ضرغام البطيخ
الحوار المتمدن-العدد: 888 - 2004 / 7 / 8 - 07:08
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
وكان في بغداد من عشرينات القرن الماضي, هناك طبقة من اشقياء اليهود المعاركين وليس القتلة, ومنهم اشقياء اليهود المشهورين( خضوري سويكا ) وهو مكوي ملابس يقع دكانه بمواجهة باب جامع الحيدر خانه الجانبي , وسمي سويكا لانه يتعاطى تتن السويكا الذي يوضع في اللثة ثم يبصق على الارض عندما ينتهي مفعوله المخدر . ويعمل من خليط تراب التتن والنوره ومواد اخرى , وقد انقرض الان لبشاعته وضرر تعاطيه . ومن الاشقيائية الاخرين (شلومو ابو السوتلي ) واطلق عليه هذا اللقب لانه كان دلالا في السوق يتعاطى ببضائع السوتلي والقنب السوري او الهندي . وكان محل عمله في القيصرية بشارع السموءل . ثم توقف عمله وركن الى دكان ولديه مقابل باب مخزن حسو اخوان .حيث كانا يبيعان الكراسي القش والمكانس وغيرها , ثم هاجر الى لندن لا حقا بولديه .وظهر الاشقياء اليهود علنا الى السطح عندما عندما انفجرت ازمة الغابيلة في العشرينات بين الطائفة اليهودية . والغابيلة هي رسوم الذبيحة عند اليهود في مسالخهم الخاصة بهم لانهم لا ياكلون الا لحم الكاشير بعد فحصه من قبل الحاخام المختص بفحص الحيوانات المعدة للذبح في المسلخ اليهودي , ولهم رسوم خاصة . ويعتبر التزامها مصدر ربح كبير وايراد للطائفة . واحتج قسم من اليهود على رئيس الطائفة الحاخام ساسون خضوري واعتدوا على رجاله فرد الاعتداء بمثله واشتدت المعارك اليدوية بين الطرفين , وخشي قسم من اليهود الظهور من بيوتهم واغلقوا محلاتهم التجارية وبعد تدخل قوي من الحكومة وضغط من المندوب السامي انتهت المشكلة بالتراضي , وبقي ساسون خضوري رئيسا للطائفة اليهودية وعوض خصومه الاخرين تعويضا ماليا او بانتخابهم اعضاء في مجلس الطائفة . وهكذا ربح اهل بغداد بانكشاف هؤلاء الاشقيائية , وربحوا مالا وهيبة بين الطائفة ونال رؤوسهم تعويضهم المالي او الادبي . كما ربح ساسون خضوري اذ بقي رئيسا للطائفة .
نقلا عن :بغداد ي العشرينات لعباس بغدادي
#ضرغام_البطيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟