أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سليم نصر الرقعي - التوريث الجاري مطلب إمريكي وقد يتم بمباركة الإسلاميين!؟















المزيد.....

التوريث الجاري مطلب إمريكي وقد يتم بمباركة الإسلاميين!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 19:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


التوريث في الدول ذات الطابع الوراثي في العالم العربي كدول الخليج والمملكة الأردنية والمملكة المغربية أمر معلوم ومفهوم ومحسوم سلفا ً بحكم طبيعة شكل النظام الحاكم في هذه الدول ولكن الشئ المضحك والمبكي والمستنكر في العالم العربي هو أن تتحول الدول ذات النظم "الثوروية" و"الجمهورية" بل و"الجماهيريه؟" إلى دول وراثية يخلف فيها الإبن الأب في قيادة الدولة كما وقع في "سوريا" و كما هو يجري الإعداد له على قدم وساق في "مصر" و"اليمن" و"الجماهيرية العظمى !!؟؟" أي "ليبيا"!.

والبعض يعتقد أن الغرب الديموقراطي وعلى رأسه "أمريكا" ضد مخططات وسيناريوهات التوريث الجارية في منطقتنا العربية الموبوءة بالإستبداد والفساد وخصوصا ً في المناطق التي حكمتها نظم ثوروية قوموية إشتراكوية أصمت أذاننا بكثرة الصياح والنباح طوال العقود الماضية! .. والحقيقة التي ربما يجهلها هذا البعض هي أن التوريث الجاري حاليا ً إنما هو مخطط إمريكي وغربي وإسرائيلي وقد صدر بحقه ضوء أخضر إمريكيا ً منذ أن وقع في سوريا بإعتباره أهون الشرين وأخف الضررين بالنسبة لمصالحهم ومخططاتهم الإستراتيجية في منطقتنا العربية ولرغبة القوى الكبرى وحليفتهم "إسرائيل" في إستمرار وإستقرار الأوضاع السياسية الحالية في المنطقة العربية وإستمراها وعدم حصول "تغيير جذري كلي" في نمط النخبة الحاكمة الحالية التي خبزتها وعجنتها وعرفتها بل وحرستها القوى الأجنبية الراعية عبر العقود الماضية .. فقد كانت "إسرائيل" تخشى أن يسقط النظام السوري بعد وفاة "حافظ الأسد" وتحدث فوضى عارمة تنتهي بصعود قوى سياسية جديدة معادية بشكل فعلي - لا مجرد قولي - للعدو الصهيوني كصعود القوى الأصولية الإسلامية مثلا ً .. لهذا أصبح خيار التوريث هو خيار القوى الدولية وكذلك هو خيار القوى المحلية المستفيدة من إستمرار وإستقرار الأوضاع في منطقتنا !.

والشاهد هنا أن التوريث هو المخطط الإمريكي القادم وليس "الدمقرطة" كما يعتقد البعض بحسن نية أو بسذاجة منقطعة النظير! .. التوريث مع وجوب إحداث إنفتاح جزئي ومحدود في مجال حرية التعبير وتحسين أحوال السجناء السياسيين وتحسين وتزيين صورة النظم القائمة لا إلى حد الديموقراطية الحقيقية بالطبع ولكن على الأقل الحد الذي يرضي "الرأي العام الغربي" ولا يُوقع الحكومات الغربية الحليفة لهذه النظم العربية في حرج مع شعوبها وأمام الرأي العام الغربي بحجة أنها تدعم نظما ً ديكتاتورية قاسية تنتهك حقوق الإنسان! .

والغرب حاليا ً لا يريد رؤية نظم ديموقراطية حقيقية في منطقتنا العربية لأن الديموقراطية الحقيقية تعني أن يختار الشعب قيادته السياسية نفسه بنفسه من بين عدة خيارات وقيادات سياسية معروضة عليه من خلال إنتخابات شفافة ونزيهة .. وهذا قد يعني وصول الإسلاميين أو القوى الوطنية أو القومية المعادية للإمبريالية في العالم العربي إلى السلطة وهو أمر يشكل خطرا ً على دولة الإستيطان الصهيوني "إسرائيل" والمصالح الغربية خصوصا ً مع إستحضار تجربة إنتخابات الجزائر وتجربة الضفة الغربية وقطاع غزة حيث أدت الإنتخابات إلى وصول الإسلاميين للسلطة أي "الجبهة الإسلامية للإنقاذ"و"حماس"!.

ومن أجل التأكيد على أن "التوريث" هو الخيار الإمريكي والغربي عموما ً بإعتباره أهون الشرين وأخف الضررين بالنسبة لهم فإن العقيد معمر القذافي مثلا ً وعقب عودته من أمريكا في سبتمبر 2009 سارع إلى الدعوة إلى "الإجتماع السري" في "سبها" أمر فيه أنصاره إلى إبتكار وإبتداع "منصب رسمي خصوصي" لنجله "سيف الإسلام" يخوله صلاحيات واسعة بدعوى أن هذا سيساعده على إنجاز "مشروع ليبيا الغد" وما أدراك ما مشروع ليبيا الغد !! .... إلا أن النظام عاد وأجّـل هذه الخطوة لوقت آخر بعد أن شعر بعدم نضوج الظروف الموضوعية بعد وعدم توفر "التجاوب الكافي" لهذه الخطوة لدى الليبيين في الداخل والخارج على السواء!.

والشاهد أن "التوريث" هو مطلب القوى الدولية الكبرى بالدرجة الأولى سواء في مصر أو في ليبيا أو حتى في اليمن ... ثم هو مطلب بعض القوى المحلية المستفيدة من الوضع الحالي أيضا ً بل وقد يكون هو مطلب وخيار بعض الأطراف الإصلاحية التي تعتقد أن التوريث سيؤدي إلى الإصلاح والتغيير التدريجي وأنه هو أخف الضررين وأهون الشرين خلال هذه الحقبه! .. وربما يكون أيضا ً هو مطلب بعض القوى الإقليمية أيضا ً .. فلاشك أن النظام "المصري" والنظام "التونسي" مثلا ً يفضلان حدوث سيناريو التوريث في ليبيا بإعتباره أفضل "السيناريوهات" .. فهو بالنسبة لهما أفضل بكثير من حدوث تغيير جذري مجهول العواقب وحلول قوى "مجهولة" جديدة في الحكم في ليبيا محل القوى الحاليه "المعروفة والمألوفة" مما قد يهدد أمنهما أو يحرمهما من "المصالح" التي يجنيانها من خلال التحالف مع النظام الحالي أو يؤدي هذا التغيير إلى إقامة نموذج سياسي يوفر حدا ً كبيرا ً من الحريه أو إقامة نموذج إقتصادي يوفر حدا ً كبيرا ً من الرفاهية! .. فوجود مثل هذا "النموذج المغري" في ليبيا سيشكل بلا شك مصدر إزعاج لدول الجوار[2]! .. وعندما نقول "مطلب غربي" فلا نعني هنا أنه مطلب علني يتم التعبير عنه في وضح النهار بل هو مطلب يتم التعبير عنه بعدم الممانعة وأحيانا بطرق غير علنية من خلال "النصح الدبلوماسي"؟ أو إرسال إشارات تعطي الضوء الأخضر للنظم العربية "الجمهورية" غير الوراثية بعدم وجود معارضة للتوريث من قبل الدول الكبرى!.. لاحظ مثلا ً أن القذافي وفور عودته من أمريكا من سبتمبر 2009 وإجتماعه بخبراء ومستشارين في الخارجية الإمريكية دعا لذلك الإجتماع "السري" غير المذاع ليطلب من الليبيين تعيين منصب كبير لإبنه "سيف الإسلام"!!!؟.

إذن فهذا هو المخطط القادم للمنطقة أي التوريث لتثبيت جوهر وأساس النظم العربية القائمة حاليا ً مع إجراء بعض الإصلاحات الشكلية والتزينية في مجال حرية التعبير وتحسين "صورة" هذه النظم في مجال حقوق الإنسان وأحوال السجون! .. لا أكثر ولا أقل .. ويبقى نجاح هذا المخطط مرهونا ً بضعف وقوة المعارضة العربية والقوى الديموقراطية التي لم تستطع حتى الآن أن تستقطب جماهير الشارع العربي حيث أن الشارع العربي بعد إخافقات "الحلم العربي" ومعاناة ظلم وقهر النظم العسكرية الديكتاتورية التي جاءت للحكم تحت شعارات "الحرية والوحدة والإشتراكية" بات محبطا ً وعازفا ً عن المشاركة السياسية بل وبات لا يثق في نخبه السياسية أصلا ً سواء الحاكمة اوالمعارضة على حد سواء ! .. بل وصار المواطن العربي وهو يشاهد الصراع بين حكومته ومعارضيها يبصق على الأرض ثم يقول في حنق ويأس: " فخار يكسر بعضه"!!! .... ثم - وللحقيقة - وعلى الرغم من إنتمائي للإتجاه الإسلامي بشكل عام - فإن النظم القائمة حاليا ً يبدو أنها قد نجحت وتمكنت من تحييد القوة الأساسية في الشارع العربي اليوم أي "الإسلاميين" [3] لصالح معركتها ضد المعارضين الآخرين من الوطنيين والديموقراطيين والليبراليين واليساريين وكافة القوى الرافضة للسلطة والتوريث جميعا ً بل وتمكنت بعض النظم من تكوين نوع من "التحالف غير المعلن" بين بعض الإسلاميين و"الخليفة القادم" مما يعزز حظوظ نجاح مخطط التوريث ويسانده !!.. ولكن هل سينجح هذا المخطط بالفعل في مصر واليمن وليبيا كما نجح في سوريا حتى الآن؟ أم أن بركانا ً ما سيثور في منطقتنا العربية بشكل مفاجئ وغير متوقع يدمر كل الحسابات والتوقعات والمخططات القائمة ويعيد رسم خريطة المنطقة من جديد!؟ .. من يدري !؟ .. كل شئ ممكن!.

سليم نصر الرقعي
الهامش:

[1] فرضية أن الغرب وأمريكا لا يريدون قيام ديموقراطية حقيقية في منطقتنا بسبب أن ذلك قد يؤدي إلى وصول الإسلاميين للسلطة مما يضر بأمن إسرائيل ومصالحهم الإستراتيجية قد يعترض عليها البعض بما جرى في تركيا والعراق حيث أدت الإنتخابات في هذه الدول إلى إستلام الإسلاميين للسلطة وهذا الإعتراض يمكن الرد عليه بالقول أن الإسلاميين في تركيا تحت قبضة المؤسسة العسكرية التركية العلمانية فلو تجاوز الإسلاميون هناك الخطوط الحمراء الفكرية والسياسية وعلى رأسها "علمانية" الدولة وأمن إسرائيل لتدخل الجيش وإنقلب على الإسلاميين بدعوى حماية الأسس والثوابت التي قامت عليها دولة تركيا الحديثه! .. أما الإسلاميون في العراق فهم تحت قبضة الجيش الإمريكي حتى الآن ومن يدري ماذا تخطط أمريكا وبريطانيا للعراق قبل خروج جيوشهما من هناك !!؟؟.. فقد تسلمان العراق لضباط علمانيين قبل خروجهما العسكري من هناك؟.

[2] في الواقع الفعلي تتصرف المجتمعات المتجاورة كحال العائلات المتجاورة حيث قد ينبهر ويغار أبناء الجار الفقير أو المضطهدين من أبناء جارهم الأثرياء والمرفهين .. لهذا فليس من صالح الحكومتيين المصرية والتونسية مثلا ً قيام نموذج سياسي وإقتصادي جذاب ومغري في ليبيا تشرأب له قلوب وأعناق شعبيهما!.. فهذا النموذج سيشكل عنصر ضغط وإزعاج مستمر عليهما لأن الشعوب حالها كحال أفراد العائلات المتجاورة حيث سينظرون إلى أبناء الجيران المتحررين والمرفهين ويغبطونهم على هذا "العز والوز" وينقمون على ولي أمرهم وحكومتهم التي لم تتمكن من تحقيق لهم مثلما للجيران ! .. أما ليبيا الجماهيرية البائسة اليوم بحالها السياسي المغلق ووضع شعبها الإقتصادي المتردي مع أنها دولة نفطية ولا يتعدى سكانها الستة مليون نسمه (!!!) فمن من أبناء الجيران يمكن أن ينظر إليها أو يحسد الليبيين على ما هم فيهم من إذلال وإفقار عجيب ومريب!!؟؟.

[3] قد يتحالف بعض الإسلاميين مع "الوريث القادم أو المحتمل" في بعض الدول العربية التي تخطط للتوريث وذلك لعدة دوافع سياسية إما من باب الإستحواذ سياسيا ً على هذه "الحاكم القادم الشاب" قبل أن تستحوذ عليه القوى السياسية الأخرى مع إحتمالية أنه سيستخدمهم في تعزيز سلطته ثم الإنقلاب عليهم ! .. وإما بدعوى حماية البلد من شر المخططات الأجنبية والأطماع الخارجية مع أن "التوريث" كما بينا هو جزء لا يتجزأ من هذه المخططات الأجنبية والإمريكية !



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن تصور ديموقراطية في مجتمع قبلي أو طائفي !؟
- مصادرة رواية -الزعيم يحلق شعره- قمع وغباء!؟
- هل الديموقراطية ليبرالية وعلمانية بالضرورة !؟
- خواطر وأسئلة عن التجربة الصينية !؟
- هل الحريات في ظل الإحتلال أفضل منها في ظل الإستقلال !؟
- إصلاح أحوال النخبه أولا ً !؟
- الطبقية أمر طبيعي وحتمي !؟
- المساواه أم العداله !!؟؟
- هل النظام الرأسمالي ينهار حقا ً !؟


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سليم نصر الرقعي - التوريث الجاري مطلب إمريكي وقد يتم بمباركة الإسلاميين!؟