أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عيسى الشعيبي - هكذا تحدث نايف حواتمة














المزيد.....

هكذا تحدث نايف حواتمة


عيسى الشعيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 17:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


مع أن اللقاء مضى عليه أكثر من أسبوع، وسبقني إلى التعليق عليه برشاقة زميلان مرموقان (محمد خروب وجميل النمري) فلا أود أن تفوتني فرصة الحديث عن السيد نايف حواتمة ولا عن اللقاء المطول الذي استضاف فيه الدكتور أسعد عبد الرحمن المتحدث الوحيد مع نخبة من المشتغلين بالصحافة والثقافة والسياسة على مائدة عشاء فاخرة في مقر مؤسسة فلسطين الدولية.
ذلك أن اللقاء مع أمين عام الجبهة الديمقراطية ليس متاحاً لكل راغب، على الأقل بحكم الضرورات الجغرافية. كما أن الحديث عن أطروحاته المعمقة يرقى بالتعليق الصحافي حتماً إلى مستويات فكرية محلقة، إذا ما تمكن صاحبها من سبر غور المرافعة الشاملة، وأمسك من ثم بجوهر الرسائل المبثوثة بين ثنايا الخطاب السياسي الذي ما فتئ أبو النوف يبثه من دون كلل من على كل منبر متاح.
فأنت في حضرة نايف حواتمة لا تستمتع فقط بالإصغاء إلى قائد فلسطيني مخضرم ذي نبرة سياسية مميزة، وإنما تستجمع كل الحواس لمتابعة حديث مثقف وطني ديمقراطي غزير المعرفة، له إسهاماته الفكرية المتفردة ومبادآته النظرية الاقتحامية لبعض ما استقر في الحياة الوطنية من رتابة ونمطية واستسهال ومسلّمات سياسية.
وهكذا فإن الحديث عن اللقاء مع الضيف القادم من دمشق، يضمر لدى الكاتب رغبة مسبقة في التخفف من إلزامية تناول ما هو دارج من مألوفات السياسة اليومية، وبالتالي تجاوز الأخبار السريعة التي توجع القلب وتطبق على الروح المثقلة أساساً بسيل لا ينقطع من الحكايات والمشاهد والتطورات التي تزيد من عتمة الليل البهيم عتمة مضافة.
وباعتبار نايف حواتمة واحداً من أكثر قادة حركة التحرر الوطني الفلسطيني انشغالاً بالقضايا الثورية المعاصرة، وأعمقهم وقوفاً على التجارب التاريخية لحركات التحرر في العالم الثالث، إن لم يكن واحداً من كبار منظرّيها، فإن الحديث معه يقود بالضرورة الموضوعية إلى مناقشة بعض المسائل الفكرية الإشكالية التي تواجه الحركة الفلسطينية في مرحلة ما بعد انتقال جسم هذه الحركة إلى أرضها الطبيعية.
وهكذا، فقد عمدت خلال الدردشة السابقة على حديث السيد حواتمة أن أطرح، تعقيباً على ملاحظة استفاض المتحدث في شرحها خلال اللقاء، مسألة إغفال العقل العربي لأهمية عنصر الوقت، حيث ادعيت أن الثقافة العربية تفتقر في جذرها الحضاري إلى مكوّن عنصر الزمن، شأنها في ذلك شأن بقية الثقافات الآسيوية القديمة، وهي خاصية سلبية تجنبتها الثقافة الغربية القائمة كلياً على عنصر التسريع، الأمر الذي مكنها من التفوق على الثقافات الأخرى كافة.
وبالفعل، فقد وصف نايف حواتمة في حديثه، الذي استمر نحو مائتي دقيقة، الزمن العربي الدائري بأنه زمن مفتوح على العودة إلى نقطة الصفر، لا قيمة فيه لعنصر الوقت الذي يعمل فينا عمل السكين في قالب الزبدة، ثم استعرض العديد من الوقائع والحقائق والشواهد التي تؤكد افتقار الحياة السياسية، الفلسطينية منها والعربية، إلى قيمة عنصر الوقت.
وقد كان السؤال الوحيد الذي طرحته على السيد حواتمة في أواخر هذا اللقاء، متعلقاً بمسألة إشكالية لم تأخذ حقها الكامل في المناقشات الفكرية حتى اليوم، وهي ما إذا كانت الحالة الفلسطينية الراهنة ما تزال متسمة بسمات حركة التحرر أم أنها باتت تزاوج بين صفتها الأصيلة هذه، وصفة الحزب الحاكم بعد قيام السلطة الوطنية ودخول معظم الفصائل في ائتلاف جبهوي يقود هذه السلطة.
ومع أن وجهة نظر هذا القائد والمثقف الموسوعي في تاريخ حركات التحرر العالمية، تجزم أن الحركة الفلسطينية ما تزال تمر بمرحلة التحرر الوطني وتحتفظ بكامل سماتها التحررية، إلا أنني كنتُ وما أزال أعتقد أن الحالة الفلسطينية تتفرد بين نظيراتها من حركات التحرر الأخرى، بهذه المزاوجة التي قد تحسب لها كميزة إيجابية إذا ما أحسن استثمارها، وقد تحسب عليها كخاصية سلبية إن هي أغفلت ما تنطوي عليه من فرص وممكنات مواتية.



#عيسى_الشعيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عيسى الشعيبي - هكذا تحدث نايف حواتمة