أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - أيهما أكثر فائدة الانحياز للكتّاب أم للرقابة؟














المزيد.....

أيهما أكثر فائدة الانحياز للكتّاب أم للرقابة؟


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تُثبّت جريدة خليجية* حديثة وطموحة في فقرة تعريف القراء بها التالي:"والجريدة (إذْ) تحرص كل الحرص على التميز في التزاماتها هذه، ستحرص بالقدر نفسه على ممارسة ذلك من خلال التميّز في الانحياز"
جميل! وهذا الانحياز توضحه الجريدة بالتالي: "الانحياز الى العدل والمساواة، والى الديموقراطية، والى الإصلاح بكل صوره، والانحياز الى المرأة، والانحياز الى الحرية الاقتصادية. وقبل هذا كله، وفوق هذا كله، الانحياز الكامل للحقيقة، لأن كل ما يبنى على خلافها زائف وخادع"
وكانت الجريدة قد استكتبت كتاباً سوريين مهمّين، يتميزون بعمق الثقافة وباللغة الراقية السليمة. وبعد أشهر من استكتاب أولاء الكتاب، أوقفوا عن الكتابة في الجريدة. من بين أولاء الكتاب امرأة ذات وزن في الشأن العام السوري وفي الثقافة السورية، وكتاباتها ترفع من سوية أي جريدة، لا لشخصها فقط، وإنما لنشاطها وكونها محامية ومستوعبة لوضع المرأة السورية. أوليست الجريدة منحازة للمرأة؟ يبدو أن إدعاء االصحيفة ومدحها لنفسها ما هو كلام جرائد، على الأخص أن الكاتبة الموقوفة عن الكتابة في جريدتنا الغراء هذه، لم تُعوض بامرأة أخرى.
ومن بين الكتاب الموقفين كاتبان أمضيا مدداً دهرية في السجون السورية، لأسباب تتعلق تماماً بما تروّس جريدتنا هذه تعريفها عن نفسها. وبالمناسبة كل مدد السجون السياسية في سورية هي دهرية أكثرها يبدأ بالعشر سنوات وينتهي بالمؤبد. هذان الكاتبان قال عنهما محرر صحفيّ لبناني مازحا: "الحمد لله أنهم سجنوا!.... وإلا لكنا في خبر كان لو أنهم عاشوا أحراراً واستثمروا عمرهم في الكتابة مثلنا". لقد أوقف الكاتبان من الكتابة في الجريدة الطموح، على الرغم من تحقيقهم كل "انحيازات" الجريدة إلى العدل والمساواة، وإلى الديمقراطية، وإلى الاصلاح، وإلى المرأة، وإلى... الحقيقة! والأنكى أن الكاتبين يعيشان من الكتابة، فهما محرومان من الحقوق المدنية وممنوعان من السفر. أي أن الدهر والجريدة والسلطات السورية كلها كانت بالمرصاد.
ولأننا نحن السوريين طورنا حاسّة سابعة من الشك والريبة، فقد أحسستُ أنا أن في الأمر شيئاً. بعثت برسالة الكترونية للجريدة أسأل فيها متهكماً عن سبب إيقاف الكتاب السوريين وقلت: " هل أوقفتموهم نهائياً أم بشكل مؤقت؟ هل حلقتم لهم على الزيرو أم نمرة ثلاث؟ وهم كتاب مبرّزون كما تعلمون، وأنا أزعم أنهم من أفضل كتاب المقال في العربية. يعني... وهل تعرضتم لضغوط أجبرتكم على التخلي عنهم؟". أجابني المحرر، بعد أن أثنى على روح الطرافة في السؤال، بإن السبب كان " الظروف المالية التي تمر بها الصحيفة في ظل الأزمة الاقتصادية، وأنْ لا ضغوط". لكن الميّة كذّبت الغطاس على الفور تقريباً. إذ دخلت الجريدة إلى سورية. ونحن السوريين، وربما عرباً آخرين أيضاً ممن عايشونا، نعلم تمام العلم كيف يتم الاتفاق على دخول مطبوعة ما كهذه الجريدة إلى سورية. وما على من يريد التحري عن ماهيّة الاتفاقات هذه؛ إلا أن يسْأل رؤساء تحرير جرائد لبنانية مقربة من النظام السوري، فكثيراً ما منعت أعدادها لأسباب تخالف الاتفاقات المبرمة والمتعلقة على الأخص بالسياسة الكواليسية التي تنتهجها السلطالت السورية. مثل هذا يحصل للمقربين فما بالك بالبعيدين! وعليه فإن جريدتنا الغراء لحست وعودها كما تلحس الصحافة العربية بأكثريتها وعودها، وانحازت عملياً ضد الحقيقة، إلا إذا كانت الصحيفة تعتبر أن النظام السوري هو الحقيقة بذاتها، وأن طريقته في ابتزاز الاعلام العربي هي عين الحقيقة.الحقيقة المهدورة التي تذكّرتها الجريدة بعبارة "الانحياز الكامل للحقيقة، لأن كل ما يبنى على خلافها زائف وخادع".
كان من المحتمل أن يكون "الانحياز للحقيقة!" ذا معنى لو أن الكتاب استمروا في الكتابة، حتى بعد دخول الجريدة إلى سورية.
فأيهما زائف وخادع؟ أموقف الصحيفة تجاه الكتاب السوريين قبل الدخول أم بعد الدخول؟

* جريدة الجريدة الكويتية

محمد الحاج صالح
النرويج
8/2/2010



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسخة الاسلامية المتشددة في شوارع اوسلو
- عربيٌ في الجليد
- مسلمو الغرب يُهدَّدون باللغة الثأرية لإعلامهم
- كفوا أذاكم عن مسلمي أوربا
- إعلان دمشق والطبقة المدينية الوسطى
- سيذهب نداء الشيخ القرضاوي هباء
- عينتان: سيعية وسنية
- تقطيع الأوصال العربية لمحة عن تاريخ التفكك العربي
- الوجعة العربية
- القوانين السيئة السمعة
- الزمن بين المعارضة والسلطة
- البطالة وعملية الإصلاح الشامل
- ماالعمل
- أنقذو مقابر عازار
- سوريا ومشروع الشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - أيهما أكثر فائدة الانحياز للكتّاب أم للرقابة؟