أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أميرة الطحاوي - ثم اسقطوا الرشوة من الجلباب!














المزيد.....

ثم اسقطوا الرشوة من الجلباب!


أميرة الطحاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 02:29
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


أحضر لنقابة الصحافيين في الرابعة تقريبا، لم يصل أحد بعد، الأستاذ محمد عبد القدوس بالمايكروفون الشهير معلنا أن أهالي منشية ناصر يخشون تكرار مآساة الدويقة بعد تصدعات حدثت بمنارلهم مؤخرا، وأنهم في طريقهم للنقابة؛ يمكنك هنا تفسير وجود العربات الخضراء السبعة - أمن مركزي - في شارع رمسيس، يقول أحد الزملاء أن الأمن منع الرجال من القدوم "للوقفة الاحتجاجية" . وستقول النساء ان الرجال يخشون "البهدلة" فيرسلون عادةً اثنين أو ثلاثة بصحبتهن مثلما حدث الاسبوع الماضي في وقفتهم أمام مبنى محافظة القاهرة مطالبين بمساكن بديلة.
بعد ساعة تقريبا تأتي نحو ٣٠ سيدة بعضهن اصطحب أطفاله، القصة علي ما قالوه لي: أنه في ٢٧ ديسمبر حضر موظفون مختصون - من شركة المقاولون العرب- لتهذيب صخور في منطقتهم بمنشة ناصر ولثلاثة أيام لكنهم لم ينتهوا من صخرتين باقيتين كان مقررا التعامل معهما، فقد حدثت تصدعات أكثر!..فــ"أخدوا بعضهم ومشيوا" . فلا أكملوا المهمة ولا عالجوا ما أحدثوا. هكذا ببساطة!
في يناير تقدم الأهالي بطلبات للحي والمحافظة ونائب دائرتهم "حيدر بغدادي" للحصول على مساكن بديلة، خاصة أن ٧٠ شقة كانت "طالعة باساميهم" العام الماضي وزعت على آخرين عن طريق النائب نفسه. في صباح اليوم ٩ فبراير فوجيء الأهالي بحارة الطحاوية بشارع المعدسة بالمنشية بمسئولي الحي يمرون على شارع المهندس البعيد عن منطقة الصخور - المهذبة وتلك التي لم تزل بعد غير مهذبة- ويكتبون أسماءهم لاكمال اجراءات تقدمهم للحصول على شقق في مساكن المستقبل- ماما سوزان.
تحركوا اذن لأنهم يدركون ألا شيء سيصلح بعد أن يتم تخصيص مساكن لمن لا يستحق، تخبرك النساء أن أصحاب البيوت في شارع المهندس البعيـد يدفعون رشاوى لبعض مهندسي الحي والموظفين للحصول على شقق "بيحطوا الفلوس ف سيالة الجلابية - لامواخذة- وينزلوها ع الارض" هذه قالها رجل ..كام؟ "عشر تلاف لكل عيلة".لا يملك أهالي شارع المعدسة المعرضون للخطر بالفعل ما يدفعونه لدفع الخطر.
عدد العوائل المتضررة في الحارة بقرب الصخور القابلة للسقوط والمتصدعة الآن أكثر من ١٠٠ عائلة، يقطنون ٢١ منزلا، بعضها من دورين والبعض من ٣-٤ أدوار. يواصل هؤلاء المطالبة بحقهم في سكن آمن، كل أسبوع تقريبا يقومون بـ"لفة" على المكاتب الادارية او وقفة امام المحافظة او من يتصورون أنهم مسؤولين منهم/ بالفصحى مسؤولون عنهم. هذه المرة تظاهروا لأنهم يريدون ألا يحصل آخرون على حق ليس لهم..حق مقتطع أساساً من نصيبهم، ويجور عليهم عندما تصور كاميرات التلفزيون صور تسليم الشقق لمن لا يتستحق..تظاهروا كيلا تكون الرشوة هي الوسيلة الوحيدة للحصول على سكن آمن في هذا البلد. هكذا أفهم ما قاموا به اليوم مثلا.
تنتهي الوقفة بعدما يطلب الأستاذ عبد القدوس منهم ذلك .. يبدو منهكا أكثر مما شاهدته قبل أيام في وقفة المطالبة بالافراج عن المعتقلين ومنهم مسعد ابو فجر ومجدي حسين.. بمجرد ما أرى هذا الرجل أشعر بطمأنينة لا تبددها سوى تأمل علامات المرض والسن التي تهاجمه..يقول لهم "تعالوا بكره الصبح" .. يتابع الوقفة المفاجئة ٣ صحافيين، أتذكر فجأة ... التي كنت أراها في زيارة زملاء بالعلف اليوم وهي تقول باستنكار او ربما تساؤل حقيقي "وبتوع الدويقة يتظاهروا علي سلالم النقابة ليه" . تذهب النساء فاذهب أيضا، ولم أجب على سؤال احداهن عن الصحف التي تكتب عن تسليم شقق جديدة لمتضرري الدويقة، ولكن " انتوا موش ها تكتبوا عن الرشوه كمان "
بعد حادث الدويقة كنت في زيارة "خفيفة" لمساكن سوزان مبارك، تحت بير السلم كانت تجلس سيدة عجوز يغطي السواد جروحها بعد ان تهدم منزلها / المكون من طابقين / عليها، فهمت بصعوبة انهم لم يعطوها شقة، وانها ارملة وكانت تعيش على ايجار الشقة الوحيدة بالمنزل فيما تعيش هي وحيدة في الشقة/ الدور الأول. بعد ان جاء الابن للاطمئنان علي والدته سافر لبني سويف حيث يحتفظ عند اهل زوجته بأي ورق - ميري، سافر تاركا أمه في العراء - ماذا سيفعل؟ - ليحضر اوراقا طلبها الموظفون المحترمون لاثبات انها كانت هنا.. لم تشفع لها جروحها ولا تسجيلها في عداد المصابين الذين نقلتهم سيارات الاسعاف من تحت الانقاض في ان يعطوها مكانا ولو لتبيت فيه، اخرجوها من المستشفى لأن حالتها ليست خطيرة، المح عدم الخطورة في فهما المهشم وكم الجروح التي بالكاد مستها محاليل التعقيم. واعرف ان الثلاين سيدة اللاتي تظاهرن اليوم امام النقابة - لنكن زكثر دقة: من سيتبقى منهن على قيد الحياة- سيُترَكن في العراء امام الأمَـلَـة - مساكن المستقبل، او تحت بير سلالمها، الى ان يعود من تبقى من عوائلهن حيا بما يثبت أنهن كنا هنا ..
ما قلنا عاوزة ثورة يا بلادي



#أميرة_الطحاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هايضربوهم وهمه بيصلوا- عيد الغطاس
- كذبة غشاء البكارة الصيني تكشف عوراتنا الإعلامية
- مصر: هل منصب كاهن هو ما ينقص المرأة القبطية؟
- أسئلة على هامش توقف بث قناة صدام اليوم
- على هامش صدور تقرير هيومان رايتس، أكراد سوريا.. بين الشكاوى ...
- هل أخطأ هيكل بزيارة نصب ضحايا الهولوكوست؟
- صحيح ..إيه اللي جابهم السودان؟
- يا نار كوني بردًا وسلاماً علي صحافيي العراق
- السيد هوشيار زيباري- ينتظرونك السادسة صباحاً!
- لماذا تصمت دولة تجاه مزاعم تورط مواطنيها في مخططات طائفية بد ...
- قراء في كتاب المستبد-صناعة قائد صناعة شعب
- العنصريون الجدد في السينما المصرية
- كلنا مظاليم يا علي مظاليم
- دارفور الساسة يناورون و الضحايا يصارعون الموت
- أحمد عبد الله رزة وخمسة أعوام مسروقة من عمر هذا الوطن
- ما الذي يحدث في قامشلي؟ أكراد آخرون نسيناهم.
- رجال الدين و أحوال الدنيا
- تأملات في الحالة المصرية الراهنة
- الانتخابات المصرية- عندما يبكى القضاة
- الموت بالعراق : عندما يقتلون حتى طفلك الذي لم يولد بعد.


المزيد.....




- وزارة المالية العراقية تكشف عن تفاصيل رواتب المتقاعدين لشهر ...
- “الحكومة الجزائرية” تكشف زيادة رواتب المتقاعدين وموعد صب الر ...
- زيادة رواتب المتقاعدين في العراق+ رابط الاستعلام الجديد.. وز ...
- مركز الفينيق ومعهد غرب آسيا وشمال إفريقيا (WANA) يوقّعان مذك ...
- رئيس عمال مصر يتوجه بالتهنئة إلى «سامى سعدون» بمناسبة ترشيحه ...
- مركز الفينيق ومعهد غرب آسيا وشمال إفريقيا (WANA) يوقّعان مذك ...
- أوضاع اجتماعية واقتصادية رديئة لأعوان الوكالة الوطنية لحماية ...
- تأجيل اضراب نقل المحروقات الى يومي 19 و20 ديسمبر 2024
- الامين العام في ندوة لجامعة المعادن و الإلكترونيك :
- دراسة: سوق العمل في ألمانيا يحتاج إلى المزيد من المهاجرين


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - أميرة الطحاوي - ثم اسقطوا الرشوة من الجلباب!