|
الزمن المفتوح على.. العدم!
محمد الخروب
الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 16:10
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
العبارة اعلاه، لأمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، الذي جمعنا به ليلة أول من أمس الصديق الدكتور اسعد عبدالرحمن الرئيس التنفيذي لمؤسسة فلسطين الدولية (عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير)، في جلسة استمرت حتى الساعات الاولى من فجر الثلاثاء، ولم تكن مملة أو متعبة بل كانت بحق جولة أفق مع رجل، لا تملك سوى احترام تاريخه النضالي وثقافته الرفيعة وقراءته المتميزة لمستقبل الصراع الفلسطيني والعربي مع الصهيونية، الذي يأخذ مسارات متباينة واحياناً متناقضة، لكن «الجوهري» في هذا الصراع لا يغيب عن الذهن المتقد «لأبي النوف». الاستماع لشخصية من حجم نايف حواتمة أكثر من ضرورة في هذه المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وخصوصاً في ظل الانقسام الذي تعيشه الساحة الفلسطينية، رغم أن حواتمة يرفض في شدة مصطلح «المصالحة» لأننا لسنا قبائل وعشائر اختلفت وثمة مساع لانضاج ظروف لمصالحتها، بل نحن في معركة تحرر وطني ما يستدعي العمل على انهاء الانقسام (كمصطلح بديل) وتوحيد الطاقات والجهود والامكانات للتصدي للمشروع الصهيوني المدعوم اميركياً وأوروبياً (وان ليس على الدرجة نفسها).. هنا، يضع أبو خالد (نجله الاكبر) الوضع الفلسطيني (وبالتالي العربي) تحت المجهر، يكشفه ولا يتردد في انتقاده بأقسى العبارات والاوصاف، فالحال الفلسطينية والعربية قبل عدوان «الرصاص المسكوب» واثناءه وبعده في وضع المراوحة، وكأن شيئاً لم يحدث، فيما على الضفة الاخرى (يقصد اسرائيل) الحدث يومي متحرك يسهم في احداث نقلات نوعية تحدث في وقتها.. الزمن غائب في الحال الفلسطينية والعربية.. لماذا يا ابو النوف؟. التفسير واضح – يقول – فالانقسام الاخير الذي جرى على الساحة الفلسطينية في 14 حزيران 2007 بين فتح وحماس، وضع الجميع امام سلسلة الانقلابات السياسية والعسكرية، وحتى لا تختلط الامور على أحد، فإن نايف حواتمة يذهب الى نهاية الشوط في الصراحة وتشخيص الحال، وتسمية الاشياء باسمائها «الانقسامات في الصف الفلسطيني ليست فلسطينية فقط وخصوصاً لدى تلك الفصائل ذات النزعة الاحتكارية للسلطة، كما حدث في «تجربة» الاعوام 1994 – 2006 مع فتح، حيث عشر حكومات ذات لون واحد، أما حماس فقد وقعت في الشرك ذاته ولم تستفد من تجربة فتح، بل قامت باستنساخها لكنها – وهنا تكمن المفارقة – وصلت الى طريق مسدود بعد ثلاثة اشهر فقط من قيام حكومتها الاولى. في معنى آخر، إن الانقسامات الفلسطينية «مغذّاة» وممولة من الانقسامات العربية.. الادهى من ذلك كله – يستطرد ابو النوف – انها انقسامات غير مبنية على برامج، بل هي «تتغطى» بشعارات لا تصمد امام الامتحان على الارض او في الميادين الاخرى، وهدفها ليس سوى خدمة مصالح جهات حاكمة.. أين اسرائيل من هذا المشهد المأزوم؟. لا يجد ابو النوف حرجاً في القول ان اسرائيل عالم آخر، عالم «مؤرب» (أي اوروبي التكوين) يؤمن بالعلم ويعمل وفق مبادئه وهو لا يقفل الابواب امام الفكر النقدي وفي الاساس يقوم بالمراجعة المستمرة التي تعني في جملة ما تعنيه، ليس فقط تصويب الاختلالات وتطوير ما هو جيد، وانما ايضاً في تكريس مبدأ المحاسبة.. في انتقاله الى مسألة «الحوار» الذي دار بين الفصائل والاحزاب والقوى الفلسطينية في جولاته الثلاث آذار 2005، حزيران 2006، والثالثة الطويلة (20/3-15/10/2009) وصولاً الى الورقة المصرية التي وقعّتها حركة فتح على «كل» الحالة الفلسطينية، ليس من مجال لسردها هنا، فإن امين عام الجبهة الديمقراطية يقول في وضوح: ان الورقة المصرية تفتقر الى أي تعبير سياسي (...). ملفات الحديث الليلي الطويل مع نايف حواتمة يصعب اختصارها في عجالة كهذه، والرجل المنفتح على مختلف وسائل الاعلام، ربما يكون اكثر قادة الفصائل تواصلاً مع الاعلام ورجالاته، وهو لا يتردد في الاجابة على أي سؤال مهما كان محرجاً، بل هو يقول في افتخار «ان البرنامج المرحلي (النقاط العشر، 1974) هو الذي اخرجنا من عنق الزجاجة واسهم في انتزاع الاعتراف منا.. ماذا عن محمود عباس وسلام فياض؟. يميل ابو النوف الى الغموض المقصود في ما خص عباس عندما يقول: يجب أن تـُقرأ فصول الكتاب كاملة، لا يُقرأ الفصل الاول من الكتاب فقط، كما لا يقرأ فصله النهائي لوحده، وعباس كما عرفات محصلة تقاطعات عربية أولاً ودولية ثانياً.. اما مشروع فياض فهو.. «وهمي».. يختم ابو النوف.
#محمد_الخروب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اتفاق الهدنة بلبنان.. مؤلفة كتاب -أرض حزب الله- تبرز 3 أمور
...
-
هدوء -غير عادي- ومخاوف من تهديد حزب الله.. كيف يبدو الوضع شم
...
-
ريابكوف: على روسيا أن تعيد الأمريكيين إلى رشدهم
-
ترامب يقول إنه اتفق مع رئيسة المكسيك على وقف الهجرة والأخيرة
...
-
الجيش الإسرائيلي في بيان عاجل: يحظر عودة سكان 10 قرى جنوب لب
...
-
مستشار السيسي يحذر من ظهور فيروسات جديدة
-
ماسك يتهم موظفا سابقا في البيت الأبيض بالخيانة بسبب علاقاته
...
-
مرشحون في إدارة ترامب يتعرضون لتهديدات بالقنابل
-
صحفية: إدارة -سي بي إس- رفضت إجراء مقابلة مع ماسك دون تحرير
...
-
عوامل بيئية تزيد من خطر الإصابة بـ-كوفيد طويل الأمد-
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|