أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاديا سعد - العالقون على سكة القطار














المزيد.....

العالقون على سكة القطار


فاديا سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 14:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مشهد سينمائي من التحقيق في جريمة قتل، يقول الضابط لعادل إمام وهو يقرأ من الورقة التي في يده: ".. الضبع مات في سكتة قلبية بعد ما خاف من القطر: "القطار".."
فيرد عادل إمام متعجبا:
" الضبع خاف من القطر؟" فيؤكد الضابط مبتسما:
".. يعني مش حيكون مات خوف منك يا عطوة "

هل جربت أن تضبط أعصابك حين يواجهك مقالا جيدا، فتقول: هذا جيد رغم ما بينك وبين صاحب المقال من مواقف شخصية قد تدفعك لاتخاذ موقف مختلف. إن كان الجواب بنعم فأنت تجاوزت الموت خوفا من القطار لتنعم بسمات شخصية قوية وثقة بالنفس.

هل أجريت هذا الامتحان وخرجت منتصرا أي: أن تضبط أعصابك وتضغط على علامة ممتاز لما يستحقه المَقال لأن المُقال في المََََََقال يستحق تلك العلامة، ولا يستحقها صاحبه من وجهة نظرك؟ إن كنت قد فعلت فأنت تجاوزت الموت خوفا، كي تتحكم بسلبياتك التي لن يخلو منها بشري. وأنت مؤهّل للفوز بثقة الآخرين و... هنيئا لك.

أجربت مرة أن تمتنع عن التصويت لأن المَقال لا يستحق علامة جيدة رغم العلاقة الحميمة والشخصية الطيبة بينك وبين صاحب المقال؟ إن قمت بذلك فقد كنت شخصية متوازنة تسبق رؤيتك العميقة للأمور رؤاك العنصرية. وهنيئا لنا بك.

كم هو صعب فصل الأهواء عن المواقف العادلة في حياتنا وتفاصيلها، فغالبا نقول لصاحب الفعل والمقال يا ابن ال.. لا تستحق بصفة شخصية علامة جيد لكني في امتحان عسير وعليّ الاختيار بين أن انتصر لذاتي أو الانتصار لتشوهاتي، ويا أيتها البقرة لا تستحقين اهتمامي لكن ما تكتبنه يفضح إن كنت سأنقاد للثور في داخلي، أو أنتصر للرجُل البشري الذي في داخلي.

ولو ألقينا نظرة شاملة على الحركة الثقافية وتفاعلاتها والسياسية ونتائجها، والإدارية في مؤسسات الدولة، ومناصبها، لوجدنا أن الأغلبية سقطت في هذا الامتحان الفكري حينا السلوكي أحيانا الإنساني دائما.

إن الانتصار للقرار العادل عملية صعبة وأصعب مما نتخيلها و بساطة حلول الغش وإغواءاتها تزيدا الأمر صعوبة على وعورة.

لكننا عاجلا أم آجلا فإننا نختار وسنختار إما الخروج من أهوائنا بإرادتنا وإما أن نبقى عبيدها لنفقد السيطرة على إدارة حواتنا.


الجميع داخل الامتحان لا خارجه وكلنا عالقون فوق سكة القطار لا على جوانبها.

ولذلك فأنت صليبي إلى أن تثبت براءتك إن كنت مسيحيا، وأنت إخوان إن كنت سنيا إلى أن تثبت براءتك، وأنت عميل للسلطة إلى أن تثبت براءتك إن كنت تنتمي للطائفة العلوية، وأما إن كنت شيعيا فأنت ابن أخ أحمدي نجاد، وإن كنت بعثيا فأنت انتهازي ابن انتهازي ولن تثبت براءتك، وإن كنت ممن يعجب بأفكار ماركس الاقتصادية فأنت ملحد عالمي حفيد ملحد عالمي. أليست هذه هي السكة القبلية والعنصرية والطائفية التي علقنا حكومة وشعوبا ومنظمات فيها، وتميتنا بالسكتة قبل أن يمرّ القطار؟



#فاديا_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحب شفاهكِ منغلقة كانت، ومنفرجة
- هل من جديد
- وثيقة تفسّر الكثير
- دروشة علمانية
- في منشور : يكذب القرآن ويزدري رسوله
- في حلول........ ألغام الازدواجية
- واقعة سلوكية ودلالة
- يا زينب بابان
- مقال.. ليس بالمقال
- حين يتخلى الوقار.. عن زيفه
- من قال أنها غير.. مكررة؟
- ............. مبالاة
- وطن أم.. في الخيال وطن؟!
- أطرف انتخابات في العالم
- في إشكالات قراءة النص
- احتراق شمعة
- التواضع مطلوب.. الوحدة العربية؟!
- عيد الأم.. الصورة المزيفة
- خفة المقال.. وثقل الانتخابات
- منحتموه جائزة؟.. أنا أيضاً


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاديا سعد - العالقون على سكة القطار