أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - برهان شاوي - أمــل أبيـض .. سحابة داكنة














المزيد.....

أمــل أبيـض .. سحابة داكنة


برهان شاوي

الحوار المتمدن-العدد: 885 - 2004 / 7 / 5 - 02:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إننا مطاردون، نعم مطاردون، يطاردنا تاريخ هائل من القمع والأرهاب
والتخلف، والعنف المبطن والمغلف بآلآف الرقى والتعاويذ والحكم السلفية
والأحكام الشرعية والشعارات السياسية التي تلوح بالديموقراطية والمساواة
وبناء دولة القانون، وتعدنا بالسعادة والاستقلال والإكتفاء الوطني.

نحن مطاردون من قبل تاريخ من التجارب السياسية الفاسدة، التي لا زالت
تقود عقليتنا السياسية، وتظلل الفضاء الآيديولوجي لدولتنا الجديدة الوليدة،
فهي للأسف، لم تتخلص بعد من أدران الماضي العفن والقذر، لا سيما وان
بيضة الأفعى لم تحطم بعد، فهي لا زالت في كهف بعيد عن الأنظار.

**** ***** *****

وأخيرا تم نقل السيادة الرسمية للعراق، ولا أقول السلطة، الى أول وزارة
عراقية تشكلت بعد سقوط نظام البعث الدكتاتوري الفاشي في العراق،
فالسلطة لا زالت خيوطها بيد أشباح الظلام وبعض دول الجوار.

كما بدأت أولى جلسات المحاكمات لصدام حسين وزمرته علنا، وشاهدها
القاصي والداني من على شاشات التلفزيون. لكن الغريب والمثير للشبهات
حقا، على المستوى العلمي والتحليلي للخطاب البصري الذي وزع على قنوات
التلفزة في العالم، ان (المونتاج) الذي جرى على التسجيل الصوتي لم يبرز
الى الآذان والسمع سوى كلمات صدام التي تبرر هجومه على الكويت، كون
الكويتيين قالوا سنجعل الماجدات العراقيات يباعن بعشرة دولارات، مما دفعه
لإجتياح الكويت، ولا أدري لماذا لم يبرز التسجيل تبريراته لغزو ايران او
هولوكست الأنفال ضد الأكراد، او جرائم المقابر الجماعية؟؟؟؟

أترى يراد إثارة مشاعر الشرف والحمية والنزعة الذكورية عند رجال
الشعب العراقي ضد الكويتيين!!

علما ان نظام البعث نفسه، ورجالات السلطة، إغتصبوا المئات، بل
الآف من النساء العراقيات، بل هناك مئات من اللقطاء من ابناء السجينات
العراقيات السياسيات في العراق نفسه، كما ان تاريخ الأنتفاضة الشعبانية
في البصرة يروي لنا كيف ان أجهزة الأمن العراقية أعتقلت الفتيات الباكرات
من عوائل الساسيين وممن يشك بمشاركتهم في الأنتفاضة، وهناك شهود
عيان عن تجميع المئات من الفتيات الباكرات وجرهن الى مراكز الأمن
والأستخبارات العراقية، وقد كانت النشيطات في الاتحاد العام لنساء العراق
يقمن بدور القوادات للمسؤولين البعثيين، والعوائل العراقية نفسها تعرف ذلك.

كما ان نظام البعث نفسه، بعد غزوه للكويت جعل الماجدات العراقيات
يباعن بأقل من عشرة دولارات في الأردن والإمارات ودول عربية أخرى،
وفي فنادق بغداد، بل ان الدعارة المنظمة لم تزدهر في تاريخ العراق مثلما
ازدهرت في مرحلة ما بعد غزو الكويت، نتيجة للحصار، ولنسف بنية
العائلة العراقية، عبر مؤسسات السلطة الفاشية في المجتمع العراقي.

ولماذا لم يبرز التسجيل تبريراته للمقابر الجماعية، وأجتياح العتبات المقدسة
وقصفها، كي يعرف الشيعة العراقيون ، ويسمعون ابن العوجة وتبريراته!!

هل هناك لعبة سياسية وراء هذا التلاعب بالتسجيل والمونتاج الصوتي، ومن
ترى قام بهذا المونتاج ؟؟ فلا يوجد موقف بريء من الفلسفة كما يقول
(جورج لوكاش) في كتابه ( تحطيم العقل).

***** ****** ******

في كتابه المهم ( الفاشية والدكتاتورية، الايديواوجية والسلطة) يشير المفكر
الفرنسي (نيكوس بولنتزاس) الى انه لن يجري (تحطيم) الأجهزة الآيديولوجية
بالوقت نفسه وبالطريقة ذاتها التي يجري فيها ( تحطيم ) جهاز الدولة، كما ان
تحطيم كل من الأجهزة الآيديولوجية لن يجري باسلوب وزمن متماثل.

وفي الحالة العراقية، تحطمت الدولة، لكنه لم يجر تحطيم أجهزتها الآيديولوجية
بشكل كامل، بل ان السلطة الجديدة تحاول بث الحياة في هذه الأجهزة بشكل
أو بآخر، وأول إجراء للسلطة الجديدة في هذا الشأن هو تجميد لجنة إجتثاث
البعث!!!

العراق يعيش أزمة سياسية، على الأقل بين أحزابه وأقطابه السياسية
الحاكمة، وكل فريق منهم يحاول، بكل السبل المشروعة وغير المشروعة،
ان يحقق ما يستطيع من المكاسب.

أخطر لعبة محتملة في المستقبل القريب، والتي بدات منذ فترة هي بين
فريق الوفاق وبين فريق المؤتمر الوطني، والتي قد تكشف لاحقا عن
لوحة سوريالية من التحالفات السياسية التي لا تخطر على بال أي كان!!

وبدا هذا واضحا من إسقاط الحكومة الجديدة الكويت من ديون الشكر
والعرفان، بينما شكرت دولا، يعرف الجميع انها صدرت الأرهاب
والأرهابيين الى العراق ووقفت، علانية، ضد مجلس الحكم في الفترة
السابقة، وجاء إعتذار الحكومة عن ( سهوها ) أكثر غرابة من الاسقاط
نفسه، فبينما تنسى شكر هذه الدولة لدورها الاستثنائي في تخليص العراق
من النظام الفاشي، نسيت الحكومة الإساءات التي جاءت من دول مجاورة
أخرى ايضا، بل بدأت الحكومة ترقص على أنغام الدبكة البدوية !!

****** ******* *******

لا نريد ان نقوض ثقتنا بالظن، لكن الوعي النقدي للذات يعني سياسيا وتاريخيا،
هو الاستماع لهدير الزمن وهو يتدفق حاملا متناقضاته المتلاطمة، فأملنا
الأبيض يرقب بعين القنفذ السحب الداكنة التي بدأت تزحف على سماء العراق
من الآن.



#برهان_شاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبتــهـال كـــوردي
- العــــراق.. بيت للشمــس وللشـجــر محاولة لإستعادة صورة الكا ...
- حـول الـثقـافـة الفـاشـية فـي العــراق ( 3-3) دولة البعــث ا ...
- حـول الـثقـافـة الفـاشـية فـي العــراق ( 2-3) الدولة البوليس ...
- حول الثـقـافــة الفـاشـية في العـراق (1-3) أقـنعة الفاشـية ا ...
- الفضائيات العربية.. والتضليل الإعلامي.. والإرهاب 2&3
- الفضائيات العربية.. والتضليل الاعلامي.. والإرهاب -1
- تحيـــة للحـــوار المتـمــــدن... تحيــة لـرزكــار القلب في ...
- الـــدوخــة الفـلســـفية
- ملاحـظـات حـول مفهـــوم الـصــورة في الثـقــافـة العــربيـة ...
- صـــرخـة الحــــلاج حول كتاب (نصوص التصوف الاسلامي) للمستشرق ...
- عرض كتـاب: أندريــه بيـــلي.. في - مشـاكل الإبـــداع
- الســـينمـا.. الموسيـــقى.. وشـكل القصيـدة
- قــُــــداس جنــــائـــزي
- عن الإبـداع.. وسـلوك المـــبدع
- هـل هنـاك ( رأي عــام ) عــربي حقــا؟؟
- حـقـــوق الإنسان فـي البـلـدان العربـيـة...!!!!
- عن قنــــاع المثقـف... العراقي..!
- فـي الثقــافـة الـعراقـيـة الجــديـدة
- مـن قصــــــائد الحـجــــــر


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - برهان شاوي - أمــل أبيـض .. سحابة داكنة