|
مختصرات في الماركسية .. 9
فواز فرحان
الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 10:44
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
ميزة النزعة المادية الماركسية الثالثة ... معرفة العالم ممكنة ... الملجأ الأخير للنزعة المثالية ... فلسفة باركلي كانت عاجزة عن تفسير تقدّم العلوم الذي حدث في عصرها ، والمثاليون يتحاشون الخوض في المسائل العلمية ... كانت النزعة المثالية الموضوعية تعلق المادة بفكر عام شامل ، أما النزعة المثالية الذاتية كانت تذيب المادة في وعينا ... قضت علوم الطبيعة على النزعة المثالية الموضوعية ، بينما قضت الفيزيولوجيا والعلوم الإجتماعية على النزعة المثالية الذاتية .. لقد قامت فلسفة كانط بدورها في الحركة العمالية لأن أعداء الماركسية قد إعتمدوا عليها لمحاولة القيام بإعادة النظر في الماركسية ، يقول كانط ... ( إن الذهن الإنساني هو الذي يفسّر معطيات الحواس حسب متطلباته الخاصة ، وليس العلم سوى ثمرة هذا التفسير ) ... وهكذا تكون قوانين العلم حسب إعتقاد كانط ( عبارة عن علاقات بين الظواهر ، أي ثمرة الذهن الانساني فقط ) فهي بدلاً من أن تعكس قوانين المادة الحقيقية فإنها تعكس قوانين الذهن الإنساني ومتطلباتهِ ... وهي بدلاً من أن تمثل الحقيقة الموضوعية فإنها لا تمثل إلاّ حقيقة ذاتية ... ما هي نتيجة هذه النظرية ؟؟ يطفو العلم على سطح الأشياء ، ويجري تطور العلوم الوهمي على ستار يكمن وراءه سر خالد مطلق لا يُسبَر غوره ، لهذا لا يجب أن ننسب للعلم أنه حقيقة مطلقة ، فهو ليس سوى تفسير !! هكذا تفضي فلسفة كانط الى الشك والجمود في ميدان البحث العلمي .. قلنا أن فلسفة اللا أدرية ( فلسفة كانط ) إتخذت أشكالاً متعددة يجب معرفتها ... فهذه نزعة أوجست كومت تقول .. ( يجب على العلم أن يكتفي بإدراك العلاقات بين الوقائع ، دون البحث عن سبب هذه العلاقات ) .. أما النزعة الإسمانية فهي ترى كما يقول بونكاريه .. ( إن العلم ليس سوى لغة وطريقة لصوغ ما ندركه من الظواهر ، وهي ليست تفسيراً نهائياً للواقع ) .. إيجاز القول في اللا أدرية ... أولاً .. تسعى الى التقليل من رصيد العلم ، والى إخفاء محتواه المادي وقيمته كمعرفة ، ولسوف يستخدم العلم للتغني بفضائل الذهن الإنساني .. ثانياً .. يتفق هذا الموقف المتوسط مع حاجات البرجوازية التي لم يكن يمكنها في عصر إزدها الرأسمالية الإستغناء عن تطور العلوم في خدمة الإنتاج ، والتي كانت تبحث في نفس الوقت عن حل وسط مع الإقطاعية والدين لأنها كانت بحاجة لتوطيد سلطانها .. ثالثاً .. ليست موقفاً وسط إلاّ في الظواهر ، وهناك قول مأثور لكومت يجسد برجوازيته وهو( لا بعث ، لا ثورة ) ... فإذا كانت هذه الفلسفة تجعل من العلم حقيقة ذاتية فإنها تترك للايمان الحقيقة الموضوعية ... إن النظرية الماركسية عن المعرفة ومنهج المادية الجدلية قادران على إنقاذ العلم من العجز الذي وضعته فيه النزعة الموضوعية ..
النظرية الماركسية .. تعتمد هذه النظرية على المبدأ القائل ... بأنه يمكن معرفة العالم ومعرفة قوانينه معرفة تامة .. وأن معرفتنا لقوانين الطبيعة التي تبرهن على صحتها التجربة والتطبيق العملي ، هي معرفة صحيحة لها معنى الحقيقة الموضوعية .. وأنه ليس في العالم أشياء لا يمكن معرفتها ، بل هناك أشياء لم تُعرف بعد ، وإن هذه الأشياء سوف تكشف وتعرّف بواسطة العلم والتطبيق العملي ... ويلح ستالين .. على الدور الرئيسي الذي يقوم به التطبيق العملي كوسيلة لإكتشاف الحقيقة وللتدليل على معارفنا وكأساس للعلم ..
أثر الناحية العلمية .. إنتقد أنجلز في نص مشهور نظرية كانط عن الشئ في ذاته ، وأكبر دحض لهذه الفلسفة وغيرها من الفلسفات الأخرى هو التطبيق العملي ولا سيما التجربة الصناعية ... فإذا إستطعنا التدليل على صحة نظرتنا لظاهرة طبيعية بواسطة خلق هذه الظاهرة بأنفسنا وتوليدها بواسطة ظروفها وإستخدامها في خدمتنا ، فإن ذلك يقضي على الشئ في ذاته الذي لا يمكن إدراكه كما يقول كانط ... كيف يدحض التحليل العلمي الفلسفة الل أدرية ؟؟ وجهة نظرهم هزيلة ، فهم يدعون أن للعلم قيمة صناعتهِ ، وأنه يمكن إستخدامه ، وفي نفس الوقت لا يعترفون للعلم بأية قيمة نظرية ، فكيف يوفقون بهاتين النظريتين للعلم ؟ ماذا يريدون بالقيمة العملية للعلم ؟؟ يعني ذلك بكل وضوح تمييز التناقض في النظام الرأسمالي بين العمل اليدوي والعمل الفكري ولا شئ آخر .. فما هي النظرية الماركسية عن الناحية العملية ؟؟ يُطلق هذا التعبير على ... أولاً .. العمل ، والانتاج ، والصناعة ثانياً .. البحث العلمي ، التجربة ، التدليل التجريبي ثالثاً .. على التطبيق العملي الإجتماعي ، وهو أسمى هذه الأنواع
مثال ... التطبيق العملي للنضال الطبقي التطبيق العملي هو نشاط االإنسان الذي يحوّل الواقع وهو يبدأ بالعمل المادي والإحساس ، والأخير مرتبط بالنشاط العملي ... فالحساسية والنشاط ليسا منفصلين كما يقول كانط .. إذا كان التطبيق العملي هو مصدر الأحاسيس والإنفعالات ، كما أنه مصدر أول درجة في المعرفة فهو ايضاً إنتاج للأشياء ... يقول كانط كميتافيزيقي ... ( نحن لسنا في الأشياء ) إذن هو يفصل بصورة ميتافيزيقية بين الموضوع والذات فيحدث بذلك إنقطاعاً بين الفكر والواقع ... ولا شئ أكثر خطأ من ذلك .. فنحن في الأشياء بقدر ما ننتج هذه الأشياء ، لأننا بإنتاجنا لهذهِ الأشياء نضمنها نشاطنا وتفكيرنا ... تعتقد النزعة المادية .. أن الوهم القائل بأن المنتوج الصناعي لا يساوي المنتوج الطبيعي لا أساس له .. فإذا كانت نظرتنا لشئ من الأشياء صحيحة وصادقة ، فإن نتائج التطبيق العملي ستكون كما ننتظر منها أن تكون ، فيكون ذلك بمثابة تدليلاً موضوعياً لمعارفنا ، لأن كل شئ مرتبط بعملية إنتاجه ... ولما كنا نستعمل هذه الأشياء لخدمتنا معتمدين على الصفات التي نعرفها لها ، فإننا بذلك نخضعها للتدليل الذي لا يخطئ للبرهنة على صحة مداركنا الحسّية أو عدم صحتها ... ــ إذا كانت المدركات خاطئة ، فإن إستعمال الشئ الذي أوحت لنا به خاطئ لهذا إستوجب أن تفشل محاولتنا ... ــ أما إذا نجحنا في تحقيق هدفنا ، فإن ذلك دليل على إدراكنا للشئ وحدوده يتفق مع العالم الخارجي ... فنحن طالما أخذنا على عاتقنا تثقيف حواسّنا وإستخدامها بصورة صحيحة ، وطالما حصرنا عملنا في النطاق الذي تحدده مُدركاتنا ، وجدنا أن نتيجة عملنا تبرهن على مطابقة مُدركاتنا لطبيعة الأشياء المدركة الموضوعية ... يقول انجلز ... ( إن الدليل على صحة البودينغ أننا نأكله ، وكذلك الدليل على أن العلم الحقيقي هو الذي يتيح لنا تحويل العالم الطبيعي والاجتماعي ) ... لهذا كتب ماركس يقول .. ( إن معرفة ما إذا كان الانسان يمكنه أن يؤدي الى حقيقة موضوعية ليست مسألة نظرية ، بل هي مسألة عملية ، لأن على الإنسان أن يبرهن عملياً على الحقيقة ، أي على حقيقة فكرهِ وقوتهِ ) ... وهكذا يمدنا التطبيق العملي بمعيار الحقيقة ... فكرة كانط عن الذهن الإنساني ، وهي أساس كل نزعة مثالية ... أولاً ... يشك فيما إذا كان الذهن الإنساني يستطيع معرفة الواقع .. ثانياً ... يتخيّله غريباً عن المادة ، سابقاً للتجربة .. ثالثاً ... لا يتغيّر وعاجزاً عن التحول ... أما النزعة المادية فهي على العكس من ذلك ... أولاً ... تثير مشكلة أصل الذهن الإنساني وتحللها وتدلل على أنه ثمرة التطور والتجربة الإنسانية منذ آلآف السنين ... ثانياً ... الذهن الإنساني هو ثمرة التطبيق العملي ... ثالثاً ... هكذا يكون الوعي نتاجاً إجتماعياً ... فإذا كان الوعي يتولد من الطبيعة والمجتمع فهو ليس غريباً عليها ، وهو يستطيع أن يعكس بدقة قوانين الطبيعة والمجتمع ... يقول لينين .. ( إن جدلية الأشياء هي التي توّلد جدلية الأفكار وليس العكس ) .. وهكذا تولد النزعة المادية على أن الحقيقة هي الأولى وإن لم تكن للوهلة الاولى كاملة ، لأنها ليست سوى إنعكاس الواقع في ذهن الإنسان وهذا الإنعكاس عملية طبيعية ... إن للأشياء أوجهاً متعددة تكشفها حواسنا بالتدريج بفضل تطور نشاطنا العملي ، فإذا ما إقتصرت على وجه من الأوجه ، عجزنا عن معرفة الأشياء معرفة حقة ... الخطأ ليس مطلق ... بل هو ينشأ إذا ما عزلنا لحظة من التطبيق العملي على جميع اللحظات الأخرى ، لهذا يمكن تصحيحه وإزالتهِ بواسطة هذا التطبيق العملي نفسه .. رأينا في الدرس السابق أن للمعرفة درجتان هما ... أولاً ... الإحساس ثانياً ... الإدراك ( المفهوم ) ذلك لأن للأفكار قوة خاصة تدفعنا في تيّارها ، حتى إذا ما وجدت الأفكار وجدت بذاتها .. ويعني هذا أن النشاط الذهني يمكن أن يجري بصورة مستقلة نسبياً ، فننفصل عن التطبيق العملي الذي يمكنه لوحده أن يتحقق من قيمة التركيبات الفكرية التي تتكون خارج نطاقهِ ... فالتطبيق العملي هنا هو أيضاً الوسيلة الوحيدة لجعل الخطأ على قدر الحقيقة والعودة بالفكر الى الأرض ... يجب أن نلاحظ أن بعض ظروف الإنتاج والوجود الإجتماعي لا تساعد على إزالة الخطأ بإستمرار .. مثال ... ضعف تطور قوى الإنتاج في بداية المجتمعات لم يكن ليساعد الإنسان على إكتشاف الأسباب الحقيقية للظواهر الطبيعية ، فكانت تفسر بواسطة أسباب خيالية ، من هنا نشأت الخرافات والأساطير والمعتقدات الدينية ... يشجع إنقسام المجتمع الى طبقات متناحرة ، تعمل إحاهما ، بينما تمتلك وتدير الأخرى وسائل الإنتاج وتصنع المشاريع ويمكنها أن تقوم ببعض الأعمال الفكرية ، يشجع هذا الإنقسام إنتشار النظريات الفكرية الصرفة ... يقول لينين ... ( إن النزعة المثالية هي التضخم في النمو ، وهي إحدى مميزات المعرفة التي تغرق في المطلق البعيد عن المادة ) ... يقول ماوتسي تونغ .. ( لا يمكن تصور المعرفة منفصلة عن التطبيق العملي ) ..
تشويه الفكرة الماركسية من الناحية العملية ... لقد بلغ من أهمية فكرة الناحية العملية بعد إنتشار الشيوعية أنهُ يستحيل إهمالها ، لهذا حاولت البرجوازية تبنيها وتشويهها ، لأنها أرادت أن تكون لها فلسفة تقوم على العمل وهذه هي العقيدة التي تسمى ... بالبراغماتية البراغماتية ... هي نوع من اللا أدرية وهي تعتقد أن أساس الحقيقة ليست مطابقة للواقع وإنعكاس الواقع الصحيح ومراقبته ، بل .. الفائدة القصوى وكذلك تعتقد البراغماتية .. أن الحقيقة ذاتية وليست موضوعية .. وتقوم هذه الفلسفة على العمل ، بالعمل الناجح مهما كانت المبادئ ، فهي تعتقد أن الغاية تبرر الوسيلة ... فيما يتعلق بالعلم .. فإن البراغماتية توحي بالتخلي عن النظرية وتدعو للقيام بالتجارب مهما كانت ، فإذا نجحت كان بها ، وإن لم تنجح فلا ، فهي بذلك تسمح حتى بالقيام بالتجارب المجرمة ... أما الماركسية فهي شئ آخر ... فليست الفكرة صحيحة لأنها نافعة ، بل العكس .. مفيدة لأنها نافعة وصحيحة ، وهي بذلك يمكن تطبيقها لأن التطبيق العملي يقضي على الفكرة الخاطئة والمنهج الخاطئ ... يمر الإستعمار الأمريكي بنفس التجربة النازية ، فليست الفكرة خاطئة لأنها فشلت ، بل هي فشلت لأنها خاطئة موضوعياً ... فالماركسية ... لا تضحّي بالحقيقة قط ، إذ يعرف الماركسيون تحمّل الفشل الظاهر العابر والإعلان عن الحقيقة العلمية في سبيل التطبيق العملي ...
الحقيقة النسبية .. والحقيقة المطلقة يُتيح لنا التطبيق العملي التحقق من صحة الفكرة التي لدينا عن صفات شئ من الأشياء .. والواقع الموضوعي لايستعصي عن المعرفة ، لأننا نعرف صفاته لهذا كان من العبث القول ( خُلقك .. شئ ... وصفاتك ومساوئك .. شئ آخر ) لأن الخلق كما تقول المادية هي مجموعة الصفات والمساوئ ... لقد علمتنا الجدلية فيما يتعلق بصفات الأشياء المخفية ... بأنها تظهر بواسطة النضال الداخلي للأضداد الذي يتولد عنه التغيير ، وحالة الشئ في ذاته هي حالة التوازن النسبي الذي يكشف عن تناقض الشئ الداخلي وقت التجمّد والغليان ... وهكذا نرى انه يوجد بالنسبة للمادية الجدلية للمعرفة حقيقة مطلقة أي مطابقة للواقع بذاته ... أما الماركسية .. فهي تحدد الحقيقة ، إنعكاس الواقع الموضوعي في ذهن الإنسان .. هنا يُتيح نمو الظواهر تقدّم المعرفة ، لهذا يجب أن نعرف كيف نلاحظ بصبر ، وان يُحسب الزمن الضروري لتكوين إنعكاس الواقع في الدماغ ... يجب أن نفكر دائماً بصورة جدلية ، سواء حول نظرية المعرفة أم في جميع ميادين العلم الأخرى ، فيجب تحليل العملية التي بفضلها تتولد المعرفة من الجهل ، أو تصبح المعرفة الغامضة الناقصة أدق وأكمل ... إن تاريخ العلوم يؤكد عدم وجود المجهول ، كما يؤكد تحوّل المجهول الى معلوم بإستمرار ... إن النزعة المادية تتيح لنا وضع الخطط لنمو العلم بالتنبؤ في الميادين التي تنضج فيها الإكتشافات ، وإتخاذ الوسائل التي تعجل بذلك .... فلا يمكن للعلم أن يقف عند حد معيّن ، وكل حقيقة من حقائقهِ في ذاتها نسبية لأنها تتعلق بالحقائق الأخرى وكما يقول لينين ... ( في النسبي يكمن المطلق ) وترى النزعة الماركسية ... إن حدود مقدار قرب معارفنا من الحقيقة الموضوعية المطلقة نسبية تاريخياً ...
إتحاد النظرية بالناحية العملية ... إن العلم ... هو تقدم في داخل الحقيقة وفي أعماقها ... وليست المعرفة في نظر النزعة المادية عملية يُفسّر بواسطتها الذهن معطيات الحواس ، بل هي عملية معقدة يتكون بواسطتها إنعكاس الواقع في دماغ الإنسان .. ونحن نعلم أن هذه العملية تتضمن درجتين مختلفتين نوعياً ، هما الدرجة الحسّية والدرجة العقلانية ( التطبيق العملي والنظرية ) ... وقد رأينا أن التطبيق العملي هو بداية النظرية ومصدر المعرفة ومعيار حقيقتها ... كل نظرية ترجع للتطبيق العملي لسببين .. الأول ... لأن النظرية وضعت من أجل التطبيق العملي الثاني ... لأن النظرية التي تسعى للإكتفاء بذاتها يصيبها العقم وتتوقف المعرفة إذ لم ترجع بإستمرار للتطبيق العملي ... وبالتالي يستحيل الحصول على إنعكاس صادق للواقع وإصلاح نقص النظرية وتعمق معرفة العالم ... إن كل من يهمل النظرية يغرق في النزعة العملية المثالية ويسير في الظلمات ، كما أن كل من يهمل التطبيق العملي يجمد في عقيدتهِ فإذ به صاحب عقيدة أجوف التفكير ... وبلا أدنى شك .. أن النظرية تصبح لا موضوع لها إذ لم تتصل بالعمل الثوري ، كما أن التطبيق العملي يخطئ طريقه إذ لم يضئ هذا الطريق النظرية الثورية ... إذا أردنا الحصول على المعارف فيجب علينا المشاركة في التطبيق العملي الذي يحوّل الواقع ويُغيّره ، لأن جميع المعارف الحقة إنما تتولد عن التجربة المباشرة ... والعمل الثوري وحده يتيح لنا إكتشاف حقيقة المجتمع الرأسمالي ، لأنه وحده بحاجة الى الحقيقة ، لأننا نسير الى الفشل دون النظرية ، لهذا تقوم النزعة المادية على الروح الحزبية ، فهي تضطرنا الى الأخذ بوجة نظر فئة إجتماعية معيّنة للحكم على كل حركة ، وهذهِ الفئة الإجتماعية هي البروليتاريا الثورية ... وتكشف الحقائق من خلال التطبيق العملي ، وتتأكد الحقائق وتنمو لأنه يجب علينا الإنتقال من الإحساسات والتصوّرات الى المعرفة العقلانية ، ومن المعرفة العقلانية الى الإرادة الفعالة للتطبيق العملي الثوري وتحويل العالم الذاتي والموضوعي ... ويؤدي التطبيق العملي الى المعرفة ، ثم نعود الى التطبيق ، ومن ثم الى المعرفة وتستمر هذه الحركة بصورة دورية ... الماركسية علم يحتاجه الجميع ويجب عليه تعلمه ... نرى إذاً اللا أدرية تخدم مصالح البرجوازية الطبقية ، لأن اللا أدرية تؤدي بالمستغلين الى العجز ... أما إذا كانت المعرفة العلمية ممكنة ، فإن المظهدين والمستَغّلين يمكنهم الأخذ بها للتوحيد بين التطبيق العملي والنظرية وجعلهِ مناراً يهتدون به في نضالهم ... وهكذا تتوضح حقيقة فرضية ماركس القائلة ... ( بأن الفلاسفة .. لم يقوموا إلاّ بتفسير العالم بطريقة مختلفة ، بينما الواجب هو تحويله وتغييره ) ....
ملخص كتاب اصول الفلسفة الماركسية جورج بوليتزر
#فواز_فرحان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مختصرات في الماركسية .. 8
-
مختصرات في الماركسية .. 7
-
مختصرات في الماركسية ...6
-
مختصرات في الماركسية ... 5
-
مختصرات في الماركسية 4
-
مختصرات في الماركسية 3
-
مختصرات في الماركسية 2
-
مختصرات في الماركسية 1
-
أغصان الشر 1
-
أشباح إنسانية تائهة ...
-
اليسار العالمي ... وقمة كوبنهاجن
-
جائزة نوبل ... وتجّار الحروب
-
شعاع رقيق من النور ...
-
جدار برلين .. بين ترميم وتهديم الحقائق التاريخية
-
السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 3
-
متى يكون الأديب ضميراً للأمة ..؟
-
السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 2
-
السياسة الأمريكية ... وأزمة الأفكار العظمى 1
-
العراق والطريق للتخلص من دولة الفشل ...
-
وجهة نظر في الأحداث الايرانية ...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|