أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفي النجار - الحلقة الثانية.. أين الله؟














المزيد.....

الحلقة الثانية.. أين الله؟


مصطفي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 03:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- بابا متضحكش عليا.. عمال تقولى ربنا معايا وانا مش شايفه وتقولى في السما والسما فاضية مفهاش حد غير السحاب.. هو السحاب ده يعني الله؟

لم يدربني أبي منذ نعومة أظافري على الرد على مثل هذه التساؤلات وكان الكبار في السن يقولون لي لا تفكر كثيرا في وجود الله أو عدم وجود حتى لا تكفر _والعياذ بالله_ ففضلت وقتها أن أنعم بالهدوء على أن أرهق عقلي وجسدي وقواي بمعلومات لن تنفعني لكنها يمكن أن تؤدي كما ذكر الشيخ الذي كان يحفظني القرآن بالمسجد المجاور لمنزلي "يا ابني لو سألت نفسك فين ربنا هتضل نفسك وهتكون نهايتك وحشه ويوم القيامة هتكون مع الكافرين الضالين المضلين".

لماذا الجيل الجديد يتكلم كثيرا وفي أمور لن تفيد، ولماذا يحرجني هذا الطفل؟ هل يقصد وضعي في موقف سيئ أم أن سؤاله جاء بالصدفة؟.. لا ولا.. أعتقد أن أمه هي التى دفعته ليحرجني لانني أضعها في مواقف مبكية أمام أقاربها واصدقائها. تضاربت التخمينات لأذهب بعيدا عن ذلكم الطفل الذي يقف أمامي، راحت الأفكار واستقرت خلف عيني المصوبة إليه، فانطلقت الكلمات سريعة كالرصاص خائفة كاللصوص وهمس لساني قائلا:
- بص يا حبيب بابا.. الله سبحانه وتعالي قال في القرآن ويدركم ولا تدركه الأبصار.. يعني ربنا بيشوفنا لكنه خايف علينا نشوفه مش لان شكله وحشه أو حاجة .. بالعكس ربنا جميل جدا أد البحر وأكتر.. شفت البحر اد ايه ربنا جميل جدا اكتر منه بكتير اووي
واستطرد في حديثي بينما وضع طفلي يديه مشبكتين بينما اتسعت قرنيته وتسطحت ملامح وجهه دلالة على الانصات والتدبر فيما أقوله..
- ربنا لما سيدنا موسي عليه السلام اليهودي زمان اوي قالوا له فين الله اللى بتقولنا عليه.. فدعي ربنا وقاله عايز اشوفك فربنا قاله "أنا هنكشف على الجبل لو لو محصلوش حاجة هنكشف ليك انت لانك اضعف من الجبل".. لكن ربنا انكشف للجبل فتقطع أحجار صغيرة جدا ووقع سيدنا موسي من الصدمة كل ده عشان الجبل شاف جزء من نور ربنا مش شاف ربنا.. فتفتكر ايه اللى ممكن يحصلك وانت اصغر في السن من سيدنا موسي واضعف من الجبل بكتير.
شعرت لأول مرة بالانتصار فالكلمات أصبح كسرعة الصواريخ وتغلبت على لعثمة لساني وتعثر مخارج الألفاظ، إلا أن هذا الطفل الذي أحسست كإنه مُصِر علي اختباري، لأعواد معه لطفولتي ولحظات الامتحانات القاتلة التى كان احتباس البول بداخلي يشل تفكري ويدي عن استرجاع الاجابة وتدوينها. باغتني قائلا: ماما ديما بسمعها بتقول ليه يارب مش بتستجيب ليا مع انها بتصلي كل حاجة كل يوم؟
- ربنا بيحب يسمع صوت الناس المؤمنين زي ماما.. فبياخر تحقيق طلبها عشان تفضل تدعيه كتير.
- معني كده ان ربنا بيحب ماما.. وانت مش بتضايق ان في حد بيحبها وهى بتحبه؟
- واضايق من ايه ده ربنا اللى خلقني وخلقها
- مش ربنا راجل زيك زيه؟
- لا يا حبيبي ربنا مفيش حد زيه.. لا نقدر نقول عليه راجل ولا ست ولا اي حاجة
- هو معندوش اولاد العب معاهم؟
- لا ربنا ملوش حد.. هو لوحده بس
- طب بياكل ايه.. وبيلبس ايه؟
- ربنا مش بياكل ولا بيلبس.. ربنا مش بشر عشان ياكل ويلبس.. حياته غير حياتنا.. مش انت بتشوف النباتات والحيوانات بتعيش حياة غير حياتنا؟
- اه..
- ربنا برضه هو اللى خلق كل دول.. فيعيش بشكل مختلف خالص
صمت للحظات وتمتم بكلمات لم أسمعها ولم أفهمها جيداً.. كان ينطق بلغة غريبة.. تخيلته مسموح من الجان.. عدت وقلت بل يفكر.. وكان استنتاجي الأخير هو الصحيح.

قال الطفل: مش انت قلت لى عيب تشوف حد وهو مش لابس هدوم؟
فاجبته: آه.. قلت لك صح
- طب ما ربنا بيشوفنا انا وانت وماما واحنا عريان زي ما انت بتقول.. ده نسميه ايه؟
- لا .. ربنا لما بيشوفنا مش هيبصلنا بصه غلط.. هو اللى خلقتنا.. انت لما بتخبي اللعبة بتاعتك تقدر تقول عليها وحشه؟
- لا مبقولش وحشه..
- برضه ربنا كده هو اللى خلقنا فعادي لما يشوفنا عريانين بس المهم منكونش بنعمل حاجة تضايقه لأنه ممكن يعاقبنا

وقع نظري على كوب الشاي الذي أعددته زوجتي فأمسكت به لأبلع ما يرطب حلقي إلا أن كوبي قد برد، ففوجئت بالطفل يرفع لي يده بكوب ماء يقربه إلى فمي... وهو يقول:

انتظروني في الحلقة القادمة



#مصطفي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكد الستات وغتاتة البنات
- الحلقة الأولي.. أين الله؟
- لماذا لا يتدخل مبارك لانقاذ -البديل-..؟
- اقتراح برغبة لمشروع قانون للبكاء في المقابر
- مش أنانى
- اشتقت إلى الفنار
- كيف نعيد مصر ؟
- !العمل السياسي داخل الجامعات الخاصة أين؟
- انفراد: نشر رسالة المدون عبد الكريم سليمان من سجن برج العرب
- !صحف الشباب علي الإنترنت للتعبير عن الرأي فقط
- مواقع تزرع كراهية العرب في قلوب بعضهم البعض
- هل يمكن أن تتقدم مصر؟!
- قناة زواج -بداية-
- من هو وزيرك المفضل؟!
- أزمة الشباب .. هى هى أزمة الدنيا بحالها
- العلمانية في ظل التعديلات الدستورية
- بريطانيا تخاف من السعودية؟!
- ما الحل لأزمة دارفور؟
- أمريكا تريد حفظ الأمن العراقى ولا تحقق الأمن لقواتها!
- دراسة تؤكد : 82% من أسر المعتقلين فى مصر حالها متوقف لحين خر ...


المزيد.....




- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفي النجار - الحلقة الثانية.. أين الله؟