أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محيي المسعودي - الأمريكيون في العراق .. دائما, ينتصرون للجلاد على حساب الضحية















المزيد.....

الأمريكيون في العراق .. دائما, ينتصرون للجلاد على حساب الضحية


محيي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 22:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



تُثبت الأحداث يوما بعد يوم, أن الأمريكيين لم ولن يفهموا ابدا الواقع العراقي, ولم يعملوا يوما بشكل يخدم العراقيين . ويبدو أن العقلية الأمريكية المدنية لا تختلف كثيراً عن العقلية العسكرية, إذ كثيرا ما نقرأ في الصحافة الأمريكية لكتّاب أعمدة أمريكيين مرموقين - وهم ينظرون ويحللون الواقع العراقي, - انطلاقا من نفس الفهم الخاطئ الذي وقعت فيه , ولا زالت تقع فيه, العقلية الامريكية العسكرية والحكومية , بل حتى قنواتهم الإعلامية التي أعطوها صفة العراقية مثل قناة - الحرة عراق - نرى فيها اختيار المقالات والأخبار يأتي من النوع الذي لا يبدو عليه انه يفهم الواقع العراقي - مع السعي الواضح لمحرري الاخبار العراقيين اتجاه عرقنة وتصويب وتصحيح التقارير والاخبار, ولكن في الصحافة الامريكية يتحدث كتاب الاعمدة الامريكيون , برؤية وعقلية منطلقة من الواقع الأمريكي ومستعمراته السياسية , البعيدة عن العراق .. ولو راجعنا التاريخ الأمريكي اتجاه العراق سوف نرى, من خلال الأحداث التي وقعت نهاية السبعينات وفي الثمانينات من القرن الماضي, كيف كانت المخابرات الأمريكية تعمل على مساعدة صدام حسين للتخلص من خصومه, وافلاته من المؤامرات التي كانت تهدف إلى الإطاحة به وتخليص الشعب العراقي منه ,! وكيف دعمت امريكا صدام في حرب الخليج الاولى "لا على الايرانيين", بل على العراقيين !. وبعد حرب الخليج الثانية , رأينا كيف ساعدت أمريكا جلاد العراق "صدام" على سحق انتفاضة الشعب العراقي بأبشع صورة عرفها التاريخ البشري ! وكيف ساعدت امريكا هذا الطاغية على زراعة مدن العراق وقراه بالمقابر الجماعية,! التي ضمت عشرات الالوف من الشعب العراقي احياء وقتلى , ممن لا ذنب لهم , بل ان بعضهم لم يشارك برفض حكم صدام وكان مع النظام في كل حروبه مرغما او راغبا . أقول, ساعدته بذلك, والصحيح انها ساهمت فيه بشكل مباشر وغير مباشر . ويومها خاب أمل العراقيين بالأمريكيين, وكانت المرة الأولى التي يشعر العراقيون فيها بمرارة الخيبة, من امريكا, لان الاخيرة انتصرت للجلاد "صدام حسين" على حساب الضحية "الشعب العراقي". واقصد - بالمرة الأولى - لا بحساب القيام بالفعل بل على مستوى حجم الضحايا والخسائر التي تكبدها الشعب . والحدث والمصير المروعين اللتان وجههما , وإلا فان الخيبة قائمة ولم تكن هذه الأولى, فقد سبقها خيبات ولكنها اقل بشاعة او تقبل العذر كمساهمة امريكا في محرقة العراقيين اثناء حرب الخليج الأولى مع إيران والتي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من العسكريين الذين قضوا في الحرب اضافة للمدنيين الذين قتلهم النظام . أما لتخلفهم عن الذهاب الى المعركة أو نتيجة خطأ عسكري او اداري أو نتيجة وقوعهم في ساحة المعركة كما في البصرة والسليمانية. وبعد حرب الخليج الثالثة واحتلال أمريكا للعراق, تحولت امريكا الى دور الجلاد للشعب العراقي . جلدته في الشوارع والأسواق والبيوت, بسوط الموت والاعتقال, والأحداث كثيرة لا تغيب عن بال أحد . ربما كان الإرهاب شافعا لها في أن تمارس دور الجلاد أيام الاحتلال ولكن هذا الشافع وإن كان حقيقيا فأنه ليس الباعث والسبب الحقيقي للممارسات الوحشية الأمريكية داخل العراق, بل كان لسببين الأول ثقافة وفهم الأمريكيين الخاطئ لطبيعة تكوين الشعب العراقي, وظنّها أنه شعب لا يفهم غير لغة القوة, والسبب الثاني هو غريزة الأمريكيين بالتسلط والوحشية, التي كُبتت في أمريكا ووجدت لها في العراق ساحة ومتنفيسا . وعندما بدأت أمريكا انسحابها من المدن العراقية نهاية العام الماضي شرعت تبحث عن جلاد تنتصر له على حساب الشعب العراقي, ولما لم تجد جلادا, يُشفي غلّها وغليلها , عادت إلى الجلادين الأوائل من نظام صدام حسين وخاصة البعثيين, من ذوي النفس الأجرامي, وحاولت ادخالهم العملية السياسية, بالضغوط المستمرة على الحكومة العراقية والقوى السياسية النافذة فيها واستطاعت بالفعل اعادة معظمهم إلى الحكم من خلال ما سُمي بالمصالحة الوطنية . وتفاوضت امريكا مع شديدي التعصب لبعثيتهم الإجرامية, وكان التفاوض في العراق وفي أماكن عديدة من العالم كتركيا والبحر الميت في الاردن وفي امريكا واماكن اخرى عديدة, لا نعرف بعضها قطعا, لانها سرية . كل هذا جاء في محاولة منها لأعادة الجلاد إلى الحكم . وظلت امريكا جادة في سعيها هذا الى أن "بلغ السيل الزبى" كما يقول المثل العربي عندما انتصرت لجلادي الشعب العراقي في محاولتها ادخالهم الحكم من الباب الرسمي "الانتخابات المقبلة" . وكان صوت الحكومة الأمريكية واضحا لتمرير هؤلاء المجرمين إلى الحكم, من خلال تصريحات نائب الرئيس الامريكي جو بايدن وضغطه على الحكومة العراقية بالسماح للبعثيين بدخول الانتخابات . وكانت واضحة مساعي السفير الامركي في بغداد "هيل" باتجاه تمرير دخول البعثيين الى قبة البرلمان العراقي . وواضحة ايضا تعبئة الرأي العالمي اتجاه التشكيك المسبق بالانتخابات المقبلة اذا لم يدخلها البعثييون . الغريب ان الامركيين في مناطق عديدة من العالم وقفوا ضد الدكتاتوريات والاحزاب العنصرية ومنعوها من الوصول للحكم , كما الحال في المانيا وايطاليا وصربيا وسواها من دول العالم ولكنهم في العراق يعملون العكس , وهذ بسبب فهمهم الخاطئ للواقع العراقي . نلاحظ ذلك من خلال ترويج الاعلام الامريكي لدخول البعثيين الانتخابات والوصول للحكم . وهذا ما يتطابق مع الرغبة والرؤية الاسرائلية في وصول البعثيين الى حكم العراق, كما عبر عن ذلك خبراء اسرائليون . قد نتفهم مصالح الامريكان في العالم العربي والتي توفرها لها انظمة دكتاتورية متسلطة تعمل على قمع العقل العربي والشعور الوطني . ولكن الذي لا يُقبل من الامريكان ان يستهتروا بدماء وحقوق مئآت الالاف من العراقيين الذين كانو ضحيا النظام السابق . اين كرامة الدم الانساني ؟ اين حقوق الانسان ؟ اين حقوق ومشاعر عوائل الضحايا العراقيين, اين شعارات امريكا في محاربة الارهاب اذا علمنا ان البعثيين المجرمين متحالفين مع هذا الارهاب . اين كل هذا من الامركيين الذين يدفعوا بواحد مثل صالح المطلك او ظافر العاني الى حكم العراق , صالح المطلك الذي وصف الجلاد بالضحية عندما قال على الملأ ان "البعثيين والنظام السابق مظلومون في العراق" متناسيا المقابر الجماعية وقطع الالسن والاعناق والسجون والتعذيب وحرق واردات العراق لفترة اربعة عقود مضت واربعة عقود مقبلة ستحرقها ديون العراق السابقة . صالح المطلك عندما يقول هذا الكلام انما يشتم الضحايا واسرهم, لا, بل يشتم الانسانية جمعاء لانه يهين الدم الانساني . صالح المطلك النادم على طرده من البعث انما يعلن انه اسوء من النظام السابق, فما بالك اذا امسك بالحكم, لا بد ان لديه مشروع مزارع للمقابر الجماعية اوسع من مقابر صدام واكثر كثافة بالقبور من المزارع التي كان يديرها للسدة ساجدة خير الله طلفاح زوجة صدام . العراقيون لا يعتبون على الامريكيين لانهم خارج العتب, ولكنهم يعتبون على الساسيين العراقين الذين يدعون الى الديمقراطية والعلمانية مثل اياد علاوي الذي يدافع اليوم عن البعثيين, بدل ان يرمم مشاعر الامهات الثكالى والايتام الذين فقدوا اباءهم على ايدي ازلام صدام , ويعتبون على رجل يحبونه ويحترمونه, وهو جلال الطلباني الذي ظهر مدافعا عن البعثيين , ناسيا حلبجة وباخسا حقوق ضحاياها والعتب دائما على كل انسان شريف - رجلا او امرأة - يستطيع ان يقول الحق ولم يقله , ولا عتب على سياسي العراق الحاليين وخاصة الاحزاب الدينية الشيعة لان هؤلاء هم السبب بعودة البعث . بفسادهم الذي نخر العظم العراقي, وصراعهم الذي جعل الاخ يقتل اخيه . وطمعهم الاعمى بالسلطة والمال, ونسيانهم وخيانتهم لشعب وهبهم ثقته العمياء فخانوها ابشع خيانة , ولا عتب على الاحزاب الدينية السياسية من السنة لان هؤلاء اما ابناء قاعدة ابن لادن او ابناء اخوان مصر وكلاهما, من الخير للشعب العراقي ان يتقي شرهم الذي ذاقته الدول العربية قبلنا وغصت بمرارته . ولن اعتب على الاحزاب القومية لان زمانها ولّى . والله يكفينا شر احد رجالها وهو مسعود برزاني . برزاني الذي استعان بصدام لمقاتلة ابناء جلدته من الكرد الذين كانوا بقيادة جلال الطلباني .



#محيي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادب تفاعلي يستخدم تكنلوجيا الاتصالات الحديثة لكشف واقع اجتما ...
- الفنان عماد عاشور ينفخ رماد السنين عن جمر الرغبات
- الثقافة في محافظة بابل بين احلام المبدعين وجفاء السياسيين
- درس في الصحافة لمن لا يحسن السياسة واخواتها
- هل يسدد - السياسي العراقي- كلفة انتاجه ... الى المال العام ! ...
- طريق الرفاق الى .. حكم العراق
- انا ام وجثتي
- في كتابه - مسلمة الحنفي ... قراءة في تاريخ محرّم -
- الثلاثي المُعاق العاق , لأِبوةِ العراق
- السعودية تبدأ حربها لتحرير اليمن السعيد
- -المواطن G -دراما عراقية مؤدلجة تنعى الواقع الجديد لصالح جها ...
- -فجر العالم- خطوة سينمائية جريئة لاستنطاق واقع عراقي اخرس طا ...
- الرياضة العراقية بين دكتاتورية الامس وفوضوية اليوم
- سوريا بين -الهلال الشيعي- -والمعتدلين العرب-
- بريشت رائد المسرح الالماني المعاصر
- آلهة اليمن السعيد غاضبة على الحوثيين
- صالح المطلك : البعثيون مظلومون في العراق
- لماذا العراق الدولة الاكثر اعداء !!؟؟
- العراق ... هل ثمة وطن باق !؟
- -مركز الرافدين للتدريب والمعلومات- . مدرسة لمحو اُمية الحاسو ...


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محيي المسعودي - الأمريكيون في العراق .. دائما, ينتصرون للجلاد على حساب الضحية