أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ليلي عادل - العقل...والقفل














المزيد.....


العقل...والقفل


ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 887 - 2004 / 7 / 7 - 07:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يولد الإنسان بعقل منفتح على كل الأفكار , وقد أثبتت بحوث حديثة ان الطفل خلال السنين الثلاث الأولى من عمره يكتسب 80% من المعلومات التي تختزن في الدماغ , والتي يستخدمها بالتالي على مدى حياته لذا فأن هذه السنين الثلاث و بحسب هذه النتائج هي من أهم السنوات المؤثرة في طريقة تفكير و اتجاهات الشخص مستقبلا" , نستنتج من ذلك ان المفاهيم والاتجاهات التي تسود مجتمع ما, ما هي إلا نتاج هذه الأفكار المكتسبة خلال فترة قصيرة نسبيا" من حياة الإنسان و تفاعلها مع الأفكار السائدة , لذا فأن الباحثين يركزون على ضرورة الاهتمام بما يكتسبه الطفل و ما يشهده خلال أولى سنوات عمره .
وعلى النقيض , يعاني الأطفال العرب و العراقيين تحديدا" إهمالا" فكريا"كبيرا" حيث تشيع فكرة ان هذه السنوات من عمره هي فترة لا يمكن ان يدرك فيها الطفل او ان يتعلم و غالبا" ما يبقى الطفل في المنزل مع أمه التي تزوده بالأكل و الشرب فقط ولا يتم تعريضه لأي نوع من النشاط الفكري او العقلي , حتى عندما يحاول الطفل تلقائيا" ان يدرك الأشياء من حوله فأنه يجابه بالقمع و المنع ولا يحصل بالنتيجة على الإجابات التي يسعى إليها مما يتسبب مستقبلا" في إيجاد فراغات و استفهامات داخل العقل تظهر على شكل توقفات فكرية و ما نطلق عليه باللهجة العاميّة (الصفنة) .
يمكننا بالنتيجة ان نفهم كيف يتبنى الشخص فكر معين من خلال دراسة البيئة التي أحيط بها و الأفكار التي اكتسبها خلال سنين عمره الأولى فضلا عن مدى تقبله للتجديد الفكري و إصغائه للرأي المختلف فيما بعد , فكلما كان العقل غنيا" بالأفكار البناءة و المعلومة الحقيقية كلما كان أكثر انفتاحا و تقبلا وقدرة على نقاش وتحليل ما يجدّ عليه من فكر , وعكس ذلك فأن الشخص الذي يتعرض الى وهم و قمع فكري خلال سنيه الأولى , يتوقف لديه النمو العقلي عند نقطة محددة يتبناها و تشكل مرجعيّته وهي غالبا ما تكون موروثة او مكتسبة من البيئة المحيطة و هذا الشخص يكون غير قادر على استيعاب او نقاش الفكر المغاير , ويبتعد دوما عن التجديد ويمكن تسميته صاحب العقل المقفل .
ومن هنا تنشأ العصبية والانحياز الى فكر واحد يخدم هدف واحد , وغالبا ما لا ينسجم مع التطور الحياتي و الدفق الفكري بل يواجهه و يعاديه , ويمكننا تطبيق هذا على الفكر الديني فمن يتبنى هذا الفكر كما عرض عليه ..وخوّف به وارعب بالوعيد نجده متطرفا في آرائه متعصبا لخياراته الحياتية و يسعى الى فرض أسلوبه و لو بالسيف , وهذا ينطبق على الاتجاهات العصبية الأخرى كالقومية و المذهبية اللتان تنشآن كمصدر للوجود منذ وقت مبكر..
لذا فالعصبية هي توقف في النمو العقلي سببه النقص او التشويه في المعلومات المكتسبة خلال مرحلة الطفولة .
ان صناعة الوهم و الأيمان به هي من أكبر الكوارث التي أدت الى تدهور مستوى العقل العربي وأوصلت العرب الى ما هم فيه من تخلف عن ركب الحضارة و التطور العلمي العالمي وعدم قدرتهم على الانسجام مع هذا العالم ورفضهم الظاهري لكل جديد و مختلف مع علمهم ان لا غنى لهم عنه .
قبل أيام و في نقاش إذاعي صرح أحد المشاركين العرب ان صدام هو فارس العرب و ان محاكمته هي محاكمة للأمة العربية وبرر كلامه انه الوحيد الذي قال (لا ) لأمريكا …ان هذا هو مثال صارخ على ان الفرد العربي مبني على الوهم اللفظي , فهذا الشخص مهتم بكلمة (لا) التي لم تؤخر او تقدم وحولت الجبان الى فارس و بطل , ويمكننا ان نقيس على هذا المثال , كم هو منغمس الفكر العربي بأوهامه و عصبيته , وكم يفتقر الى الأداء المتطور المنفتح , حيث انه عندما يدخل العربي في نقاش لا يجد سوى الشتيمة إنقاذا" له من الجدل الفكري البناء , وهكذا فقد بلينا بالإهمال الطفلي و الوهم العربي ومعضلة العقل المقفل .



#ليلي_عادل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوسمة
- الأفوكادو
- دماء عراقية مهدورة
- حكومة ..دون لكجة او عمامة
- عالم زبل
- حياة مؤجلة
- الثقافة لا تتجزأ ……..
- خارجه عن ………………….العمل !!!!!
- إرهاب و حجاب….
- أكتب ما تشاء و لا تنظر في المرآة


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ليلي عادل - العقل...والقفل