أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - علي السعيد - حوار مع بدوي من صحراء الربع الخالي














المزيد.....

حوار مع بدوي من صحراء الربع الخالي


علي السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 16:47
المحور: سيرة ذاتية
    


كانت طبيعة عملي في صحارى الجزيرة العربية , وفي الاطراف الشرقية من صحراء الربع الخالي ,حفر واستخراج البترول . وبما انني كنت العراقي الوحيد في مجموعة العمل , وخصوصية العراق , في الحصار وكثرة الحروب ,كنت محط اهتمام الكثير من العاملين العرب . وبالاخص كنت أتلقى دعوى خاصة من البدو القاطنين في الصحراء أو العاملين كسواق العجلات الكبيرة للاستفادة منهم في الحركة وتغيير موقع الحفر , حيث لديهم القابلية كأدلاء جيدين ويفهموا الصحراء وبواطنها واسرارها .
يوما دعاني الحاج خميس الى (مجلسه) أو ديوانه , رجل في السبعين من العمر , ملامحه قاسية كقسوة الصحراء , كانت له زوجة وأولاد يسكنوا ظفار في سلطنة عمان .الرجل من أصل بدو عمان ,أختير لحراسة الابار النفطية الجاهزة بعد الحفر وتهيأتها للانتاج . دعاني في خيمته مع مجموعة من البدو وقد وصفني (ابن صدام)
لاأعرف بالضبط مالذي دعاه أن يصفني هكذا سوى انه معجبا بشخصية صدام . سألته ...مالذي دعاك أن تحبه وأن تعظمه هكذا ؟بكل سهولة أجابني نعم أنا معجب ومحب له لانه انسان قوي ومقاتل من الدرجة الاولى ..!ولكن يا شيخنا الجليل ألا تعلم من دفع ثمن هذه القوة وتلك البطولة ؟ نعم ياشيخ دفع ذلك نحن العراقيين ...سياسته هوجاء ورعونته جلبت الينا مشاكل لاتعد ولا تحصى وآخرها الحصار الذي دعاني أن أصل هنا بحثا للعمل والرزق , لولا هذا كله لبقيت في بلدي وهو الاكثر ثروة والاعظم خيرا ,كان صمته يدل على عدم قناعته بما قلته , أو ربما شتمني في داخله .
تكررت دعوة الرجل لي بمناسبة أو دون مناسبة مع ضيوفه من البدو وهم في حالة وصورة كانهم اشخاص ما قبل التأريخ , بعضهم له من الشعر الكث الطويل والمفتول على شكل (كصيبة), بعضهم من يصل أو يلبي دعوته مرافقا لصقور صيده , والبعض الاخر من يصل مجلسه بسيارة من آخر موديل وقد فرش داخلها بجلود الخراف أو الماعز مما جعلني يوما أسأله كيف يدخلوا ويفرشوا سياراتهم بتلك الجلود وملتصقا بها روثها , الا يتطلب الامر غسلها وازالة ماعلق بها من ( بعرور) ؟ يجيبني الشيخ خميس هازءا مبتسما...هو هذا مايرغبوا به ...رائحة الاغنام مع روثهم تصاحبهم في ترحالهم وتنقلهم ..!سكت لساني بعد هذا عن البوح بأكثر مما لاأدركه أ وأفهمه وقد أكون ربما ضيفا ثقيلا ساذجا أو غبيا .
في المناسبة ذاتها ونحن تحت خيمة الحاج خميس , كشف أحد الحضور بعض همومه أمام مجموعة من الضيوف اتخذت لها زاوية ,بعيدة عن الاخرين , يطلب نصيحة الشيخ في ان زوجته الجديدة تصرخ وتبكي عندما يتقرب منهاراغبا مضاجعتها ..! سأله الشيخ... وهل فرجتها على سيفك وخنجرك ؟ قال الضيف..نعم كان هذا منذ البداية ,ولكنني صابرا , لذلك إن لم تطاوعني سأغمد خنجري في خاصرتها وبعدها ستكون كالعبد الذليل ..!
دخلت أنا بهذا الجدل المتوحش , بعرفهم أنا الساذج الغبي , سألت ربما يكن الفارق بينكما كبيرا ياأخي وهذه واحدة من مصايب العربان ؟ مالذي تقصده يالعراقي ؟ سألني الزوج الوحش وعيناه تجدحان بعد أن غير من جلسته , أعرف مالذي تقصده يارجل ..هي في العاشرة من العمر ولها ثديان كالرمان وفرج كالبستان ..أمرأة كاملة هذا الذي تريده ؟ أجبته بعد أن عزمت العزم أن لاأجالسهم ومعشرهم ومجلسهم , أجبته السبب الذي تشكوا منه ياأخي هو النضج العقلي وليس نضج الرمان ولا حدائق باريس , العقل والعمر , هما النضوج وتاج المعرفة والزواج الصحيح .قاطعني البدوي .... وهو يصرخ بوجهي ..أيش اللي تكول ... أنت لاتفهم سنة نبيك ولا شرع دينك .عليه نفضت نعلي وصفقت بهما بوجه من كان جالسا وهممت بالخروج .
صاح بي الشيخ خميس بالبقاء ولكنني لم أرد عليه سوى انني قلت له ...حان أذان العشاء والصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ...!!



#علي_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباط ..شهر الحب والوفاء والتفاؤل
- المازوخية..الوليد المحسن للاسلام السياسي
- الرجل عندما يفقد عضوه...!
- أخجل منكم جميعا..لكنني أقولها
- اليمين يتعرى ويترنح
- الفنان والشاعر فلاح هاشم وذاكرة نصف قرن
- من بارات أم البروم خطة مقترحة لحكومة أم القانون
- منشور أسقط جوا قبل الاحتلال بساعات -ماأشبه اليوم بالبارحة
- غياب الحرية وتألق الحوار المتمدن
- قصة الحي العراقي _ حي يحيى زكريا في البصرة القديمة _نموذجا
- أكاذيب الاعلام الموجه مابين دارون وقائمة الحزب الشيوعي العرا ...
- من الذي يحتضر..؟الاسلام أم أتباعه ؟ ومن سيطلق رصاصة الرحمة.. ...
- الماء غير مبذول...ولن يرويكم غير دماء الشعب ..!
- الناشطة والكاتبة وجيهه الحويدر...شمعة في ظلام دامس
- العصامي الهندوسي شويترام باجراني(قصة حياته من يوم هروبه من ا ...
- البوذي الذي كاد أن يفقد ظله ...
- أقزام عملاء ..وعمالقة فقراء
- السيكارة والطبيب والثورة والجنس
- الدكتور علي الوردي وحليب السباع
- (مطرقة التهديم..في مملكة التحريم) تحية للمرأة في المملكة الس ...


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - علي السعيد - حوار مع بدوي من صحراء الربع الخالي