أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الشمري - عثمان العبيدي ..درس بليغ في ألأخوّة السنية -الشيعية














المزيد.....


عثمان العبيدي ..درس بليغ في ألأخوّة السنية -الشيعية


محمود الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 08:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليوم هو يوم الأربعاء و هو أخر يوم من أيّام شهر أب اللّهاب من عام 2005..
وفي التاريخ الهجري هو يوم 25 رجب و هو يوم استشهاد الأمام موسى الكاظم بن الأمام جعفر الصادق (ع) .. ومئات الالاف من العراقيين بل ملايين يأتون مشيا على الأقدام من جميع أنحاء العراق لزيارة مرقده ..
وأحد أهم الطرق للوصول اليه يكون عبر مدينة الأعظمية , ويتبرك الزوار أولا بزيارة الأمام أبو حنيفة النعمان ( رض) ومن ثم يعبرون على جسر الأئمة , جسر التوحد والتعانق والتواصل الرابط بين مدينتي الأعظمية والكاظمية ..
والشاب عثمان بن علي بن عبد الحافظ ألعبيدي, لم يخرج هذا اليوم كما أعتاد لممارسة هوايته المفضلة والتي يبرع فيها كما هو حال معظم شباب مدينة الأعظمية ..وهي السباحة في نهر دجلة ..
لم يخرج لأنه كان يحضّر لأمتحاناته المدرسية ..ولكن وكما يبدو فانه كان يحضّر لامتحان من نوع آخر ..
صراخ مؤذن مسجد أبو حنيفة النعمان الداعي للتوجه الى جسر الأئمة فورا لأنقاذ زوار الأمام موسى بن جعفر العالقين على جسر الأئمة .. الذي لم يستوعبهم لكثرتهم .. جعله يرمي كتبه جانبا ويهرع راكضا مع أبناء محلته محلة السفينة لأنقاذ اخوته وأخواته العالقين هناك .
وشارك عثمان بسحب الكثيرين منهم , ولكن جزءا من سياج الجسر قد أنهار فجأة وبدأ الناس يتساقطون في مياه النهر .. فما كان من عثمان وآخرين غيره وبدون تفكير أو حساب إلاّ أن يقذفوا بأنفسهم في النهر وراء الناس الذين بدأوا بالغرق ..
أنه يومكم يا عثمان ويارفاقه.. أنه يوم النخوة .. أنه يوم الأخوّة ..انه يوم الرد على من يريد التفريق بين ابناء الشعب الواحد .. انه يوم أنقاذ عرى وحدة العراقيين التي أراد لها البعض أن تنفصم .. أنه يوم الكرامة ..
أنقذ عثمان 7 أشخاص لوحده وخرج بهم إلى بر الأمان وتناولهم المسعفون على الجرف ..
وأخذ التعب مأخذه من عثمان ولكن حافز الغيرة كان أقوى ..
وهاهي امرأة بدينة تسقط من على الجسر ولكنها أبت أن تتخلى عن سترها , فقد سقطت وهي تتلفع بعباءتها السوداء مخفية معالم جسدها , مهتمة بستر جسدها أكثر من اهتمامها بحياتها ..
فما كان من عثمان الشاب النحيف إلاّ أن أستلم رسالتها وقام بإجابتها فورا قائلا .. يا أختنا في الوطن وفي الدين , أنك شريفة وابنة أشراف ولم تتخلي عن سترك حتى الموت .. وأنا كريم وأبن كرام وسوف لن أتخلى عن غيرتي حتى الموت .. فسبح باتجاهها وهو يعلم جيدا أنه يسبح باتجاه حتفه ..
وأبت المرأة أن تتخلى عن سترها , وأبى عثمان أن يتخلى عن نخوته ..
فأحتضن عثمان الشاب السني .. أخته الشيعية وصارعها لينقذها ..
ولكن العباءة التفّت حولهما , وتعانقت الروحان وارتفعتا لبارئهما وهبط الجسدان تحت مياه الجسر المشترك لإمامي الضفتين ..
غرقا ولسان حالهما يقول .. ها نحن سوية في السراء وفي الضراء ..
نعيش سوية ونموت سوية ..
وعراقنا هو خيمتنا , ووحدتنا هي سترنا , ولن نتخل عنهما ماحيينا ..



#محمود_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقارب سني - شيعي يغيظ العدى
- رد على مقالة ياسمين يحيى ( السنة والشيعة )
- كامل الشبلي اخر شقاوات بغداد
- روائع الإعجاز في الكون على ضوء القران الكريم (1)
- سوريا هي أصل البلاء في العراق
- رد على مقالة ( التنقل بين الأديان ) للأستاذ فادي الجبلي
- رد على مقالة ( وفاء سلطان وسجاح التميمية ... بين الواقع والش ...
- قصة أسلام غريبة
- د.روبرت كرين يتحول الى د. فاروق عبد الحق
- وفاء سلطان أم سجاح التميمية
- جورج واشنطن , أم وفاء سلطان
- دعوة وفاء سلطان وأتباعها لأعتناق الأسلام
- كش ملك ..مات الوزير
- الى ياسمين يحيى ومشجعيها ..نفي تهمة ونصيحة
- تناقضات المسيحية تدفعه للأسلام
- الأبادة الجماعية في أسفار مايسمى الكتاب المقدس
- رسالة مفتوحة لمن يدعون العلمانية
- القس الذي ترك عقيدة التثليث واعتنق عقيدة التوحيد
- حكاية فوزية النيجيرية
- رئيس بعثة التنصير (جي ميشيل ) يعود الى دين الفطرة


المزيد.....




- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى ...
- المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو ...
- استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
- مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الشمري - عثمان العبيدي ..درس بليغ في ألأخوّة السنية -الشيعية