أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات -7-














المزيد.....

غربلة المقدسات -7-


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 888 - 2004 / 7 / 8 - 07:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخليفة العادل عمر

تضخم جيش المسلمين بشكل كبير في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بعد أن وجد العربان و بدو الفيافي أن التطوع فيه أجلب للمكاسب، والمنافع، حيث كان غزو الشعوب الأخرى واستنزاف ثرواتها قد أخذ يتوسع في كل الاتجاهات..وقد تنبه عمر في حينه إلى مسألة في غاية الأهمية تتخلص في إمكانية تأثر جنوده بثقافات الشعوب المغزوة وبخاصة أنَّ من بينها شعوب أنتجت حضارات عريقة وهكذا وضع ( العادل الرحيم ) وأحد العشرة المبشرين بالجنة ( كدفعة سلف) لبنة أساسية في قضية القضايا عبر التاريخ الإنساني أعني الحجر على الفكر، والإبداع، والتفاعل مع ثقافات، وحضارات الشعوب الأخرى..[ أخرج نصر المقدسي عن ميمون بن مهران قال: جاء إلى عمر رجل فقال له: يا أمير المؤمنين إنا لما فتحنا المدائن أصبت كتاباً فيه كلامٌ مُعجب فقال عمر: أمن كتاب الله..؟ قلت: لا..فدعا بالدرة وأخذ يضربه بها ] نجده في الجزء الثالث من حياة الصحابة الصفحة /125/ . وهكذا على المسلم أن لا يطلع على غير القرأن ففي الواقعة التي تحدثنا عنها لم يطلب العادل عمر الكتاب ليرى مافيه بل عمد إلى العقوبة الفورية خوفاً من ( الغزو الفكري) المحتمل وهذا الغزو لا يزال الشغل الشاغل لفقهاء الدين الإسلامي إلى يومنا هذا..! وحتى لا يتهمنا أحد بأننا نلجأ إلى حوادث منعزلة لا تشكل منهاجاً اختطه الخلفاء على الدوام نورد حادثة أخرى ضرب فيها عمر رجلاً مسلماً اسمه –العبدي- لأنه نسخ عن كتب دانيال وأمره بمسح ما نسخه محذراً من العودة إلى هذا الفعل قائلاً له: [ انطلق وامحه ثم لا تقرأه أنت ولا تقرئه أحداً من الناس فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحداً من الناس لأنهكتك عقوبة ] أخرجه أبو يعلى عن كتاب حياة الصحابة للكاندهلوى الصفحة /124/ وورد في الموطأ للإمام مالك وأسد الغابة في معرفة الصحابة وغيره وقد وصل الأمر بعمر إلى التشدد حتى مع الذي يقرأ القرأن قراءة عاقلة فيها إعمال للعقل، وتفعيلٌ للبصيرة فالمطلوب من المسلم أن يقرأ في القرأن بعد أن يعطِّل كافة حواسه لكن يسمح له باستدرار العواطف، والمشاعر، و الدموع في منتهى الحرية..! ومعروفة قصة العراقي – ( والعراقيون كما يبدو أصحاب مشاكل منذ قديم الزمان..!؟) – وقد وردت هذه القصة في عشرات المراجع الفقهية نكتفي بذكر: الطبري والدينورى والبلاذرى واليعقوبي..! لقد حدث أن تساءل مسلم عراقي عن متشابه القرأن ووصل في رحلة التقصي إلى مصر فعرف ذلك عمرو بن العاص فبعث به إلى الخليفة العادل عمر في المدينة ( يثرب ) فأعدَّ له- عمر- عراجين النخل فلما وصل ودخل عليه سأله عمر: من أنت..؟ فأجاب: أنا عبد الله صبيغ فقال عمر وأنا عبد الله عمر وقام يضربه بالعراجين التي أعدها مسبقاً على رأسه حتى شجه وأدماه ثم تركه حتى برأ فعاد لضربه ثم تركه ومن جديد دعاه ليعود إلى ضربه على أم رأسه فقال صبيغ: يا أمير المؤمنين إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً وإن كنت تداويني فقد والله برأت فأذن له بالعودة إلى بلاده وكتب إلى واليه أبي موسى الأشعري ألا يجالسه أحدٌ من المسلمين.. فإذا كان عمر الذي اشتُهر بالعدل قد فعل هذا بالرجل وكل جريمته التفكير والتساؤل فما بالنا بمن جاء بعده..!
لقد حرُّم التفكير على الناس سبره سبر الموبقات الأخرى كالزنا وشرب الخمر والميسر وغير ذلك والهدف هو إبقاء عباد الله من المبتلين بالحكم الفردي المستمد شرعيته من الله مباشرةً مثلهم مثل الرعية ( الرعية = الماشية ) وكان أن قضى الناس جل أعمارهم في سماع القرأن وحفظ ما يقوله الفقهاء فقط لا غير..!
والآن إذا قال قائلٌ: إنَّ ما تشهده الرعية الإسلامية في الزمن الحاضر من فنون المنع و القمع الذي يشمل حرية التعبير، والتفكير، والقراءة، والكتابة، وغير ذلك، إذا ما قال: إنَّ جذره إسلامي بامتياز فهل يكون هذا القوال من الظلام يستوجب قوله التكفير....!؟ إذن، لم يبق إلا العودة إلى الدائرة التي تدور فيها أرتال الفقهاء، والمشايخ، والآيات،والاكتفاء بقراءة القرأن في هذا الزمان ولم العجب والكثيرون منهم بل معظمهم يتفاخر بأنه لم يفتح طيلة حياته كتاباً غير القرأن..!
6/7/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل الدولة
- غربلة المقدسات -6-
- الأيهم صالح شكراً ...ولكن
- الجزء الأخير من مذكرات المفرج عنه أبو يسار دريوسي
- غربلة المقدسات -5-
- وهل ينهض الموتى..؟
- من مذكرات أبو يسار
- غربلة المقدسات-4-
- المثابرة الكلكية
- غربلة المقدسات -3-
- حدث في سورية
- بين عالمين
- غربلة المقدسات-2
- غربلة المقدسات
- حلقة ذكر
- تعقيب على مقال
- الوعكة في مرابع الوطن
- كرمى لعيني القومي النبيل
- النظافة لم تعد من الدين في الفلوجة
- اطلبوا العلم ولو في الصين


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات -7-