|
جمهورية البعث الثالثة ، مرة اخرى !!
يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 888 - 2004 / 7 / 8 - 07:07
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
حين استلم رسالة أو مكالمة من قارئ ، يناقش أو يعقب ، على ما اكتبه وبتواضع بين الحين والاخر في الهم العراقي اشعر بفرح غامر ومسؤولية اكبر . ليس مهما ان القارئ العزيز يتفق أو يختلف معي ، المهم عندي دائما ان يلتزم بأصول الحوار الديمقراطي ، المتمدن ، ويحترم الرأي الآخر بروح ديمقراطية صادقة ، وهذا ما لمسته من العديد من الاخوة الأعزاء الذين اجدني ملزما بشكرهم وتحيتهم ، تماما عكس تلك الشتائم التي تصل مغفلة من التوقيع أو بأسماء مستعارة من البعض الذين يبدو ولاسباب عديدة يستفزهم كشف جرائم النظام الديكتاتوري السابق وفضح فشل وعقم الفكر القومي الشوفيني الذي لم يجلب لشعوب المنطقة العربية غير الحروب والهزائم ومجرم سفاح مثل الديكتاتور صدام حسين . وهكذا في الأيام الأخيرة استلمت عدة مكالمات وإشارات من أصدقاء وقراء أعزاء ، يناقشون معي ما كررته في اكثر من مقال ، من أحاديث حول ما سميته " جمهورية البعث الثالثة ". سألني أحد الأصدقاء وهو يقصد عفالقة العراق بسؤاله : أتراك تراهم سيعودون حقا لاستلام السلطة من جديد ؟؟ وعلى غير عادة التقليد الجاري في الكتابة ، سأحاول هنا الإجابة على سؤال صاحبي مباشرة ، وبهذا أكون قد ثبت موقفي في بداية المقال وليست في نهايته كما دأب بعض الاخوة الكتاب . من خلال تاريخ الشعب العراقي ، وتجاربه وماسيه المتكررة ، وثوراته وانتفاضاته المجيدة ، وكمواطن عراقي ، ينتمي الى هذا الشعب المجيد ، اجدني واثقا من كون شعبي العراقي ، وبعد سنوات العذاب والموت والتهميش طيلة عمر نظام عفالقة البعث الدموي ، فان شعبي لن يسمح بعودة اي ديكتاتورية ، بأي صورة ، سواء علمانية أو دينية . الشعب العراقي ، وبعد ان أزاح كابوس حكم عفالقة العراق ، جزاري الشعب ، سيدهش العالم ببناء ديمقراطية فيدرالية في المنطقة ستكون نبراسا لشعوب المنطقة ، وهذا الذي يدفع دول الجوار وما بعدها لمد أصابعها الخبيثة وأنوفها في الشأن العراقي ، محاولة عرقلة تقدم مسيرة البناء لخوفهم من دروس المستقبل ، التي يعتقدون انها ستساهم في نهوض شعوبهم اقتداءا بنجاحات الشعب العراقي . ـ طيب ، اذا كنت بهذه الثقة من الشعب العراقي ، لم تكرر باستمرار خوفك من عودة عفالقة البعث وتحذر من ما تسميه جمهوريتهم الثالثة ؟ وهنا ابضا ساكرر هذا الكلام ، والقول ، مرة ومرة ومرات ، وسأظل اكرره من اجل إثارة انتباه من لم ينتبه الى حجم المخاطر التي تواجه مستقبل شعبنا ووطننا . التاريخ علم الشعوب ان لا تستهين أبدا بامكانات اعدائها ، وعفالقة العراق لم يسلموا كل اسلحتهم السياسية ، ولم يستنفذوا كل امكانياتهم بعد ، ولذا لا زال الخوف قائما من انقضاضهم على نجاحات شعبنا ، والتفافهم عليها بطرق جديدة ، مستحدثين أساليب عمل تتناسب والأحوال الجديدة في وطننا . ـ وكيف تعتقد يمكن ايقافهم ؟؟ ان شعبنا العراقي ، وقواه الوطنية المخلصة لمستقبل العراق الديمقراطي الفيدرالي ، والتي ناضلت طويلا من اجل سقوط ونهاية نظام عفالقة العراق الديكتاتوري ، وقدمت الكثير من الضحايا ، مطالبة بأنشاء اطار سياسي موحد يكون طليعة لابناء شعبنا ، للعمل يدا واحدة وفق برنامج وطني ، من اجل قطع كل الطرق على محاولات ومناورات عفالقة البعث في الاندساس والعودة من جديد وذلك عبر استثمار ظروف الحياة الجديدة ، في العراق الجديد ، ومنها لعبة الانتخابات . ـ وكيف تعتقد انهم سيعودون عبر الانتخابات ؟؟ كل مواطن عراقي ، كان ضحية من ضحايا النظام الديكتاتوري المقبور ، يرى كيف ان جهات عديدة عربية واجنبية تسعى لاعادة تأهيل رجالات البعث وباكثر من شكل وطريقة ، ليعودوا الى الحياة السياسية من جديد ، فحتى قوى الاحتلال لم تكن حازمة مع عفالقة البعث وتركت لهم الكثير من النوافذ والأبواب الخلفية للهروب وللعودة ، وقد نجح بعضهم ضمن لعبة التوازنات والمصالحة الوطنية وشعارات التسامح من التسلل الى اجهزة الدولة الجديدة ، بل وحصل بعضهم على مواقع في مؤسسات الحكومة العراقية الجديدة . وعفالقة البعث ، وهم يتلقون الدعم باشكال مختلفة ، من جهات رسمية ، من بعض دول الجوار ، ومنها تغطية نشاط وحركة من هرب وغادر العراق من رجالات النظام الديكتاتوري المقبور ، المحملين بملايين الدولارات التي سرقوها من أموال الشعب العراقي ، نقول ان عفالقة البعث ينشطون ويعملون بجد ، وينسجون علاقاتهم مع اطراف قومجية في المنطقة العربية ، ويحضون بدعمهم الإعلامي ، واستفادة من الأوضاع السياسية الجديدة ، أسسوا العديد من التجمعات السياسية في العراق تحت مسميات مختلفة ، ورفعت شعارات تتلائم والظروف الجديدة الحالية ، مستثمرين حالة عدم استقرار الأوضاع ، وانتشار الجريمة واعمال التخريب الإرهابية ، وانتشار البطالة وعدم استقرار عمل مؤسسات الدولة ، للعب قليلا بعقول وأفكار البعض من أبناء شعبنا العراقي . ان عفالقة البعث الذين تسللوا بنجاح الى وسط الساحة السياسية الحالية تحت أثواب الديمقراطية وحقوق الإنسان ، يعملون بنشاط وذكاء، فلن تلتق بأحد منهم بعد الان يمدح صدام حسين علانية ومباشرة ، مستفيدين تماما من تجارب حزبهم وتراثه الانتهازي . فحين حصل انقلاب جناح البكر ـ صدام عام 1968 ، ادان ببساطة ممارسات الحرس القومي عام 1963وقدموا برنامجا وطنيا وضعهم على يسار كل الحركة الوطنية . الان لا يلتقي المواطن العراقي برجالات البعث من الخط الاول والثاني ، بل وربما حتى الثالث ، سيحاول عفالقة البعث العودة ، باعضاء الحزب المغمورين ، الذين لم يتلوثوا كثيرا بجرائم النظام المقبور لاسباب بعيدة عن مصالح الشعب العراقي وانما لاسباب خاصة بهم ، هؤلاء القادة الجدد ممن لم يعرفهم الناس سابقا جيدا ، سيدخلون الانتخابات تحت لافتات عشائرهم ، ولافتات احزاب صغيرة ، على قد مقاس مدنهم واقضيتهم وسيشتمون المجرم صدام حسين ما شاء لهم من اجل الحصول على الاصوات الكافية من اجل دخول قبة البرلمان . ـ وبعد ذلك ؟ من المفارقات ان نظام الانتخابات الذي سيعتمد في العراق في الانتخابات القادمة يرى فيه عفالقة البعث مساعدا لهم لهم لايصال رجالهم الى البرلمان ، وفيما لو نجحوا في ذلك سيقوم من نجح في التسلل الى قبة البرلمان ، بالاتحاد في كتلة برلمانية واحدة مؤثرة ، هذا ان لم يتم ذلك قبيل الانتخابات للدخول في قائمة انتحابية واحدة . ـ ولكنك تحدثت عن ثقتك بالشعب العراقي ؟ وساتحدث باستمرار عن هذه الثقة ، ولكن السياسة عملية معقدة ومركبة من مبادئ وافكار وايضا مناورات وتحالفات وشعارات والخ . والشارع العراقي لم يفق ويتخلص بعد من شعارات عفالقة البعث التي غسلت دماغه لسنوات عجاف ، وقادته للهتاف لقادة المعارضة الذين عادوا من الخارج وساهموا بفعالية في اسقاط الطاغية ذات الشعار الغفلقي "بالروح بالدم " . الشارع العراقي ، ينتظر عملا مثابرا من قواه السياسية الطليعية ومثقفية واكاديميه وكفاءاته العلمية من اجل بناء جديد للمجتمع ، يمنح المواطن العراقي صفاءا وذهنية عقلانية تستطيع ان تفرز الشعارات الديماغوجية ، وترفض التصويت لرجالات عفالقة البعث مهما تلونوا وتستروا بشعارات براقة . ـ وبعد ؟ علينا مواصلة دعوة أبناء شعبنا العراقي المجيد الى المزيد من العمل الجاد والمثمر من اجل قطع الطريق على اي عودة وبأي شكل لجمهورية البعث الثالثة باثواب جديدة ، ولنعمل معا من اجل العراق الجديد ، الديمقراطي الفيدرالي .
سماوة القطب 7 تموز 2004
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في النهاية تبين انه : راتّي !!
-
خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !
-
حذار ... حذار ... انه تمرينهم الأول !!
-
من سيحوّل الديكتاتور المجرم إلى بطل أو شهيد ؟؟
-
علامة استفهام كبيرة : من يقف خلف اغتيال الكفاءات العراقية؟
-
أهي حقا جمهورية البعث الثالثة ؟
-
وهم الزرقاوي !!
-
الأعسم والزمان ، من خسر الآخر؟
-
لماذا يا فضائية الشرقية ؟
-
كييت زه لام ؟
-
يا حسرتنا يا طالب غالي !
-
قتلة قاسم عبد الأمير عجام على الشاشة !
-
سجن أبو غريب رمز فظاعات النظام الديكتاتوري المقبور !
-
الأوراق العراقية في فنلندا
-
في الذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الضربات القوي
...
-
بطاقات لعيد 31 آذار
-
وفد هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا يزو
...
-
لا يمكن كسر عزيمة نساء العراق الباسلات !
-
في فنلندا تضامن مع المثقفين العراقيين
-
ولنا عبرة في حكاية الفأس وشجرة البلوط !
المزيد.....
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|