ماذا نريد من هيئة الدفاع عن صدام

نزار سعيد العاني

الحوار المتمدن-العدد: 887 - 2004 / 7 / 7 - 07:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

تتفاعل هذه الأيام قضية ظهور صدام وعدد من مساعديه أمام قاضي التحقيق ليواجه التهم السبعة التي وجهها له قاضي التحقيق, ويدور حوار من الممكن وصفه بأنه حوار طرشان بين ضحايا صدام ممثلين بكل الشعب العراقي وبين هيئة الدفاع عن صدام ممثلة بنقيب المحامين الأردنيين محمد الرشدان وعدد أخر من المحامين الأردنيين والذين انضم اليهم عدد من المحامين العرب ومن بينهم عائشة القذافي ابنة العقيد معمر القذافي0 كل طرف يصر على موقفه, الشعب العراقي يصر على ضرورة محاكمة صدام وادانته للجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العراقي, بينما يصر محمد الرشدان ومعه هيئة دفاعه, على أن محاكمة صدام غير شرعية , مستندين الى أولا أن المحكمة تمثل الأحتلال الغير الشرعي للعراق حسب رأيهم, وثانيا الى كون التهم الموجهة الى صدام تهم باطلة لا أساس لها من الصحة وان محاكمة صدام هي لغرض انتقام معارضيه منه لا غير , وهذا الأعتراض الثاني من قبل هيئة الدفاع عن صدام مبني على موقف سياسي مسبق من صدام , وليس له أي وجه قانوني0 وكمواطن عراقي , أحببت أن أدلي برأي بهذا الحوار الدائر حول محاكمة صدام وأعوانه, والتي أتطلع لأن تكون محاكمة العصر لفترة تزيد على الأربعين عاما من ـتأريخ العراق والمنطقة العربية برمتها, حيث أنها فرصة نادرة قد تفتح فرص لمحاكمات أخرى في مناطق أخرى من وطننا العربي الممتد من المحيط الى الخليج0لقد كتب العديد من الأخوة حول هذا الموضوع , ولكن لم أجد في كتابات الأخوة العراقيين الرد القانوني حول اعتراضات هيئة الدفاع عن صدام على هيئة المحكمة باعتبارها غير شرعية, لانها مشكلة من قبل الأحتلال على حد زعم هيئة الدفاع عن صدام, بل كانت تلك الكتابات ردود فعل غاضبة على موقف هيئة الدفاع والتي تجاوزت كل الحدود , لتصل الى حد التعرض لشخصية قاضي التحقيق نفسه وكذلك الحال لشخصية رئيس الهيئة الأدارية للمحكمة,هذا اضافة الى الأستخفاف بمشاعر 25 مليون عراقي عندما تعلن هيئة الدفاع عن صدام, ان التهم غير صحيحة ومفبركة من قبل الأمريكان, وان حلبجة ضربها الأيرانيون, وان المقابر الجماعية هي لبعثيين قتلهم الشيعة في الجنوب ابان انتفاضة أذارعام 91والتي سمتها هيئة الدفاع" صفحة الغدر والخيانة" وهي التسمية الرسمية لتلك الأنتفاضة الباسلة أبان عهد صدام اضافة الى مقابر للجنود الذين قتلو أيام الحرب العراقية الأيرانية!!0فيما يخص شرعية المحكمة , أرى أن تقوم نقابة المحاميين العراقيين, أو هيئة المحكمة , أو حتى وزير العدل العراقي بالرد القانوني وليس السياسي لدحض موقف هيئة الدفاع عن صدام من شرعية المحكمة وعدم ترك هيئة الدفاع تتفرد بتوجيه الأتهامات لهيئة المحكمة دون رد من الجانب العراقي, أما فيما يتعلق بالتهم الموجهة الى صدام ومزاعم هيئة الدفاع بنفي التهم, فأنا أرى أنها فرصة للشعب العراقي ليس لمحاكمة صدام وحده , بل أنها فرصة لمحاكمة العصر الذي حكم فيه صدام وبقية الحكام العرب شعوبهم , وأوصلوا الأمة العربية لما هي عليه الأن, كما وانها فرصة نادرة لحوار العراقيين مع بقية الشعوب العربية والتي خدعها صدام بشعاراته الجوفاء بمساعدة ثلة من المرتزقة العرب من اعلاميين وكتاب ورجال أعمال مزييفين وسياسيين فاسدينن, انها فرصة لنا لكشف المؤامرة القذرة التي حيكت ضد شعبنا وساهم فيها حتى رؤوساء دول , باختصار ساهم فيها أخطبوط دولي محوره صدام ونظامه وامتداداته متشابكة , نأمل أن تحل عقده وخيوطه محاكمة صدام وأعوانه0 من هذا المنطلق أتمنى على نقابة المحاميين السماح لهيئة الدفاع عن صدام بالمرافعة دفاعا عن صدام لأن الشعب العراقي لا يخاف من هيئة الدفاع ولا حججها الواهية والتي سوف تسقط أمام الحقائق المثبتة , كما واتمنى من هيئة المحكمة اضافة كل الجرائم التي ارتكبها صدام للتهم الموجهة اليه والتي أسقطتها هيئة المحكمة وبالأخص جريمة تهجيير الأكراد الفيلية وعرب الجنوب, وكذلك جريمة نهب ثروات العراق وأخرها اختلاس برنامج النفط مقابل الغذاء, اضافة الى مئات الألاف من الجرائم المرتكبة ضد أفراد أبرياء0 انني أرى أن السماح لهيئة الدفاع عن صدام بالمرافعة أمام المحكمة هي ادانة لهم وليس قوة , وباستطاعة هيئة الأدعاء العام تحويل هذه المحاكمة التي ننتظرها بفارغ الصبرالى محاكمة لكل المرتشين والفاسدين من محامي الأردن والمغرب وليبيا ومصر والسودان وغيرهم , وسوف لن يحصد هؤلاء سوى الخزي والعار وسوف تكون نهاية حياتهم المهنية بهذه المحاكمة , التي سيكون النصر فيها للشعب العراقي لا محالة0

#نزار_سعيد_العاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات