رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 08:32
المحور:
المجتمع المدني
من يعرف أحد الذين يختالون بذواتهم سيجده شخص ذو مظهر ناعم ولسان عذب ، ومن يختبر هذا الشخص فعليا سيجده ساقط ، ولديه استعداد حتى لبيع شرفه في أي سوق وجد.
من طين آسن ولد هذا الشخص ، ومن عجينة عفنة تشرب قيم نموه وعلى إثر ذلك تحددت صورته التي تفيض منها ملامح الشيطان ، لا يواجه وجها لوجه ، بل يدير قفاه ، ثم يمضي ليمارس حقاراته خلف أقنعة الخيانة ، و"مكياج" القذف ، مهووس بذاته يلسعه تيار النقص الدائم فيتوهج بالعفن ، مسموم بأوبئة الدين والليبرالية المتوحشة ومسكون بتوحش مكبوت يسكبه على من يتفوق عليه بدناءة حين يخرج توحشه ذلك يستند الى سياج الأقوياء ، لو قدر لهذا تولي منصب سيادي لن تجد في يديه إلا مقامع من حديد ، فوظيفته كما توحي ملامحه كانت أن يصبح حارسا أو" شاويش" سجن أو حفار قبر .
أنا كثيرا ما أنأى بذاتي عن مقارعته ، تجنبا لحقده ، أفضل أن ادع منطق الواقع ليضعه أمام ذاته كشخص تافه ليس رؤية ثاقبة فالواقع ثقافة تخرس ثقافة الاستعلاء ، إنه ذات مثقوبة بدولارات وريالات من يوظفه في عملية مكيجته .
من يبيع ضميره يبيع وطنه وأمته ، ومن السهل أن يكون أي شيء عدى أن يكون رجل موقف وذو قناعة ، إن الإفلاس الذي يدفعك لقذف من يتفوق عليك في مواقفه ورؤاه وينتمي إلى الشعب والطبقة المسحوقة فيه هو إفلاس بلغ فيك حد المهانة ، إفلاس في الإنسانية وإفلاس في الضمير وإفلاس في القيم التي تجعلك يقضا همك هو غيرك وتفكيرك بغيرك ، تغار حيت ترى جائعا أو مظلوما ، وشعبا أقصاه الجشعين من حقه في الحياة الكريمة ومن شراكته في خيرات وطنه ، أنا لم أعد أكترث بدعايات هذا وأمثاله لم أعد اهتم به البتة ، إنني أقلب أذنا صماء ، وأنا أسمعه ، وعينا عمياء وأنا أراه ، أتجنب نسج أي علاقة زمالة وصداقة معه لأكتفي بسلام عابر ، وكلمة طيبة ، حتى أثمر في هذا وأمثاله قيما جميلة وضميرا حيا ، فعسى أن تحيا الضمائر الميتة ويعود إلى المجدبين من الإنسان إنسانا .
أتجاوز بأدب ، أصمت بإصرار ، وأجابه قلمي باقتدار الأقوياء الذين يرون أن ثمة ما هو أكبر من أن نسقط في خلافات شخصية .
[email protected]
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟