

ثم سمعت لاحقاَ بأطلاق سراحها ولكني لم ألتقي بها .

وفي صبيحة أحد ألايام الاولى من كانون الثاني عام 1980 كنت أتمشى في ساحة التحرير بجانب حديقة الامة في الساعة السابعة صباحاَ وكنت أحب صباحات بغداد وفي هذه المنطقة بالذات كنت متهيئ للتوجه للعمل وشاهدت الانسانة البطلة المقدامة زكية خليفة وكانت تترائى لي إنها متعبة وكانت واضعة كفية ملونة على رأسها تظهر وكأنها حجاب وتسير معها أمرأة ثانية وقد إتجهن للنزول في نفق ساحة التحرير, فترددت بين اللحاق بهم للسلام عليها والاطمئنان على صحتها أو الحفاظ على الصيانة لعلها كانت مراقبة ففكرت بخيار ألحق بهم وأتحدث معها ونحن نسير بدون توقف , لحظات قليلة وكنت أسير بجنبها وتحدثنا بصوت خافت ونحن نسير , فبعد السلام عليها إلتفتت جانباَ وأبتسمت وقالت هذا أنت إني كنت أعرف إنك بخير فسألتها عن صحتها ثم قلت لها بعتب كيف تطلبين مني أن تكون لي خمسة أماكن للسكن وأنت مستمرة في عملك في منطقة ذات السلاسل فأبتسمت وقالت هذا ماطلب مني وحييت موقفها وصمودها فكنت أخشى المراقبة فودعتها بالكلمات وودعتني وكررتها ثانية دير بالك على حالك .

ولم نلتقي بعد هذا التأريخ وفرحت كثيراَ عندما شاهدتها على التلفاز وفي الصحف في ساحة الاندلس في مسيرة للحزب الشيوعي العراقي بعد نيسان 2003 . إنها بحق كانت قائدة ميدانية نادرة المثال تبرز إمكانياتها القيادية في الظروف الصعبة وكانت داعية ومحرضة ومعبأة الصفوف وناشطة جماهيرية في آن واحد وتتحمل قساوة الظروف وترفع من معنويات وهمم من حولها وبالذات الشباب وتغني تجاربهم وترفع من قدرتهم على التحدي .

الذكر الطيب لصاحبة العطاء والصمود والتضحية زكية خليفة .

19-2-2010



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى كل اليساريين والديمقراطيين وإلى كل الخيرين من أبنا ...
- خطر الارهاب يتجدد في العراق في ظل غياب استراتيجية وطنية لموا ...
- المصالحة الوطنية والاصلاح السياسي وجهان لعملة واحدة
- تنظيم القاعدة صناعة أميركية - عربية تم إنتاجها في فترة الحرب ...
- مناورات إيران حول برنامجها النووي بدأت تتضائل
- مهام قوى اليسار والديمقراطية في الظرف الراهن ودورها في بناء ...
- هل ينقض مجلس الرئاسة المادتين أولاَ وثالثاَ من قانون الانتخا ...
- تزدهرالافكار السياسية في أوقات الأزمات
- أيام العراق الدامية وغياب الاستراتيجية الوطنية
- نظام الدائرة الواحدة والقائمة المفتوحة لماذا يخشاهما الطائفي ...
- رؤية حول وحدة عمل الشيوعيين العراقيين
- ملاحظات إنتقادية على تصريحات كريم أحمد لصحيفة هاوالاتي
- معارك الحملات الأنتخابية للبرلمان القادم ودور قوى اليسار وال ...
- ثورة 14 تموز 1958 وأحداثها التأريخية
- قوى اليسار والديمقراطية وحاجتها لجماعات الضغط لأهميتها في ال ...
- الأديان تلتقي مع الماركسية وكل الأفكار الأنسانية والتقدمية ع ...
- كيف إحتفل الأنصار الشيوعيين بذكرى تأسيس حزبهم الفوج الأول مث ...
- الأنتخابات البرلمانية القادمة والكوتا الأيرانية
- هل سيكون العراق رهينة لأنهاء البرنامج النووي الأيراني
- كيف فاز في الأنتخابات من فشل في الكشف عن جريمة إغتيال مثقف ع ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلاح علي - زكية خليفة صاحبة المهام الصعبة