|
على اثر سرقة المقر المركزي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان:الى السيد وزير الداخلية
عبد القار الدردوري
الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 23:46
المحور:
حقوق الانسان
سيدي الوزيرالنبيه بعد التحية الائقة بمقامكم ، أود أن أوجه لك سؤالا ، أعتقد أنه بريء كل البراءة، لا يستوجب " فتح المحاضر" ولا تتبعات ضدي، باعتبار أن كل ذلك لا يجديكم نفعا، ولا يحقق لي مضرة، وأنا المواطن العادي، المؤمن بحقوق اإنسان وضرورة حمايتها والدفاع عنها بما أتاحه لنا دستور البلاد وقوانينها والبيان العالمي لحقوق الإنسان، وهي مراجع نعتمدها في عملنا ووسائلنا السلمية ورفضنا للعنف مهما كان مصدره ومأتاه، كما تؤكده أدبياتنا الرابطية منذ تكوين الرابطة، ومع كل وزراء الداخلية التونسية، وجميع ملفاتنا في أقسام البوليس التونسي في كامل أنحاء الجمهورية، حيث أن ما كتبه بوليسكم في تلك الملفات لا يشير إلى أي عنف مارسناه رغم تعرضنا، المستمر للعنف( الذي يمثل حصار مقراتنا أحد ضروب هذا العنف، ووسيلته: التعليمات المنزّلة على الشرطة ومعاملتنا بقسوتها المنافية للقوانين، مثال ذلك أن نكون جالسين في أحد المقاهي ويأتي رئيس المنطقة ويطالبنا بالمغادرة. نسأله لماذا فيقول لنا إنها التعليمات وليس لدينا جواب. أليس هذا عنفا ضدنا يا سيدي؟ وبما أنكم تملكون القوة رأيتم أن تتعسفوا بهذه القوة وتفرضوا المحاصرة اللصيقة لنا ولمنازلنا وللأنهج المؤدية لمقرات فروع الرابطة ، وللمقرات نفسها دون قانون، في دولتنا، التي تصفونها بدولة القانون والمؤسسات. أليس هذا عنفا مارستموه، وتمارسونه، ضدنا وتنتهكون به حقوقنا، لا لشسء إلاّ لأنكم الأقوياء ونحن الضعفاء؟ ومتى كان العنف يتستر بالقانون، وهو يدوسه ويضربه، في الأنظمة الديمقراطية؟ ). وأراني ، بعد هذه المقدمات، أجد من الضروري أن أوجه لكم السؤال البريء، التالي: كيف يكون المقر المركزي للرابطة التونسية تحت قبضتكم ومراقبتكم الدائمة، وتمنعون من دخوله ، أيا كان، إلا في يوم معين، ثم تتم مداهمته وتهشيم زجاجه، وتُسرق منه( اليوم) أجهزة الكومبيوتر. فمن تراه يكون هذا السارق يا ترى، خاصة وأن هذا المقر موجود في نهج تحاصره الشرطة من فتحتيه؟ هل نزل إليه السراق من الجو؟ ولم يره الشرطة المراقبون والمحاصرون للمقر؟ أم أن اللصوص لبسوا " طاقية الإخفاء" الأسطورية، أم أنفار من " الجن" يكرهون الرابطة ويريدون تعطيلها، في هذا الوقت بالذات، ولم تكتشفهم عيون البوليس ولا كاميراته ولا المتعاونون معه، سواء كانوا بملابسهم الرسمية، أو غير الرسمية؟ فمن يكون السارق يا ترى ؟ ولنفترض سيدي أن البنك المركزي، وهو موجود، مثله مثل المقر المركزي للرابطة، تحت الحراسة البوليسية المشددة، ويتعرض إلى السرقة، مثله مثل المقر المركزي للرابطة، فمن يكون هذا السارق المختص؟ أنا لا أجيب ، ولكني أعرف السارق مثلما أنت تعرفه، خاصة وأن المسروق هو جهاز كومبيوتر، ويريدالسارق الإستفادة العلمية والمعلوماتية منه، واستعمالها في الوقت الذي يريده هذا السارق، لأننا نعرف أن المسروق لا يسرقه سارق، بالمعنى المعروف للكلمة، ولكن يسرقه سارق مختص له غاية في المسروق، بينما السارق العادي لا يمكنه الإقتراب من مقر الرابطة وهو متأكد من خلوه من المال والذهب وما إلى ذلك. بينما السارق المختص يعرف ما هو موجود في المقر، ويعرف أن عيون البوليس " لا تراه أبدا، كما أنها لا تسمع صوت الخَلع وتهشيم الزجاج، سواء في النهار، وجميع العيون مفتوحة، أو في الليل، الذي له آذان سميعة . ونحن إن لم نقل عن السارق شيئا، فإننا نحمّلك المسؤولية، لأن المقر تحت حراسة البوليس المشدّدة، والبوليس يتصرف بأوامركم وتعليماتكم، حتى ولو كانت مخالفة للقانون، وعليكم سيدي أن تكشفوا أمر السارق بسرعة،دون الاضطرار إلي استعمال أي كبش، أو نعجة أو دجاجة، للفداء، وها نحن نساعدكم بقولنا إن السارق ليس عاديا، وأنه يرى له مصلحة في جهاز الكومبيوتر، وربما هو، بعد أن يأخذ هذه المصلحة من الكومبيوتر، يتركه في مكان ما ، ويُعلم البوليس بالمكان فيذهب إليه ويأخذ، ثم يعلن للناس أن البوليس تحرك في وقت قياسي وكشف المسروق وأرجعه إلى أصحابه. لكن البوليس لم يذكر أن السارق هو سارق مختص، ولم يعلن أن السارق العادي لا يخاطر بخلع مكان ليس فيه أشياء ثمينة ولا مال، وهو يبحث عن المال، كما أن الكومبيوتر لا يحقق رغبته ولعلكم، سيدي الوزير، فهمتم القضية، وفهمتم لماذا حدثت السرقة في هذا الوقت بالذات ،حيث يتفاوض فيه الشق الرابطي والشق المتمرد على الرابطة والمستقوي بالسلطة، وتم الإعلان عن الإنفراج بين الشقين، وأن مشكلة الرابطة في طريقها إلى الحل(؟)ألا يكون القصد الخفي، من هذه السرقة، الزج بالرابطة في مشاكل جديدة وخلافات أخرى بين الشقين المتنازعين؟. على كل فنحن منشغلون بهذه القضية، إلى حد الاستياء العميق، ونرى أن الاعتداء على مقر الرابطة ( وهو تحت حراسة البوليس المشددة)هو اعتداء آثم علينا جميعا، فما هو موقف السلطة من هذه الجريمة النكراء؟ عن هيئة الفرع: الرئيس عبد القادر الدردوري
#عبد_القار_الدردوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام
...
-
حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم
...
-
رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو
...
-
منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة،
...
-
مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ
...
-
مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل
...
-
زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في
...
-
حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن
...
-
حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ
...
-
هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|