أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - الجدار الناري















المزيد.....

الجدار الناري


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجمهورية الخامسة ج 4

هناك ضجة كبيرة داخل قبة البرلمان وبين أعضائه هذه الأيام ، وكذا بين أركان الرئاسات الثلاثة ، رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان حول الأسماء المشمولة بقرار اجتثاث البعث من قبل هيئة المساءلة والعدالة والتي تجاوز عددها 500 أسم ، منهم من هو عضو برلماني حالي ، ومنهم من هو عضو بالحكومة الحالية ، ومنهم من هو رئيس كتلة برلمانية أو رئيس تجمع برلماني أو رئيس حزب أيضا .

حصلت الضجة هذه عندما طلبت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات رأي هيئة المساءلة والعدالة حول أسماء المرشحين للانتخابات القادمة في آذار 2010 ، وهل هناك بينهم من هو مشمول بقرارات اجتثاث البعث التي جاءت كتعبير عن الدستور الذي منع فكر البعث من العمل على الأراضي العراقية ، والتي جاءت على أساسها هيئة اجتثاث البعث المنحلة والمعوضة عنها بهيئة المساءلة والعدالة حاليا ، وكانت إجابة هيئة المساءلة والعدالة بشمول أكثر من 500 أسم بقراراتها ، وطبعا ليست كل الأسماء شُمِلَت بسبب انتمائها السياسي لحزب البعث ، بل بعض الأسماء جاءت نتيجة عدم نزاهتها المالية أو شبهات حول دعمها الفكري والسياسي للبعث .

ما يهمني كعراقي ليبرالي مراقب للأحداث وغير صانع لها كحال ملايين العراقيين الصامتين هو ليس الصراع نفسه بين قوى أسلام سياسي شيعي سيطر على الدولة العراقية بالمحاصصة الطائفية والعرقية مع الكرد والسنة على تقسيم الأدوار والمراحل ، ولكن هو العودة الغير محمودة لفكر البعث ورجالاته وبصيغ وطرق عديدة ومتغيرة حسب كل مرحلة ، ولا يظهر الصوت المضاد لهذا التسلل إلا حينما تقترب الانتخابات كي يتم توجيه الحدث و الخوف من عودة البعث لدى العامة بترجمته بأصوات انتخابية عالية العدد تصب بخانة الإسلام السياسي الشيعي ، وهذا كله يصب في خانة ( كأنك يا زيد ما غزيت ) .

حقا يقال أن دستور العراق الحالي يمنع البعث كفكر وكتطبيق من الممارسة الفعلية ، ولكن نقص الآليات الداعمة لهذا المنع يؤدي لوجود ثغرات واسعة قانونية وتطبيقية أدت لتمكن العديد من رجالات البعث ونسائه من استغلالها للعبور لجانب الأمان و الاطمئنان من قبل الخاصة قبل العامة حتى تقرب الفرصة والظرف الملائم لهم للانقضاض على السلطة ، وهذا ما حدث لمرتين سابقتين عامي 1963 و 1968 .

فهل ننتظر لنرى انقلاب بعثي جديد و بوجوه جديدة مرة أخرى !؟

عندما صدرت قائمة الأسماء الممنوعة سمعنا أصوات مناهضة عديدة ، منها ما هو مفهوم ومعروف مصدره ، لأنه صادر من نفس الرجالات الممنوعة ، فمن حقها أن تنعق كالغربان وتصرخ ، إن لم يكن دفاعا عن نفسها أو عن بعثها البائد ، فليكن على الأقل دفاعا عن كرامتها الممتهنة بالمنع وهي تُعَشِم نفسها بأحلام اليقظة بعودة أيام زمان ، أيام الظلام والخفافيش مصاصة دماء البشر .

ولكن ما هو غير مفهوم لدى البعض هو دفاع كارهي البعث عنه بحجة الديمقراطية وأصولها ، وحرية الفكر ، على الأقل الفكر السياسي ونحن نمر بمرحلة بناء الديمقراطية الفتية في العراق .

ولكن فات هؤلاء أشياء هي أكثر ضررا من مجرد الدفاع العقيم عن قيم ما زالت في مرحلة التنظير في العراق ، ولم تدخل مرحلة النضوج حتى لدى الفئة السياسية المتصدرة لكامل العملية السياسية ، فكيف الحال مع العامة التي تأخذها الإشاعات باتجاه ، وتعود بها المقالات باتجاه آخر ، ففي وضع غير مستقر كالذي يعيشه العراق الحالي ، وجب المنع ، بل وأصبح ضرورة ، بدلا من مجرد التفكير بضرورة فتح حرية الممارسة السياسية الكاملة حتى للفكر المخلوع ، وكأننا نعيش بالمدينة الفاضلة ، ولسنا داخل العراق الذي يريد كُلٍ أكلَ الآخر حيا ، فكيف مع البعث هذا الذي لم يُكَفِر أي من رجالاته ولحد اللحظة بما فعل رفاق نضالهم بهذا الشعب المنكوب .

فهناك من يدعوا للمصالحة مع البعث !

فسؤالي هو مع أي جناح بعثي نتصالح ، فهل نتصالح مع جناح عزة الدوري ، أو يونس الأحمد ، أم جناح عَمّان الأردن ، أو صنعاء اليمن ؟

ثم كيف نتصالح من لم يعتذر لحد اللحظة عن حكمه لنا ل 35 عاما بالحديد والنار !!

أوَ لم يكن الأجدر بهم أن يراجعوا تأريخهم الأسود ، وأن يقوموا بتقويم أخطائه ، وأن يعترفوا بها أمام الشعب ، وأن يتبرءوا من أفعال صدام العبثية التي أضرت بالبعث أيضا كفكر وكأعضاء كما أضرت بكامل الشعب العراقي ، بل ولم تسلم شعوب المنطقة من مضارها وآثارها .

ثم كيف تكون المصالحة مع من يُهددنا يوميا إن لم نتصالح معه ونشاركه بالحكم فأن سياراته المفخخة بالمرصاد ، فهل هذه مصالحة أم مطارحة ومصارعة !!؟

ظهرت قائمة الأسماء الممنوعة وبعدها بيوم أو يومين خرجت المفخخات تحصد الأرواح ، وهو دليل جديد آخر على عدم تغيير مطلق للمنطق لدى قيادات البعث وطريقة تعاطيهم مع الأحداث ، فكيف سيكون رد فعلهم إذا هم جلسوا معنا وشاركوا بالحكم ، فبأقرب خلاف بسيط تنتشر السيارات المفخخة بكل شارع وزقاق !!

وما يؤسف له أيضا هو انحدار رجال بيننا حَسَبوا أنفسهم على التيار الليبرالي الممزق في العراق ، وكانوا مِمَن قدموه الأمريكان لنا على أنهم من الممكن أن يكونوا من قادة العراق الجديد ، والذين سيدخلون العراق منظومة الدول الديمقراطية والليبرالية .

مع الأسف انحدر هؤلاء بتحالفهم مع بقايا قيادات بعثية ، وأصبحوا واجهة لهم ، في البرلمان وخارجه ، وعلى صفحات الجرائد وبالفضائيات ، يدافعون عنهم ، ويستجدون العطف الأمريكي من أجلهم ، ونسوا أن هؤلاء البعثيين أنفسهم هم من حاولوا قتلهم مرات ومرات ، في لندن وبيروت ، فهذا ما يذكره لسانهم دائما ، داعما نضالهم السلبي ذاك ، ولكنهم بنضالهم الايجابي بيومنا هذا ، تحالفوا مع راغب موتهم بالأمس !!

فسحقا لكذا براجماتي بغيض ، يتلون كل يوم بلون من أجل المصلحة ، ونصحي له ولمثله بالعودة للشعب ، وتحقيق ما يريده الشعب ، لا بالعودة لفئة ضالة باعت نفسها لصدام ولبعثه البائد .

نحن بحاجة لمنظومة قيم أخلاقية وسياسية جديدة ، تنفض عنا قيم الماضي المعوجة ، ونستبدلها بقيم حداثية راقية ، نستطيع من خلالها وضع عراقنا على مساره الصحيح نحو ترسيخ الديمقراطية ، وبحاجة لمنظومة تطبيقية جديدة تمنع تسلل بقايا البعث كما مُنعت بقايا النازية من العودة في ألمانيا حتى وبعد مرور 65 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية .

نحتاج لجدار ناري يمنع من عبور البعث نحو السلطة ، ويحرق كل من يحاول من بقاياه المتلونة بألوان الحداثة والليبرالية من التسلل من خلاله .

ولا يهم ما يقال بأن هذا ضد حرية الفكر والرأي ، فالحرية مضمونة للفرد ما دامت لا تتعدى على حرية الآخرين ، وهذا ما لا ينطبق على البعث ، فهو يستغل مناخ الحرية للوصول للسلطة ، وبعدها تكميم الأفواه والمقابر الجماعية والخردل .

لقد جربنا البعث مرتان ، وفي الأخيرة كانت لمدة 35 عام ، أفلا يكفي ذاك حتى نَعتَبِر ، أم نحن كالأنعام بل أضل سبيلا !!؟

محمد الحداد
10 . 02 . 2010



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عِ قَوْلَكْ
- القاعدة والتكفير وأحمد صبحي منصور
- نظارات جدتي
- أين العقلاء في مصر والجزائر ؟
- مِيزان قبّان
- مقالات علمية بسيطة ج 2
- رزوق دق بابنا
- نوري قزاز
- مقالات علمية بسيطة ج1
- قدري ربانا
- نار نور
- دار دور
- التوريث والتأبين
- المقرحي والأربعاء الدامي
- الجمهورية الخامسة ج 2
- الجمهورية الخامسة
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 7
- مروة و التمييز العنصري
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 6
- قراءة نقدية لخطاب أوباما في القاهرة ج 5


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - الجدار الناري