الاصلاح والتغيير في النظام العراقي , نموذجا .

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 00:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الايام القادمه لابد ان تكون للاصلاح والتغيير والبناء والاعمار بعد الست سنوات التي ذهبت من عمر العراق دون تحقيق ادنى الاهداف والامنيات المطلوبه في العراق .
لا بد كذلك ان يكون النظام العراقي في خدمة الجميع دون تفرقه بين هذا المكون وذاك وهذه القوميه وتلك وهذا الدين وذاك وهكذا . . .
المطلوب خلاص العراقيين من تلك المعانات وعذابات السنين والاعوام الطويله من الماسي والحرمان والعنف والاضطهاد .

لا يريد العراقيون ان تكون الامور جميعها على ما يرام 100 % ! ولكن على الاقل ان يجدوا امامهم الخدمات البسيطه التي كانوا قد تعودوا عليها سابقا , مثل الكهرباء والخدمات الصحيه والطبيه والماء الصحي وتوفير المشتقات النفطيه والغذاء والتامين الصحي والاجتماعي والخ .
على الحكومه العراقيه ان لا تعيد الاخطاء التي ارتكبها مجلس الحكم الطائفي بعد 2003 والحكومات الدينيه والمذهبيه والطائفيه السابقه كحكومة الجعفري الطائفيه .

ان بعض الممارسات التي تمارسها اليوم الحكومه وتحديدا في تفعيل دور العشائر والقبائل ستكون بمثابة قنابل موقوتة مستقبلا , وسيكون لها دور في تدمير ما تبقى من العراق .
العشائر هي اخطر من المحاصصه والطائفيه وحتى من الميليشيات المسلحه , اي من السهل ان تقضي على العناصر المسلحه من الميليشيه , ولكن كيف سيتم القضاء على العشائر المسلحه في حالة سيطرتها على زمام الاوضاع في الحكومه وقوات الشرطه والجيش ? .

تفعيل دور المؤسسات القانونيه والقانون والدستور والقضاء والمحاكم مع حصر السلاح بيد الدوله فقط , هذه العوامل وغيرها هي التي سوف تبني العراق الحديث والجديد وعراق الحريه والعداله والمواطنه والنظام المقبول من كافة وجميع شرائح المجتمع العراقي .

استلام مهام الامن لكافة المحافظات من قوات متعددة الجنسيات هي الخطوة الاولى الناجحه والصحيحه والتي طالبنا بها منذ السنوات الاولى بعد سقوط النظام السابق , بناء الشرطه والجيش وتسليحه باحدث الاسلحه والطائرات والصنوف الاخرى تعتبر من اهم الاسباب التي ستؤدي الى استقرار العراق والحفاظ على امنه من الاطماع الخارجيه .

كما نتمنى من النظام اعادة الخدمات الى المعامل والمنشات والمصانع التي اهملت وتركت , مع اعادة الحياة فيها , وكذلك تفعيل دور المنظمات الاهليه والرقابه المحليه ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والجمعيات والتكتلات الاخرى .

ارى ان النظام يعاني اليوم من ازمة حكم وتعدد السلطات والقرارات , والانتماء الى المذهب والدين والطائفه والعشيره اكثر من الوطن , النقطه المهمه التاليه وهي غياب التنسيق والوحده الوطنيه والمشاركه الفعليه في الحكم والمصالحه الوطنيه الحقيقيه ومشاركة الاخر في اتخاذ القرار .
تغيير الدستور واجراء الاصلاحات والغاء بعض القرارات المجحفه بالمواطن العراقي كقرار البعث واجتثاثه او اقصائه , والقرارات الرجعيه والظالمه ضد المراة ودورها في المجتمع , وقانون الاحوال الشخصيه السيئ السيط , مع اعادة النظر في المحكمه الجنائيه وقوانيها , واخيرا تفعيل دور لجنة النزاهة ومحاسبة المقصرين والفاسدين وتقديمهم للعداله ومن تلطخت اياديها بالدماء العراقيه والارهاب .

نحن نلفت انظار الحكومه الى هذا التخلف الذي حصل في العراق بسبب اولا / هذه الافكار الدينيه والرجعيه والرجوع الى احضان العشيره والقبيله والمراجع الدينيه .
هناك تراجع في مستوى المعيشه للفرد العراقي وانتشار البطاله والفقر والمرض والجريمه والمخدرات , التي جميعها كانت بعيده عن حياة المواطن .

ننتظر الى اعادة وبناء المجتمع العراقي , وتشكيل حكومة وحده وطنيه حقيقيه , مكونة من جميع اطياف ومكونات وقوى الشعب العراقي , واعادة تشكيل المفوضيه العليا للانتخابات بما لها وفيها من اختراقات وشبهات لكي تكون فعلا مفوضيه نزيهة ومحايدة وتقف من على بعد طرف واحد من الجميع .

في النهايه ستتم عملية بناء الانسان الجديد العراقي ولكي يكون قاعده لنظام جديد ولحكم وطني وديمقراطي ومؤسساتي وفي ظل حكومة وحده وطنيه مقبوله للجميع , دون التفريق بين هذا وذاك الا على الكفاءة والمقدرة والمؤهلات وبهذا قد نحقق نوعا ما من الاصلاح والتغير او التغيير الجزئي ان صح التعبير .

#جوزيف_شلال (هاشتاغ)       Schale_Uoseif#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات