داليا علي
الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 22:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نستكمل ما كتبناه عن دوكينز وحديث الجينات, أولا أحب أن أوضح إن دوكينز كعالم وكاتب يتمتع بمقدرة كبيرة جدا وقدرة عالية علي الدخول في التفاصيل وشرح مسائل كثيرة يصعب علي الكثير شرحها, وثانيا لمن يري اننا نتطاول بالكتابة فيما يكتب فيه اصدقاءه قياما علي عناوين او افلام, فكما اوضحت له في مقالتي التالية اوضح هنا مره اخري ان العلم غير مقصور علي البعض وانه ليس من الحكمة ان نقيس معارف الاخرين علي هوانا خاصة ان صاحب التعليق اساسا لم يعي الموضوع الذي يعلق عنه ولم يفهم حتى عنوان الموضوع وقفز لنتائج لا علاقة لها حتى بالموضوع للأسف فقد قراء اسم دوكينز وحكم كما لو ان دوكينز لم يعمل او يكتب غير ما أشار له صديقه
وأحب هنا أن أشير له ولأمثاله ممن يتبنوا مبدأ إنا وابن عمي.. وبما اننا نتكلم عن دوكينز والجين الأناني, فهذه النزعة التكتلية التعاونية مآلها الشقاق, فحسب تفسير دوكينز ان الجينات تصبح متعاونة ببراعة لتنفيذ النزعة الأنانية, حيث أن التعاون ممكن من حيث المبدأ أينما اتفقت المصالح, ولكن المصالح لا تتطابق إلا نادرا, إذا كان يمكن ان تتطابق, فالتعاون الحالي بين التبشير الصليبي والعلمانية يتفق مع المصالح الحالية والمشاركة النزاعية ضد الإسلام,مع التأكيد بأنه أينما وجد التعاون وجد النزاع
وعودة للجين الأناني فدوكينز ونظرية الكون الحديثة مبنية علي تطور بدأ بتكاثر لا جنسي الطفرات والطفيليات ثم تزاوج لا جنسي
وهنا سؤال واجب هل المسيح كان ناتج طفرة نتيجة تزاوج لا جنسي
وسؤال أخر هنا لم توقفت الطفرات الطفيلية من ملايين السنين وهل هناك ضمانه ان لا تحدث طفرة طفيلية جديدة وتتجه لإنتاج كائن أخر إنسان أخر خاصة مع التطور الخاص بالكون الحالي
وحسب النظرية هل معني أن التطور فقط للأحسن فلم هناك إنسان متخلف, ولم هناك الأبيض والأسود والأصفر بين البشر وكيف تم هذا وفي أي مرحلة
والعلاقة مع قوانين مندل في الوراثة, ولو قلنا الانتخاب للأحسن فكما قلت ليه المتخلف هل سيستمر وهل للأفضل من ناحية العقل علي حساب الجسد أم العكس فما هو الأفضل
ولا تسألوا لم كل ما أقوله عبارة عن اسأله فكل ما يكتبه قائم علي فرض, فقد لاحظت ان كل كلماته أو عباراته تبدأ بافتراض, والمنطق التطوري والافتراض ان يكون وقول مثل الوسائل التي تستخدمها الجينات تنبع من المنطق..
وعليه فما لم يثبت علينا ان نسأل لم فرضيته وعلينا أيضا أن نسأل بمنطق من ومن الذي وضع هذا المنطق, وهل المنطق قانون غير قابل للنقد. فدعونا نتشارك بعض الأسئلة المنطقية, عذرا من منطقي الشخصي وقد يكون لها حلول من ناحيتكم وان لم تكن في الكتابات الخاصة به التي قرأتها أو قد تكون صعب علي فهمها
يقول ان قبل 30 عاما لم تبد الحقائق متناسقة في دور الجينات بين الأب والأم أي لا تعرف من أين جاءت من الأب أم الأم, ولكن بالوصول للبصمة الوراثية اتضح إنها تستطيع أن تعرف بل إنها تتصرف بالضبط وفقا للتوقعات وقد اكتشف هذا الآن في كل من الثدييات والنباتات المزهرة
وسؤالي ما علاقة الجين بالبصمة... وهذا سؤال للقارئ ولو تابع لفهم لم اسأله.. أما السؤال الثاني والذي لا يجد له إجابة عندي هو كما رأينا في الثدييات والنباتات المزهرة... أي النباتات بها جينات... المعني إنها مثل الإنسان أو مثل الكائن الحي.. وسؤالي هل النباتات حصل عليها طفرات وتغيرت هل هي أيضا بدأت بالاميبا وهل هي أيضا حصل عليها الارتقاء مثل القرد والإنسان
وهل من المتوقع الآن مع الاتجاه للتصحر وتغيير المناخ في الأرض أن تحدث طفرات أخري وتمحورات أخري للإنسان ليواكب ها التطور الطبيعي للكوكب الذي نعيش عليه أي مع ثقب الأوزون وارتفاع حرارة الأرض ونقص المياه الحلوة هل نتحرر لنشرب المالحة. هل سيتغير كل ما علي هذا الكوكب ليتلاءم مع كل هذا التغير, وهل سيستفيد الإنسان من ناتج كل هذه النظريات في النشؤ والارتقاء للتغلب علي هذه الورطة. هل سنوظف العلم للامام أم سنقضيها كلها نظر للخلف دون الاستفادة منه للامام
فكما يقولون بحثوا في تاريخ طوله 400 مليون عام فهل سيفيدنا الفرضيات والمنطق والعلم في دراسة التاريخ ده للتغلب علي المشاكل التي حددناها هنا واضحة صريحة وإحنا معنا كل قوي العلم وعقوله هل ينقذوا العلم بكل هذا الحفر القديم هل كل معارفهم هذه قادرة علي تفادي الكوارث القادمة, لا الحالية فتجربة أسلحة أمريكا سببت زلزال هايتي و موجة تسونا مي كما نعلم.... فهل العلم معنا أم علينا
مرة , هل سيأتي يوم لنكون قادرين علي العيش في الماء وتنموا لنا شراشف فحسب الانتخاب الطبيعي بمعدل اتجاه العالم الحالي للتصحر ونقص الماء هل سيكون هذا هو الحل أم أن عملية الانتخاب الطبيعي انتهت من ملايين السنين إلي غير رجعة
في كتاب دوكينز River Out of Eden قال دوكينز: " ارني احد أنصار النسبية الثقافية علي ارتفاع 30,000 قدم, وسأريك منافقا. فالطائرات المصنعة وفقا للمبادئ العلمية تعمل وتظل محلقة وتصل بك إلي جهتك المختارة. أما الطائرات المصنعة وفقا للمواصفات القبلية او الخرافية مثل الطائرات الزائفة للعقائد التي تؤمن ان الموارد ستصله علي طائرات خرافية في الغابات التي قطعت أشجارها, أو جناحي ايكاروس المطليين بشمع – فلا تطير او تحلق" وهي عبارة يستخدمها للإشارة لإصلاح العقول الخربة بالدين...
ولكم اضحكتني هذه العبارة كثيرا... وان كانت أظهرت لي لم يردد الكثيرين بعض مفهومها ولكن في أسلوب تكراري ترديدي بدون فهم
والحقيقة إنا لم اضحك فقط علي فكر دوكينز هنا ولكن تفكير من يردد العبارة نفسها
فمن قال ان الدين دورة صنع الطائرة. كما أقول أيضا من قال أن الدين يمنع الإنسان من التفكير في صنع الطائرة. من قال ان الدين يجعل البشر بلهاء تنظر للسماء ببلاهة بلا عمل.. قد يكون هناك رجال دين دورهم دراسة النصوص والفقه لكن كما أن هناك من يعمل بالدين وهم مجموعة محددة فباقي البشر عليهم العمل بغير الدين عليهم ان يجدوا في الحرث والفكر والعمل. ولي هنا تبرير منطقي, فمن يقول لكل داء دواء يعني بالعبارة الصغيرة المحدودة دية كل ما أريد قوله. فربنا خلق الداء خلق الأمراض وعرفنا أن هناك داء سواء مرض معضلة علمية ثورة براكين سيول زلازل كل ما بالعالم وان لكل داء دواء وعلينا ان نبحث عنه لم يقدمه لنا علي طبق فضة لنبحث عنه لنعمل ونجد فنجد العلاج لكل داء نجد علاج المرض, نجد علاج للسيول بصنع السدود و للزلازل بهندسة التصنيع ووو فكل داء له دواء وكل دواء هون من الطبيعة.. وكما قلت في مقال سابق الاكتشافات هي اكتشاف ما في الطبيعة والاختراعات الكثير لن أقول كلها محاكاة للطبيعة نطير بنفس هندسة طيران الطائر ونبني السدود بنفس هندسة بناء القندس والنمل ووو
هذا هو منطقي في الرد علي قصور الفكر او التلاعب بالفكر في ربط الدين بالنكوص عن العمل او الادعاء الغبي بان الدين لا يبني طائرة فمن المؤكد انه لن يبني ولكنه يبني العقل الذي يبني الطائرة يا سيد دوكينز
مرة أخري الجين الأناني.. النظرية الجينية والجين الأناني قائمة علي فرضية وجود شيء اسمه جين وان هذا الجين فيه هذا التميز,,, ما شاء الله أي إنها فرضية مبنية علي فرضية...
فما هو تعريف الجين لقد سألت في البداية فهل توصلتم لشئ ... أعطيك مفاتيح أخري. التعريف بدأ في عام 1910 وله علاقة بالكروسومات وا DNA ولتبحثوا عن العلاقة مع الميمات
بالمناسبة لقد اقر دوكينز علي عدم وجود تعريف متفق عليه عموما للجين... غريب والله غريب... ويقول وحتى أن وجد, فالتعريفات ليست نصوص مقدسة (هايل راجل محترم ليست نصوص ) ويقول فبوسعنا أن نعرف أي مصطلح كما نحب ليتفق مع أغراضنا علي أن نفعل ذلك بوضوح ودون غموض .!!! جميل يعني لا يوجد ما حاجة محددة اسمها جين طب كل ده كان ليه, فلتقولوا لي ما هو الجين وهو افتراض مبني عليه افتراضات ونظريات, كله غيب في غيب والاهم انه غير مقدس, وان أي أن كان يضع التعريف,, فأي تعريف ليس نص مقدس فعلا فهو ليس بنظرية لها محددات وبالتالي تكون غير قابلة للتغيير ما شاء الله كله افتراضات وغيبيات ولا أساس علمي ولا نظرية علمية ولا حتى تعريف له معني
وعلينا أن نقبل ده دوكينز اللي قال مصلحته أيه يكذب وده عالم جبار!!! يا رب ارحمني
نكمل السيد دوكينز يعتقد (كم هو حريص علي ان يكون كل الكلام غير قدسي فهو يعتقد لا شيء مطلق المطلق ده للأديان المتخلفة هو يعتقد والمهللين يقولوا عجيب والله عجيب وأمين رب الدوكينز !!!) المهم السيد دوكينز يعتقد انه الجين طبعا "الوحدة الأساسية للانتخاب الطبيعي, (ينهار اسود يعني الانتخاب الطبيعي وداروين وودوكنز لسه يعتقد) ومن ثم الوحدة الأساسية للمنفعة الذاتية" يا سلام وأيه كمان
اسمعوا دية كمان وهي تعليق لأحد الأساتذة (من اتباعية والمعجبين به والله العظيم) أدي استخدام الجينات كتفسير كل من الاختلافات بين الأفراد والسمات الثابتة للكائنات الحية إلي ارتباك ومناقشات عامه حول مزاعم ان الجينات تسبب السلوكيات.... يالله لا تتعجلوا انتظروا ها نتكلم عن الميمات... لكن سنرجئ الميمات الآن والسلوكيات دية بقي قصة أخري, لنتابع هنا فما سيأتي رائع ولتحاولوا ان تفهموه لي لعلي أخطأت الفهم... فتفسير موقف الجينات والميمات والتحكم في الإنسان اسمعوا هذه
"ربما لا يستطيع المعتدون الذين يلجئوا للعنف التحكم في دوافعهم لأنهم يحملون طفرة في الجين المسئول عن تشفير إنزيم مونوامين اوكسيداز!!! يا تري الطفرة دية بتكون علي شعب كامل علي بلد ولا علي قوم ولا ها تأخذ المسلم وتسيب الغير ولا علي من له دين ومن لا دين له الطفرة العجيبة دية تختار أزاي ومن سيجتمع ويكتوي بنارها يا تري
والمهم هنا بس عشان اللي هربوا بجلدهم وكفروا هل بفرارهم يتخلصوا من هذه الطفرة فلا يعودوا إرهابيين, او متخلفين يعني كل اللي بيقولوه وصفا في المسلمين فينا وفيكم كلنا في الطفرة ديه سوي وخاصة ان الطفرة لا تتراجع فالطفرة التي اصابة اقوام عملوا حروب صليبية ووصمتهم بالنزعة الدموية لن تنتزع منهم ونقول بقوا حلوين طائعين
والطفرة التي تملاء قلوب المتعصبين اليوم ده ضد هذا وذاك ضد الاخر لن تروح كده بخ مفيش يعني عنف الامريكان في افغانستان والعراق والنزعة الدموية الارهابية طفرة توصمهم ها تتراجع ازاي ولا تنسوا دوكينز قال الكل وليس الجزء الدي ان ايه للمجموعة كلها لا خيار وفقوس هنا مرة اخري
يا تري يا جهابذة العلم حل المعضلة دية ايه وكيف يكون, , وان كان للأسف دوكينز يؤكد علي انه علي الجماعات الطفرة علي الجماعات وليست فردية يعني كلكم مصابين يا ولداه
فلو قلتوا المسلمين إرهابيين فمش لوحدهم فشعب كله مصاب مش خيار وفقوس هنا فالسيد دوكينز يؤكد علي انه ليس مجرد جزء مادي واحد من الدي أن أيه لا انه في جميع الصور المنسوخة منه أي كلنا هنا في الهواء سوي
علي العموم اختلف العلماء اختلاف شديد مع دوكينز أساسا في تعريف الجين ودوكينز نفسه لم يجزم ما هو واختلف في الجين والسلوك الميمات وبالتالي الدنيا ضربه في بعضها هنا ولو حاولنا وقلنا ممكن نغض الطرف هنا عن الاختلاف بس يا تري نغض علي الكل ولا علي الجزء فان كان لا مصداقية فيما يقوله دوكينز هنا فكيف يكون له مصداقية في كتاباته الاخري وصولا لكتابه وهم الله وعلي باقي أفكاره
ولو كان كل شيء افتراض وممكن ويجوز فلم اترك ما هو عندي ثابت وراسخ لم اترك القرأن وكل ما فيه للممكن والفرضي والمنطقي خاصة واني اختلف معه في ما هو منطقي
#داليا_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟