أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء حميو - هل يشبه الفيل الثعبان أم الحائط!؟















المزيد.....

هل يشبه الفيل الثعبان أم الحائط!؟


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


توطئة
لستُ مختصا في التاريخ ،أو علوم القرآن أو الحديث " وان كنت قد درستها أكاديميا في الجامعة" ،ولكن مايؤلمني هو ماأراه من تكفير وإهدار دم وقتل لأخوة في الوطن الواحد وفي الإنسانية ،تعايشوا مئات السنين واكثر، بدون هذا ،مالذي حدث ؟! لنجد كل هذا الكره؟!!

تقول حكاية التراث الهندي blind men and an elephant ,Wikipedia " كان هنالك ستة عميان ، سمعوا كثيرا عن الفيل ولفقدانهم البصر لم يكن لهم ان يتخيلوا شكله ،وذات يوم سمعوا ان فيلا يمر بقربهم فطلبوا من صاحبه ان يوقفه ليتحسسوه ومن ثم ليتمكنوا من تخيل حجمه وشكله ،وضع الأعمى الأول يده على جسد الفيل وصاح : انه يشبه الحائط ،وصاح الثاني مخالفا بعد ان تحسس ناب الفيل : بل انه يشبه الرمح فهو أملس وحاد ،اعترض الثالث بعد ان تحسس خرطوم الفيل : بل انه يشبه الثعبان ،وامسك الرابع قدم الفيل وخالف الثلاثة : بأنه يشبه جذع الشجرة ،وهكذا الخامس والسادس كل منهما ممسكا بأذن وذيل الفيل".
كل منهم اقتنع بما تحسسته يداه وخطّأ الآخرين بما تحسسوه.
لكن من المؤلم والمخزي ان عميان البصيرة في العصر الحديث لم يكتفوا بالمخالفة وحسب حين لايتفق تصورهم مع تصور الآخر بل صاروا يكذبونه ويكفرونه ويهدرون دمه..!!
على الأخص في العشرين سنة الأخيرة التي شهدت تغييبا للعقل لم تشهده سابقاتها، ساعدها في هذا استخدام الدين والطائفة الدينية كورقة جذب سياسية ،صارت تؤتي ثمارا سياسية ناجحة " وقتيا "..!!
ومن الغباء ان نلقي باللوم بعمى البصيرة على هؤلاء وحدهم ونستثني سلطة السياسة التي استخدمتهم كثيرا كلما حلت بها أزمة تهدد " كرسيها " ،بالإضافة إلى انزواء التنويريين إلى موقف الدفاع عن النفس ،بدل الدفاع عن الحقيقة.
وهذا الأمر " أي خطر الآخر " لايقتصر على الشرق " المتخلف " بل استخدمه ومازال يستخدمه الغرب " المتقدم " ممثلا بأحزاب اليمين العنصري واستخدامها ورقة خطر الإسلام ومن ثم المسلمين ،وقد أتى هذا الاستخدام أوكله في صناديق الاقتراع في أوربا وبلدان الغرب الأخرى، وان كان ضرره الاجتماعي كما بدا لهم قليل نسبيا في شق المجتمع " في منظور "أخطل "كونه موجه ضد آخرين اغلبهم قادمين جدد ومن قوميات وديانة مختلفة" ،لكنه أي الاستخدام الديني في مجتمعاتنا الشرقية سيؤدي إلى مآسي على كل الأصعدة ،فالتكفير وتخطئة الآخر لم يقتصران على أبناء ديانة أخرى شركاء في الوطن ،بل تعداه ليصير بين أتباع الديانة الواحدة من طوائف مختلفة أو ذات الطائفة.
في عام 1914-1915 في أوج الحرب العالمية الأولى وحين تعرض الأرمن " المسيحيين " إلى مذابح مروعة ،كانت إحدى ملاجئهم هي أماكن إسلامية بأغلبيتها الكبيرة فاتحة اذرعها لهم ،وهكذا رأيناهم كيف استوطنوا بلدان الشام والعراق ، وصولا إلى البصرة ،بنوا كنائسهم وصاروا جزءا من هذه المجتمعات لهم خصوصيتهم التي تم احترامها ،وكانوا شركاء فعالين وأوفياء في نقل خبراتهم ومهاراتهم المعرفية في تنمية هذه البلدان ،سوية مع إخوتهم المسلمين وغير المسلمين شركاء في أوطانهم أينما حلوا.
ولكن في منتصف الاربيعينات وأوائل الخمسينات ظهر فكر يدعي انه يمتلك الحل لكل الأزمات والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية رافعا شعارا عاما وخطرا جدا " الدين الفلاني هو الحل "..!!
يريد من الجميع ان يتبنوا وجهة نظره في الحل، التي هي حقيقة مطلقة سيغدو من يجادله بها بعد أربعين عاما كافرا مرتدا يهدر دمه..!.
فسّر "كتاب الله" كما يشاء ،واخذ من التاريخ مايشاء ،وعمد مدعوما بمال سياسي إلى طمس أي شاهد تأريخي يدحض حجته أو يهددها ولذا نراه بين فينة وأخرى يحرّم الكتاب الفلاني والكاتب العلاني " تحريم ومصادرة "الف ليلة وليلة بعد مئة عام من صدورها ،ومصادرة وتكفير " نجيب محفوظ وروايته " أولاد حارتنا " بعد أربعين عام من صدورها بأكثر من طبعة ".
لايريدنا ان نعرف شيئا عن (ابن سينا ،وابن خلدون وابن رشد ،أو الكندي شيئا )،بل حتى من "كتب السيرة وتاريخها" اختار مايعزز نظرته المطلقة ،وحاول طمس الباقي ،أرادنا ان نكن متلقين للحقيقة التي مصدرها هو وحسب.
يريدنا ان " نبصم بالعشرة " حين يقول ان الفيل يشبه الثعبان أو الجدار..!
ولكننا اليوم ومن حسن حظنا ،وان لم نر فيلا بحياتنا ،نستطيع ان نختار فضائية بعينها ،تقدم لك فلما وثائقيا ومعلومات عن أنواع الأفيال المنقرضة والتي مازالت تعيش بيننا،بل ومن حسن حظنا وسوء حظهم ، صار باستطاعتنا ان نكتب بالتوكل على الله وبهمة"كوكل" على شبكة النت كلمة " فيل " بأي لغة نشاء لنحصل على مانريد.
لايريدنا ان نعرف الحكاية التالية ويحاول ان يمحوها من كتب التاريخ على ماكان من رأفة ومحبة بين رموز المسيحية وماتمثله للنبي محمد رسول الله ونبي المسلمين ،بل والتزام حتى الخلفاء الراشدين من بعده بهذا ،ولم يمح هذا الأثر من أقدس مكان للمسلمين " بيت الله الحرام " إلا حين استعر صراع السياسة واختلط بالدين واحرق " الكعبة " في عهد ابن الزبير، حكاية سأثبت مصادرها في الهامش ،وطريقة ابن جريج وإلحاحه وصبره لمعرفة الحقيقة :"
" قال وكان تمثال عيسى ابن مريم " عليهما السلام " في العمود الذي يلي الباب . قال ابن جريج : فقلت لعطاء : متى هلك؟قال : في الحريق في عصر ابن الزبير.قال : أعلى عهد النبي "ص "كان؟قال لاادري واني لأظنه قد كان على عهد النبي "ص ".قال له سليمان : افرأيت تماثيل صورة كانت في البيت قبل طمسها؟ قال لاادري غير اني أدركت من تلك الصور اثنتين واراهما والطمس عليهما.قال ابن جريج: ثم عاودت عطاء بعد حين فخط لي ست صواري ثم قال : تمثال عيسى وأمة في الوسط".

عن مسامع بن شيبة بن عثمان ان النبي "ص " قال :" ياشيبة امح كل صورة فيه إلا ماتحت يدي" فقال : فرفع يده عن عيسى وأمه.
قال ابن شهاب : قالت أسماء بنت شقران " امرأة من غسان " حجت في حجاج العرب فلما رأت صورة مريم في الكعبة قالت : إنك لعربية فأمر رسول الله " ص " ان يمحو كل تلك الصور إلا ماكان من صورة عيسى ومريم" عليهما السلام ".

الهوامش
- أخبار مكة وما جاء بها من الآثار" للازرقي." الإمام أبو الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي (ت 250هـ)".
- السيرة النبوية " للذهبي- تحقيق حسام الدين القدسي.
- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام .جواد علي
- ابن جريج(80 هـ - 150 هـ) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، الإمام، العلامة، الحافظ شيخ الحرم، أبو خالد، وأبو الوليد القرشي الأموي، المكي، صاحب التصانيف، وأول من دون العلم بمكة.
وقال أبو حاتم الرازي (العلل 870): من خالف ابن جريج في عطاء فقد وقع في شغل.
- أبو محمد عطاء بن أبي رباح أسلم بن صفوان (27 هـ-114 هـ) مولى آل أبي خيثم الفهري القرشي من أصول نوبية، فقيه عالم محدث، من أجلاّء الفقهاء والتابعين في القرن الأول والثاني الهجريين. ولد عطاء بن أبي رباح في جند باليمن ونشأ بمكة، وتعلم من علمائها. أخذ عن عائشة وأبي هريرة وأم سلمة وأم هانئ وابن عباس وعبد الله بن عمرو وابن عمر وجابر وابن الزبير ومعاوية وأبي سعيد وعدة من الصحابة ومن التابعين، حدث عن عبيد بن عمير ومجاهد وعروة وابن الحنفية وغيرهم كثير. وأخذ عنه الأوزاعي وابن جريج وأبو حنيفة والليث. وحدث عنه مجاهد بن جبر، وأبو إسحاق السبيعي، وعمرو بن دينار، وقتادة، وعمرو بن شعيب، والأعمش، وأيوب السختياني، ويحيى بن أبي كثير، وكثير غيرهم.توفي في مكة .



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون العراقيون ، طبيب واحد وعشرون صندوق دواء
- يخطط للعودة الى بغداد ثانية (حكايات يرويها مهاجر أمضى ثلاثين ...
- نقاش في سيارة أجرة عراقية
- أسرار صغيرة عن الحوار المتمدن
- مؤخرةُ وزير ٍ على المَحَك
- دعوة في كوبنهاگن لقتل سبعة آلاف مواطن دنماركي
- یكره أحدهم ویحب إسرائيل
- (إعدادية مختلطة.. وخيانة علمية )
- حقيقة كلمات ماركس الثلاث (الدين أفيون الشعوب )
- حكايات من إذاعة الحزب الشيوعي العراقي ( أبو صويحب )
- حمّالات الصدر والمساواة في السويد
- غشاء بكارة - صيني -
- الفيتامينات -والعادة الشهرية - والجنس في المناهج المدرسية
- نداء إلى الكتاب والرفاق اليساريين في المغرب (العربي)
- حكايات جامعية (دبابات في الحرم الجامعي )
- عالم ال ( طُزْ )
- لو كنتُ حارسا في بنك عراقي
- رسالة اعتذار الى الحيوانات
- الضوء الأخضر في إغتيال احمد عبد الحسين
- إمام جامع


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء حميو - هل يشبه الفيل الثعبان أم الحائط!؟