|
طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب2
عذري مازغ
الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 22:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
استند بعض المفسرين إلى التجربة الوضعية في استخلاص الإنهيار والإجهاد الذي يحدثه الماء في العطشان حين يرتوي المرء بعد عطش شاحف كمبدإ تفسير للحكمة الإلهية فيما يخص خطيئة الإبتلاء بماء النهر لكن لا يتذكر مثلا مثل هذا القطيع من المفسرين والرواة، وعلى نقيض خطيئة الإبتلاء مافعله الماء في غزوة بدر، حيث عمد جيش محمد إلى تدمير ابار بدر ومنع الأعداء من قريش من الإستفادة من الشرب منها، بعد أن استفاد هو منها، لا شك أن النصوص التي تحدثت عن الغزوة غزيرة بما لا يدع مجالا للشك كما أنها نصوص تناولت أهمية منع المشركين من الماء بدء من أسر السقات واستنطاقهم وانتهاء بتدمير الأبار قبل بدء المعركة، وهنا بالتأكيد سيقول قائل بأن الظروف المحيطة بكل معركة مختلفة بما لا يدع مجالا للمقارنة، وهنا قد نتفق إلا في مجال الإبتلاء بالماء، لأن حكمة الخطيئة هنا في الواقعتين أخذت بازدواجية المعايير من قبل الله، أما الظروف المتحكمة في المعركة فهي متناقضة في المعركتين، في الطالوتية جيش المومنين متهور ومستخف بقيادته ومبتلى بخطيئة الشرب، وفي غزوة بدر قيادة صارمة خبيرة بشأن الحرب، بدء من عملية الإسترصاد والتحكم في الموقع وتصخير الوقائع الأرضية لكسب المعركة، بالمقابل في المعركة الطالوتية جيش طالوت جاهز عدة وعددا، أما جيش المشركين في غزوة بدر كان مستخفا بالمعركة بدليل الرواة أنفسهم الذين نقلوا عنهم أنهم كانوا يقارعون الخمرة ليلة أن تصبح المعركة، بعبارة، إن الفرق بين الواقعتين، هو هو الفرق بين واقعية غزوة بدر وخرافية غزوة طالوت التي انتصرت فيها أقلية قليلة ليفسح الإعتقاد السافه بأن الله يتدخل في النزاعات وينصر المومنين به، وهي الحقيقة الغيبية التي يعتمدها الفوضويون الإرهابيون، حيث الفرد فيهم، بما يتسلمه كحقيقة مطلقة، من كون الله معهم في جهادهم، يتجرعونها دون تفكير مستندين على وقائع تلقفوها في الحرب الأفغانية الروسية من كون الجنود الروس في تلك المعارك كان يطمس الله بصائرهم حين يمرون بهم دون استكشافهم، إن وجود مثل هذه الهفوات في المعارك كان امرا ساريا حتى في حروب الثوار في أمريكا اللاتينية، كما كان شائعا أيضا عند أولئك الذين شاركوا في الحربين الأولى والثانية وفي حروب الهند الصينية بالشكل الذي لا يعني أن قوة خارقة أعمت الأعداء (تحضرني هنا أسطورة المقاوم المغربي أومدا من جيش التحرير في صراعه مع الجيش النظامي المغربي بجبال الأطلس المتوسط، حيث كان إتقانه لعملية التخفي مثيرة للجدل بين الناس حيث حاكوا عنه أنه يملك سحرا يطمس به أعين الجنود أو أنه في وقائع معينة، خرج من ميدان المداهمة في صفة كلب أو قط أو ما إلى ذلك، بينما الذين كانوا يعرفونه حق المعرفة يعرفون فيه قدرته المبدعة في التخفي وأن السر في عدم القبض عليه تكمن في تغيير أماكن اختفائه بشكل مستمر)
إن هذه العملية من التخفي المتقن من جانب مجاهدي أفغانستان، قدغسلت على مايبدو أدمغة الضفادع الإرهابية، بحيث باتوا ينفذون عمليات الجبن والغدر في حق المدنيين العزل متخيلين أنهم بذلك ينتصرون على الولايات المتحدة الإمبريالية، إن أغلب العمليات المنفذة من طرفهم حتى الآن تمت في المواقع العمومية و المدنية وضحاياها المدنيين أكثر بكثير من الضحايا العسكريين.
خلاصة ، عندما يتدخل الله في حسم المعارك لا يبقى للصراع طابعه التاريخي بل ينتفي ويتحول إلى طابعه اللاهوتي العبثي لذلك طبيعي أن يكون الجهاد على طريقة الضفادع المقنبلة جهادا همجيا لا تراعى فيه أية روادع أخلاقية بل هو جهادا مدفوعا بأنانيته في الفوز بالثواب الموعود
في مفهوم السكينة
يعرف الإسلاميون السكينة التي كانت على أنها ريح طيبة بوجه ملائكي، ويقول النص أن آية ملك طالوت أن تأتيه الملائكة بتابوت موسى محملا بألواح موسى و هارون. يعرف العقلاء السكينة بأنها العيش في السلم والسلام والطمأنينة، فطبيعي أن القوم حين يصل إلى السلطة السياسية، سيعملون على خلق كل أسباب السعادة والعيش الرغد والسكينة لهم وهو ماتعمله الأحزاب السياسية و الطبقات الإجتماعية والعصبيات القبلية قبلهم وطبيعي أن ييعمل ملك القوم في سبيل سعادة وطمأنينة قومه من تسخير كل الإمكانيات المتاحة بما فيها استغلال الآخرين لخدمتهم وهي، حسب ابن خلدون طبيعة البشر في عصبيتهم وتغلبات بعضهم على بعض وحسب ماركس أيضا هي طبيعة الطبقة في خدمة مصالحها، أما الريح الطيبة التي جاءت في تفسير المفسرين فليست في نظري سوى التعبير الرومانسي للعيش في جلال السلطة السياسية.
ملاحظات:
ـ لم اذكر أي مرجع تفسيري لأنه في نظري لم يعتمد وقائع تاريخية لتفسير الآية، بل إن أغلب المفسرين اعتمدوا مبدأ النقل في تفسير المفسر
ـ إن أغلب المفسرين بما فيهم الطبري اعتمد الإسرائيليات في نقله أخبار طالوت وهو مآعتمده النص القرآني نفسه
#عذري_مازغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طالوت وجالوت كمدخل خلفي لإيديولوجيا الإرهاب
-
حكايا من المهجر 2
-
تطوان أو تيطيوين(العيون)
-
حكايا من المهجر
-
هكذا تكلمت بقرة
-
مدخل لنقض مفهوم -الإنتقال الديموقراطي-
-
في الذكرى الثامنة لميلاد الحوار المتمدن
-
الرقص على إيقاع سمفونية برنشتاين
-
عندما يتحول الخبز إلى غرام
-
اعترافات مومس (2)
-
اعترافات مومس
-
عندما يطفو علينا نهيق العلماء
-
دردشة على رصيف الأزمة
-
حقيقة الوجود بين ماركس ونيتشة
-
نسقية المجتمعات الكلبية
-
لوكنت الشجر لاشتعل الجحيم
-
حول علمية الماركسية ﴿3)
-
حول علمية الماركسية (2)
-
في علمية الفكر الماركسي (1)
المزيد.....
-
هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية
...
-
المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله
...
-
الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي-
...
-
أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ
...
-
-حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي
...
-
شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل
...
-
-المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|