أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد الرنتيسي - الاخوان على مفترق طرق















المزيد.....

الاخوان على مفترق طرق


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 19:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتسع مطاطية الفكرة ، لتجمع النقيض بنقيضه ، تحت سقف واحد ، ويتحول الوقوف عند مفترقات الطرق الى احتراف ، وفي بعض الاحيان تأخذ المراوغة منحى المنهج ، وتنتهي بديلا له .

كما تتلاشى في التفكير الغيبي معالم الزمن ، وتطفو الهلاميات ، لتخبو الشواهد ، ويجوز التجريب ، لاستحضار ما يصعب استحضاره من التاريخ .

فالانكفاء الى الوراء ، واستيطان الاغوار السحيقة لزمن مضى , سلاح الاصوليين للالتفاف على اللحظة الراهنة ، وملاذهم في مواجهة الاستحقاقات الصعبة .

وشعور " النوستالجيا " لدى اصحاب هذا المنهج ، لايثيره الحنين ، الى لحظة عاشها الانسان ـ كما هو مفترض ـ فهو نتاج عصور متخيلة ، مر بها السلف ، ويتمثلها الخلف .

كما يقود الجمع بين الماضي والحاضر ، والمثال والتجريب ، الى منزلقات وخطايا يصعب الدفاع عنها ، مما يبقي اطراف الازمات المستعصية في جماعة الاخوان المسلمين في حالة استنفار دائم بحثا عن المبررات .

فلم تخرج الجماعة ، منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي ، عن الترنح ، بين ماض مختلف عليه ، وحاضر تنقصه العكازات .

لكن غياب البدائل ، والافق المسدود امام شعوب المنطقة ، وعجزها عن بناء علاقات سوية مع الاخر ، مكن جماعة الاخوان المسلمين ، في مختلف مراحل تطورها ، من اخفاء حقيقة غياب البوصلة ، كما حال البعد الترهيبي في خطابها ، دون اخضاعها لمناهج التحليل العلمي .

ومن خلال الخطاب الترهيبي ـ الذي يهدف من بين ما يهدف اليه الى اخفاء خلل غياب البوصلة السياسية ـ كادت الجماعة ان تكتسب قداسة ليست من حقها ، لكن ذلك لم يحل دون تشعب الخلل ، ليتحول الى اختلالات .

تشعب هذا الخلل في رؤية الجماعة ـ انعكس على الابعاد الاممية والاقليمية والمحلية في تفكيرها لتغيب فواصل ومحددات النشاط والحركة ومعالم العلاقات الداخلية بين تنظيماتها المنتشرة في ارجاء المنطقة وخارجها ـ حولها الى عدة رؤى تتناحر خلف ستار حديدي ينكسر امام المنعطفات القادرة على تعرية الطرح السياسي وكشف هشاشة البنى .

وسجال اوساط الجماعة في عمان وغزة ودمشق وبعض عواصم الخليج العربي حول مصير الارتباط بين حركة حماس واخوان الاردن واحدة من محطات تجلى فيها تداخل الرؤية .

ففي عمق الخلاف الدائر جوانب دينية ، ترتبط بنصرة حركة حماس ، باعتبارها الفرع الفلسطيني للجماعة ، ولا تقتصر على انهاء التداخل بين تنظيمين ، احدهما اردني له اولوياته والاخر فلسطيني باولويات مختلفة .

ويضفي الجانب الديني ، اعتبارات لم تكن موجودة ، في ترتيبات تنظيمات يسارية ، تتبنى المنهج العلمي ، كما حدث مع بدايات الانفتاح الديمقراطي مطلع تسعينيات القرن الماضي حيث خرج حزب الشعب الديمقراطي من رحم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وتبعه فرز الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تنظيمها الاردني في حزب يخضع للقانون الذي يحكم عمل الاحزاب الاردنية.

كما يلعب اختلاف الظروف الموضوعية ـ بين ما حدث في مطلع التسعينيات وما يحدث راهنا ـ دوره في الاعتبارات المحيطة بالسجال الدائر .

فالجبهتان الشعبية والديمقراطية اللتان انهتا ارتباطهما بتنظيميهما في الاردن تنظيمان فلسطينيان ضما اردنيين بينما جماعة الاخوان جزء من تنظيم اشمل يحرص على البقاء في اطار العالمية .

ومن ناحية نظرية ينهي قرار فك الارتباط التنظيمي بين اخوان الاردن وحماس ـ المحاط بغموض النفي والتاكيد ـ العلاقة بينهما لكنه يصطدم بتداخل العلاقات الاردنية ـ الفلسطينية الذي تصطدم خطوات انهائه بحقوق المواطنة وحساسيات الديموغرافيا .

كما يعيد نفي اخوان الاردن الخجول ، لصدور قرار فك الارتباط ، بين الجماعة وحماس ، تسليط الاضواء مجددا على الجدل الدائر بين تيارات الاخوان حول طبيعة العلاقة المستقبلية مع تنظيم الاسلام السياسي الفلسطيني الاول المتردد في الخروج من تحت عباءة الجماعة .

الزوايا المظلمة في علاقة اخوان الاردن مع حركة حماس ليست نقاط الغموض الوحيدة ، التي استقرت تحت الاضواء ، فهناك جوانب اخرى لا تقل غموضا ، وتتجاوز اخوان الاردن الى التنظيمات الاخوانية في مختلف اماكن تواجدها .

وتتمثل هذه الجوانب في طبيعة العلاقة التي تربط فروع الاخوان مع تنظيمها العالمي .

فقد بقيت حدود العلاقة ، في الاطار الجامع الذي تعود بلورته الى مطلع الثمانينيات ، ملتبسة على الباحثين في قضايا الاسلام السياسي .

وتركز اللبس حول الهامش المتاح لحركة الفروع ، ومقدار هيمنة المركز العالمي عليها ، وآليات صناعة القرار في سدة الجماعة ، وتركيبة الهيئة التي تتولى وضع السياسات العامة .

الا ان محاولات المعالجة التي تصدت لهذه الجوانب بقيت ـ على اهميتها ـ دون توضيح الغموض .

ففي الوقت الذي ضخم البعض روابط القيادة العالمية مع الفروع الى حد وضعها في خانات الهيمنة قلل اخرون من اهميتها ، ولم يخل الامر من اعتقاد بان التمسك ببقاء الهيئة ، جاء نتيجة حرص على وجود اطار للفروع ، بعد تعثر فكرة مكتب تنفيذي فروع الاخوان المسلمين في الدول العربية .

وتندرج في اطار فشل تجربة المكتب التنفيذي المشترك لفروع الجماعة ، قصص خلاف تمتد على مدار عقود مضت قبل خروج هذه التجربة الى النور ، وتظهر ضعف الجماعة ، المتمثل في العجز عن ايجاد المواقف الجامعة لفروعها ، وفي داخل كل فرع من هذه الفروع .

فقد شهد العام التالي لنكسة حزيران اصطفافات داخل الجماعة حول تأييد ومعارضة فكرة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الاسرائيلي .

ولم تتوان بعض تنظيمات الجماعة عن التشكيك بحق شهداء الفصائل الفلسطينية في صفة الشهادة واتهامهم بالالحاد .

في فترة لاحقة ظهرت شواهد اخرى على تعارض الحسابات المحلية لتنظيمات الجماعة مع الحسابات الاقليمية ، وتقليص البعد المبدئي ، حيث ايد اخوان سوريا نظام الرئيس صدام حسين نكاية بالرئيس حافظ الاسد ، رغم تعرض اخوان العراق لملاحقة اجهزة الامن العراقية .

الا ان الجماعة استعادت بعديها الاممي والايماني، بخطوة مثيرة للجدل ، حين ادارت ظهرها للقضية الفلسطينية ، وركبت الموجة الاميركية ، لمواجهة الاتحاد السوفيتي في افغانستان ، على ارضية الفرز بين الايمان والالحاد .

واظهر اختلاف المواقف الاخوانية ، وتذبذبها ، وتحولاتها السريعة خلال غزو الكويت ضيق افق يفقد الجماعة حق ادعاء الحقيقة المطلقة واحاطة مثل هذا الادعاء بهالات القداسة .

فلم تكن تنظيمات الجماعة التي حيرت محاولي رسم خارطة مواقف القوى السياسية في ذلك الحين افضل حالا من التنظيمات الوطنية والقومية واليسارية العربية التي اخفقت في ايجاد مواقف متوازنة تجاه الغزو والتدخل الاجنبي .

والواضح ان فروع الجماعة لم تخرج من دائرة الخلاف حول تعقيدات اوضاع المنطقة وتعارضات المحلي والاقليمي والاممي .

فالموقف من النظام السوري قضية خلافية بين اخوان سوريا الذين يقراون المشهد بناء على معطيات محلية وغالبية فروع الجماعة اللاهثة وراء شعارات الممانعة .

ويحاط موقف فروع الجماعة تجاه السياسة الايرانية بغموض متعمد يظهر بوضوح في تجنب معظم هذه الفروع التطرق الى النفوذ الايراني في العراق ودول الخليج العربي .

كما ظهر التباين واضحا في حدة مواقف فروع الاخوان خلال الحملة التي شنتها الجماعة ضد بناء الجدار المصري على حدود قطاع غزة .

وعلى الدوام تترك تعددية الخطاب وتحولاته ، وسهولة تحويل العدو الى صديق ، والصديق الى عدو ، واختلاف رؤى الفروع حول المواصفات المطلوبة في الحلفاء والخصوم ، ودوام البحث عن مبررات لتغيير الاهداف علامات استفهام كبيرة حول اولويات الاخوان المسلمين وتكتيكاتهم واستراتيجياتهم .

الا ان نتائج محاولات البحث عن اجابة للسؤال الذي خلفته " مطاطية " الفكرة بقيت محدودة لعدة اسباب .

يعود ابرز هذه الاسباب الى سيف التكفير والارهاب الفكري الذي طال قامات عالية من الباحثين لمجرد اقترابهم من هوامش حركة الجماعة وغيرها من قوى الاسلام السياسي .

ولا يخلو الامر من قدرة كل فرع من فروع الجماعة على التلون مع الاوضاع السياسية والاجتماعية المحلية الى درجة التماهي مع اولويات الفئات الشعبية دون توفر التصورات الحقيقية لتلبية حاجاتها .

فالفكرة بحاجة الى شعارات لتسويقها والطرق الالتفافية مخارج لتجاوزالمنعطفات .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقدان البوصلة الايرانية يربك حركات الاسلام السياسي الشيعي
- الاخوان يهاجمون القاهرة بخطاب المودودي
- وصفة تأزيم ايرانية ... للاحتقان العراقي
- ماراثون اللحاق بالشارع الايراني
- ايران فوق صفيح ساخن
- انتحار سياسي عربي على خارطة التحولات الكونية
- اقتراع عراقي على اعادة انتاج الازمات
- الوعد الاميركي والقشة الاوروبية
- عودة فلسطينية الى زمن الاشتباك
- الخيارات الصعبة
- ظاهرة الافلاس السياسي
- حاضنة عربية للمزاج العراقي
- عقدة وادي عربة !!
- ملكيرت يطرق جدران الضمير العالمي
- ازمة التمثيل تقلص هامش المناورة الفلسطينية
- المصالحة المستحيلة
- ما تبقى من خطاب حكومة المالكي
- مقامرة - حمساوية - بالذخيرة الحية
- الانكشاف الكوني يضع المنطقة على حافة المواجهة
- غطاء اميركي للاستيطان الاسرائيلي


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد الرنتيسي - الاخوان على مفترق طرق