عمران العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 19:19
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ان المتتبع للخط البياني للعنف في العراق يستطيع ان يستنتج ان للتوترات السياسية تأثيرا على ذلك فتتصاعد وتائر العنف عندما تشتد حالة الصراع السياسي حول قضية ما، بالرغم من ان القائمين بفعل العنف يبقون يمارسونه بشكل عام ان كان هنالك توتر سياسي ام لا، ولكن اللافت للنظر ان تصدر تصريحات من شخصيات وهي في صلب العملية السياسية تلوح بازدياد وتيرة العنف ان لم تحل هذه المشكلة او تلك، وهذه التلويحات تحتاج الى وقفة للتمعن فيها ومعرفة انعكاساتها على الشارع العراقي ودراسة بعض اشاراتها المخفية والظاهرة.
ان مستخدمي العنف منذ التغيير يهدفون بالتأكيد الى نسف العملية السياسية من اساسها بل ان الجناح البعثي والقاعدي قد اوضح مرارا بانه غير مقتنع بالمرة في عملية التحول التي حصلت بعد نيسان 2003 ، ومن هنا لانعتقد ان مطالبة البعض باشراكهم في العملية السياسية من اجل تجنب حالة العنف بمجدية، لانهم كما اسلفنا غير مقتنعين بها اصلا، هذا اولا.. اما ثانيا، فأننا لابد ان نسأل كيف اقتنع اصحاب الرأي القائل بأشراك العنفيين بالعملية السياسية لتجنب العنف بأنه امر صحيح ؟ ومن يمتلك الحق بأشراك المجرمين الذين يقتلون الناس بشكل يومي في العراق بالمشاركة في العمل السياسي ؟ ومتى سيقتنع هذا بالتداول السلمي للسلطة؟ الم يكن الاجدر تقديمهم الى القضاء بدل مكافأتهم بالمشاركة في الحكم؟ ام ان المقاييس تبدلت لدينا وعلينا مكافأة المجرمين؟والاسئلة كثيرة في هذا الجانب، لذلك نستغرب كثيرا من تلك التصريحات التي تطالب بأشراكهم بالعملية السياسية من اجل تجنب العنف.
لايخفى على المتتبع ان التلويح بالعنف في بعض جوانبه ينطوي على ايحاءات الامساك ببعض الخيوط منه وهذا شيء خطير في العمل السياسي، اما التفسيرات التي تنطلق بأن القصد من ذلك تجنب حصول كوارث فلانعتقد انها تمتلك نصيبا من المصداقية، فالمصداقية تكمن بأبعاد هؤلاء وخطرهم الدائم على عملية التحول السياسي في العراق.
الملوحون بالعنف استخدموا هذه الورقة سابقا لاقناع الجانب الامريكي في اشراك بعض الاطراف في العملية السياسية من اجل تجنب العنف، ولكن واقع الحال اشار الى غير ذلك، فالعنف لم يتوقف الا حينما تعاون الامريكان مع الجهد الامني العراقي فضرب لب المواقع الارهابية.
ورقة التلويح بالعنف يجب ان لاتثني القائمين على العملية السياسية باجتثاث العنفيين بكافة اشكالهم ومحاسبتهم لا محاباتهم وعلينا ان نكون على يقين من موت العملية السياسية ان تمكن هؤلاء من التسلل اليها، فليس هنالك من حكمة في مكافأة المجرمين بتسليمهم رقبة العملية السياسية الجديدة.
اخيرا نقول ان الذين يمارسون العنف من اجل الدخول بالعملية السياسية هم مثل الشقاوات الذين يرددون مقولة (لو العب لو اخرب الملعب).
#عمران_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟