|
المالكي وأرض البشر
محسن ظافرغريب
الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 00:51
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
تسلط حزب العودة البعث المحظور دستوريا، على الدولة ومازال يعبث بالشارع العراقي ويعمل معوله خرابا في الحرث والنسل، في حين يحكم حزب الدعوة الإسلامية برئاسة المالكي، رسميا لاشعبيا، وفي غضون وتجاعيد العودة العميل والدعوة، كانت المحصلة تشوهات خلقية لوجه المجتمع العراقي؛ عسكرة وحملة إيمانية منافقة في الدعوة إلى الله في الداخل لعراقي، أفرزت إلى الخارج ضحايا من فئات عمرية كانت متوسطة وكبيرة نسبيا، أضحت اليوم يافعةوحدثة، إبان حزب العودة(البعث)، استعملت الدولة العراقية أوكارها الإجرامية المسماة مجازا وتجاوزا سفارات، ملاحقة الرجل العراقي المعارض لطغيانها؛ لتصفيته جسديا بعد اغتياله روحا هائما حائرا يواجه قدره وفقدانه في الغربة ووطنه أولى به من وطن كريم يأويه ويحار في تنمية قدراته. وإبان حزب الدعوة، يبعث الرئيس "المالكي"، إلى (بيت العراقيين) المزعوم (سفارة بلادنا) في الخارج، خاصة الغرب وغربي "الإتحادالأوربي"، أزلام النظام لاستعادة آثارنا المهتوكة المنهوبة، فقط الحجر دون البشر؛ إلا لأجل الإستحواذ على أصواتهم الغالية لتجيير عملية الإنتخابات فقط لاغير!!!.
من كل أنحاءالعالم المبتلى بمؤمنيه خاصة العراق النازف عقوله ومقدراته وأجياله، من الجنسين يختفي، في أقطار "الإتحادالأوربي"، المئات من الأطفال والشباب من مراكز اللجوء ومؤسسات الرعاية المتخصصة. وفي حالات قليلة فقط تفتح السلطات المعنية تحقيقات للبحث عن المفقودين، بينا يبقى مصير الغالبية العظمى من الأطفال المفقودين مجهولاً. ولا أحد يمكنه الجزم عما إذا كانوا يسافرون طواعية إلى أماكن أخرى، أم يصبحون ضحية لعصابات المتاجرة بالبشر، كما جاء ذلك في دراسة حديثة لمنظمة غوث الأطفال:
"أرض البشر The land of human beings"
التي دعت أقطار "الإتحادالأوربي"، والدول المعنية إلى البحث عن الأطفال المفقودين بجدية، وعدم القبول بهذه الظاهرة كأمر واقع وإلى احترام إلتزاماتها حيال توفير الحماية للأطفال القاصرين غير المصحوبين. آلاف المهاجرين القاصرين الذين يصلون "الإتحادالأوربي"، دون أن يرافقهم أحد، يبلغ متوسط عمر هؤلاء الأطفال 15 عاماً، يتحمل هؤلاء مخاطر السفر غير الشرعي إلى "الإتحادالأوربي"، إما هربا من الحروب والنزاعات المسلحة، أو لأن أسرهم دفعت بهم إلى الهجرة لكسب المال.
ويجري تهريب الكثير من الأطفال بواسطة عصابات تجارة البشر، وحين يتم إلقاء القبض على هؤلاء الأطفال من قبل شرطة الجمارك ومراقبة الحدود، يتم نقلهم إلى مراكز اللجوء، أو مؤسسات إيواء الأطفال واليافعين. ومن هناك يختفي العديد منهم دون أن يعلم أحد مصيرهم، كما توضح من منظمة "أرض البشر" السيدة صوفيا حجام قائلة: "هناك أطفال يغادرون مراكز الإيواء، إما لأن المركز لا يتوافق مع توقعاتهم، أو لأن هدفهم هو العمل وكسب المال، وآخرون يعتبرون البلد مجرد محطة عبور إلى اتجاه آخر". وتؤكد السيدة حجام أنها تعرف من الكثير من الأطفال أنهم يصبحون عرضة "ضغوط كبيرة من أجل مغادرة المركز" (يضم المركز 67 طفلا).
وقد حذرت المنظمة الفرنسية من أن إهمال رعاية القاصرين يرفع من احتمال وقوعهم ضحية للدعارة بالنسبة للفتيات، أو انزلاق الذكور منهم إلى عالم الإجرام. وعلى هذا الأساس جمعت المنظمة بيانات حول هذه الظاهرة من أقطار "الإتحادالأوربي"، كفرنسا واسبانيا وبلجيكا وسويسرا وعملت على تحليلها.
يرى الخبير الفرنسي في مجال حقوق الطفل في منظمة "أرض البشر" برنارد بوتون: أن لا يجوز وصف هذا المشكلة بعد اليوم "بالهامشية": "يحدث في كثير من الحالات أن يغادر نصف القاصرين المركز الذي يؤويهم، خلال يومين أو ثلاثة فقط بعد نزولهم فيه، وهذا أمر لايمكن القبول به. وإن هذا وضع لايمكن وصفه بالطبيعي على الإطلاق، حينما يختفي المئات من الأطفال في أوروبا"!.
إن الأمر لا يتعلق هنا بنعمة أو صدقة تتفضل بها السلطات، بل إن القانون الدولي، الذي صادقت عليه أقطار "الإتحادالأوربي"، يفرض توفير حماية خاصة للقاصرين المهاجرين دون صحبة الأبوين، لحين بلوغهم سن الرشد. وللأسف تتجاهل الحكومات هذه الحقوق، كما يلاحظ الأستاذ عضو في لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة "لوتار كرابمان" إذ يقول: "الحكومات تقول إنهم (الأطفال) لا ينتمون لنا، إنهم يأتون من الخارج "، الأمر الذي يتناقض مع المعاهدة الدولية لحماية الطفل، التي تقول "إن الحقوق تشمل جميع الأطفال المتواجدين في القطر". بيد أن هذا لا يعني أن "على الأقطار القبول ببقاء جميع هؤلاء الأطفال نهائياً على أراضيها، لكن يجب أن يؤخذ بعين الإعتبار مصلحة الطفل بالمقام الأول في كل قرار تتخذه".
وينصح الخبراء الأقطار بتوفير العناية للقاصرين غير المصحوبين خاصةً خلال الأيام الأول لإقامتهم، مع احترام حقوقهم المدنية كاملة. ودعا الخبير في حقوق الطفل "برتارد بوتون"، إلى عدم إيداعهم في مراكز مغلقة تشبه السجن قائلاً: "إن حل المشكل يكمن في تسليم هؤلاء القصر إلى المربين في دور الرعاية، للاستماع إلى همومهم ورغباتهم".
#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
Charlie Wilsons War
-
Víctor Jara
-
شاهدا إذاعة بغداد، مشهد الشهيد قاسم
-
آل سعود وزواج القاصر
-
الديمقراطية للعراق ولإقليمه
-
أصل السيمفونية
-
بقية السيف وSALINGER
-
عصائب مقاومة وSILJANDER
-
تغيير؛ لاحقل للديانة ولا للنسب
-
شعار التغيير الأميركي بدأ بالشمال العراقي
-
My Name Is Khan
-
چاڤدێر؛ كرد العراق من الشخصنة إلى الترشيد
-
الإجتثاث بالإتهام أسلوب بعثي
-
ضيعة ضايعة بين كوت وكويت
-
سلطة خامسة لا انفلونزا رتل خامس
-
فضيحة بغداد في دمشق
-
البصرة محجة ومثابة رئاسة الجمهورية
-
أضواء على مدلولات تعليقات
-
شعار الحر للعبيد؛ التغيير
-
البيان ش3 س
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|