أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !














المزيد.....

خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 885 - 2004 / 7 / 5 - 02:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لست خبيرا قانونيا لأناقش من يدعي وبفذلكة قانونية عدم شرعية محاكمة الديكتاتور صدام حسين ، ولكني بنفس الوقت لست قلقا حول هذا الجانب ، لان الحكومة العراقية المؤقتة ، وهي تثبت مواقعها وشرعيتها يوما بعد اخر ، وبمستشاريها القانونيين وأجهزتها المختصة قادرة على محاججة كل هؤلاء الذين ولاسباب مختلفة راحوا يطبلون للتشكيك بشرعية المحاكمة راغبين بوقفها أو على الأقل التشويش عليها وتأخيرها حتى يمكن لهم ترتيب أوراقهم بشكل افضل . هنا وكمواطن عراقي أحاول مناقشة ، لماذا لا يرغب القومجيون العرب بمحاكمة الديكتاتور المجرم صدام حسين ، الذي أذاق أبناء العراق وجيرانه المر والموت والعذاب والشهود والشواهد لا حصر لها على جرائمه وجرائم نظامه ؟ كمواطن عراقي ، ينتمي شاء أم آبى ، لهذا العالم العربي ، من بغداد لتطوان ، أدرك تماما ان المؤسسات الرسمية العربية ، وفي مقدمتها الحكومات العربية ، تجد نفسها تلقائيا ـ هكذا ـ تملك الحق في معارضة محاكمة الديكتاتور المجرم صدام حسين ، والتشكيك بالمحاكمة أو الاستهانة بها ، واعتبارها على لسان بعض المسؤولين العرب قضية ثانوية ، وذلك مفهوم لدي لان محاكمة المجرم صدام حسين تشكل سابقة خطيرة للأنظمة العربية ، التي لم يأت اي منها عبر صناديق الاقتراع ، والتي تدرك انها تفتقد الى شرعية وجودها وهي المثقلة بالفساد الاداري والمالي والتي تخشى من نهوض شعوبها المصادرة الحقوق ، وربما تستقوي عليها بما يجري في العراق وقد تفلت منها زمام الأمور ، ولانه لم يسبق لأي حاكم عربي أن حوكم هكذا على مسمع من العالم كله فهذا سيكون درسا بليغا للشعوب العربية ، وعليه فالحكومات العربية تجد نفسها مطالبة وحفاظا على مصالحها ان تقف وبقوة ضد محاكمة الديكتاتور المجرم صدام حسين ، ليس حبا بعيون طاغية بغداد ، الذي سبق وان عامل البعض من قادة هذه الأنظمة بشئ من الجفاء والتعالي ولم يقووا على مواجهة غطرسته وعجرفته في أحيان عديدة فاذلهم هنا وهناك ، وانما هم يعارضون المحاكمة خوفا من نتائجها ودروسها التي ستكون بين ايدي شعوبهم فتوظف ضدهم يوما ما .
وايضا ، يلفت انتباهي تماما موقف الأحزاب والمنظمات العربية القومجية ، التي راحت تردح على انتهاك حقوق الإنسان في العراق الجديد ، والتي تناسوها طيلة خمسة وثلاثين عاما من تسلط عفالقة البعث الفاشي بمصائر ابناء الشعب العراقي ، ومصادرة ابسط حقوقهم في الحياة ، وهكذا جندوا فريقا من المحامين العرب ، الذين استيقظت نخوتهم العربية والقانونية فجأة مع مثول المجرم صدام حسين بين أيدي القضاء العراقي. المواطن العراقي ، مثلي ، من ضحايا النظام الديكتاتوري ، والذي ينتظر بفارغ الصبر ان يأخذ له القانون العراقي المستقل بحقوقه من المجرم صدام وازلامه ، يفهم جيدا موقف عفالقة البعث ومناصريهم واذنابهم في معارضة المحاكمة ، لان محاكمة المجرم صدام حسين ستكون محاكمتهم جميعا . ستكون محاكمة لفكرهم القومي العفلقي الشوفيني الفاشي ، الذي جلب الويلات لشعبنا ووطننا . فالتاريخ علمنا ان سقوط الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية والمحاكمات التي جرت لم تكن دروسا بليغة فقط لإيطاليا وألمانيا بل لكل شعوب العالم ولشعوب أوربا التي لم تسمح بعد ذلك لقيام اي ديكتاتورية. وهكذا فأن تيارات قومجية عربية اخرى وهي تخشى ان تكون محاكمة المجرم صدام حسين سببا لمحاكمة الفكر القومي بشكل عام ، والذي اثبت عجزه وفشله في أيجاد الحلول لشعوب الأمة العربية ، من بغداد لتطوان ، فلا وحدة ولا حرية ولا اشتراكية عربية ، وإسرائيل باقية ولم يتم رميها الى البحر ، والشعب الفلسطيني لا زال ينزف تحت أنياب الحكومات اليمينية الإسرائيلية ، هذه الأطراف القومجية ترى من الضرورة عرقلة محاكمة فارس الأمة العربية المجرم صدام حسين وإيقافها مهما تطلب الامر ، والى الجحيم بكل ما عاناه الشعب العراقي من عذاب وموت على يد اجهزة نظام فارس امتهم الضرورة المغوار . ولهذا السبب انطلق المحللين والخبراء القوميين ، وللاسف من بينهم أسماء معروفة كانت من ضحايا النظام الديكتاتوري ، يتحدثون في الصحف والفضائيات ، ووفق مبدأ مقدمات حق يراد بها باطل ، عن الأوليات في واجبات الحكومة العراقية المؤقتة ، وضرورة الاهتمام بتوفير الأمن وفرص العمل والكهرباء والخ ، وان تترك محاكمة صدام لوقت أخر مناسب !! لماذا وقت اخر ؟ وكيف يكون مناسبا ؟ عفالقة البعث في العراق ، وهم يتحركون بحرية مستفيدين من الأوضاع الجديدة ويعيدون توحيد صفوفهم وابتكار أساليب عمل سياسي جديدة ، وهم يتلقون الدعم باشكال مختلفة من اوساط عربية عديدة ، بينها جهات رسمية ، راحو بدورهم يسعون لعرقلة قيام المحاكمة ، ويعملون بنشاط لإيقافها والتشكيك بها ، وهم يحلمون بالعودة من جديد لتأسيس جمهورية البعث الثالثة ، وهذه المرة ، عبر صناديق الاقتراع ، وليس بانقلاب عسكري اسود أو ابيض . كل هؤلاء مجتمعين يخشون ان تساهم محاكمة المجرم صدام حسين وتفاصليها وثبوت الجرائم على الديكتاتور ونظامه ، في فضح فكرهم القومي الشوفيني وبالتالي سيفتح عيون الناس اكثر واكثر ، وحتى من بين المغرر بهم بشعارات القومية وطريق تحرير القدس الذي يمر عبر الكويت أو عبادان ، وبالتالي هذا سيترك تأثيره على نتائج صناديق الاقتراع ، التي ينوي عفالقة البعث خوض لعبتها تحت مسميات أحزاب عديدة وبرامج متنوعة وشعارات براقة ، والهدف دخول البرلمان الجديد بشكل شرعي وتشكيل كتلة برلمانية تفرض حضورها وتأثيرها على مجريات الأمور ومستقبل البلاد ، ومنها القرار حول محاكمة المجرم صدام حسين .

سماوة القطب
4 تموز 2004



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذار ... حذار ... انه تمرينهم الأول !!
- من سيحوّل الديكتاتور المجرم إلى بطل أو شهيد ؟؟
- علامة استفهام كبيرة : من يقف خلف اغتيال الكفاءات العراقية؟
- أهي حقا جمهورية البعث الثالثة ؟
- وهم الزرقاوي !!
- الأعسم والزمان ، من خسر الآخر؟
- لماذا يا فضائية الشرقية ؟
- كييت زه لام ؟
- يا حسرتنا يا طالب غالي !
- قتلة قاسم عبد الأمير عجام على الشاشة !
- سجن أبو غريب رمز فظاعات النظام الديكتاتوري المقبور !
- الأوراق العراقية في فنلندا
- في الذكرى السبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الضربات القوي ...
- بطاقات لعيد 31 آذار
- وفد هيئة تنسيق القوى السياسية العراقية العاملة في فنلندا يزو ...
- لا يمكن كسر عزيمة نساء العراق الباسلات !
- في فنلندا تضامن مع المثقفين العراقيين
- ولنا عبرة في حكاية الفأس وشجرة البلوط !
- بطاقات وفاء في يوم المرأة
- بيـــــــــان استنكار


المزيد.....




- حميميم: الجيش السوري مدعوما بالقوات الجوية الروسية يصفي 400 ...
- الحرس الثوري الإيراني يؤكد فرض حزب الله لشروطه ويحذر من زوال ...
- كارثة في أوغندا: انهيارات أرضية تدفن 40 منزلاً وتتسبب في مقت ...
- لاتعرف اسمها.. طفلة بريطانية مكثت ثلاث سنوات داخل درج.. حبست ...
- بروكسل تستضيف اجتماعا لدعم السلام
- ممثلو بريكس يختمون اجتماعاتهم
- جريمة بشعة تهز المغرب.. شاب ثلاثيني يقتل والدته ويحاول قتل ا ...
- بوتين: لن نسمح لكييف بحيازة سلاح نووي
- مواطنو أكثر من 20 دولة يرسلون الهدايا للجنود الروس في منطقة ...
- حطام المنازل في غزة.. ملاذ عائلات نازحة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - خوف بعض التيارات القومية من محاكمة المجرم صدام حسين !