أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين محيي الدين - حوار بين رجل دين وعلماني 4














المزيد.....


حوار بين رجل دين وعلماني 4


حسين محيي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 23:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ قرون من الزمن أي منذ ظهور الدولة القومية كان هنالك صراع بين السلطة الدينية والدنيوية على قيادة الدولة . وكان هذا الصراع يأخذ أشكالا عديدة . فتارة تقوى هيمنة السلطة الدينية وأخرى تخبو فيها . أو يتقاسما السلطة بالتساوي وفق تسويات خاصة . هذا ما كان عليه الحال . ولقد اتخذ النهج العلماني مناهج عدة في تسوية الأمور فيما بينه وبين سلطة الكنيسة .
1- العلمانية الفرنسية والشيوعية . اختارت العلمانية الفرنسية والشيوعية محاربة الدين والاستيلاء عليه . وعملت على إضعافه ورده إلى حدود الكنيسة ودور العبادة . وعملت على تطهير المناهج التربوية والثقافية من كل ما هو ديني وإحلال منهجها العلمي مكانه . كما عملت على تخليص المؤسسات الاجتماعية والسياسية من أي اثر ديني ولم تكتفي بذلك فقط بل شجعت أي توجه معادي للدين وإحلال مكان الدين في كل مناحي الحياة .

2- العلمانية البريطانية وبعض الدول الأوربية .

لقد اختارت دول مثل بريطانيا وايطاليا وايرلندا واليونان سياسة توافقية بين الدين والدولة العلمانية . فأعطت دورا هاما للدين في الحياة الاجتماعية والتعليم والثقافة . فبريطانيا مثلا والتي اختارت النظام الملكي أعطت للكنيسة الانجليكانية امتيازات خاصة مقابل ذلك توفر الكنيسة للدولة نوعا من الإسناد والشرعية وان ملكة بريطانيا هي من ترأس هذه الكنيسة . وفي بلد مثل إيطاليا مازال الفاتيكان يمارس نوعا من التدخل الخفي في شؤون الدولة ويتدخل في تعيين وزرائه في الحكومة ويطيح بآخرين . علما بأن الكنيسة الكاثوليكية تعد من جزءا من الهوية القومية والأمجاد التاريخية للايطاليين .

3- العلمانية في السويد وسويسرا وبعض البلدان لاسكندنافية .


لقد اختارت هذه الدول الانفصال الوظيفي بين الدولة والكنيسة وهي تتمثل بالقول المشهور (( ما لله للإله وما لقيصر لقيصر )) وقد وضعت حدا لتدخل الكنيسة في شؤون الدولة فأصبحت الدولة اللاعب الأكبر والقوة الأعظم في تحديد هوية الأفراد والمجتمعات وفي بناء النظام الاجتماعي وهي تحتكر أدوات القوة وتنفرد بشرعية استخدامه . ومع التطور الهائل الذي أحدثته التكنولوجيا ألحديثه غدا المواطن وسلوكه الاجتماعي ما هو إلا نتاج هذه الدولة وليس نتاج التربية الكنسية .

4- العلمانية الأمريكية .

وهي علمانية خاصة وضعت خطا تمايزي بين الدين والدولة . إلا أن الثقافة السياسية الأمريكية وطريقة حياة الأمريكيين وأعرافهم الاجتماعية كلها لا تنفصل عن تراكمات المسيحية البروتستانتية كما إن الكنيسة في هذا البلد لا تزال تلعب دورا هاما في حياة المجتمعات الأمريكية وفي نظامهم الاقتصادي وعندما نبحث في قلب الأحزاب السياسية الأمريكية نجد أن للدين دورا هاما في حياتهم السياسية وهو مايبدو واضحا في سياستهم الداخلية والخارجية .
و من هنا ياسماحة الشيخ فأن العلمانية ما هي إلا برنامج حضاري يضع حدا لتدخل الدين في شؤون السياسة كما هي برنامج لوضع حد لتدخل السياسة في الشأن الديني وليس هنالك ما يؤكد على أن السياسة تحاول أن تسحب البساط من تحت أقدام ألدين بل تحاول خصخصته وان ما حصل من صراع في القرون الماضية بين رجال الدين وساسة بعض الدول الأوربية مثل فرنسا ودول المعسكر الشيوعي أو تركيا كانت صراعات وتجاذبان على مراكز النفوذ والسلطة بعد أن أدرك الجميع المهام الذي يجب أن يضطلع فيها كلا الطرفين . وإذا كان كل الملحدين علمانيين فهذا لا يعني إن كل علماني ملحد .



#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار خاص بين رجل دين وعلماني 3
- حوار خاص بين بين رجل دين وعلماني(2)
- حوار خاص بين رجل دين وعلماني
- ليس كل فكر عربي ((عفلقيا))
- اقتلوا اطفال غزة!؟
- الإسلامويون يحاولون سحب بساط الثورة من تحت أقدام الإمام الحس ...
- ما قيل وما لا يقال بما فعلة حذاء منتظر الزيدي بالرئيس بوش وب ...
- الدعاية الانتخابية و غياب مبدأ تكافؤ الفرص
- من رحم الحوار المتمدن إلى نخبة المستقلين (( 201 ))
- ما قبل وما بعد الحوار المتمدن
- هل الدين أفيون الشعوب أم رجال ألدين أفيونها ؟؟ الجزء الاول
- ألا يحق لنا ان نسميه(( مطار السيد عبد الحسين عبطان الدولي )) ...
- ألنجف تركل التيار الديني على مؤخرته وتستشيط غضبا من محاولاته ...
- لماذا نقول لا للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ؟
- ديمقراطيون أم إسلاميون على الطريقة الأمريكية؟
- ابعدوا الدين عن السياسه. النصحيه بعد الاخيره لمراجع الدين
- امام جمعه ام داعيه حرب!؟
- فدرالية الجنوب ام عربستان ثانية ؟!
- عودة الوعي والصحؤة المنشودة
- تساؤؤلات مشروعة


المزيد.....




- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين محيي الدين - حوار بين رجل دين وعلماني 4