أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ايمان محسن جاسم - دراجة سجاد














المزيد.....

دراجة سجاد


ايمان محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2920 - 2010 / 2 / 17 - 23:30
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


زرت مدرسة السموأل الابتدائية في قضاء الخالص , وهذه المدرسة معروفة للجميع لكونها تقع وسط المدينة وتعد من أجمل مدارس القضاء حيث الترتيب لحديقتها ونظافتها ومدخلها الذي امتلأ بالنشرات التي تمثل نشاطات المدرسة على مدار العام الدراسي وهذه النشرات عملت بأجهزة الحاسوب والطباعة الملونة بشكل أنيق جعلني أتوقف أكثر من ساعة في مدخلها قبل أن ادخل لإدارتها لأنجز ما جئت لأجله , فأمام نشرة حقوق الإنسان ولجنتها من المعلمين والتلاميذ توقفت كثيرا وأنا أسأل نفسي هل يفقه تلاميذ الدراسة الابتدائية مفاهيم حقوق الإنسان ؟؟ لكنني اكتشفت إنهم يعرفون ذلك وهاهي صور نشاطاتهم موثقة كما موثقة انجازات المكتبة المدرسية وأصدقاء البيئة , ومصورة بشكل جميل الدروس التدريبية التي تقيمها المدرسة لباقي معلمي ومعلمات المدارس الأخرى في المدينة , وهذه الفرق الرياضية تحمل كؤوس الفوز وهذه شهادات الفوز منذ سنوات تأخذ مكانها بأناقة في الصالة الجميلة , وشعرت إنني سأقضي وقتي كله دون أن أننجز ما جئت لأجله ومع هذا فان الوقت أدركني فالقسم الأول من المدرسة ينهي دراسته ويخليها للقسم الثاني وهاهم يتقاطرون على المدرسة ويبدأ دوامهم الثاني وهاهو مدير المدرسة يشرف على عملية خروج الصباحي ودخول الظهري كما يسمونه , لم أشأ أعطل المدير لينجز لي ما أردته فانتظرته ريثما يتفرغ من أمره ووقفت انظر للتلاميذ وهم ينتظمون صفوفا في ساحة المدرسة وأدركت إن اليوم هو الخميس ومراسيم تحية العلم وأشياء أخرى قد تشغل المدير وبقية زملائه فتراجعت إلى الصالة ولكنني أسمعهم وهم ينشدون موطني .. موطني وما أن انتهوا حتى علت اكفهم بالتصفيق ... وتوالت القصائد والكلمات والأناشيد وبعد برهة قليلة ساد الصمت فالمدير يعطي توجيهاته ومعلم الرياضة منشغل وثمة أكداس من الهدايا قد أخرجت من غرفة المدير , تسمرت قدماي وتوقفت عيناي عن الحراك ووجدت نفسي ابحث عن قدماي لتأخذني صوب الساحة لأرى ماذا سيفعلون ولمن هذه الهدايا ومن سيوزعها هل هو محافظ ديالى أم رئيس الوزراء أو أحد مرشحي الانتخابات يريد أن يعمل دعاية انتخابية ؟؟ قدماي ساعدتني أن أقف خلف المدير لأرى وأسمع , هدايا للتلاميذ المتميزين بامتحانات نصف السنة , انها كثيرة ومنها غالية الثمن أخذ المدير يوزع يعاونه معاونه النشط ومعلم الرياضة والقبلات متبادلة بين مدير المدرسة والتلاميذ المتميزين , وجاءت اللحظة التي نادوا بها على تلميذ من الصف الخامس لاستلام الجائزة الكبرى وهي دراجة هوائية حجم 24 ركض سجاد مسرعا وسط تصفيق التلاميذ وغيرتهم التي قرأتها بعيونهم لكنهم سعداء ... حضن سجاد المدير واخذ يقبله بقوة .. قال المدير سجاد تلميذ جيد الا إن مستواه الدراسي تراجع في الفصل الأول فكان راسبا بخمسة دروس وحين استدعيناه عرفنا منه انه يعمل بعد انتهاء الدوام فاستدعينا ولي أمره الذي أكد لنا إن سداد يعمل رغم انه يعارض ذلك لأن سجاد يريد شراء دراجة أسوة بأصدقائه .. هنا قلنا له سنأخذ لك دراجة إن نجحت في نصف السنة وتركت العمل فأنت تلميذ شاطر .. وسجاد في نصف السنة ناجح بامتياز ... أخذ سجاد الدراجة والتقط المدير معه صور وانتهت المراسيم ليوم الخميس ... اتجه التلاميذ إلى الصفوف وعيونهم صوب سجاد .. نظر المدير إلي وقال ... عفوا تأخرت عليك .. قلت لا بالعكس ولكن قل لي من من هذه الهدايا ؟؟ ضحك وقال لماذا تسال ؟؟ قلت لم تشر انها من الحزب الفلاني أو المسؤول الفلاني ؟؟ قال هي ليست منهم بل من المدرسة ونحن كل خميس نحتفي بالمتميزين أسبوعيا ونقدم لهم الهدايا ولكن ليست بهذه الضخامة التي شاهدتها ألان ... قلت له احكي لي قصة سجاد هذا ؟؟ ضحك وقال أو لم تسمعها قبل قليل .. قلت نعم سمعتها ووجهت له سؤال هل أنت سعيد بهذا ؟ قال لا فانا اطمح أن أعطي هدايا للجميع ولكنها تكلفني كثيرا ولكن قدر المستطاع لأننا نعمل لوحدنا لا احد يفكر بدعم المدارس لكي تأخذ المدرسة دورها في المجتمع . فالمدرسة تحتاج الكثير من المحفزات لتقديمها للتلاميذ ونحن في مدرستنا نجتهد كثيرا في إعطاء صورة جميلة للعملية التربوية , قلت له ألا يوجد دعم لكم ... أجاب بسرعة لا فالكل لا يكترث بحماية هؤلاء الأطفال من التشرد والضياع و نحن لا نريد أن نكون غير مكترثين بل ملزمين بأداء واجبنا .. وأستدرك قل لي ماذا تريد لننجزه لك فقد تأخرت كثيرا؟؟ ضحكت وقلت له لا أريد شيئا .. ضحك وقال ولماذا جئت إذن ... قلت له بصراحة جئت لأعمل استبيان عن تردي الواقع التربوي في العراق بصورة عامة ومحافظة ديالى بصورة خاصة ولكنني سألغي هذا الاستبيان .



#ايمان_محسن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السابع من آذار
- منظمات المجتمع المدني بين القانون والتكبيل
- وعي المجتمع
- متى يهرب علي كيمياوي
- بناء الفكر الاجتماعي
- دور المثقف البديل
- لكي نحافظ على أموالنا
- عمرو موسى ومهام الجامعة العربية
- الدولة عند ((توماس هوبز))
- الديمقراطية وسلطة الشعب
- عولمة الثقافة
- صورة المرأة العربية لدى الغرب
- مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها
- المؤامرة في العقلية العربية


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ايمان محسن جاسم - دراجة سجاد