أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - إن الله مع الظالمين














المزيد.....

إن الله مع الظالمين


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 887 - 2004 / 7 / 7 - 07:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


للأسف عبارة إن الله مع الظالمين هى لسان حال الشعوب العربية ، لأن هذا هو فى الواقع منطق صدام حسين الرجل المضطهد والمظلوم الذى كان يدافع عن حقوق شعبه وينشر السموم والكيماويات لكى يريح المتألمين من آلامهم وأتعابهم ويستريحوا من الدنيا وقرفها ليرقدوا فى سلام آمنين !
نعم إن الله مع الظالمين لأن معه حق صدام حسين عندما قال أن الأرهابى هو بوش لأنه قام بحرب غير شرعية لتحرير العراقيين ، لأن صدام هو الرائد والقائد المؤمن صاحب الغزوات والحروب المقدسة وهو المؤمن بالقول " أنصر أخاك ظالماً كان أو مظلوماً " ، لذلك صدام لم يصنع شيئاً جديداً فما أتاه من مجازر وإبادة جماعية وقمع شعبى ما هو إلا نقطة فى محيط أعمال تلميذ تعلم مما أرتكبه أساتذته وأجداده العرب منذ بداية الإستعمار العربى وحتى يومنا هذا .
من حق صدام الدكتاتور المؤمن والمتهم ظلماً بما أرتكبته يداه وأيدى أبناءه ورجاله المؤمنين المخلصين ، أن يتهم بوش الرئيس الأمريكى الغريب عن العروبة ، صدام ليس إرهابى لأنه من حقه أن يقتل ويرهب الأعداء سواء من شعبه أو من شعوب الكفار ، فهو بذلك يجاهد الجهاد الحسن ليفوز بالجنات والغلمان والبكارى .
إن الله مع الظالمين مقولة واقعية تبرز لنا بوجهها القبيح متمثلة فى القهر الإنسانى الذى تمارسه العقلية الفصامية لعرب العنصرية الذى يتحدثون عن محاكمة عادلة لصدام حسين الدكتاتور والسفاح الرئيس .
أى عدل يريدون ؟ هل عدل شيوخ الفتاوى الفضائية أم عدل بن لادن أم عدل صدام نفسه ؟ والعدل مع من ؟ مع سفاح وكل الأديان والشرائع الأرضية والفضائية حكمها واضح ويقينى فى أفعاله ؟ أم أن هناك خطأ ما ؟ هل يقصدون بأن هناك شخص آخر تقمص شخصية صدام حسين وأرتكب كل هذه الجرائم وأعمال الإبادة ؟ هل صنع صدام بعبقريته الجهنمية نسخاً متعددة من ذاته ، لذلك لا يعرف هو شخصياً أى صدام من هؤلاء أرتكب تلك الجرائم ؟
ومن قال أنه سيحاكم ظلماً حتى يكون كل هذا الخوف على ظالم من الدرجة الأولى مثل صدام ؟ يا له من رجل غلبان تنكر له الجميع وتبقت له قلة موالية مخلصة لها ضمير مصقول بأموال العراقيين التى أجزلها صدام فى عطاياه عليهم فى يوم من الأيام !
ما هذا الأزدهار المفاجئ فى سوق المحامين العرب فى الدفاع عن سفاح العرب ؟هل دائرة الضوء هى التى تغريهم أم مبادئهم التى تتفق مع مبادئ موكلهم سفاح العصر ؟
هل دكتاتور وسفاح مثل صدام يستحق كل هذا الأهتمام الإعلامى وعشرات المحامين والوقت الضائع فى عمر أمتنا المسماة مجازاً عربية ؟ هل أصبح صدام بين ليلة وضحاها قديساً أو ولياً صاحب كرامات على أمته العربية ؟
لماذا لا يتم محاكمته فى هدوء ليأخذ العدل مجراه ولماذا يتصدى الفاشيون لقاتل مئات الآلاف من شعبه ؟ هل سيقولون فى دفاعهم أن صدام كان ملتزماً بتنفيذ أوامر إلهه ؟
ألا تكفينا عاهات تاريخ التخلف العربى التى يصر الملايين على إسترجاعها من جديد ليسعدوا بتطبيق عصور الجهل والظلم والإرهاب وسيطرة السيف على العقل وعلى رقاب الغلابة !
آلا يشعرون بالخزى والعار من هرولتهم فى الدفاع عن سفاح وهناك مئات الآلاف من الشعوب العربية الذين يعيشون فى ظلام السجون ظلماً ، لماذا لا يذهبون إلى الدفاع عنهم وعن قضاياهم الشريفة وحقوقهم المسلوبة ؟
كفانا هستيريا صدام ودعونا نغلق ملف جرائمه التى أرتكبها ضد الإنسانية والتى شاركه فيها جميع المسئولين فى عالمنا العربى وإعلامنا المريض بصمتهم وتدليلهم لأبو الفوارس حتى قاد العراق إلى حالتها التى وصلت إليها الآن .
هل صدام ما زال أخوكم تريدون نصرته ظالماً كان أو ظالماً ؟ هل وضع المحاميين العرب الجديدة مادة جديدة فى دستورهم المهنى تقول " إن المحامين مع الظالمين من رؤساء العرب السفاحين ؟
أسئلة كثيرة لكننا نكتفى بقول أم كلثوم " للصبر حدود " يا أولاد صدام !



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبش الفداء ومسيحيو العالم العربى
- الله أكبر ... لماذا ؟
- إلغاء وزارة الإعلام المصرية
- جمال الله والقبح الدينى


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - إن الله مع الظالمين