جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 17:09
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
نعم نوايا الانظمة الرجعية و القمعية و الدكتاتورية واضحة لجميع الناس من ضمنهم الاغبياء حتى اذا حاولت هذه الانظمة ان تختبئ بمظهر انساني ديموقراطي. ولكن البلوة مع انتخابات الانظمة الديموقراطية هي كونها (حية جوة التبن) تعضك دون ان تحس بها. انها ليست واضحة خاصة اذا كثرت فيها فنون الغش والسرقة و الكذب على ابدع انواعها. الناخب لا يعرف لمن يدلي بصوته لان جميع هذه الجهات تعطي وعود و مواعيد عرقوب. اقبح اشكال الانتخابات الديمقرطية هي عندما يحاول حزب ما النيل من حزب آخر و لا يخجل من اتباع جميع الطرق اللااخلاقية بضمنها التعرض لحرمة شخصيات سياسية و عوائلهم بغية تشويش الناخبين والوصول الى اهداف منشودة.
العراق بلد جديد في الديموقراطية و لكن الغشاش الصغيرفي عمليات الانتخابات يتعلم بسهولة من الغشاش الكبير و يستطيع حتى ان يتفوق عليه . هناك مدارس خاصة بالغش لسياسيي الانتخابات الديموقراطية:استعمل ارقام و احصاءات للتضليل و التشويش. لا تجب على الاسئلة مباشرة . حاول ان تهجم على الحزب المعارض و تبين نقاط ضعفه. تعلم ان ذاكرة الناس قصيرة تستطيع ان تتراجع عن الوعود التي قطعتها قبل الانتخابات. لا تنسى هناك ايضا امكانية التلاعب بالنتائج خاصة في البلدان النامية الجديدة على الديمقراطية كالعراق. في بلد مبني على نظام العشائر الكردية والعربية طبعا يعطي ابن العشيرة صوته لشيخ لعشيرة. القريب له حق على القريب والجار حك (حق)على الجار. كلنا اصحاب فضل.
اما ذا لم تكن هناك صلة القرابة اوالصداقة فان الرشوة تحل محلها واذا لم تنفع الرشوة فهناك وسيلة الزعل و التهديد و القتل. لاتنسى ان بلد مثل العراق له تأريخ عريق في فنون الواسطات. الواسطة او بيع الشرف والكرامة لاجل المال اصبحت نوع من انواع الجينات في داخل الجسم لايمكن التخلص منها بسهولة. اجيال كاملة تخرجت و عملت على الواسطات.هذااول رقم قياسي عالمي. ليس في الواسطة حرج لاننا كلنا من انصارها ولكن اجسامنا تمرضت بسبب الاعراض الجانبية بعد زيارة الطبيب الحكيم والانتخابات ايضا نوع من انواع الحرب على الخصم لاتخلو من التضرارات الجانبية او كما تسميها امريكا collateral damage. لا تسى لكل عملية فضلاتها و ريحتها الكريهة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟