أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - سارة ناجي الياسري - ثقافة الدم














المزيد.....

ثقافة الدم


سارة ناجي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 20:44
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


ثقافة الدم هو مصطلح مبتكر حديث الاستخدام ولكن جذوره وظواهره قديمة قدم الانسانية والتاريخ . ويعني هذا المصطلح نمط مشهور من الانماط الثقافية السائدة في كثير من بقع العالم المتهمة بعدم التمدن والتحضر وذلك لاستخدام القوة المفرطة او التصفية الجسدية او سياسة التخويف وتكميم الافواه لكل من يعارضها فكريا او ثقافيا او سياسيا او حتى عقائديا دينيا او عرقيا . والامثلة على هذا النمط كثيرة منها ما حدث في العراق في فترة الاقتتال الطائفي من تصارع دموي راح ضحيته ابرياء او استهداف الصحفيين بوجه خاص او ما يحدث في العالم العربي كمصر او الجزائر او غيرها ممن اندلاع فتن داخلية بين فترة او فترة اخرى
وهذه الثقافة قائمة بجوهرها على التعصب والغاء الاخر والاعتقاد الوحيد بان جانب ما يحتكر الحقيقة المطلقة الى جانبه والاخر يجب ان يتبعه . وهناك من يروج لهكذا ثقافة لانها تخدم مصالحه فلو نظرنا الى المناخ السائد في العالم العربي والعراق الان لوجدنا ان الاتجاه العام خنق الحريات الشخصية والمقصود هنا على الصعيد الاجتماعي وليس على صعيد الحكومات فيجد الكاتب المبدع او الانسان المثقف نفسه مهدد بالموت اذا تحدث عن موضوع يندرج تحت (التابو) او المحرمات وكأنما محكوم عليه ان يخنق ابداعه وجذوة نشاطه ورغبته بتحرير عقول الناس من كثير من الافكار المستحوذة عليهم للابقاء على حياته

هذه الثقافة التي تستمد قوتها من جهل الناس وهناك مؤسسات ترعاها وتتبناها لابقاء الجهل واستمراره فهو السبب الوحيد الذي يجعل الناس يخضعون للسيطرة وهذه الثقافة ترتوي من دماء الابرياء لكي تحصن ديمومتها وهذه المؤسسات التي تقف وراءها تعلم ان ثقافتها الظلامية التكفيريه المتخلفة سوف لن تصمد امام الانفتاح الفكري او التطور الثقافي القادم من دول العالم المختلفة خصوصا في وقت الثورة العالمية في الاتصالات ووصف العالم كقرية صغيرة من المعلومات ولذلك بين الحين والحين الاخر نلاحظ قيام بعض الحكومات بحجب العديد من مواقع الانترنيت وضرب الاتصالات وذلك لعدم اطلاع شعبها على افكار مغايرة او مختلفة وادعائهم بالمحافظة على عقول مواطنيها من الافكار المسمومة الهدامة والاحرى بهم احترام عقلية القاريء العربي واحترام اختياراته الناجمة عن ارادته الحرة وتركه يتطلع على ما يرغب ان يطلع عليه ليصل الى مرحلة الوعي والنضوج الفكري

هناك مؤسسات تتاجر بدماء الابرياء تحت مسميات مختلفة ويطرقون الباب الرئيس للانسانية الا وهو الباب المقدس او تحت طائلة بنود المقدس فهم يستغلون الضعف الانساني وينصبون انفسهم امتداد طبيعي لها ويحكمون ويسيطرون ويوجهون الناس بموجبها ويجعلوهم الات صماء او بيادق شطرنج وفي نهاية المطاف لا يتم تحقيق سوى مصالح دنيويه خالصة لهذه المؤسسات .فهناك معامل لانتاج الارهاب وهناك امراء للفكر الظلامي الذين يحاربون ثقافة الحوار وتبادل وجهات النظر ويشطبون كلمة التسامح من قاموسهم نهائيا لانها تؤدي الى كساد تجارتهم ويقومون بترهيب وقتل كل من يرغب بتحرير الناس من كثير من الاوهام التي يتصورونها افكار مقدسة لا ينبغي المساس بها وكم من ابرياء راحوا ضحايا تلك الاوهام وبذلوا الغالي والنفيس في سبيلها وكانت النتيجه انهم فشلوا فشلا ذريعا في كل جوانب الحياة وخسروا خسائر لا تعوض وبعضهم اكتشف خطأ ما كان يسير عليه وبعضهم ضاع من جراء ما كان يؤمن به
الاطلاع والانفتاح الثقافي يطور الانسانية ويوجهها وجهة صحيحة اما الانغلاق ورفض الاخر ووضعة على قوائم الموت فيهين كرامة الانسان ويجعله كمن يحيا بشريعة الغاب ويجب على الكل ان يعلم بان جمال الانسانية بتنوعها الثقافي ولا يمكن ولن يكون هناك اتجاه ثقافي واحد هو الذي يسود في هذه الحياة



#سارة_ناجي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب انخراط الشباب في الارهاب
- العراق على وشك ان يصبح اكبر فضيحة فساد في التاريخ
- هل لحرية التعبيرحدود تقف عندها ؟
- -العراق بين العلمانية والاسلام السياسي-
- ظاهرة التمييز ضد المرأة بين الماضي والحاضر والمستقبل
- -حق الانسان في العمل-
- -على هامش السيطرات التفتيشية-
- الضغوط على المرأة تطعن بمكتسبات حريتها
- المرأة وجرائم الشرف


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - سارة ناجي الياسري - ثقافة الدم