أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - في النهاية تبين انه : راتّي !!














المزيد.....

في النهاية تبين انه : راتّي !!


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 887 - 2004 / 7 / 7 - 07:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ضحكت بصوت عال ، حتى ان زوجتي دفعت باب غرفتي بحذر لتعرف السبب ، وانا المتجهم من ايام لاكثر من سبب . لم اضحك لنكتة او لصورة كاريكاتيرية ، ضحكت بعد قراءة تقرير صحفي ، وجدته منشور على اكثر من موقع اعلامي في الانترنيت ، يتحدث عن أراء خبيرة الجسد السيدة ( باتي وود ) ، مستشارة لغة الجسد في ولاية أطلنطا الامريكية ، عن شكل صدام حسين خلال مثوله امام القاضي العراقي وسماعة لائحة الاتهامات تمهيدا لمحاكمته . ولكن لماذا الضحك هنا ؟ الخبيرة تحدثت عن احساس الهزيمة الذي اظهره الطاغية المجرم ، مارشال الماريشالات ، خلال تلك الدقائق ، التي مرت كاسعد دقائق في حياة كل مواطن عراقي من ضحايا نظام عفالقة البعث ، النظام الديكتاتوري المقبور ، وهم يرون جلادهم السفاح ضئيلا ، ذليلا ، وقيود المجرمين في رسغيه يقوده رجال الشرطة العراقية الى قفص الاتهام ، ومرت كل ثانية من هذه الدقائق الذهبية وكأنها الجبل على اعصاب الطاغية المجرم وانصاره الذين لم يصدقوا منظر فارس الامة الضرورة ـ حفزه الله ـ وهو بذلك الشكل المقرف . قالت السيدة باتي وود " لقد ذهبت نظراته القوية التي تشبه شعاع الليزر. لقد ذهب كل هذا". وأوضحت " أن صدام دأب خلال جلسة الاستماع على وضع بصره في الأرض حانيا كتفيه مع علامات على فقدان القوة " ، وتضيف " في الوقت الذي يوقف فيه صدام ردود الفعل المفتعله فإنه يعود إلى الوضع الذي يدل على الهزيمة الذي يوضح أنه يعي جيدا أنه لم يعد يمتلك سلطة" . لقد ادرك الديكتاتور المجرم ان نهايته حلت ، وادرك الكثير من انصاره ذلك ، لذا راحوا يتشبثون بالوهم وراحوا بدورهم يتحولون الى خبراء جسد ، ولكن وكالمعتاد انطلاقا من الروح القومجية الشوفينية ذاتها التي كانت ترى في المجرم الجلاد امتدادا للقعقاع ولصلاح الدين ونبوخذ نصر وغيره من الرموز التاريخية التي سطوا عليها فافسدوا جانبها المشرق في ذاكرة المواطن العراقي لانها صارت ترتبط بديماغوجيتهم ودجلهم وشرورهم . الذي اضحكني هنا ، ليس مشهد القائد الضرورة ، في صوره واللقطات التي ظهر فيها يزرزر ويدوّر بعينيه مرعوبا ، ذاهلا ، الذي اضحكني هو افلاس القومجية من انصار نظام العفالقة ، افلاسهم الذي دفعهم للسير قدما في محاولة قلب الحقائق متوهمين انهم يمكن ان ينجحوا في استمرارهم في تزييف الوقائع . صحيفة عربية ، لم تنطق يوما بحرف عن جرائم الديكتاتور ونظامه الشوفيني بحق ابناء شعبنا ، ولم تمر في صفحاتها طيلة كل السنين العجاف الماضية مفردات مثل الانفال وحلبجة وتهجير الاكراد الفيلية وكل مفردات الموت العراقي على يد فارس الامة ونظامه حارس البوابة الشرقية ، هذه الصحفية القومجية ، وحتى قبل ظهور تقرير خبيرة الجسد الامريكية تحوّل محرريها ايضا الى خبراء جسد من طراز اخر ، وبالطبع من منطلقات قومجية خالصة ، وراحوا يرون ما يعجبهم في شكل بطلهم القومي وهو في قفص الاتهام . احدهم كتب : " دخل صدام مرفوع الراس " !! ، وراح يمنح هذا الراس "المرفوع" اوصافا نجد بعضها في الكتب المقدسة والاساطير . لكم هو مزري ومضحك هذا ؟ ايظن هؤلاء القومجية ان القرن الواحد والعشرين لم يجلب شيئا للمواطن العربي المسكين ، وان حدود تفكيره لا تزال محصورة في كلمات نشيد بلاد العرب اوطاني ، وتلقي ما يسطروه له من اوهام واكاذيب وفبركات ، وانه ليس ممكنا ان يطلع على وجهات نظر اخرى يمكن لعقله وتفكيره ان يستوعبها ويقبلها بديلا لاكاذيبهم وتخرصاتهم ؟ صديق فنلندي وهو يقدم لي التهاني بمناسبة مثول صدام في قفص الاتهام ربما كان اصدق من خبيرة الجسد الامريكية حين استغنى عن اسم الديكتاتور صدام حسين ورمز له بكلمة ( راتّي) الفنلندية ، وهي تعني خرقة القماش التي تستخدم كممسحة في تنظيف الارضية . هكذا راى صديق للشعب العراقي ، المجرم الذليل في نهايته ، فكيف وجد نهايته ابناء العراق الذين اكتووا بنيران عذاب نظامه الفاشي طيلة خمسة وثلاثين عاما ؟؟

سماوة القطب
6 تموز 2004



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !
- حذار ... حذار ... انه تمرينهم الأول !!
- من سيحوّل الديكتاتور المجرم إلى بطل أو شهيد ؟؟
- علامة استفهام كبيرة : من يقف خلف اغتيال الكفاءات العراقية؟
- أهي حقا جمهورية البعث الثالثة ؟
- وهم الزرقاوي !!
- الأعسم والزمان ، من خسر الآخر؟
- لماذا يا فضائية الشرقية ؟
- كييت زه لام ؟
- يا حسرتنا يا طالب غالي !
- قتلة قاسم عبد الأمير عجام على الشاشة !
- سجن أبو غريب رمز فظاعات النظام الديكتاتوري المقبور !
- الأوراق العراقية في فنلندا
- في الذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الضربات القوي ...
- بطاقات لعيد 31 آذار
- وفد هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا يزو ...
- لا يمكن كسر عزيمة نساء العراق الباسلات !
- في فنلندا تضامن مع المثقفين العراقيين
- ولنا عبرة في حكاية الفأس وشجرة البلوط !
- بطاقات وفاء في يوم المرأة


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - يوسف ابو الفوز - في النهاية تبين انه : راتّي !!