أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - شيطنة سوريا















المزيد.....

شيطنة سوريا


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 10:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


السؤال الذي لا بد من طرحه في بداية هذا المقال، ماذا لو كان سلوك سوريا السياسي العام مماثلاً لسلوك تلك الدول التي تفرض الحصار على الفلسطينيين، وتلك التي تتواطأ مع أمريكا وإسرائيل، وتقف على الضد والنقيض من مصالح شعوب المنطقة، هل كانت ستلقى كل هذا الحجم من الهجوم والشيطنة الذي نراه، ولاسيما من بعض الأصوات التي تسمى بالمعارضة؟ أم أنها كانت ستنعم بفترة من الهدوء وراحة البال وغض النظر "مثلها مثل غيرها"، أي مثل "شقيقاتها"؟ فأي فعل تقوم به سوريا، بنظر هؤلاء، هو عين الباطل والحرام، حتى لو كان حق الحق الأحق بأن يتبع في مسائل الإقليم الكبرى، وما يفعله "آخرون" هو الحق، حتى لو كان باطل الأباطيل الأولى بأن يترك.
.
دأب بعض ممن يطلق عليهم بالمعارضين، على النيل من سوريا، ومحالة تبخيس وتشويه وتحطيط كل موقف سوري إلى حدود التلفيق، لا بل وقلب الباطل حقاً، والحق باطلاً. وكان الترصد والتقصد والتربص بالموقف والفعل السوري، لتشويهه والنيل منه ومهما ضحت، وفعلت هذه الـ"سوريا" هو سمة عامة لنشاط وسياسة البعض.

وفي الوقت الذي كانت فيه، مثلاً، قافلة شريان الحياة3 تلف، وتدور، وتعبر من مدينة، ودولة مما تسمى بـ "عربية" إلى أخرى، وتوصد في وجهها كل الأبواب، كانت سوريا، وحدها، التي فتحت أبوابها لهذه القافلة ومدّت غزة المحاصرة بـ"شريان الحياة"، فيما كان الأخوة الألداء "يتطاولون" في بنيان "جدران الفولاذ"، ويمنعون الدواء والغذاء والماء عن أطفال غزة الفقراء. وما كنت لأخوض في هذا المعترك، الذي اعتدنا عليه، لولا أنني كنت شاهد عيان، ومتابعاً، لمفارقة كبيرة رأيتها بأم عيني، ولتلفيق لا يمكن تجاوزه شاهدته على أحد المواقع السورية، إذ يبدو أن مساعدة سوريا للقافلة قد أزعجت أصحاب الموقع، فلم يكن هناك من بد لإعمال التشويه، ومما جاء في ذلك الموقع: "كشفت مصادر وثيقة الصلة بالعمل الإسلامي أن الوفود التي رافقت قافلة شريان الحياة إلى غزة المحاصرة، تم إنزالها جميعاً في معسكر طلائع البعث في مدينة اللاذقية الساحلية وذلك استعداداً لتوجه قافلة شريان الحياة لأهلنا وإخوتنا في غزة المحاصرة، في حين نقلت السلطات السورية وفد الإخوان المسلمين الأردنيين إلى نادي الضباط البعيد عن معسكر الطلائع وعن احتكاك الناس سيما وأن الخشية سرت في أجهزة المخابرات السورية في أن يتمكن الناس والعامة من التواصل مع وفد الإخوان المسلمين في الأردن .....وقالت المصادر إن المخابرات السورية التي كانت حاضرة بقوة في تظاهرة شريان الحياة امتعضت وبقوة من أعلام الأخوان المسلمين المرفوعة والشعارات التي أطلقها.....إلخ "، (سوريون.نت)، وهكذا حتى نهاية الخير التي لم تخرج عن هذه الشاكلة وهذا المنوال. (ليسمح لنا "الزميل" محرر الخبر القول، ها هنا، بأن الخبر وبصيغته الحالية، وبقراءة تحليلية وإعلامية، ينطوي على إساءة بالغة للوفد الأردني الإخواني باعتباره حاول الشغب والتظاهر وإحداث البلبلة والصدام مع السلطات السورية التي أكرمت وفادته والإيقاه ينه وبين هذه السلطات، وهذا ليس من صفات هذا الوفد الكريم والمحترم، ولا أي من أعضائه الذين تجشموا جميعاً عناء المخاطرة والسفر والتعب لمرافقة القافلة، هذه هي غايته وليس غايته أبداً الشغب وخرق القانون في سوريا، ومن غير الجائز رميه بأي من التهم ووضعه في هذه الصورة).

بداية، ومن خلال عملية بحث على المحركات العنكبوتية، فإن أحداً ما لم ينقل هذا الخير باستثناء الموقع المذكور، ذي النـَفـَس والصبغة الماضوية الظاهرة، ما يضع علامة استفهام كبرى على مصداقيته، وهو ولا يبعد هذا الخبر في الحقيقة عن الكثير من المقالات التي نقرأها، لبعض الكتاب، الذين يتعاملون مع كل ما يتعلق بسوريا، على طريقة عنزة ولو طارت.

لكن اللافت ها هنا، أن هناك اعترافاً صريحاً في الخبر، ومن السيد المحرر الهمام، وربما من غير قصد، بأن هناك أعلاماً للإخوان الأردنيين، رفعت وبأن هناك شعارات ردّدت، وهذا، لعمري ما لا يريد أن يقوله الخير، ويعني، بذات الوقت، أنه لم يكن هناك "قمعاً، ولا عزلاً، ولا حجراً"، ولا هم يحزنون، على وفد الجماعة، وباعتراف من الموقع ومن صلب الخبر ومتنه. هذه واحدة. والأخرى، طالما أن الأمور جرت كما حاول الخبر أن يوحي، لماذا لم يحتج أعضاء الوفد في الصحافة الإعلام لاحقاً، على ذلك، وبعد خروجهم من سوريا، بل شكروا سوريا على هذا الموقف، ولم نسمع لأي عضو من الجماعة المذكورة بأي نوع من الانتقاد ووسائل الإعلام، والتواصل والاتصال، متاحة لهم، وهم لن "يخجلوا"، ولن يخافوا أو يجاملوا لا سوريا، ولا غيرها، من حيث انتقادها، لو أنهم تعرضوا فعلاً لما حاول الخبر الإيحاء به، ونقله.

ثم، والأهم، إن أحداً ما لن يكون بمقدوره أن يلزم سوريا، وهي في أحسن حالاتها، على استقبال، ليس وفد إخوان الأردن، وحسب، وإنما القافلة برمتها، وكل شيء "يحسب ها هنا، بدقة متناهية، وبـ"الميليمتر"، لاسيما إذا كان من ذات الطبيعة الحساسة والخاصة. وهي بالتأكيد أن كانت "خائفة" كل هذا الخوف من "وفد إخوان الأردن"، كما حاول الخير الإيهام، فلما كانت سمحت له بالدخول من الأساس، ولما وضعت نفسها في هذا الموقف أصلاً، وكما فعلت شقيقاتها اللواتي لم يتعرض لهن الموقع بسوء والحمد لله، (والكل يعلم أن قيادة حماس، غير البعيدة إيديولوجياً عن إخوان الأردن، مرحب بها، ومكرمة في قلب الشام، وسوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي تجرأت على استقبال قيادة هذه المنظمة الفلسطينية، وهي أقوى بكثير، من حيث مكانتها وموقعها النضالي، ورمزيتها الوطنية من وفد إخوان الأردن).

وثالثة الأثافي، وحيث أنني كنت أتابع الموضوع، عن كثب وقرب، بحكم الفضول الصحفي والإعلامي والاهتمام الشخصي بالموضوع، أولاً، وكنت قد كتبت عنه في حينه أكثر من موضوع وهو موجود في إرشيفي، وثانياً، بحكم أنني، وبمحض الصدفة، أنني ابن المدينة التي احتضنت الحدث، وأقطن على مقربة من إقامة جميع الوفود التي حلت، جميعها، في معسكر طلائع البعث، بما فيها وفد إخوان الأردن، الواقع في منطقة الرمل الجنوبي، أي تقريباً في أحد ضواحي مدينة اللاذقية ، بينما نادي الضباط هو في قلب مدينة اللاذقية، وهو أسهل لوجيستياً، لـ"الاحتكاك" مع المواطنين وليس كما حاول الخبر الإيهام، وهذا يعني أن في الخبر "إنّ" كبيرة ومكشوفة، وأن محرره لا يعي بطبيعة الجغرافية التي يتكلم عنها، وكتب "أي كلام"، فلو كان هناك خوف حقيقي من "احتكاك الوفد بالسكان"، لما وضعوه في قلب المدينة حسب الخبر، ولربما أبعدوه إلى خارج المدينة وإلى أي مكان محصور ومغلق، أي في معسكر طلائع البعث الذي قال الخبر إنهم لم يكونوا فيه مع الوفود الأخرى. وقد كنا نتابع يومياً نشاط الوفود مجتمعة، ولقاءاتها مع شخصيات المحافظة الرسمية والشعبية واحتفاء واهتمام الناس ومتابعتهم لجميع الوفود، وتحلقهم حولهم، وترحيبهم العفوي والفطري بهم تغمرهم سعادة عامرة في ذلك كله، ومن دون أي تمييز بين وفد وآخر، وكانت الوفود تأتي وتذهب إلى معسكر الطلائع، بكل حرية، ومنها ما كان يرفع أعلامه ويردد شعاراته، من دون أي اعتراض أو "قمع" واحتجاج من السلطات السورية، وهذا جاء في صلب الخبر. ولو كان قد حصل أي مكروه، لأي عضو من الوفود، لما وفرت وكالات الأنباء ذلك، ولرأيناه، مصوراً في واجهات الفضائيات والمنابر الإعلامية، ولكن أن ترى خبراً كهذا في موقع يتيم بائس يعني أنه مجرد خيال وتلفيق، وهو يحاول وضع العصي في عجلة العلاقة الطيبة التي نشأت بين السوريين وجميع الوفود، كما كان الوفد المذكور يغدو ويروح ويتجول بكل حرية، ويرفع أعلامه، ويردد شعاراته، ومن دون تضييق، وهذا طبق ما جاء في الخبر، حتى لو كان غير مقصود.

صدق نصف ما ترى، ولا شيء مما تسمع، ربما تكون الحكمة الأكثر توصيفاً لمعظم ما نرى ونسمع وتقرأ هذه الأيام، لاسيما إذا كان مصدره أصوات وتيارات وجهات باتت معروفة أكثر من "أعلام" الإخوان الأردنيين التي رفعت، وحسب الخبر، مع وفود قافلة شريان الحياة.

محاولات شيطنة سوريا جارية على قدم وساق، طالما أنها ما تزال تغرد مستمرة خارج الأسراب "إياها" أسراب التواطؤ والتفاوض الحصار. ولا شك أن وقوف سوريا، ذلك الموقف الذي لا يختلف عليه اثنان، من قافلة شريان الحياة، وفتح أبواب سوريا لها، قد أزعج كثيرين، بقدر ما أحرجهم وأحرج "أصدقائهم"، ولذا كان لا بد من شيطنة وتشويه الموقف عبر هذا الخبر، وغيره مما نراه من بعض القوّالين والمدّعين المفوهين، ومما فيه الكثير من التجني بقدر ما فيه من التلفيق والاستخفاف بعقل وذكاء القارئ الكريم، ولا يمكن أن ينطلي إلا على المساكين، والبسطاء، والبؤساء البهاليل المساكين، واللعب على أوتار، بعينها، غايتها، دائماً وأبداً، دغدغة عواطف ومشاعر البسطاء من الناس والطيبين، واستجرار المواقف ، إياها، التي تصب في غير الصالح العام، والوطني.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان
- السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي
- العلاقة السورية الإسرائيلية
- الزعران
- الخليج على كف عفريت
- قصف إسرائيل برؤوس بدوية غير تقليدية
- لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟
- متى نعثر على الصندوق الأسود العربي؟
- الموساد في الخليج
- ديفيد كوهين: دول الخليج ودعم الإرهاب الدولي
- النايل سات في قفص الاتهام
- لماذا لم يكن العرب متحضرين قبل غزو الجوار؟
- نشرة الأحوال العقلية في منطقة الشرق الأوسط
- صراعات الأشرار
- خبر عاجل: أوباما يطالب بتفكيك البرنامج البدوي العربي
- نظام الكفيل: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرارا؟?ً
- الفقهاء: كسلطة الخامسة
- الفقاعة الصحوية
- في جدل الغزو البدوي
- فرمان لاختيار عاصمة للثقافة العربية


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نضال نعيسة - شيطنة سوريا