أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - وتحقق العهد التنويري الجديد















المزيد.....

وتحقق العهد التنويري الجديد


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 18:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في منتصف ابريل عام 2000 . بينما كنت قيد الاعتقال بسجن طرة بالقاهرة . جاءني خبر بأن هناك من قاموا بنشر كتابي الذي أعتقلت بسببه . علي الانترنت .. " ارتعاشات تنويرية " .
ثم عرفت فيما بعد . انه يتم تصويره وتداوله بين الناس بمختلف أنحاء مصر ، ثم بخارج مصر .. بنفس الطريقة: التصوير ..

هذا الكتاب - طبعته علي نفقتي - لم أطرحه عند باعة الكتب والصحف . ولا كنت أنوي ذلك . لأنني لم أكتبه لعامة القراء . بل كان رسالة للمفكرين والكتاب التنويريين والمثقفين المعنيين بالتنوير . وحسب .
كان عنوان الكتاب بالكامل " ارتعاشات تنويرية ، ودعوة لعهد تنويري جديد " ..
وملخص الرسالة - الدعوة لعهد تنويري جديد - هي انه لكي يحدث تنوير حقيقي . بحقيقة العقيدة المسؤولة عن الارهاب والمعوقة للنهوض والتقدم . يجب علي كل التنويريين أن يكتبوا كتابة مباشرة تحدد الأشياء والأشخاص بأسمائها وبالصفات الصريحة التي يجب وصفها بها ..
والابتعاد عن أسلوب الكر والفر في نقد عقيدة الارهاب ومؤسسها وكتابه وعصابته . والبعد عن التردد والتراجع واللجاجة ..

وقد ضربنا أمثلة بكتابنا هذا . ندلل بها علي استحالة حدوث تنوير . بهذه الطريقة التي كانت سائدة في ذلك الوقت . بأن نقلنا مقتطفات من مؤلفات ، مقالات ، وأشعار ، واحاديث اذاعية وتليفزيونية ، ومحاضرات ، وندوات .. لأكثر من 40 شخصية فكرية وأدبية وصحفية وثقافية .. من مصر خاصة ، وغيرها من الدول المعوربة - المتكلمة بالعربية - عامة . وقمنا بالتعليق عليها ونقدها مبينين عيوب تلك الطريقة ..

وكنا قد اكتفينا بارسال أو اهداء نسخ من كتابنا هذا . للعديد من تلك الشخصيات .. ولمن نعرفهم من المثقفين ..
لم نفعل أكثر من ذلك ..

وبعد الخروج من السجن ، أواخر عام 2003 ، ثم الخروج من . في سبتمبر عام 2004 .. اتضح لنا أن الانترنت قد ساعد علي ظهور مفكرين وكتاب يكتبون في التنوير بالطريقة التي حلمنا بها وسجننا بسبب الحلم بها .. أسماءلم أكن قد سمعت عنها من قبل
عدد هؤلاء الكتاب حتي عام 2005 . أتذكر انه لم يكمل عدد اصابع اليد الواحدة ..
وكان لي صديق يقيم في فرنسا ويتابع تلك الكتابات فكان يرسل لي من فرنسا بداخل مظروف كبير . صورا من مقالات هؤلاء - كامل النجار ، كامل السعدون ، ابراهيم الجندي ، وحوارات تنويريين . تجري بمنتدي علي الانترنت " نادي الفكر العربي "، وموقع اللاينيين الناطقين بالعربية -

وبعد قدر من الاستقرار بكندا . بدأت أنشر مقالاتي في يونية عام 2005 ..
ثم ظهرت أسماء جديدة . كالفلسطيني الجسور جدا - والمقل في كتاباته جدا - " حسين يبان " ، والمغربي اللاذع " عساسي عبد الحميد " ثم الكاتبة والمحاورة " وفاء سلطان " التي لمعت وتالقت بسرعة ، والشاب النابغ الطالب الأزهري " كريم عامر " الذي نشر مقالات كاملة النضج والتمكن . وعمره 19 سنة - وهو نزيل السجن الآن بمصر .. (الأسماء الأربعة الأخيرة لست متأكدا من ترتيب ظهور كل منهم - فمعذرة ) . وربما كانت هناك اسماء أخري ولم احط بها علما أو لم اتذكرها وقت الكتابة . وربما أعزاء عندي جدا .. فعذرا ان حدث سهو ..
ونتذكر أن هناك كتابا قلة ظهروا يكتبون كتابات مقدامة لا تردد فيها ولا مهادنة - من داخل مصر - ولكن باسلوب مكثف . يهضمه المثقفون فحسب . وغالبا لا يطوله عامة القراء الذين هم المعنيون بالتنوير وليسوا المثقفين . لذا نعتقد في ان كتاباتهم ربما قد افادت التنوير بشكل غير مباشر وبقدر ما .. اذ كانت دعما تنويرا لم يصل مباشرة لمن يستحقونه في المقام الأول - عامة القراء - .

ثم فوجئت بأن هناك سعوديين قد دخلوا الساحة دون أن أعلم بهم .. ففي عام 2005/2006 جاءتني رسالة من قاريء سعودي . يطلب كتابي سابق الاشارة اليه . وعرفت انه ينشر مقالات معنا بموقع الحوار المتمدن . باسم " خالد السعيد " وقال ان الاسم قد لايكون اسمه الحقيقي . قرأت بعض مقالاته التنويرية فاذا بي أمام كاتب رائع . ولم أكن قد انتبهت لكتاباته . ولا أدري لماذا توقف الآن .. وربما يكتب باسم آخر . أو توقف لشعوره بالخطر علي حياته .. ثم جاءتني بعد ذلك بشهر رسالة من سعودي آخر . قال انه يتابع مقالاتي . وانه يكتب أيضا ولكن في مدونة - بلوج - وان السلطات السعودية اكتشفت المدونة وعرفت به واستدعوه وأجبروه علي نشر اعتذار . وازالة ما ينشره بالمدونة . - وأرسل لي الرابط الخاص بالمدونة - . أرسلت أسأله ان كان يوافق علي أن أكتب عن محنته . فشكرني ورفض . خشية تصعيدهم لعقابه - لا زلت أحتفظ عندي باسمه - .
ثم راحت الأقلام الجديدة تتوالي عاما بعد عام .. وصار من الصعب حصرها الآن بسهولة دونما نسيان أحد منهم وقد يكون أجودهم . فعذرا ..

المثير فعلا .. هو دخول العديد ممن ينتمون لديانات غير الاسلام . في نقد الاسلام .. بعضهم يكتبون بأسماء حقيقية ، وأغلبهم بأسماء غير حقيقية . أتذكر منهم " ابراهيم القبطي " وهو أكاديمي . كان ينشر مقالات متقدمة ودسمة - ابحاث - . لا أدري لماذا توقفت مقالاته .

وما كان أحد ليتصور امكانية أن يتصدي لنقد الاسلام . أحد من غير المسلمين بالولادة .. لولا أن الباب قد فتح لذلك علي مصراعيه بأقلام التنويريين الليبراليين من أصل اسلامي - عقائديا - .. ولا يفوتنا التنويه الي أن القمص زكريا بطرس . اعتمد في بداية أحاديثه في نقد الاسلام بالبالتوك أو القنوات الفضائية علي كتابات مؤلفين من أصل اسلامي - سيد القمني ، و صلاح محسن - . وأحاديثه تلك كانت تدخل البيوت . ليسمعها من يقرأ ومن لا يقرأ . وهذا بالتأكيد كان له دور كبير في فتح الباب بلا مواربة لنقد عقيدة الارهاب . الفاشية . وبالتالي شجعت آخرين كثيرين علي الكتابة والبوح بما في صدورهم من نقد . سواء بأسماء حقيقية أو غير حقيقية ..
الفضل الاعظم للانترنت - للعلم ... الذي قلب الكثير من الموازين وسوف يقلب فيما بعد كل الموازين المختلة الصدأة . لن يترك منها ميزانا واحدا..- ..
لولا الانترنت ....

أصدقاء قراء يسألونني : لماذا قللت كتاباتك ؟ ! وأنا أتعجب .. فكتاباتي لم تقل . ولكنها تتنوع .. فأنا لست متخصصا - ولا أحب أن أتخصص في الكتابة الدينية . .
آخر من قالوا ذلك هو الكاتب الرائع - بالحوار المتمدن - " ابو لهب المصري " الذي علق علي آخر مقال لنا " من بريدنا الالكتروني 3 "- تعليق رقم 5 - بالقول :
" لما شحت مقالاتك على هذا المحور ؟؟ وحشتنا مقالاتك الصاروخية بصراحة "

وأقول للكاتب العزيز " أبو لهب المصري "ومعه المبدعون الكتاب الجدد :
انكم شموس . وغيركم كواكب . اذا طلعتم لا يبدو منهم كوكب

و للقراء الأعزاء - ومنهم ناشط حقوقي كبير بمصر - الذين أرسلوا يسألون نفس السؤال :
كتبي التي طبعتها في مصر - 16 كتابا - 40% منها فقط دينية . وأول كتاب طبعته عام 1980 كان مسرحية سياسية ، والثاني عام 1982 . سياسي بعنوان " دليل العشاق والمغرمين " وكان من قريب الشعر الرمزي .

الطريف أن أحد الأصدقاء سألني أيضا : لماذا قللت كتاباتك الدينية .. ثم تدارك من نفسه قائلا وهو يبتسم ويهز رأسه : أصبحوا كثيرين من يكتبون في نقد الاسلام .. لقد صار الاسلام هو " الحيطة الواطية " يمكن لكل من هب ودب أن ينتقده .. وراح يضحك ..

فقلت : ليس الاسلام وحده الذي ينتقد الآن . بل موج النقد الديني . قد امتد فلحق بالديانات الأخري .. وهذه ظاهرة حسنة . فصدق من قال " النقد أساس كل تقدم ، ونقد الدين أساس كل نقد " .

ولكن ما يجب الحذر منه والانتباه اليه هو : ان غرائب وطرئف وعجائب ومضحكات الأديان . من شدة كثرتها واثارتها ، وجاذبية نوادرها وحكاياتها .. جديرة بأن تتكون لنا منها مادة للتسلية . ندمنها . فتلهينا عن الاهتمام بباقي أمور حياتنا .. فيتحول نقد الدين بدلا من أن يكون أساسا من أسس التقدم .. الي مدعاة للهو والتسلي الذي يصرف شعوبنا عن النهوض ، والتلهي المثبت لما نحن فيه من التخلف .
وهذا ما قد يكون لنا فيه حديث آخر .
************



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بريدنا الالكتروني-3
- من بريدنا الالكتروني2 / التغريب عن الأوطان
- المرشد الجديد للاخوان المسلمين
- حق الرد علي مقالنا - ايران بين عمائم الملالي وحجاب مريم رجوي ...
- كرة القدم / هل هي رياضة ؟!
- من بريدنا الالكتروني -1
- الناس والحرية 48
- حوارات - 2
- الناس والحرية 47
- جهود التنويريين الي أين المصب ؟
- حوارات -1
- بل انتشر بالسيف في آسيا ايضا
- مع القراء - تعليقات وردود
- الجدار العازل / شهادة فلسطينية
- مذبحة نجع حمادي وظهور العذراء
- وداعا .. عدلي ابادير
- الجدار العازل ويأجوج ومأجوج
- فول وهامبرجر
- فول وفلافل
- فول و بيتزا


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - وتحقق العهد التنويري الجديد