أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزيز باكوش - سبع مؤشرات لإفلاس المدرسة المغربية















المزيد.....

سبع مؤشرات لإفلاس المدرسة المغربية


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 22:38
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في تقديرنا هناك سبع مشكلات على الأرجح ، يساورنا الشك اليقين في أن تدبيرها لا يتم على نحو أفضل مما يوجع منظومتنا التعليمية ويرديها في الصميم .
المؤشر الأول :
حوالي الساعة الثانية بعد زوال الخميس الماضي عاشت مدرسة ابتدائية بوسط فاس العتيقة وضعا مقلقا جراء انكشاف حدث غير مسبوق ، حدث سيخلخل أركان المنظومة التعليمية برمتها ، وسيجعلها في القريب العاجل مثل ثور هائج لا يقو على السير من غير أن يرتطم . كان خميسا أسودا بكل المقاييس لما لاحظ مدرس اللغة العربية أحد تلاميذه وهو يقوم بعملية مخط مرعبة .
= أشنو داك الشيء أوليدي .. أشنو ديك لوسخ .. الآن.. بسرعة انطلق ..لعلك تحتاج إلى نظافة فورية= " قال أستاذ اللغة العربية للقسم الثالث ابتدائي وهو يخاطب "خ م "أحد تلاميذه المتوسطي الأداء والتحصيل .
-لا عليك أستاذ..الأمر عادي جدا؟؟- علق التلميذ بهدوء
- كيف تهون الأمر وأنفك يقطر..دما؟؟ رد الأستاذ بامتعاض
-ليس دما يا أستاذ؟؟ إنه نفحة؟؟؟-
- نفحة ؟؟؟؟....أيها المغفل..اللعنة .. جعلتني أشعر بدوار؟؟ وبعد أن جمع الموقف تحدث الأستاذ موجها كلامه إلى "خ م "الذي لم يكمل بعد ربيعه التاسع .
-هل هي عادتك دوما ؟
-نعم ..صمت قليلا ثم تابع في نبرة بريئة :هي عادتنا جميعا ...؟ ثم إن جارنا سعيد ذوقني ، إنه يشتريها كل يوم ؟
- من سعيد هذا؟؟
- انه زميل لنا .. وجارنا بالحي ..إنه يدرس بالتاسعة إعدادي؟؟؟
المؤشر الثاني :
لقد فعلها "الشيطان" إذن, و ضبطناه متلبسا ,وهو يفرغ متانته على جدار مدرسته, بعد انتهاء حصة الصباح بدقائق, كان في حوالي العاشرة من عمره , لم يلتفت إلينا أول وهلة , كان مزحوما, أسند ظهره على طرف جدار رائحته تزكم الأنوف , وشرع يرسم دوائر..كلعبة مائية , و رغم الصخب الذي كان يرافق عملية خروج زهاء1000تلميد من بوابة مدرسة ابتدائية حديثة البناء , إلا أن صوتنا كان مسموعا, ومزعجا , ومع ذلك , بدا للتو مغرقا وغير مرتبك , في خضم الحدث, فاجأناه بالسؤال:
لماذا تتبول على جدار المدرسة؟؟؟؟
أأأأأ... أنا مزير..أ أستاذ...."مخنوق....؟؟؟؟
في مدرستك..لا يوجد مرحاض..
كاين- لكنه..... خانز؟؟؟؟؟؟
طيب….في المدرسة ..هل يوجد ماء؟؟؟
بزبوز.."صنبور" واحد تيخدم؟؟؟؟ صمت لحظة ثم أضاف:
أأستاذ..مشي غير أنا؟؟؟؟
حسنا......؟؟؟؟؟؟؟؟
أدخل عضوه التناسلي بخبث كما لو كان رأس سلحفاة .....وأكمل العملية في سرواله , تم انطلق مائلا في مشيته. مثل كلب اعور.
المؤشر الثالث :
تقف سيارة المرسديس السوداء الفارهة أمام إحدى أعرق الثانويات بمدينة فاس ، وعلى طريقة النجوم الكبار، ينقذف سائقها القصير الذي يشبه حبة باذنجان مسرعا نحو فتح باب السيارة الخلفي ، ولم يكن الخارج من السيارة سوى تلميذة في حوالي 14 من العمر ، وقبل أن تهم النجمة الصاعدة بالنزول فضلت سحب علبة سجائر شقراء أولا ثم محفظتها بعد ذلك ، حدث ذلك أمام أنظار حشد من التلاميذ والتلميذات الذين اعتبروا المشهد كما لو كان واجبا وطنيا.
المؤشر الرابع :
هيأ أستاذ مادة اللغة العربية محفظة بحجم دولاب وضمنها 15 مرجعا و126 نسخة مصغرة مركزة لمقدمات برامج ومناهج التعليم استعدادا لامتحان الترقية المهنية ، وقال من غير أن يرف له جفن والأسرة متحلقة على طاولة العشاء : ادعوا لي ..حتى يساعدني الله ..وصلى بخشوع زائد قائلا بصوت مسموع : أتمنى من الله أن يساعدني في اجتياز هذه العقبة ، لقد قمت بكل التحضيرات، وأتمنى أن لا يصافنا حظنا هذه المرة بأحد الحراس المتشددين.. وزاد قائلا كل الاحتياطات بما في ذلك الحروز والحجابات متاحة وقابلة للحفظ والتنزيل. في الصباح الموالي، ولج الأستاذ الكهل قاعة الامتحان وقد علت محياه كآبة ملتبسة قرأ المعوذتين ثم مسح الفضاء بعينين زائغتين وقال في نبرة منقادة: الحمد لله الذي هداني لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله
المؤشر الخامس :
تقف مدرسة لغة عربية وسط قاعة الدرس بالطابق الأول من مدرسة ابتدائية حديثة البناء ، مهمتها تربوية بالأساس ، وبينما هي تفرز لوائح المترشحين لإمتحان الموحد السادس على صعيد النيابة فاجأها مدير المدرسة : السادس هو وجه المدرسة يا أستاذة ، خذي مثلا التلميذ الطويل العريض هناك، وزميله الأجرب صاحب الوشم على الذراعين ، والصاعقة ذات الماكياج .. إنها فرصة لتصريفها ولو اقتضى الحال انتداب من يكتب لها كامل الأجوبة ، أما زميلتها الاخرى صاحبة... ألا ترين معي إنها على وشك الزواج ؟ حاضر.. ردت الأستاذة بكل ما يليق بسيدة محترمة بغطاء الرأس وهاتفها المحمول صاحب الرنات الجبلية وعصا صغير تهش به دون كلل ، سأتصرف..الله يقدرنا وخلاص . في لحظة ، سألتها ذات التلميذ بمنتهى البراءة ، أستاذة هل أكتب الإجابة في الورقة المقدمة أم ورقة مزدوجة خاصة ؟ فما كان من المدرسة إلا أن أجابت وبمنتهى الثقة " أكتب حيثما تشاء ..ناجحة ناجحة أبنتي ..أعقب ذلك هرج ومرج و...بدون وجع ضمير ، سحب التلاميذ جميعهم المراجع المقررة ،وشرعوا يتفحصونها فرحين كما لو كان ذلك واجبا وطنيا .
المؤشر السادس :
في الطريق إلى المدرسة تقف مريم على كل ما خلق الله من مؤذيات وممارسات أخلاقية توجع أنوثتها وتلهب مفاصيل شكلها الاعتباري كتلميذة . بوابة المدرسة التي تحمل اسم أحد الخلفاء الراشدين مرحاض عمومي، يشد جدرانها كي لا تسقط شبان متصعلكون منذ الصباح الباكر ، يفتلون ويمزجون يدخنون لفافات بكل الاقتراحات الممكنة ، وحينما تمر أمامهم مريم يصدح زعيمهم في ارتخاء نشوي .." أزين مندكوكش؟؟؟ فيعلو الفضاء صخب وضجيج ..ثم يرد الآخر وهو مسطول ..نجيب أمك من القسم إلى بغيت..تلاحي..؟ ولم تتنفس مريم الصعداء إلا وهي تلمح فوجا من الأساتذة قادمين نحوها ، السلام عليكم قال أحدهم موجها كلامهم إلى فئة الانحراف، فرد احدهم دون ما تردد : تلاح..ادخل لداك الكاف وشم الطباشير باش تكاد...راك تبالي مقشبل ؟؟؟؟
المؤشر السابع :
وقف المدرس وهو يتصفح مذكرة وزارية صدرت بتاريخ 30 يونيو من السنة الماضية موضوعها انتقاء بعثة للتدريس بالخارج محددة الشروط والبيانات لمن يرغب. ليس غريبا أن تصل مذكرة من هذا الصنف شهرين بعد انصرام أجلها ، لكن الصدمة كون انها ذيلت بالملاحظة التالية : قصد الاطلاع والتنفيذ .

لا جدل في أن الدور التقليدي للمدرسة بوصفها ميثاق و فلسفة تربية. ومن المحقق ايضا أن أسرة التربية والتعليم كآلية لتفعيل بنودها, لها دور محوري هو إعداد التلاميذ كي يصبحوا أشخاصا نافعين , و مواطنين صالحين بالمعنى العام والشمولي , مواطنون يتحملون مسؤولية امتداد الثقافة والحضارة والقيم النبيلة في أبعادها العربية و الإسلامية والكونية , في سياق تنشئة يأمل المربون مؤلفين وناشرين على حد سواء , أن تكون محتويات مقرراتها رافدا أساسيا لثقافة دينية ومجتمعية ناجعة , وحافزا مركزيا لثقافة مواطناتية دينامية ومتفاعلة , تثري سلوك النشء , وتطور ممارساته ..وتخصب القيم النبيلة عموديا وأفقيا في بواطنه وأحاسيسه , كي تشمل الذات والحياة جمالا , وتعم الفضاء والمحيط كفاية, مواطنون يعتزون بوطنيتهم , ويعززون رصيد هم الخلقي, ويدبرونه مجاليا وبيئيا , انطلاقا من القيم التي تم إعلانها كمرتكزات ثابتة في ميثاق التربية والتكوين . هذا ما تدبجه مقدمات الكتب والمقررات المدرسية. لكن لواقع المدرسة المغربية ارتفاعاته , فعندما تمتلئ المتانة ,لا يحتاج عقل الصغير إلى كثير مراجعة , ولما يقترب موعد الترقية لا وقت للأستاذ كي يستحضر القيم النبيلة وطوفان المواعظ والدروس. فيغيب الأمن وتحضر الانحرافات ....في غياب سلطة رادعة قد تكون أمنا أم أسرة أو مدرسة ، من هنا قطعا تولد الهزائم.

عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهوية المتقدمة الرهانات والاستراتيجيات والآفاق
- الفن التشكيلي الفاسي المعاصر في إطلالة على نظيره الإسباني من ...
- كميات لقاح أنفلونزا الخنازير بالملايين أمام مصير التلف
- الكلية المتعددة التخصصات بتازة بين خيار الكوليرا أم الطاعون.
- فنانون مغاربة وعرب في مهرجان فاس الدولي للفنون التشكيلية
- أريد أن أرى ابنتي ليلى
- أولاد لبلاد جاهز للعرض
- أطباء اقسموا لكن؟؟
- السفير الامريكي بصفرو في إطار مواكبة تنفيذ برنامج - أكسيس-
- ابتسم إنك في فاس؟؟؟
- الاسرار العميقة وراء عودة القاضي الى الداخلية
- حين تتمخض - الطنجرة والمقلاة - فتلد فنا فلسفة و حياة
- أنشطة اجتماعية وتربوية بنيابة التعليم مولاي يعقوب - فاس
- كل عام ومرضانابخير
- محمد بودويك في - خيط أريان - كي لا يضل الشعر طريقه
- لا للقرصنة نعم لأخلاقيات المهنة
- في الذكرى الاولى لاجتياح غزة الحصار ليس قدرنا
- حول مشروع -الميثاق البيئي- من منظور مجتمعي
- متخيل الصحراء او صحراء المتخيل في تجربة التشكيلي المغربي عبد ...
- الدعوة إلى إعادة النظر في تركيبة المجلس الإداري لأكاديمية فا ...


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزيز باكوش - سبع مؤشرات لإفلاس المدرسة المغربية