سلطة العقل تعلو ..

باسم عبد العباس الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 16:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

جدلية الصراع بين طوفان الحاضر وسدنة هياكل الفساد
باسم عبد العباس الجنابي

يشكل الصرع بين طوفان الحاضر المتمثل بالليبراليين وسدنة هياكل الفساد والوهم والطائفية علامة فارقة في مسيرة تحولاتنا الكبرى.وعندما يقف الناخبون المتعطشون للرفاهية والحرية والتطور لولوج منعطفات الرجاءلوضع نهاية لمنظومة الاقصاء وتخريب مكتسباتنا التاريخية ،هنا مخاتلة الطائفيون في مركزية العقل المتخلف المنساقة وراء التاريخانية الميتة ،الساكنة المنبوذات ،والحاقدة على عالم المعرفة والعلم. فالطائفية تحاول في مسارها خطير حسب ثقافتها العبودية ان تعيد عقارب الزمن إلى فترة الجاهلية وما تلاها من اقطاع،ظانة أنها تستطيع إلى ذلك سبيلا،والحقيقة ان الاحداث تتغير بسرعة وكذلك العلوم ،وما كان حقيقة قد فند ،واطيح بنظريات وآيديولوجيات،ولعنا نستحضر النازية وقبرها المبكر في مهدها لأنها استعلائية وعنصرية سببت للبشرية دمارا شاملا، راح ضحيتها ملايين البشر.وإذا عدنا إلى عمق التاريخ المندثر،سنتصدى للحجاج وكل بطانة الاستبداد ،حيث القتل لأيما سبب،فالحاكم بأمر الله خليفة يسانده الفقهاء لتعضيد سلطانه وبطشه،هؤلاء هم السدنة الماراء تاريخانية،هم راقدون في أحضان الخرافات والشعوذة والأساطير. فيما عالم اليوم ،ثورة المعلومات التي اكتسحت الساحة الانسانية والطبيعية ونشرت حرية العقل للإنسان والمجتمعات،فعمت فائدتها،وهنا نشير إلى المنجزات المهمة :نظم ديمقراطية برلمانية دستورية فدرالية ،نظم تعليمية حديثة،لا تتحدث عن (الديناصورات ولا السعلوات )مثلما يتوخم العقل الفقهي القديم،الذي يفترض الفكر البشري ثلبت في حقائقة،فهاهي الصين تتحول من الاشتراكية إلى اقتصاد السوق لتصبح الدولة الناشئة الولى في تقدمها ورقي مجتمعها،وما كوريا الجنوبية الدولة النامية التي لا تمتلك(النفط) ميزانيتها تعدت (140 ) مليار دولار ،وهي الدولة التي خرجت من الحرب عام 1950 ،فيما أبواق التخلف والخندقة يصرون على انتاج البلاغة ،ويستخدمون ألفاظ سحر الكهان،ليخدروا الشعوب ويستعبونها!!
على أن جدلية الصراع والتنافس بين طوفان الحاضر بكل المكتسبات التي أنجزتها البشرية،وهي ملك للطالبين وللشعوب الحرة،هنا الليبراليون الصفحة الناصعة المرغوبة من قبل الحشود التي أفقرتها سياسات السدنة ومن لف لفهم.هذا الصراع حتمية تاريخية المنتصر فيه الشعوب المقهورة،ويصح في سدنة هياكل الوهم قول (موسليني) : ( من أجل الوطن أنا أفكر بدلا عنك ) ،هذا نظامهم وفكرهم،ويصح هنا قول (هوايتهد) : ( ان اعظم تقدم أصابته الإنسانية هو التقدم من التحرير بالقوة إلى التحرير بالإقناع ) .
على أننا هنا نشير إلى مسألة مهمة أن العراقيين يتجهون لاستخلاص صياغة عصرية تتمثل بنبذ مخلفات التاريخ ومجتمعاتها المحنطة ،بينما قوى النور والأمل تهتم بالروح والجوهر وتستلهم طريق رفاهية الشعب العراقي وتطوير العراق ،ويصح هنا قول ( روسو) : ( إن الانسان ولد حرا فلا ينبغي وضعه في الأغلال)،وبهذا يحسم عما قريب الناخبون تراجيديا الفصل التنافسي لتسدل الستارة الملظلمة كي نعيش عصرنا الجدلي العقلاني.

#باسم_عبد_العباس_الجنابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات