أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لطيف شاكر - رأي رجل عاقل في المسألة القبطية 2/4















المزيد.....

رأي رجل عاقل في المسألة القبطية 2/4


لطيف شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 18:27
المحور: حقوق الانسان
    


كتاب سجون العقل العربي للكاتب والمبدع د.طارق حجي يستحق قراءته بعناية ودراسته بفهم, حيث اوضح من خلال سطوره كثير من المشكلات والعوائق التي يعيش فيها العقل العربي وكشف عن عديد من الجوانب السيئة المتفشية في الوطن مصر دون ادني علاج او حل...... وهذا المقال ترتيبه الثاني من اربع مقالات تناول فيها الكاتب الشأن القبطي او المسألة القبطية وكان جريئا في عرضه للمشاكل القبطية وشجاعا في ابداء الحلول المناسبة , التي تجنب البلد ويلات الفتن والانقسامات بسبب اهمال القضية القبطية وسلب حقوقهم عن قصد وبامعان:
كان المجتمع المصري حتي اوائل الخمسينات متسما بقدر كبير للغاية من السماحة والقبول والاحترام المتبادلين بين الطوائف المختلفة بما في ذلك الطوائف الدينية وكانت هذه السمات أمرا مشهودا لمصر من الاجانب الذين يعيشون بها وفي العالم الخارجي . ومع تصاعد مايعرف الان بالاسلام السياسي بدأ المجتمع المصري يفقد تدريجيا هذه الملامح الحضارية المتميزة . ومن اكبر الادلة علي كون نقطة البداية هي تنامي الاسلام السياسي ان حركة التطرف عند الاقباط والتي تشكلت تحت اسم جماعة الامة القبطية والتي قامت باختطاف البطريرك يوساب في 1954 كان شعارها مجرد صياغة لشعار الاخوان المسلمين :فبينما كان شعار الاخوان المسلمين (القرآن دستورنا) جاء شعار جماعة الامة القبطية برفع النداء بأن ( الانجيل دستورنا) وكان الشعار القبطي متأخرا بسنوات عديدة عن شعار الاخوان المسلمين بما يفيد ان الثاني كان رد فعل للاول .
وعندما وقعت هزيمة 1967 بدا امام اصحاب مشروع الاسلام السياسي ان الساحة خالية امامهم : فبعد ان فشل المشروع النهضوي الذي تألق في عشرينات القرن العشرين ثم تراجع امام مد الافكار الفاشية التي مهدت للحرب العالمية الثانية ثم فشل المشروع القومي الذي تأجج في الخمسينات وفي الستينات ظن اصحاب مشروع الاسلام السياسي ان الساحة لصبحت ممهدة امامهعم وضاعف من هذا الشعور الشعارات التي رفعت في اوائل السبعينات بهدف تحجيم تيار الاشتراكيين والناصريين واهمها شعار( دولة العلم والايمان) وشعار( الرئيس المؤمن) وقد أدي هذا الزخم من التصاعد الي حدوث اسوأ الاحداث في تاريخ مصر المعاصر وهو اغتيال اشخاص ينتمون للاسلام السياسي لرئيس الدولة يوم 6 أكتوبر 1981 .
يقول الكاتب : يعرف الكثيرون اهتمامي الفائق بالشأن القبطي وما تفرع عنه من تعمق في دراسة تاريخ المسيحية في مصر والتعرف علي الموروث الثقافي القبطي بكل تفاصيله ودقائقه ,كذلك يعرف هؤلاء ان هذه الرحلة أقتضت أن أكون قريبا من مئات بل والآف الاقباط بما في ذلك عدد كبير من رموز الكنيسة المصرية . وقد طالبني كثيرون من هؤلاء بأن اكتب وجهة نظري فيما يمكن أن يسمي بالمسألة القبطية والتي يقول البعض بأنها متأزمة بينما يقول البعض الآخر بأنها وهم من اختراع الخيال وأنه لاتوجد مشكلة أو أزمة قبطية علي الاطلاق .
وأود أن أقول أن الحقيقة المؤكدة أن الأقباط هم ( أو يجب أن يكونوا ) مواطنون مصريون أصلاء بمعني أنهم مصريون من الدرجة الأولي وأن هذا هو وطنهم وأنهم لايعيشون فيه عالة في ظل تسامح الآخرين وإنما لهم ما للشركاء من حقوق ومكانة ... وفارق كبير بين الشريك ومن يمن عليه .
فاذا كانت هذه العبارة التمهيدية محل اختلاف , فلا مجال لأي حوار لأنه سيكون بمثابة حوار الطرشان : فكل من يعتقد أن الأقباط مواطنون من الدرجة الثانية وأننا نتسامح معهم فنسمح بوجودهم وقد يضيف آخرون أنه يجب أن تطبق عليهم الجزية- فليس لاولئك أسوق هذا الحديث إذ انني وإياهم مختلفان إختلاف المشرق عن المغرب , ومن باب العبث إضاعة الوقت في حوار مع من يعتقد في شئ من هذا . أما إذا كان القارئ يسلم معي بصواب العبارة الديباجية في هذا الفصل , فانه يكون هناك مجال للحوار ولبحث الأمر علي ألا ينوب أحد عن الأقباط في التعبير عن جوانب شكواهم .. فليس من حق أية جهة رسمية أو غير رسمية أن تقف وتقول : أنه ليست للأقباط في مصر مشاكل أو شكاوي وإنما الذي يملك حق التعبير عن ذلك هو الأقباط أنفسهم . وعندما أكتب أنا هذه السطور فإنني أعكس ماسمعته مرارا وتكرارا من المواطن المصري القبطي العادي والذي لايمكن تصنيفه كمتمرد أو آبق أو مبالغ في الأمر لأنني أعرف مزاعم المبالغين ولن أتطرق إليها في هذا الفصل وإنما أكتب مالمسته (وصدقته ) خلال سنوات طويلة ممن يمكن وصفهم بأواسط الأقباط المعتدلين .
الموضوع الاساسي هو: هل يعاني أقباط مصر (وهم في بلدهم) من مشكلات كبيرة ؟...والجواب الوحيد هو : نعم
نعم : يشعر الاقباط بمخاوف علي انفسهم وأسرهم وأموالهم وسلامتهم بدرجة أكبر مما يشعر به المسلمون ( وإن لن يكونوا أيضا في مأمن كامل )
نعم : يعاني الاقباط من شيوع وذيوع مناخ عام متعصب وغير متسم بالمودة تجاههم .
نعم : يعاني الأقباط من تحديات إضافية في مراحل التعليم والتوظيف والترقية لمجرد أنهم أقباط .
نعم :يشعر الأقباط أنهم ( وإن كانوا بشهادة معظم المسلمين أكثر كفاءة من المتوسط العام للمسلمين ) فإنهم لايشغلون مناصبا عامة كمنصب المحافظ ورئيس مدينة ورئيس الجامعة وعميد كلية ,ومعظم مناصب الصف الثاني في وزارات الخارجية والدفاع والداخلية ...وغيرها .
نعم : يشعر الأقباط أنه في حالات كثيرة ما أن يذكر القبطي اسمه الدال علي قبطيته إلا وشعر بتدهور شديد في درجة المودة في الطريقة التي يعامل بها .
نعم : يشعر الأقباط أنه من غير المنطقي أن نسبتهم في المجتمع قرابة سدس (خمسة عشر في المائة) من السكان بينما عدد النواب الأقباط في مجلس الشعب أقل من 1% . ولايحتاج الانسان لكثيرمن الذكاء ليتيقن أن ذلك لايمكن أن يكون حادثا بالصدفة وإنما بفعل عوامل لايمكن إلا أن تكون رديئة وغير منطقي وظالمة وغير انٍأني’ ومخالفة لأبسط معاني المواطنة .
نعم : يشعر الأقباط أن الادعاء بأن" كل شئ علي مايرام" لان شيخ الازهر يعانق البابا في بعض الصور هو إهانة لذكاء كل قبطي وكل مصري .
نعم : يشعر اللأقباط أنه من الغريب أن يسددوا ضرائبا تبني منها المساجد وينفق منها علي جامعة الأزهر – بينما يعانون هم أشد المعاناة في إنشاء كنائس بأموالهم الخاصة .
نعم : يشعر الأقباط (ولاسيما من تجاوز الستين منهم ) أنهم اليوم محاطون باخلاقيات وطرائق تعامل معهم ومع زوجاتهم وبناتهم وأبنائهم تختلف عما عايشوه منذ أكثر من أربعين سنة في نفس المكان (مصر)
هذه هي الجوانب الجوهرية للموضوع , أما إتهام كل من يتحدث في هذه الأمور بالعمالة لأطراف معادية لمصر والانخراط في مؤامرة ضد مصر , انما هوعبث وإهانة للحقيقة وهوان للمنطق .
ومن الجدير بالذكر ان هناك إجماع داخل المجتمع القبطي علي أن كل مايحيط بقوانين وإجراءات ورسميات إنشاء كنائس جديدة أو ترميم أو إصلاح كنائس قديمة كان يخضع لأمور تخرج عن نطاق العقل – وقد حدث بعض الانفراج في هذا الامر ولكنه في إعتقاد معظمهم إنفراج لايصاحبه إيمان عميق بفداحة الموقف الذي كان يحيط بهذه المسألة, ولا شك أن العلآج الوحيد المرضي هو أن توجد قوانين تنظم إنشاء دور العبادة (بصرف النظر عن أسمها :مساجد أو كنائس ) وتضم قواعد منطقية وعقلانية تنطبق علي الجميع- فليس من العقل ولا من المنطق أن يحاط جانب بقيود غليظة ويتمتع جانب بحرية تصل الي حدود الفوضي والخروج عن كل القوانين بينما يكون موقف البعض منهم هو الخوف والفزع . ولكن هل مشكلة الكنائس هي لب شعور الاقباط بوجود مضايقات أو أزمة ؟ ... الجواب قطعا بالنفي فهناك مشاكل أشد حدة مما يعاني منه الأقباط من أجل الحصول علي تصريح بانشاء كنيسة جديدة- رغم عجزي الدائم عن فهم المضار التي يمكن أن تحيط من جراء إنشاء كنائس جديدة- فالكنائس إما دورللعبادة (لأصحابها) وإما مكان لمناسبات مثل الافراح أو الجنازات وهي من صميم حقوق الانسانية .
والي لقاء مع المقال الثالث



#لطيف_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية رجل عاقل في المسألة القبطية (1)
- شهاب الدين اتعس من اخيه ......
- الشيخ حسونة العاقل وقرضاوي الناقل
- اشاعات عوائق بناء الكنائس
- الكذب وموت الضمير
- الرئيس القادم لحكم المحروسة
- حتي انت ايها الوزيرالجليل
- البابا ولجنة الحريات وصحفي مأجور
- التدليس علي البرلمان الاوربي
- الزمن الجميل هل يعود
- استمرار حكم مبارك علي اشلاء الاقباط
- نداء الي كتاب وقراء الحوار المتمدن
- العصر الذهبي للرئيس مبارك
- الربح والخسارة لمذبحة نجع حمادي
- خبر وتعليق
- الصمت افضل يااسقفنا الجليل
- اخبار وتعليقات كارثة نجع حمادي
- امس اسيوط وفرشوط ...واليوم نجع حمادي وغدا.....
- انتقال المهندس عدلي ابادير كبير الاقباط
- رأس الشهور الميلادية


المزيد.....




- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لطيف شاكر - رأي رجل عاقل في المسألة القبطية 2/4