أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - كيف الحال يا قدس














المزيد.....

كيف الحال يا قدس


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 19:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


القدس قبلة العرب والمسلمين، وهي ملهم الكتاب والشعراء والسياسيين وأنصاف السياسيين والملوك والرؤساء ، والقدس هي الملاذ للفقراء الغلابا والمتخميين، هي السبب والنتيجة، وهي كل ما قيل وسيقال من سقط الكلام على لسان امة فقدت الفعل وغرقت حتى رقبتها في الشعار.
القدس هي فلسطين، وفلسطين هي القدس، ولا يمكن أن نتصور فلسطين بدون القدس التي حفرت عميقاً في قلوبنا، عبقها ينتشر إلى ابعد ما يكون، ولهذا العبق فعل السحر القادم من الزمان العتيق الذي يكتنز صفحات العز والطمأنينة التي تساعدنا على المضي في طريق الآلام الفلسطينية المليئة بالموت والمؤامرات.
ومن قدر له أن يراقب ما يجري على الحواجز التي نصبها جيش الاحتلال في الجمع الرمضانية لمنع الفلسطينيين من الوصول إليها لاستعادة ما فقد في زحمة الحياة والبحث عن لقمة الخبز وحدة يعرف ماذا تعني القدس للفلسطينيين الذين يقاسون ويموتون على الحواجز للوصول إليها وكأنهم بذلك يعانقون السماء.
ولا زالت القدس تحتفظ ببعض العبق المعتق الذي يستمد مكوناته من ما تبقى من حجارتها وشوارعها التي حافظت على أصالتها رغم الآثار التي خلقتها بساطير المحتلين والعصابات التلمودية التي تنهش التاريخ في محاولة يائسة لطمس الحقيقة.
القدس ليس خارج الزمان والمكان، ومن الجنون فصل المكان عن الزمان عندما نتحدث عن التاريخ والحاضر بحكم الارتباط الجدلي الفاعل والمؤثر، ولذلك لا يحق لنا كعرب أن نتغزل بمدينتنا المقدس وكفى اللة للمؤمنين شر القتال، ولا يحق لنا أن نتلاعب بساعة الزمن ونوقفها في المحطة التي نريد، كأن نتغنى بصلاح الدين وننتظر خروجه علينا وهو يعتلي فرسه ليقضي على دولة الاحتلال بضربة سيف، وإذا اقتنعنا بالترابط بين للعلاقة بين الزمان والمكان يفترض بنا التطلع إلى المتغيرات الديمغرافية والجغرافية التي جرت في القدس المحتلة، تلك المتغيرات التي طمست معالم المدينة التاريخية وحولتها للوحة تلمودية هدفها السطو على الزمان والمكان وتشويهه.
تقول وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية في تقرير لها أن عام 2009 كان الأبرز في الصراع الديمغرافي، فقد عزلت دولة الاحتلال حوالي 160 ألف مقدسي خارج حدود البلدية المصطنعة، ناهيك عن إجراءات الهدم التي تستهدف خمسة ألاف فلسطيني يقطنون في 1100 وحدة سكنية تلقى أصحابها إخطارات بالهدم، وهذا العدد يضاف إلى 500 فلسطيني غالبيتهم من الأطفال هدمت منازلهم مطلع هذا العام، وتؤكد نفس المعطيات أن عدد المقدسين داخل أسوار البلدة القديمة وصل مطلع 2009 36 ألفا فقط.
دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى للسيطرة على البلدة القديمة من خلال الاستيلاء على المزيد من العقارات المتاخمة للمسجد الأقصى المبارك،وقد وضعت مخطط لبناء كلية جامعية في حي برج اللقلق تستوعب 400 مستوطن مع مساكنهم، ويكمن الخطر الأكبر في الأحياء المسيحية حيث استمرار تناقص الوجود المسيحي حيث انتقل نشاط الجمعيات اليهودية الاستيطانية إلى الحي المسيحي ونقل قيادة الجمعيات الاستيطانية إلى حارة النصارى، وحسب المؤسسات التوثيقيه فقد تقلص عدد المسيحيين الفلسطينيين في القدس بشكل ملحوظ لصالح السكن في بيت لحم ورام اللة بسبب الضغوط الاقتصادية والسياسية.
لقد جلبت اتفاقية أوسلو المشئومة الدمار للشعب الفلسطيني وللقدس المحتلة، وحسب صحيفة هآرتس فقد هدمت دولة الاحتلال الإسرائيلي 1000 منزل منذ توقيع اتفاقية أوسلو حتى تاريخ 23-8-2009، ناهيك عن بناء الأحياء الاستيطانية التي شردت الفلسطينيين من منازلهم، وطالما أن اتفاقية أوسلو وأخواتها ماتت وشبعت موتاً على الفلسطينيين أن يقرؤوا المشهد السياسي والخطاب الإسرائيلي تجاه شرط السلطة الفلسطينية القاضي بوقف الاستيطان كشرت العودة للمفاوضات.
وإذا ربطنا ما يحدث في القدس والتطورات الخطيرة التي تعيشها المنطقة، حيث لغة التصعيد ودق طبول الحرب من قبل دولة الاحتلال التي رفعت من وتيرة تهديداتها لسوريا وإيران وخطاب الأمين العام لحزب اللة السيد حسن نصر اللة الذي هدد بضرب مطار بن غوريون إذا ضرب إسرائيل مطار رفيق الحريري، هذا الخطاب والتصريحات النارية التي تشهدها المنطقة تشير أن الشرق الأوسط يجلس على برميل بارود قد ينفجر في كل لحظة، وقد قال الرئيس الإيراني أن الحرب القادمة قد تكون في الربيع أو الصيف القادم.
أمام هذا المشهد، قد يكون من المفيد فلسطينيا التمسك بالثوابت خاصة أن عصر الجيش الذي لا يقهر قد ولى، إضافة إلى حالة التخبط التي تشهدها السياسة الإسرائيلية التي ودعت شارون الذي قالوا أنة آخر ملوك إسرائيل.
أن الجعجعة السياسية لن تحمي مدينة القدس حجر الأساس للثوابت الفلسطينية، ولن تساعد المفاوضات في إنقاذ القدس، فدولة الاحتلال تستخدمها لكسب الوقت وللاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية، وهذا واضح للأعمى، وقد يكون من المناسب ضخ المزيد من الأموال والجهد في قلب المدينة المقدسة بهدف تعزيز صمود أبناءها، وهذا يتناغم مع موقف صلب للقيادة الفلسطينية تجاه المذبحة التي ترتكب بحق المدينة المقدسة حيث هدم المنازل المنهج لصالح الأحياء الاستيطانية.
ولا يحق لأي فلسطيني وبالتحديد أطراف الانقسام التشدق باسم القدس طالما أنهم لا زالوا يغرقون في الرذيلة السياسية التي لعبت دورا ملحوظاً في مضي دولة الاحتلال الإسرائيلي بجرائمها بحق القدس والشعب الفلسطيني.
القدس ليس بحال جيد، لان فلسطين كل فلسطين تتقاذفها سياسات لا تنتمي للأرض والشعب، والقدس ليس بخير طالما أن ملايين الدولارات توضع في البنوك لصالح فلان وعلان والشعب جائع.
قد تكون القدس بخير، وقد نحد من جرائم الاحتلال فيها، عندما نتوافق كفلسطينيين على شعار واحد وسياسة واحدة وهدف واحد، نختلف ولا نتناقض، نتوافق لصالح الشعب والأرض، ندفن الانقسام، يكون لنا موقف بعيد عن التبعية والتخبط، عندها يحق لنا أن نقول كيف الحال يا قدسنا؟؟؟؟



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للموت في فلسطين طعم آخر
- طز في القناة الإسرائيلية العاشرة
- الشيخ القرضاوي: لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها
- فلسطين: صاحبة الجلالة في ذمة اللة
- نتنياهو يضرب الكف ولا يعدل الطاقية
- الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل
- حدث في فندق الأفرست
- ماذا لو نزلنا إلى الشارع
- الزملاء الصحفيين : احذروا النعجة دولي
- عن الجنس المحرم
- عن استطلاعات الرأي وصناعة الفشل
- غزة والضفة والموت المجاني
- مذكرات فاسد:الورقة الثالثة- سفينة نوح
- في يومها : حضر الحكيم وصور أخرى
- مذكرات فاسد- الأنفاق-الورقة الثانية
- مذكرات فاسد: الورقة الأولى
- الأضحى صدام وصدام الأضحى
- حنا مينا: هل هي نهاية الرجل الشجاع؟؟!!
- ثقافة الطوطم وفوبيا الإنسان العربي
- بنطلون تشي جيفارا


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - كيف الحال يا قدس